الثلاثاء، أغسطس 30، 2011

هابي عيـد!







أحمل كيساً يحوي فستان جديد و ثلاثة علب من الحلوى متفاوتة في الحجم تخفي الجزء العلوي من جسدي فيما عدا العينين لأراقب بهما الطريق، الشارع الذي يحاول الاحتفاء بالعيد..

رمضان خلص!
مما يعني بالضرورة عودة المشروبات الصباحية التي تضبط اليوم، تناول أشياء أخرى -بخلاف الدواء- أمام الناس دون الشعور بخزي ضمني يتطلب التخفي .. ثم يعني أيضا قدرا لا بأس به من السب و اللعن أمارسه الآن منذ حبة حلوين كدة على البمب و اللي جابوه و اللي فرقعـــوه .. فما إن أجلس هادئة قليلاً في محاولة للتخلص من آثار حالة الهوس المرهقة في الشوارع .. أغمض عيني للحظة واحدة في محاولة لتلقي أي شيء، حتى تدب طرقعة البمب ف صرصور ودني وطبلة نفوخي، فيندفع لساني بالنداء الآلي المعتاد على عدد من أًصدقائي من موتى العالمين :

ميتين أهاليكو ارحموا ميتين أهلي بقى ... يا ميتيـــن أهلي!!

و لكنني لا أحيي الموتى و لا أبرئ الأكمه و الأبرص.. و لا أحد هناك ليرد عليّ!


أضطر آسفة لوضع السماعات في أذني و أقول في نفسي : المزيكا هي الحل يا ولاد المجنونة!.. ملحوظة: في هذه اللحظة بالذات تفرقع بمبة جديدة و يبدأ الصداع في النزول على عيني و نصف وجهي الأيمن..حلو الكلام؟! كما أن السماعات لا تكفي للتغطية الكاملة على كل أصوات الهراء.. بول شيت يا جدعان!!

أدعبس عن المنقذ، فأشعر بشكل فجائي أن عشرون جيجا بالصلاتو على النبي من المزيكا لا تحوي سوى الهراء،و لا تصلح لمعالجة ما يحدث داخلي أو مقاومة محفزات كل هذا العطب، لا شيء يصلح قليلاً سوى فولدر الكلاسيكيات ،شوبان سيتقافز و فيفالدي سيخطو بتأني و..... يا نهار اثود! تنجح ابنة أختي الصغيرة في إسقاط شيء ما فتنهرها أختي و تبدأ وصلة أخرى من البكاء و الصراخ حولي ، هذا بالإضافة للبمب و الصواريخ و الميتين و باخ و فيفالدي .. هيا بنا نسبح في المهلبية يا ولاد .. المهلبية تحوي محل الإيشاربات الذي لم أتمكن من أخذ أنفاسي بداخله و الفتيات يتناقلن قطع القماش كنميمة بغيضة، ثم ثلاثة محال للحلوى نفذت منها أطنان البسكويت و الغريّبة و غرقت أنا فيها في قدر من الزحام و الهلع الذي أصاب الجميع على بقايا الحلوى ... جعلني أشعر بغثيان مفاجئ و رغبة في الصراخ! هذا نتاج رغبة ساذجة في إهداء البيت بسكويت و غريبّة بمرتب الشهر الجديد .. سذاجة مفزعة يعني! ثم الآن اثنتنان من أخواتي يمارسن طقس من الغناء و التصفيق الهستيري لإسكات الصغيرة التي يزداد صراخها حدة، فتتوقف أختي عن محاولة إسكاتها و تصرخ من جديد.. أحاول حشر السماعات في أذني بقوة أكبر و التأثير عبارة عن "ولا حاجة بجناحات"... فأقرر أن أترك التدوينة العظيمة و أذهب لأحل الموقف عشان أنا ست أبوها ..

