السبت، أبريل 30، 2011

في وسط الزحمة ..





" يوه ،، أنا افتكرتكو صحاب .. أصلي اتصورت كدة لما شفتكو حاضنين بعض في التلج يعني ..."

و آآآه يا غلبان... أنا مقـــدر! ،، مش سهل انك تتنفي .. عندك مثلا ابو رجل مسلوخة اول ماتنفى عمل طقية من ورق شجر بودرة العفريت و لبسها فوق دماغه .. و سمى نفسه المهراشا ... "

و أنا بما إني مقتنعة إن فيا شبه من المنفي الحبوب بتاع شركة المرعبين ... فأقدر أقولك يا ريهام إن أنا كمان مقدرة .. مقدرة كمية الدموع الهايلة اللي هبطت عليكي فجأة :

- ممكن عشان مكنتيش قادرة تقفي بجد النهاردة ، و مع ذلك مشيتي كتير ، كتير أوي ... و الراجل و هو بيستلم منك الحاجة أًصر يعسفك و يخليكي ترجعي تمشي تاني ... و اضطريتي تدمعي شوية و انتي ماشية و حسيتي بغربة من الشارع اللي مش فاهم قسوته ، و أول مالاقيتي محل آيس كريم / منجم دهب .. قلتي بس .. هتحلي الموقف و تجيبي لنفسك هدية ... قمتي اكتشفتي ان آيس كريم بـ 7 جنيه آخر الشهر و انتي معكيش حق المواصلات .. يعتبر في كثير من الثقافات : قلة أدب !

- ممكن عشان دراعاتك الاتنين وارمين و مزرقين في مكان الوريد ، شكلهم محبط جدا .. ممكن عشان بقو بياخدو منك دم مرتين في الاسبوع ... و كل أسبوع 3 حقن علاج بدل ماكانت واحدة .. و بتاع خمس أدوية في اليوم ! و مع ذلك اللي حواليكي لسة مقتنعين ان فيكي حيل يبقى مطلوب منك حاجات ، و مهما عملتي تبقي في الآخر مقصرة ...

- ممكن عشان نفسك في أي حاجة مفاجئة تحصل ، في إنك تحسي ان حد مكلف خاطره و تعبان عشان يفرحك شوية .. و إن فرحتك دي مش مهمتك لوحدك

- ممكن عشان مش لاقية الزرار اللي بندوس عليه فنضعف دلوقتي و نحس دلوقتي ... و ندوس عليه تاني فنتعدل و نبقى جامدين

- ممكن عشان لابسة دلوقتي قميص روز و شعرك مفلفل و عشوائي و لطيف بعد الدش اللي لسة واخداه .. و نفسك حد دلوقتي حالا يشوفك و يقولك إن شكلك عسول كدة ...

- و ممكن عشان محتاجة أوي تنامي نوم هادي و تصحي كويسة .. و مش شايلة هم حاجة ، و مش صعبان عليكي نفسك

و بما إني عارفة كل دة .. فآه يا غلبانة ... أنا مقـــدرة ...

و شايفة بردو انك تعمليلك طقية من ورق شجر بودرة العفريت .. و تلبسيها فوق دماغك.. و تسمي نفسك المهراشا ...






و ممكن بردو تقعدي تصقفي و تقولي : الصلاة ع الزين الصلاة ع الزين


الأحد، أبريل 24، 2011

افتقاد ..



أرتجف..

أغادر مربع البانيو و ألتف بباشكير كبير يشبه ملاءة للف الصغار ،فأشعر بشيء يشبه الضم .. أقف .. أمارس فعل الارتجاف قليلا خلف ملاءتي في صمت .. هذا الفعل وسط البخار الدافئ يبدو كخاتمة منطقية تماما لهذا اليوم .. ربما أتشاغل عن رعشتي بمراقبة تقاسيم البلاط و الانصات لقطرات المياه المتساقطة مني تغرق الأرض ... "ترك .. ترك .. ترك " ..... و البلاط الأبيض مستسلم تماما للفوضى و الغرق ... أتنهد نيابة عنه .. و ما إن أسهو في كل هذا حتى تخف وطأة الرجفة ، ألتف بالباشكير بقوة أكبر .. أغمض عيني لثانية أقشعر فيها تماما ثم أغادر الحمام ...

