الخميس، ديسمبر 30، 2010

سأكتب ..




أحتاج إلى الكتابة هذه الأيام مثلما تحتاجك قطة لتمسد على جذعها بحنو ،، فتتضاءل هكذا و تغمض عينيها و تكمل مسيرتها إلى الرقة اللانهائية ... أحتاج أن أمسك بورقة و قلم كلما لمحت وجهك و أدع أصابعي تحررني من طاقة الحنو الهائلة بداخلي .. ربما سأميل رأسي قليلا ناحية صدرك فيسقط الكلام .. أجمعه في إناء صغير و أعيد ترتيبه ،، أسطره كلمات كثيرة ليس لها معنى دونك .. ربما حينها لن أسطر الجمل حتى تعطي معنى معقولا كما العادة ، سأشكل الكلمات بحيث تعطي تكاوينها أشكالا رائقة تريح نظري .. الكلمات الصغيرة مبعثرة و الكبيرة تحتضنها ،، كل كلمة صغيرة يجب أن يسبقها حرف مفتوح ليضمها بقوة، هكذا لا تصبح هناك أية جملة هشة .. ستنتنج معانٍ غير مفهومة و لكنها ستصل للقلب دون الحاجة للمرور بالعقل أولا ، هذه الرابطة الخاصة بين تكاوين الحديث ستنتج حالة روحية لا علاقة لها بالفهم .. أنا لن أفهم من الناتج شيئا .. و لكننا سنلمسها سويا و ندرك كل شيء .. و سنضحك كثيرا على المعاني المبتكرة التي تنتج من طريقتي الجديدة هذه في الكتابة ... حرية .. سنشعر بحرية كبيرة كالتي نشعر بها في حيزنا الضيق الذي يسع لنا الكون ... أنا سأكتب جملي الملونة و أنت ستحيك بموسيقاك " عطر مزيكا " .. قنينة عطرك ستملأ روحي و كلماتي ستلوث بياض كوفيتك ..

حينها ستظل هناك ،، عند عنقك ..

محل النبض ..

الاثنين، ديسمبر 27، 2010

عشان الأرض زهرية فاضية ..



أكتب .. لا أكتب .. أكتب .. لا أكتب


أستمع الآن إلى لينا شماميان تقول " هالحلوة خلتني جن ، عيونا عيون الغزالة " فأفكر أنها الورقة البيضاء.. الحلوة التي تصيبني بقدر لا بأس به من الجنون ، و رغبة جامحة في البوح تقابلها رغبة مؤلمة في الصمت و رشة خوف و قلق .. فيبدأ الشجار : فيه تلات بنات بيتخانقوا جوايا ..

واحدة تطير بلا سابق إنذار ، تقبل كل المهمومين في رؤوسهم و تغني في آذانهم تراتيل مطمئنة عن العيد القادم والفرح القادم .. تمنح ضمة غير مشروطة للعالم بأكمله ، تفكر في القمر على أنه " عشرة عمر " و في حبيبها على أنه ابن للقمر .. لا تقبل بأقل من ضحكة من القلب و بوح يساعد مجرى الهواء في منتصف الصدر على الاتساع .. فتزيد خفة ،، و تطير و تطيـــر

واحدة لا تفهم سوى لغة " المفروض " و " اللازم " .. تجلس في منتصف صدري و تبدأ في نقش المخاوف بقوة ،، بأظافر ربيتها أنا لها بنفسي .. لا تتوقف عن التمتمة بها أيضا حتى تصيبني بالجنون : أنت لا تحبينه .. ربما هو لا يحبك .. أنت لا تشعرين بكذا ، أنت خائنة صغيرة تدعي المحبة .. غادري ،، غادري فقط إليّ .. و تحاول ضمي فأنبذها و أهرب .. تجعل الحياة لا تطاق .. لا تتوقف عن الشجار مع الحلوة فتوقف رحلات طيرانها و تجعلني أرغب في بكاء مفاجئ أثناء سيري في الشارع و لا أحب نفسي .. لا أتوقف عن التساؤل هل هي محقة أم لا .. تختنق المتعة في حلقي فلا أنا أبتلعها و لا أتفلها و لا أحياها .. فقط أصاب بحالة من الذهان المؤقت و أردد في سري : ماتشدنيش من شعري يا عصفور .. أنا مش هطيـــر ..