أنهر أختي عن ممارسة الهستيريا في التعامل مع صغيرة لم تمكث في العالم البغيض سوى سبع شهور عُمي!.. تخبرني تفاصيل لا تهمني عن دلع العيال و مينفعش تتشال طول الوقت و المشاية التي لا تقبل بها الصغيرة بديلا عن حضن له ذراعين .. أحاول الامتناع عن التلفظ بكلمة قبيحة حروفها تلاتة عشان محبكش نعلم ميتين أم العيال يقعدو في المشايات ليلة العيد ف وسط الموريستان يعني... و أحمل الصغيرة بنفسي و أبدأ في هدهدتها بأغنية غير مفهومة تحوي مقطعا واحدا لا غير : قطة و عصفورة ، و ريماس الأمورة!!
فتصمت ريماس أخيرا و تهز إحدى قدميها في سلطنة ...

بعد انتهاء الوصلة الغنائية تكتشف الصغيرة مدى حرارة الجو فتبدأ في شد شعرها في غيظ..لا يمكن وصف مدى كوميدية وجهها الصغير المغتاظ و هذا الري أكشن التلقائي الملهم!!.. يبدو أن الأمور ستهدأ و سينتهي بي الأمر في هستيريا من نوع آخر أفضل، هيستيرية ضحك!!

لا أدري لماذا أتذكر في هذه اللحظة بالذات أنني علمت للمرة الأولى أنك تبدو لي شخصاً ممتعاً بالفعل عندما تحدثت أمامي عن ولعك المبرر تماماً بالكابوريا السودا.. أضحك من جديد،، و أبدأ في تذكر أشياء أخرى مبهجة...

حسناً .. الزحام يأكل البهجة بلا تسمية و لا ذبح حلال!,, الإرهاق يدفع للجنون ... أحمل كيس به فستان جديد و ثلاثة علب من الحلوى و أفاجأ في مدخل عمارتنا بسرب مرعب من النمل متفاوت الحجم و اللون يركض بهستيريا تناسب الحالة.. أرغب في ترك علب الحلوى لهم في سلام، ربما سأراقبهم قليلا ينقضون على البيتيفور و يلمئون العلبة و يستمرون في الركض في هلع ..النوم هو الحل !!!

العيد حلو يا جدعان ، أنا بحب العيد و النعمة.. المشكلة أن ما يحدث ليلة العيد يشبه التبول على قطعة حرير كي تصبح رطبة و مناسبة للحر!.. حاجة كدة تستدعي الشتائم وحدها و لا شيء آخر

هذا لا يمنع رغبتي الأساسية في التعييد على الجميع ، و إخباركم أنني اشتريت فستان بهيج بمناسبة العيد ... و أن فكرة الفطورعلى غريّبة و شاي بلبن تشعرني براحة ضمنية ..

كل سنة و انتو حلوين..و من الزحان مرحومين .. قولو آآآآمييييييييين

الأربعاء، أغسطس 24، 2011

عن ليل " أفريموف " وبسكويت على شكل بطة، و أشياء أخرى!






كنت كاتبة دلوقتي كلمتين فصحى بس حسيت إنها مش راكبة على الهلس اللي في دماغي خالص.. خلينا نتمسك باللغة الأم و نرغي شويتين :D

التدوينة اللي فاتت كانت يوم 17!! معقولة؟
أنا حاسة إن عدّى وقت أكتر من كدة بمراااحل، و إني بقالي كتير مابكتبش و في حاجة غلط في أم التكوين العام للحياة اليومين دول ..و كل يوم الساعة تبقى 1 !! كل يوووووم يا مؤمنيـــن .. مفيش ولا يوم سابتني ف حالي و وقفت عند 9 مثلاً عشان ألحق أعمل أي حاجة.. واط إيز هابنينج؟؟! ماي لايف ايس جوينج كريزي كريزي يعني مش أي كلام!

دماغي مليانة لخبطة و عايزة أكتب حاجات كتير أوي، أوي يعني ..و غالباً لما ببقى في الحالة دي مبعرفش أكتب أي حاجة.. نرجع و نقول : ألا لعنة الله على الزحام!
هحاول ألخصهم ف نقط محددة، أوكي..