أرتدي " الفوشيا " لهذه الليلة الكئيبة ... أحمل معي موسيقى إريك هاري ، و أفكر في إنهاكي و رغبتي في تحضير طعام ساخن مغوي لمعدتي المتقلبة... ربما أتناول شيئا ما دون معاناة كل هذا الإعياء .. أقلب شفتي كرد فوري تجاه الفكرة ... أفكر في قطعة باتيه و حليب بالفراولة تختبئان بجانب وسادتي منذ الأمس .. اتحلت لوحدها ،،ربنا كريم !

عيني مغموسة في النوم و القلق معا ...

أشد الغطاء فوقي ، ألفه كما لففت الباشكير ..


و أستمر في الارتجاف !

الاثنين، أبريل 11، 2011

أصل أنا كنت عايزة أنام ..


الثانية و عشرة دقائق صباحا ...


أقرر أن أغط في النوم بقى !! وأقاوم "نكد داخلي " من النوع الذي يخص التفكير في الساعة دلوقتي كام و هصحي كام يبقى هنام كام .. يؤلمني عدد الساعات الناتج عن هذه الحسبة دوما .. الحسبة التي تدور في دماغي منذ الواحدة الا ربع تقريبا الآن وينقص ناتجها بالتدريج البطيء الممل في تحد سافر لرغبتي في بعض الراحة.. أشعر بالغيظ .. فأحاول الصهينة على الموقف .. الحرقة تأكل عيني و أصبح جفنيّ " كل جفن فنجان مدلدق قلق .." كما يقول جاهين بالضبط ...لا أحتاج تلفان في الأعصاب كمان ! ولكنها تقريبا تربست في دماغي : أنا لازم أنام..


أعد خطة لما قبل النوم .. أختار موسيقى تشبه شيء ينقص خريطة النوم في دماغي ، مفتاح الكنز الذي يمكنه اختراق بوصلة أعصابي المضطربة هذه لتثبت في اتجاه محدد بقى ! : استرخاء ... فقط ، لا بأس من بعض الغرق في السرير ،مش هنقول لأ .. ربما تلاش تام داخل المرتبة و الغطاء سيحقق لي في الصباح بهجة كالتي تخطرفي بالي الآن على وجه ميج رايان في فيلم "مدينة الملائكة " بعد أن تمنكت أخيرا من النوم طوال ليلة كاملة في ضمة ساكنة .. في حضن الملاك ..


أدخل في حالة هذيان لطيف أستمتع به دائما .. نصف نوم يقفز بي" هيلا هوب " من حالة غياب تام عن الواقع إلى وعي مفاجئ بتفاصيل ضئيلة حولي في الظلام و قطعة من اللحن الذي يملأ الهواء في الغرفة ، تنفذ من أذني إلى رئتي مباشرة .. ثم أغيب ثانية ..وأعود .. وأغيب،وأعود... لست يقظة و لست نائمة .. بس الأباجورة لسة مفتوحة ...


أقع دائما في هذه الورطة، وفي إحدى هبات الوعي يهرب نصف النوم اللذيذ و أنشغل " بهبل " في إيجاد طريقة منطقية لمغادرة السريرلأطفئ الأباجورة دون أن أصاب بالإغماء في منتصف الطريق.. ودون أن أفقد حالة النوم أيضا و أجلس أشد ف شعري بقية الليل ...تصبح المشكلة في حينها معضلة مخيفة ... أحيانا أقنع نفسي إن أنا عايزة أنام ف ونس و بتاع ويبقى كدة اتحلت ، مش هقوم أطفي الأباجورة أصلا ، وهو كدة ! ... أحيانا أخرى لا يمكنني إسكات " عاشق الظلام " في داخلي و الذي لا يغمض له جفن إلا في سواد تام ... فأقوم من السرير بقفزة لولبية مدروسة و أفتح عين واحدة فقط بقناعة تامة ان هو دة الحل عشان مصحاش ... لو فتحت الاتنين أكيد هصحى ...أيوة أومال ايه ؟