الثالثة لا تجيد سوى الصمت و العزلة .. تقف أمام الشجارات كصغير خائف من الصراخ .. تبكي قليلا في السر و تهرع إلى الهاتف لتغلقه و ترغب في ضمة لا تنتهي من " ابن القمر " و نوم لا ينتهي .. تتمنى لو تخبره كل هذا و لكنها تخشى كل شيء ... حتى الفرح ، تخشاه


"أنا كبايات عصير قصب مليانة ع الآخر .. و الخلق مابتشربش "

أستمع إلى لينا شماميان ،، و لا أدري ما الذي أوصلني هنا .. تمر دندناتها على أذني في شبه هذيان حتى أستعيد وعيي .. أصل إلى غنوة ربما تخبرني " المفيد " :

" بالي معاك بالي .. يابو الجبين عالي ،،
و حياة سواد عينيك يا حبيبي ..

غيرك ما يحلالي
"

..

** الأرض زهرية فاضية : قصيدة لبهاء جاهين و الاقتباسات منها :)

الثلاثاء، ديسمبر 21، 2010

أيتها الدنيا الطيبة ..



ماشي ، حقك عليا ..
أنا لسة صغنونة جدا و دماغي قد اللعبة و مبعرفش أحكم صح ، و بتعلم طول الوقت منك و بقيت دلوقتي شايفاكي جدتي ... كرمشات وشك بتخضني كتير و تحسسني إن هيا دي روحك ، هيا الكرمشة دي .. في شبهها جواكي أكيد و مفيش غير كدة و العجز خلاكي من غير قلب ،، و مفيش غير حلاوة الطبيعة و الأخضر و الأزرق اللي باقيين فيكي و الباقي كله وحش! .. بس انتي استنيتي لما وضبتيلي هديتي على مقاسي بالضبط .. كنتي كل دة بتحضري ؟؟ و مشغولة و عينك عليا .. و أنا من جوايا غضبانة منك و عليكي و حاسة إن نفسي أصرخ في وشك : ارحمي اللي جابوووووووني ى ى ى بقى !!! و انتي شايفة الصرخة في وشي و ساكتة .. طب ليه مقولتليش إنك بتحضريلي مفاجئة ؟؟ سكوتك شككني ،، يا إما ناوية على أسوأ يا إما بتستهبلي .. دة اللي أنا كنت شايفاه .. مكونتش أعرف إنك كنتي قلقانة لا المفاجئة تتحرق ..و إنك مركزة تفرحيني على قد اللي عدى عليا بالضبط .. ماكنتش أعرف إنك جدتي ، و إني مش ههون عليكي ... ربنا قدر يقلب قلبك في لحظة ، و يحننك عليا شوية .. ربنا كريم ،، كريم أوي

يعني كان مكتوبلي من زمان كل دة ؟؟

أنا فرحانة بالمفاجئة بتاعتي .. و حاسة إني عايزة أبوسك من راسك و أقولك معلش .. المرة الجاية هستناكي ، و هفضل مركزة في كرم ربنا و أفتكر إنك عملتي كدة ، و فرحتيني ... يا تيتة يا عسولة انتي :))

و معلش بقى طلب أخير : أما تنوي تقلبي عليا ابقي زمري الأول

و يارب ... الحمد ليك ملء السموات و الأرض ،




متحرمنيش منه أبدا يا رب

الأربعاء، ديسمبر 15، 2010

ممكن ..؟





أحاول أن أقبلك في خدك .. خدك بعيد و يبتعد كلما قربت شفتي حتى أحسست بغربة ..كفتاة لا يريد أبوها منها قبلة ..


أشعر أنك لست هنا ..