1- أنا كنت تعبانة.. عاتشي .. يمكن محتاجة أسجل بس إني ف لحظة معينة كدة في التعب بتبقى أقصى أمنياتي إني إنهار تماماً، أقع ببساطة و محسش بحاجة.. مبفكرش ساعتها في النتيجة ، مبفكرش ف حد هيزعل عليا.. مبفكرش .. هيا فكرة واحدة بتنوّر : التخلص من الحالة.. و اللي بيبقى واضح تماماً ساعتها إنه مش هيحصل عن طريق إني أخف فجأة مثلاً..

الجدير بالذكر إن أنصاف الانهيارات دي عاملة زي أنصاف النهايات/ المواقف النص كم اللي ملهاش معنى.. زي أنصاف الثورات/ مش محتاجة أشرح!،، زي أنصاف المشاعر/ الهلس الخاص بالاحتمالات، زي نص وعي مرهق جداً لما ضغطي يوصل 90 على 50/مش فاهمة حاجة بس لسة ما أغماش عليا.. مش عايزة أتفلسف أكتر من كدة ، عايزة أقول بس إن كل دي حاجات يمكن اعتبارها تعريف أكثر دقة للعذاب الأزلي!

2- امبارح على قد كمية التعب افتكرت حاجة غريبة خلتني ضحكت.. افتكرت أول مرة تقريباً أتعب و أغيب من المدرسة .. كنت ف ابتدائي ، و كنت سخنة جداً بس أول ماكلهم نزلو من البيت قمت من السرير و قعدت أتنطط ع الكنبة براحتي عشان مفيش حد موجود بقى، سأعيث في البيت فساداً هاللويااا

التفصيلة الأكثر أهمية في اليوم دة إن بابا و هو جاي من الشغل جابلي كيس بسكوت كبير شبه كيس الشيبسي كدة بيبقى فيه بسكوتات على أشكال حيوانات، و أنا جالي غرام بالبسكوتة اللي على شكل بطة و قعدت أجمع البسكوتات البطة و مرضيتش آكلها.. و جابلي حاجات حلوة تانية.. فحسيت بقى إن العيا دة حاجة رائعة و إن الناس ظالمينه ، يعني مفيش مدرسة و بسكوت على شكل بطة و حاجات حلوة و البيت فاضي .. و حاجة آخر آلسطة يعني.. فيفا للعيا يا ولاد

جدير بالذكر بردو إن أنا عندي فقدان ذاكرة مؤقت و دوري أصلاً بتقلدني عشان تتشهر.. فمش فاكرة حاجة تقريباً عن طفولتي المشردة.. من الغريب فعلاً إني أفتكر الموقف دة ف عز التعب و أخش في نوبة ضحك..

3- أفريموف.. نفسي أكتب عن أفريموف.. البني آدم اللي عايش ف احتفالية ألوان دة .. " ليل أفريموف" بالذات ، كنت متخيلة النص اللي هكتبه عن الليل الخاص بهذا الرجل اللي لما شفت صورته حسيت إن ضحكته فعلاً شبه إحساسه بالأشياء..

تحس إن الليل الخاص بيه متصوّر دايماً في شوارع باريسية بيتمشّى فيها عشّاق.. مش عارفة اشمعنا " باريسية"، يمكن عشان الارتباط الشرطي في دماغي بالأوكورديون و البلاط الحجري و الشمسيات .. يمكن عشان بيحب يرسم المطر بشكل يخليني أكره الحر أكتر! أصله بيحسسني بإحساس الدفا بتاع الشمس في إضاءته للشارع مع المطر كمان، و إحساس المشي بهدف إن الطريق ميخلصش .. ايه لازمة الصيف و الصبح بقى؟ يا محلى الليل يا محلاه...
ليل أفريموف هو تقريباً نموذج الليل اللي بعشقه ، ألوانه الحارة شبه رغبتي الدايمة ف تحويل الأحداث لذكريات مبهجة.. و ف توضيح إحساسي تجاه سواد الضلمة الخفيف ، مريح و مبهج جداً .. أنا بحب الراجل دة و ممتنة ليه فعلاً

4-عايزة أكتب حاجة تطمنك مش عارفة ايه هيا..
عايزة أكتب حاجة تطمنك :)

5- شفتو؟ مش أنا طلعت شخص يتم افتقاده لما بيغيب؟؟؟ آه و النعمة... مؤخراً بقيت بحس بالموضوع دة ، الإحساس دة حلو..اللي مش حلو هو إصرار الناس على تعريفك بالمعلومة عن طريق فقدك فعلاً
نفسي أفهم المعضلة دي، مش فاهماها!!