في النهاية أغلق " المدعوقة ! " و أمضي نصف ساعة أخرى أو أكثر في السرير في محاولة التخلص من كل هذا الهراء و ضبط البوصلة من جديد على الجهة المطلوبة ... تأمرني نفسي -الأمارة بالسوء عادة -بالنظر في ساعة هاتفي .. أجد الساعة الرابعة صباحا ... أحسب الحسبة من جديد و يصيبني الغم : بقوا 3 ساعات !! حسبي الله و نعم الوكيل ...


لا أعرف متى غفوت بالضبط ...

و لكنني استيقظت في حالة مبدئية من الزربنة و جملة واحدة في دماغي أدخلتني فيما بعد في هستيريا من الضحك المفاجئ ..


" انت جيت – شهقة – يا رمضان ؟"

أضحك و أنا أطس وجهي بالماء الدافئ لأقتل النوم .. وأقرر أنني هكتبها ستيتيوس ع الفيس النهاردة !


لم أكن أعرف أنه قد كشف عني الحجاب ... ففي نفس اليوم الذي أتخذ فيه الشهقة شعارا ...يلقي السيد الرئيس اللوا الدكتور الفنان " رمضان بطيخة بقى مونمور "،خطابا تليفونيا مضحكا ... يستدعي بالفعل أن نقف جميعا في صينية ميدان التحرير و نقول كلمة واحدة في وقفة رجل واحد :


" هو انت جيت –شهقة- يا رمضان !! "

الخميس، أبريل 07، 2011

في شارع المعــز .. Alone



ما إن أطأ بقدمي الشارع حتى أجد الزحام اللطيف ،، و رائحة البهار و العطور تلف الهواء،، وتمنح البائعين ملامح لا تشبه العالم بالخارج .. برغم ذلك أسرع الخطى لأصل إلى البقعة التي أحب ، حيث الإضاءة الخافتة و ارتفاعات المآذن التي تمنحني حرية هادئة .. و الظلال الصغيرة على أحجار منحوتة بلمس خبير ، تمنح المكان براءة من نوع خاص .. و قدرة على استكمال شيء ما

الجميع يلتقط الصور .. و الأطفال تركض تركض ثم تقفز فوق الإضاءات الملونة النابعة من الأرض ..
الطفولة مبهجة ..

علاقات طفلة أخرى تنمو أمامي الآن ، في مسافة كتابتي هذه تنمو أكثر .. " بينهما .. " الود ينمو و ألمحه في وجهها المبتسم نحو الأقدام و الخطاوي في خجل ، و وجهه الملتفت للأسفل كي يلمح ما يحدث في وجهها بالضبط .. " بينهم.. " أراقب ضحكة تنمو و تتقافز في قلوب الجميع ، و امتنان للصحبة ،، و الخير .. " بينها .." و بين كاميرا بحجم قبضتيها مجتمعتين ، تحملها بحميمية كاحتضان طفل .. ألمح ذاتا تُشبع .. حتى ذلك الركن الصغير الذي يجمع امرأة بسيطة بخمار و رجل غارق في دوامة ما .. يبدو أن شيئا من انتظار الفرج سيؤنس هذه الجلسة التي ثقبها الهم ..

أما في داخلي ،، فتنمو وحدة .. و يزهر ممر صغير للهواء ...

الجميع ينظر للأعلى بين لحظة و أخرى،، كطقس روحي لمراقبة شيء أكبر .. الجميع يراقب التفاصيل ، ربما بشكل يختلف عما أكتب الآن .. إنما كلنا نجتمع على الدهشة ..و السكينة التي يمنحها المكان هنا ..

