الجمعة، أبريل 23، 2010

حنـــين ...



بقت بتجيلي حالات غريبة من الحنين ..

حنين لأشخاص غرب عني ،، أو علاقتي بيهم سطحية جدا و بعيدة ،، أعرفهم من مدة قصيرة أو معرفهومش خالص .. زي ما وديع سعادة بيقول " يبدون رقيقين من بعيد " و أنا مفتقدة الرقة اليومين دول بشكل موجع جدا بالنسبة لشخصية تشبهني ..

الغريب بسيط ،، مفيش سابق " أي حاجة " يحسسني بقلق أو خوف من ناحيته أو يخلق توقعات تصيب أو تخيب .. رد الفعل تجاه أي حاجة معمولة بهدف الفرح هيبقى الفرح فعلا ،، القلوب متفقة اتفاق ضمني ان مفيش حسابات .. حسابات على ايه ؟ هو مفيش حاجة أصلا :) ..التفاصيل الصغيرة و الكبيرة هتبقى مؤثرة ة من غير مقارنات بحاجة عدت و حاجة جاية ... احتياج مشترك هتبقى نتيجته رضا عند كل الأطراف و ارتياح ... احتياج انساني بحت لحالة تعاطف و وجود .. مجرد حالة وجود ...

بساطة إنك تفرح حد متعرفوش قد إيه مريحة .. ممكن يحط راسه على المخدة مبتسم في نهاية يومه لمجرد إنك حسسته بدفا الترحاب أو الحرص على القرب ... لمجرد إنك عاوزه هنا .. أكتر من انك عاوزه ،، محتاجله .. و وجوده يفرق و حريص إنك تقوله دة ،، في حين احتياجك لوجود ناس كتير قريبين منك أوي ممكن تحس بيه حمل عليهم و عليك انت شخصيا ... بتحاول متحسسهومش بيه ،، و كرامتك توجعك أوي لو بان ،، خصوصا لو كان باين و بدون رد فعل على قد لهفتك و اندفاعك .. و تبتدي التعقيدات و الحواجز اللي مابتنتهيش

النهاردة بالذات كان حنين غريب لأبعد صورة ممكنة ،، كنت راكبة ميكروباص و ورايا اتنين بيتكلمو عن رضوى عاشور و أحلام مستغانمي و محفوظ .. حاجة مابتحصلش كتير في الميكروباصات دي ،، واضح انهم مروحين من وسط البلد و أكيد كانو في ندوة ... كانو عسولين أوي و بيتكلمو باستغراق تام و بيحكو ،، حسيت بانتماء غريب ليهم ! كنت قاعدة مبتسمة و أنا بسمعهم و هما ورايا و لا حتى شفت أشباههم ايه .. و كانت جوايا رغبة حقيقية اني أفضل معاهم ! أستخبى وسط الكتب اللي في ايديهم اللي قاعدين بيقلبو فيها باهتمام حقيقي دي و أروح معاهم مطرح ماهما رايحين .. يمكن رايحين يقعدو على قهوة يكملوا كلام .. و هيتكلمو و يتبسطو اني سامعاهم ،، اهتمام البنت بردو بيبقى ليه مذاق تاني و لو أخت أو صديقة ، يمكن حد يتأثر أوي فأطبطب عليه و أحس قد ايه طبطبتي لامساه ... كان محتاجها بجد و عنيه كلها امتنان على المبادرة ... هو محتاجها و أنا محتاجة أديهاله ،، و احنا الاتنين نتدارى في الموقف البسيط دة من هم كبير ، هم الانتظار أو الوحدة أو خيبة الأمل أو .. أو .. أو ،، أي حجة خايبة لتبرير ألم سببه في الأصل حالة احتياج بسيط لشوية طبطبة ..

آآآآه مكملتش ،،

صحابي الاتنين اللى انا معرفهومش دول و لا أعرف شكلهم هيبقى نفسهم يسمعوني بقى ... و أنا قال يعني أعمل نفسي مش عاوزة أحكي ،، و أحس قد ايه البوح عزيز وأستمتع باللهفة على المشاركة ... اللهفة دي اللي بتدوب في دوامة التعود و بتوحشنا أوي ،، بلاش الجمع.. بتوحشنـــي أنا أوي ،، و بتبقى منورة في وش حد أول مرة يسمعك ..