أحاول أن أحتضن ذراعك فينساب جلدك و تسيل أصابعك من بين أصابعي مياها عذبة .. أحضر كوبا صغيرا بسرعة و أضعه أسفل السيل حتى ألملمك .. كوب صغير من الماء ، يبدو شهيا و أنا خائفة و وحيدة و لا أدري هل أشرب الماء أم أبقيه إلى جانبي من باب الونس ... أقرر .. أرش على الكوب زعفران و نعناع و أغمس إصبعي فيه برفق .. أتذوق ما على إصبعي كافتتاحة فتصيبني شرقة حادة ... و أسعل بقوة

أتخيل العالم كبيرا جدا و أنا على ضآلة حجمي أراهن الكون على عدوه بالكامل في مسافة نصف يوم .. أريد منك ضمة كبيرة قبل الانطلاق ،، دفعة حياة ... ربما قبلة بين العينين ، و أن تسمح لي أن أقبلك في خدك .. قبلة صغيرة بأثر رطب كقبلة طفل

أنظر إلى كوب الماء ، و إلى إصبعي .. أستمع صوت السعال و أكون منه نوتة خاصة تشبه الشجن .. و أراقب خدك يبتعد ،، ألوم نفسي ... و أشعر أن قبلتي سيئة و لن يرغب فيها أحد ..

" ممكن بوسة ؟ "
يمد خده أمامي كلوحة بيضاء تنتظر أثري ، أطلب فيجيب ... صغير يداعب المارة ، يداعبني و يرغب في قبلتي بلا مبرر مقنع .. أطبع على خده قبلة و يطبع على خدي قبلة .. نغني و نحكي عن مدينة بعيدة لا يوجد في قواميسها مفردة " هم " .. أعطيه كوب الماء .. يكبه على الأرض فأغرق في الضحك و نلعب .. و نلعب كثيرا

أعود ..
أحاول أن أقبلك في خدك فتبتعد .. أبتسم ،،


و أبعث لصغيري قبلة في الهواء

الأحد، ديسمبر 12، 2010

أوراق الشيكولاتة ..



في المرة الأولى ، أهديتني شيكولاتة حمراء " كيتكات " و تناولناها سويا في طقس دافئ ،و زحام وسط البلد يكومنا في ركنه لننشغل بالأضواء المبهرة عن الزحام الآخر في الداخل .. " الزحمة اللي هنا ،، جوة " .. كنا نتحدث عن كل و أي شيء ، و نسير .. نقدم لطقس سيستمر معنا دون أن ندرك ذلك .. أن نسير كلما تقابلنا ،، نسير كثيرا دون أن نعلم لماذا و نحكي ،، و نضحك .. و ننشغل عن الزحام الآخر ،، الزحام في الداخل ،، عرفتك أنا على الشيكولاتة البيضاء و صارت صديقا مشتركا بيننا يساهم في هالة الفرح التي تحيطنا بلا سبب مقنع .. سوى أننا هنا فقط

في المرة الثانية ، أهديتني شيكولاتة بالبندق " جالاكسي " و لم أفاجأ كثيرا أنك تحبها أيضا و اخترتها لي دون أن أخبرك أنني أفضلها .. و بقينا طوال رحلة السير هذه المرة ننطق بذات الكلمة في " نفس النَفَس " و نتسابق على سرقة الأحاديث من الأدمغة ليقولها أحدنا قبل الآخر .. و نضحك .. شاهدنا الكثير من الألعاب النارية المفاجئة ، كل طلقة تقفز بقلوبنا معها للأعلى ، بعيدا عن الهم و الألم و " الخبطات " كما تحب أن تسميها .. و أنت ، اختلط عليك أمر طائرة مارة من وسط الألعاب النارية ،، إضاءتها الليلية كانت مشابهة للون اللعبة فظننت أنها أحد الذرات الملونة " السارحة " تكمل مسيرتها بعيدا ،، و بقيت مشدوها و تحاول إقناعي بالأمر ... ما إن أدركنا أنها طائرة انفجرنا في الضحك .. لا أتوقف عن الضحك من قلبي برفقتك .. يصبح الضحك حقيقيا جدا .. يشبه حالة من الهذيان الجميل ،، يشبه حالة انتابتني و أنت تشير فجأة باتجاه حنطور يسير بمفرده و تقول " دة حصان ماشي في المطلق !! " و أنا لا أمنع نفسي من الضحك .. و أرغب أن يتوقف الوقت لأجلي مرة " مرة من نفسي .. "