في أذني يدندن All Bowly


" is it a scent .. is it a crime .. loving you dear like I do " if it's a crime then i'm guilty ... "


مذنبة أنا بالفعل !


أراقب المقعد الحجري الضئيل الذي استند إليه ظهري في آخر زيارة لي هنا .. كنت برفقة قلبين طيبين " دينا و بولا " .. و أرى الآن شيماء – " بولا " – تحضر لنا البطاطا الساخنة و تحاول اقناعي أنني لن آخذ منها لأنني لم أبق لها قطعة من الشيكولاتة ..

جلسنا متربعين على الأرض نحكي .. و نستغرب و نقلق ، و نتذكر و نضحك .. و نحكي .. و نتذكر ونستغرب .. حتى غادرنا سريعا بأحذية سندريلا التي تملأ أسواق البنات هذه الأيام و تملؤنا جميعا بهوس الوقت .. غادرنا إلى " بابا عبده " ، و اشتريت سندويتش بطاطس كبير مغطى بطبقة من الجبنة ، و مصمم خصيصا لإلهائي تماما في رحلة العودة للبيت ..


" كل الأماكن فيها غربة .. إلا حضنك! "


لا يمكنني نكران ذلك برغم انتشائي بالمكان .. برغم وقفتي منذ قليل أمام المحل الذي يبيع قطع كلاسيكية تبدو و كأنهامن عالم آخر و تخطفني من هنا ..تمنحني الوقفة أمامه شعورا يشبه مراقبة الأسقف العالية في المساجد ،، خاصة مسجد قلاوون .. وقفت لأكثر من خمس دقائق أمام آلة كاتبة صغيرة و قديمة جدا .. و تذكرت " ماكس " من فيلم " ماري و ماكس " و طقطقة آلته الكاتبة و بحة صوته التي تترك أثرا في روحك " غصبن عنك " ..و هو يعيد الحديث قبل أن تطقطق آلته الكاتبة به .. هذا الفيلم الغريب ، سكنني لأكثر من يوم ، و لم أتخلص من كل مافعله بداخلي حتى الآن ..



في محل آخر تباع بوسترات دعائية قديمة جدا .. تضحكني جدا دعاية " ستيلا يا غرامي .." و بوستر " كوكاكولا" على هيئة غطاء مشرشر كتب بمنتصفه " اشرب كوكا كولا .. ماركة مسجلة " ..

لسبب ما تزورني غربة صغيرة بالرغم من كل ذلك ، و تجعلني أرغب في ترك جلستي و القلم لألمس أحد الأحجار الغائرة هناك بكف يدي .. وأسير بأطراف أصابعي على النتوءات الضئيلة التي لا يعلم عنها أحد .. أعتقد أنها ستجد في ذلك نوعا من المواساة الحقيقية الخالية من التكلف .. و التي نفتقدها جميعا ..

كنت منذ مدة أقول بأنه من الغباء قليلا أن تكوم الذكريات في أماكن ستظل تخصك .. سيجعلك ذلك هدفا سهلا للمتلصصين من أبطال ذكرياتك و هم كثر .. ستصبح مطاردا و ستظل تركض طوال الوقت .. و تختبئ طوال الوقت .. و سيقابل الجميع شكواك من الأمر بالاعتياد .. ثم الامتعاض .. ثم اللاشيء تماما ثم ... لماذا القلق ؟ فلتذهب كافة القوانين إلى الجحيم ببساطة .. الذكريات تطاردنا على أية حال حتى و إن سافرنا إلى قطب آخر لتكوينها مثلا ! .. و كما قال أحدهم : " في داخلي – و في داخلي فقط - .. غابتي ،، و بستاني .."

الساعة الآن 8.17 مساءا .. حذاء سندريلا يدغدغ قدمي ...

أشوفكو بعدين !


2-4-2011


من أمام مسجد قلاوون ..