يمكن بعد مايسمعوني مايفهمونيش أوي ،، اللي أكيد انهم هيتعاطفوا تماما لرغبتي في الفضفضة مع أي حد ،، حد احتمال يكون شبهي من بعيد بدون أي سابق معرفة ،، إلا شوية تلميع أكر ،، على نقاش عن رضوى عاشور و أحلام مستغانمي و محفوظ ...


أنا نزلت من الميكروباص قبليهم ،، مش عارفة دي تهيؤات و لا حد فيهم فعلا كانت عينيه معايا و أنا بعدي الشارع بعد مانزلت ... كئنه بيطمن عليا ،، كنت حاسة بعينيه اللى متابعاني من غير مابصله .. و لا لمحت شكلهم خالص و مليش نفس أتخيله ...

بفكر بس لو كانت جتلي فرصة أكلمهم كان ممكن أقولهم ايه .. امممم يمكن أقولهم متعقدوش الفرح ! و خلوا بالكو من آفة الاحتياج و صعوبة الاحتواء ،، ماتستسهلوش !! علاقاتنا بالناس تستاهل التعب ... صعب أوي حد يحس إنك مستسهل غيابه .. صعــــب ،،



و آآآه اقروا كم بدت السماء قريبة بتاعت بتول الخضيري :)) ..

و خلي بالكو ،،


مـ

نــ

ي ..



الاثنين، أبريل 19، 2010

عن الوحوش الطيبة ..



أحيانا أفكر في مفارقاتنا الجسدية،، و أضحك في سري كثيرا..

يأخذني عقلي لأتصورنا جميعا وحوشا طيبة ، أينعم .. وحوش ... ربما مسوخ أيضا !! بضعة مبالغات في الوصف و التخيل .. تكتمل في عقلي هيئة فلان ذو الفم الكبير ،، و فلانة ذات الشعر المجعد .. و علان ،، و ترتانة ! بصور قد تبدو مخيفة و غير معقولة ،، تصلح لمشاهد كرتونية ربما أو للرعب الطفولي.. إنما يحيك تفاصيلها خيالي لتخرج بتفاصيل إنسانية رائعة ، قد أحبهم في هيئتهم المتخيلة هذه أكثر من هيئتهم المعقولة ،، يمس قلبي كثيرا هذا الشيء غير القابل للتزيين أبدا ،، لا يمكن تحلية مذاقه في عقلك سوى بإحساسك الخالص به ،، دون أية رتوش ..

مثلا أنا !
أدرك جيدا أن يدي كبيرتين جدا ... كفي بحجم وجهي تقريبا و لا أظن أن هذا أمر طبيعي ! ربما قد أتخيلني بجسد مبالغ في صغر حجمه و كفين كبيرتين كبيـــرتين و تكبران كلما كبرت أنا في السن ،، ليتضاءل في المقابل حجم جسدي ... مسخ صغير طيب القلب للغاية ،، محبب للنفس بالرغم من ذلك لسعيه في فرحك ،، و قابليته للطي في جيبك أيضا !..

حسنا لن أذكر أمثلة لأشخاص بعينهم ،، فقط هيئات غريبة و مدهشة أتخيلها الآن ..

أنف كبير مثلا ،، يزداد حجمه في خيالي ليحتل نصف الوجه أو أكثر ،، تصارعه عينان دقيقتان للغاية بعد سيطرته على الحيز الخاص بهما ... و الفم دقيق ، لا يمكن أن يظهر عليه تعبير محدد .. لا فرق بين بسمة و ضحكة و عبوس .. فقط أنف كبير جدا لا يخبرك أي شيء !
الضغط الذي يمارسه الأنف على العينين الصغيرتين يملأهما بالدموع ،، فتبدو النظرات بكافة أشكالها صادقة جدا و طيبة للغاية .. يمكنك قراءة تعبير هذا الوجه من قدر هذه الدموع و مقدار لمعانها و لونها أيضا .. يمكنك فقط ألا تقدر على منع نفسك من احتضان صاحب هذا الوجه لمجرد رؤيته مارا بجانبك .. أن تفرح لتواجد هذا المسخ الرائع في حياتك ،، تعرفه جيدا و تسعد بقلبه و مراقبة دموعه فقط ...