6- لقيت مزيكاتي كدة بالصدفة اسمه "آشا" ، أسامي مقطوعاته ملهمة أوي.. كنت متخيلة إني هكتب تدوينة كاملة عنها ..
concert of angels
open secret
falling through time
the mystic garden
the sun in my eyes

حاجة كدة روحانية سماوية غير مفهومة.. :)

اممممممممم كفاية كدة و لا لسة ؟:D

ختاماً نحب نشكر غالية قباني و كيميا داوسون و يوتيوب و عصير التفاح و " كف إيدك " عشان كانو موجبين معايا اليومين اللي فاتو .. و نهدي الأغنية اللي جاية لخالتي و جوز خالتي في البادراشين، و لجميع قراء هذه المدونة خصوصاً اللي مبيسيبوهاش مهجورة و بيعلّقو و بنسى دايماً أعتذرلهم إني مبردش ع التعليقات ، عشان مابلاقيش حاجة أقولها على قد الامتنان
و فوتكو بعافية :)



الأربعاء، أغسطس 17، 2011

على وشك..!





أشعر بارتياح .. لا أصدق أنه ارتياح بالفعل و أشك في الأمر!

تحاول نفسي أن " تلعب معايا الدنيئة" كالعادة فأبحث في ذاكرتي عن شخص غير راضي عني / مقصرة في حقه ... و العجيبة أنني لا أجد! أتذكر شخص واحد فقط لا أستطيع الوصول له الآن و أنتظر منذ مدة لأتمكن من الاعتذار له و الخطة معدّة مسبقاً لذلك، بريء يا بيه يعني ..
فيما عدا ذلك -و فيما أذكر- تقريباً لا أحد!

معجزة!! .. معجزة إلهية
إذن لا يوجد أحد أهملته دون قصد في الأيام السابقة و سأذكر ذلك قبل النوم فأشعر بتوتر أغالبه بالنعاس.. لا يوجد مسئولية تملصت منها و ستصيبني خلال اليومين القادمين باكتئاب... لا دفاتر مفتوحة أو مغلقة...جميع الأشياء واضحة و تامة و " ملخبطة كالعادة .. " و لكنها تكوّن توليفة أقرب ما تكون إلى شيء جيد ، أكثر قرباً من أن تكون شيئاً سيئاً على ما أعتقد.. مش كدة والنبي؟ خاصةً إذا قسناها بميزان ماء للتأكد.. دون أن أصاب بالملل من هذا الهراء و أقلب الماء من أجل بضعة طرطشة في هذا الحر..

في الحقيقة أنا هذه الأيام أرقد كالحزلئوم تحت ضغط هائل .. " مش لاحقة مش لاحقة!! بآآليلي بآآآليييلليي هنقذكو كلكووو " طوال الوقت.. حالة من الهوس التام و السحل و العجن و الطحن .. شيء يشبه طريقة عمل البسيسة في كتاب لـ د. فيل مثلاً .. حاجة كدة كوميديا سوداء بلهاء يعني!

و لكنني و برغم كل شيء، منذ لحظات قليلة فقط..
كنت قريبة جداً من شعور الرضا
قريبة إلى حد لا يصدق!

هذا في حد ذاته حدث يستحق التدوين، بل و الاحتفال ..

فيفا لا فيدا يا ولاد ..
آند هاااللوويااااااا :D

السبت، أغسطس 13، 2011

YOU & i








سأحاول أن أفهم و أنا أحكي.. سأحاول ..