أحاول أن أبدي فرحتي بالفكرة ،، في الحقيقة هي ليست فكرة هي مجرد صدفة رائعة ... أن أجد نفسي أحتفظ بأوراق الشيكولاتة التي تخصك في محفظتي و أبتسم كلما نظرت لها خلسة و أنا أدفع أجرة مواصلة أو أشتري لنفسي سندويتش بطاطس بالكاتشب .. و ما إن أدركت الأمر حتى قررت أن أستمر ،، مما يعني أنك ستضطر إلى الاستمرار في إهدائي الشيكولاتة أو أكياس المناديل التي تشتريها لي و أحتاجها لاحقا فأبتسم لك ابتسامة كبيرة و أنا أستعين بها في يومي ... ربما سأحتفظ بهم جميعا في ألبوم صغير ... ربما يمكنني أن أقتل خوفي من الذكرى ، و أستمتع فقط بهذه البسمات التي تلاحقني منك ..

الأمر بسيط ..

سأعد ألبوم صغير لأوراق الشيكولاتة ..

الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

ميس شــذى ..


ياااه ، مركزة معاها أوي بقالي يومين .. و بحاول أفتكر وشها ، بتظهرلي صورة طشاش فيها وش خمري و طرحة و مفيهاش ملامح .. مش عارفة أفتكر ملامحها أبدا ، بس هيا مسيطرة عليا بقالها كام يوم .. عشان إيديها .. عشان بشوف حد ايديه شبه ايديها أوي اليومين دول .. أنا فاكرة إيديها أوي وجلدها الشفاف و صوابعها ، صوابعها كانت طويلة و رفيعة و عروقها كانت بتتشد أوي و تجري ورا بعض لما تعزف أسرع ..

ميس شذى كانت بتعلمني بيانو و أنا صغيرة .. كان عندي تمن سنين تقريبا و كان في مسابقة في المدرسة و كنا هنعزف فيها المون لايت بتاعت بتهوفن .. أنا فاكرة إني اشتركت في فريق الموسيقى من غير ماقول لحد ،، بس مش فاكرة لما عرفوا في البيت عملوا ايه ... أنا كنت بعزف أساسي و بنوتة صغننة كدة مش فاكرة اسمها كان شعرها شبه شعر بنانيت الكرتون ، منفوش بس مش منعكش ... كانت بتعزف الإيد التانية .. كنا بنفضل في المدرسة لحد آخر النهار نتدرب و نعزف .. و أنا كنت مببصلهاش كتير ، مكنتش ببص لوش ميس شذى خالص كنت ببص لصوابعها بس ،، عشان أشوفها و هيا بتجري ورا بعضها و أحاول أقلدها .. خصوصا في الجزئية اللي المزيكا فيها بتعلى و حركة الصوابع بتبقى بالراجع .. ، أفضل أنا أركز مع صوابعها و أبقى مبهورة... ازاي ايديها بتلعب بسرعة كدة و مبتتلخبطش ؟؟ .. حاجة كانت مبهرة أوي بالنسبة لي ،، زي ماتكون دخلتني في بيت اللعب .. و فاكرة إني لما عرفت أعزف الحتة دي.. فرحت أوي ، بس مفتكرش إني روّحت حكيت لحد ..

يوم الحفلة لبسونا كلنا فساتين نبيتي بس أنا شعري مكنش متسرح ،، أنا فاكرة .. عشان في البيت مكنش بيبقى في حد فاضي يسرحلي شعري ، فكنت ساعات بنام بالضفيرة و أصحى أروح بيها المدرسة زي ما هيا ... يوميها حصل كدة .. بس فاكرة إن ميس شذى ربطتلي حزام الفستان و ماقلتليش حاجة على شعري ،، و فاكرة إني كنت خايفة من الفريق التاني اللي عزف حاجات كتير و البنات بتوعه كانو أضخم مني و شكلهم كبير و أكيد بيعزفو أحسن .. بس ميس شذى كانت بتقول إن مفيش حد هييجي على باله يخلي بنات ف ابتدائي يعزفو المون لايت ..عشان صعبة ، صعبة ع الناس التانيين بس احنا شاطرين أوي،، أكيد هنكسب ..