امممممم أذنين مثلا ،، بشكل و حجم غير عادي أبدا !
قد يكبر حجم هذه الأذن حتى تهترئ تماما و تصبح منسدلة كشعر الصبية إنما بتجاويفها ونتوءاتها كما هي ! يسيل الخدين الملاصقين و يصبح الوجه لزج جدا لا تقدر على لمسه ،، الملامح علامات لدنة غير دقيقة كرسم في العجين ،، تعابير الوجه ساكنة جدا لخشية في قلب صاحبه من سهولة تبدل ملامحه !! فيبقى في حالة سكون مصطنع هكذا و كأنه لا يمر بالأحداث مثلنا ...

يمكنك أن تنزع الخوف من داخل صاحب الوجه السائل وتخرج منه روحا منطلقة جدا .. فيضحك ملء الدنيا و يبدل ملامحه في اليوم و الليلة مئة مرة بثقة تامة أنك ستعرفه ... أنت لا تخشى لزوجة وجهه و تلمسه و تربت عليه بل و تقبله في خده قبلة كبيرة ،، و تعلم أن له أذنين كبيرتين تستمعان حتى لدقات قلبك ،، ليعرف كيف حال هذا القلب دون حكي بلا طائل ...

...

تفصيلة صغيرة قد تخلق كائنا آخر غاية في اللطف و الغرابة ! حساسية تجاه طعام محدد ،، بكتيريا دقيقة لا تؤثر سوى في فلان ،، تفصيلة في نوع الجلد أو فصيلة الدم ... عندما يخبرني أحدهم بمعلومة كهذه أبتسم فقط و أبدأ في التخيل ..

وحوش .. وحوش كثيرة و مسوخ رائعة ،، وحوش طيبة جدا في الحقيقة .. تحاول كثيرا ادعاء قدر من الشر ،،

فتبدو مضحكة !





الأحد، أبريل 11، 2010

هل أفهم ؟





كيف أصبحت أملك هذه القدرة على دفع المياه إلى ما قبل دماغي بقليل ؟ ،، عيناي ممتلئتان عن آخرهما و مازال شيء في داخلي يدفع المياه بقوة ...

" يعني أودي المية دي كلها فين ؟؟؟ "..

أخاطب صدري بصوت هادئ على الرغم من الحنق و الإرهاق ..لا أحد يرد .. المضخة الداخلية هذه قاسية لأقصى درجة ،، إما أنها قاسية أو أنها صماء .. أو ربما هي مجرد كائن جامد يؤدي عمله باجتهاد و لا حاجة بي لملاحقته بلعناتي ... رغم أني لست ممن يعترفون بوجود الجماد أصلا ،، محاولاتي لإضفاء الحياة على كافة الكائنات حقيقية جدا .. نابعة من قناعة واثقة في داخلي بقصر البصيرة فينا ..

هي مستمرة في دفع المياه بقوة ،، يساندها دماغي بمشهيات مثالية لاستمرار الأمر .. من ذكريات قديمة و مخاوف مزمنة و إرهاقات متتالية ..

ربما في خيالاتي أتصور أنني إن لم أبك هذه المياه جميعها سينتفخ وجهي إلى حد لا يطاق ،، سيصبح قابلا للاختفاء بمحض شكة دبوس ! ليس بالسرعة التي يختفي بها بالون منتفخ عن آخره بالهواء في لحظة ،، مجرد لحظة قد تسعدني كنهاية مبهجة و مفاجئة ... إنما ثقب ضئيل ينز بمياه البكاء المخزونة هذه ببطء ممل ... ربما قد يقتل هذا الوجه الملل و ليس الانتفاخ !

في خيالات أخرى أقرر ألا أستسلم للأمر ،، أقف أمام السحاب و أتخيلني أقفز من الأعلى .. من حيث لا أعلم ،، ذراعيّ مفرودتان إلى .. فوق ،، أمر بالسحابات واحدة تلو الأخرى و ...