فاكرة أوي المسرح بنور هادي و البلالين اللي ميس شذى طلعت جري لفوق عشان توقعها علينا و احنا بنعزف .. نفسي أفتكر ملامح محددة ،، بييجي على بالي طشاش ، و تسقيف .. تسقيف كتير .. مكنتش فاكرة حتى تفاصيل المقطوعة ، رحت دورت عليها و سمعتها ... قشعرت و دمعت كتيــر و افتكرت إنها كانت بتشغلهالنا شريط كاسيت جنبينا طول الوقت ، و كانت عاملة لكل واحدة فينا نسخة ..

أخدنا المركز الأول ،، و عندي صورة لابسة فيها فستان نبيتي و شعري منعكش و مبتسمة من غير مافتح بؤي زي ما أمي كانت بتقول .... معرفش الصورة دي فين و لا فين شهادة التقدير ، يا ترى حد صورنا فيديو ؟؟ متهيألي هطير من الفرحة لو حد جه ف يوم اداني شريط الحفلة دي ف ايدي و مشي ...

من ساعة الحفلة دي أنا بطلت أعزف بيانو ،، و سبت المدرسة دي و مشوفتش ميس شذى تاني ... زمانها راحت فين ؟ يا ترى لسة بتعلم البنانيت الصغننة يعزفو المون لايت ؟ متخيلاها أكيد ساكنة ف بيت هادي ،، و عندها بيانو في البيت ..

و بتسرح لولادها شعورهم كل يوم ..



الجمعة، ديسمبر 03، 2010

يوم الجمعة ..




هذا اليوم الهادئ البيتوتي جدا الذي لم أحظ بمثله منذ زمن .. أستيقظ مبتسمة على أثر ليلة رائعة بالأمس .. مكثت فيها الكثير من الوقت مع خلق يريدون لي الخير ،، هكذا أحسست .. أبتسم و أنا أغسل وجهي ، وأنا أعد لنفسي " شاي الفراولة " الذي يدخلني في حالة من الخيال فأتصور أنني أجلس إلى جانب كرمة عنب في غابة هادئة و أراقب غزالة صغيرة تداعب أمها ، و سناجب بفراء و طيور و رقة .. ثم أرتشف من الشاي و أبتسم ...

أفكر ماذا سأفعل اليوم ، أقرر أن أرسم اسكتش بسيط لصاحبي الطيب ، هدية متأخرة لعيد ميلاده .. لست رسامة ماهرة أبدا و لكنني أعشق قلمي الحبر و قدرته على تفريغ ما بداخلي دون حاجة للكلام .. أدعبس في صور صاحبي فأجد له صورة مبهجة يرتدي فيها قبعة شتوية ، أقرر أنني سأرسمها ... أجلس أرسم و أستغرق في الأمر لساعات هادئة تؤنسها دندنات فيروز التي يحبها هو جدا ،، أرسمه على أثر صوت يحبه .. هكذا تخرج الصورة محملة بروح أحلى ..

أنتهي من اسكتشي البسيط .. القبعة تظهر في رسمتي كخوذة و صاحبي يبدو كأحد رجال المعركة ، أضحك كثيرا و أتخيله ينخرط في هستيريا من الضحك عندما يرى الصورة ... ولكنه سيعذرني ،، كان قصدي خير و الله :))

أحفظ الرسمة داخل مسودة كتابي الذي لا أعلم متى سأراه حيا ... بغلاف ملون يشبهني و إهداء ... برفقة شخص ما .. يؤنسه في رحلة قطار أو زحام أو ربما ليلة موحشة .. امممم لا أدري ، أراقب بعيني الصفحة التي اخترتها عشوائيا لأحفظ بداخلها الرسم ، أجد نصا عن الشوق .. فتتسع ابتسامتي أكثر

أشغل ليستة طويلة لسعاد ماسي .. أخفض الإضاءة و أبدأ في القراءة .. أتوقف لبرهة و أنظر حولي ، غرفتي مليئة بالبراح و الأمان ، حولي فضاء هادئ يسعني و لا حيز يذكر للقلق ... الكثير مما افتقدته لعام كامل .. عام غريب لن أنساه أبدا

تدندن سعاد ماسي في أذني : و باب الماضي نغلقه ... نغلقه ... نغلقه ....

فأبتسم ، و أعود للقراءة ..
:)