يتوقف خيالي عند هذا الحد ،، لا أقدر على تصور ما سأشعر به بالضبط ... ربما تبقى أكثر أحلامنا ألقا على قدر من الرهبة ،، و العجز عن التصور !

ما الذي أتى بي إلى هنا بالضبط ؟

كنت أتحدث عن مضخة مياهي الداخلية ،، و أنني أصبحت هشة بشكل خانق .. كنت منذ فترة أستغرب عدم قدرتي على البكاء .. قد يمر شهر كامل دون أن أبكي مرة واحدة مثلا ! ليس لفرط سعادتي ،، فقط لخمول مضختي أو ربما صغرها في السن ،، و لا أدري الآن هل هي مراهقة كثيرة البكاء .. أم عجوز حزينة ،، حتى يصيبها كل هذا الهوس بدفع المياه إلى ما قبل دماغي بقليل ...

أعلم أن الهشاشة لا تجعلني فريسة للاختناق فقط،، تمنحني حلاوة ما كنت لأشعر بها لمجرد مروري بكلمة أوحدث صغير ،، أو تفصيلة رائقة في مشهد لا يهم أحد ... ما كنت لأتذوق هذه السعادات الصغيرة لولاها .. لست أمقت هذه الهشاشة تماما

أحاول أن أخلق معادلة ترضيني ،، بين السعادات الصغيرة تلك ،، و اقترابي حد الجنون من أن أصبح ورقة ،، يخط فيها الجميع ما يشاءون ،، دون أية دور لها في ذلك ..

لا أتمكن من خلقها في الغالب ..

أحاول أن أفهم فقط ..

" يعني أودي المية دي كلها فين ؟؟ "

و هذه المضخة ..

إما أنها قاسية جدا ،، أو أنها صماء ..

أو أنه عليّ أن أستسلم للبكاء فقط دون أن أفهم !

الثلاثاء، أبريل 06، 2010

و لا أنتظر الرد ..




يمكنني أن أطرق بابا أخضر لقلبي و لا أنتظر الرد ..أقف فقط أستمع لوقع الطرقات الطيبة على القطيفة الناعمة ،، هكذا أتخيل الأبواب المتراصة في داخلي ،، ملونة بكل الألوان و مغلفة بالقطيفة ...

أختار اليوم الباب الأخضر ...

ستأتي الطرقات بصوت رخيم مكتوم .. أقرب إلى صوت عجوز تمنحك بحة صوته احتواءا و طمأنينة بمجرد سماعها دون أن تقف بذهنك عند ما يخبرك إياه .. لا تنتظر فائضا من الخير و لا أنهارا من المنح و لا نقاشا يلهمك ،، فقط فوهة من الطمأنينة تقطر على مهل كصنبور لم يُغلق جيدا ... تقف أمامها بكوب لا يمتلئ أبدا على الرغم من صغره ،، و لا تفهم سر سعادتك بحدث على هذا القدر من التواضع!

لا أنتظر الرد ...

فقط أستمتع بدفء القطيفة و وقعها الحاني على ظهر يدي ،، ربما تصير طرقاتي أهدأ .. أتمهل فيها كي أمنح وقتا كافيا لخلق علاقة ما بين الملمس الناعم و كفي ،، علاقة أقصى طموحاتها أن أنجح في ترك أثر ... أثر يخصني وحدي مرسوم بدقة فوق قطيفة خضراء في داخلي..

بين الصوت و اللمس أمضي وقتا هادئا .. لا عبث اليوم و لا فضول تجاه هذه الأبواب المغلقة التي تحيط الباب الذي وقع عليه اختياري ،، لا ركض حول الزروع التي نبتت و التي أنتظر أن تنبت ،، لا لهفة... فقط خطوات هادئة على أطراف أصابعي من و إلى الباب الأخضر ... تفصل بضعة طرقات عن الأخرى .. تحملني إلى مقعد ما ينتظرني في مساحة بيضاء ،،



إذا ما أتعبتني الوقفة ...