حسناً
أختي تصل في السابعة صباحاً منهكة، تحكي لي بنبرة صوت أقرب إلى الصراخ عن زوجها الذي لا يفهم أي شيء و يشبه طباع أبي السيئة و يعرف كيف يشعرها بالتعاسة.. نبرة صوتها مؤلمة، أشعر بأنها تصرخ للتغلب على مقدار فادح من الألم يُدعى " التورط" .. في كل مرة يطفح بأختي الكيل و تبدأ في الحكي يتأكد لي تماماً أن الزواج ورطة كبرى مؤبدة تتطلب قدرات خاصة في الغطس و معافرة الموج وسط زحام مرعب من التفاصيل.. و أنا أمقت الإرهاق، أمقته! .. اللعنة على الزحام...

أرى زوجها اليوم في تجمع عائلي فأخبرها سرًا أنه يبدو مكتئب.. يبدو تماماً كصورتي الذهنية المخيفة عن رجل ناضج حزين لا يمكن إصلاحه! ذقن غير حليق و ملابس تبدو مهلهلة برغم أنها تناسب مقاسه، و نظرة خاملة لا تعني أي شيء... لا أدري ما الذي أتى في دماغي بمشهد له يراقصها في عرسهما ثم يحملها و يلف بها كالأفلام .. " معلش استحمليه " ، بالرغم من نصيحتي الفارغة تحدث بينهما مشادة خلال الجلسة تصبح حديث المدينة حتى الواحدة صباحاً .. تعود أختي إلى بيتها متورطة و باكية، و أعود أنا بدماغ منتفخ، و مسافة جديدة تفصلني عن عالم الأسوياء..أو الذين تم الاتفاق على أنهم كذلك..

المخزنجي يحكي في " سفر " التي أحاول تسجيلها بصوتي مؤخراً عن الثلج .. يحكي كثيراً عن الثلج و البلاد الأخرى الشاسعة التي تحوي تجارب إنسانية مختلفة تماماً، و حبيبة تدعى " ايرينا" يصر على مناداتها " تفاحتي" كي أبتسم ، و أحزن في نفس الوقت... لا تقنعوني أن هناك رقة بهذا الشكل، هناك مشادات وقحة على المصاريف و سخرية من أشياء في مقتل و تنافس بغيض في مساحات ضيقة يستدعي قدراً لا بأس به من الغباء، بل التغابي ... التغابي الذي ينتج عنه نبرات صوت مؤلمة و غد يبدو ملوث تماماً

بمناسبة الرقة، أفترض دائماً ارتباطاً شرطياً بين حالاتي المزاجية و هشاشة جسدي.. أحاول اليوم أن أحمل زجاجة تمر هندي فيلتوي رسغي و أبكي، في لحظات كهذه أشعر أنه يجب أن يربت أحدهم على رأسي و يقبّل موضع الالتواء و يخبرني أنني لي الحق التام في الغضب و البكاء.. بالطبع لن أتزوج كي أتمكن من الحصول على لحظات كهذه .. ربما سأربي كلب!

العجيب أنني أنفرد بأختي في المطبخ فتخبرني أنني " هعقل " وأصبح مثلها بعدة مدة! أنها مرت بمرحلتي هذه حيث الرغبة الدائمة في التواجد في الشارع و التمرد على المسلمات لمجرد أنها مسلمات ثم هدأت و أصبحت " عاقلة " .. المحادثة كانت نتاج إحدى مقترحات العرسان بخصوص أحد أبناء أعمامي الذي يبدو " شاب زي الفل ..و لحمنا.. " ، أفهم المعلومة الأولى و لا أحاول فهم المعلومة الثانية .. ايه لحمنا دي؟ هروح أتجوّز واحد عشان لحمنا؟!! آه المفروض إن احنا نلم لحمنا!! مش دي بيقولوها ع العيال اللي بتبقى هتتشرد و هي صغيرة باين؟ أوكي... و بعد مانلمه .. أعمل أنا ايه بقية عمري بقى؟ هيّ الناس دي في كوكب رقم كام بالظبط ؟
uffffffff !!!

و برغم عروضي السخية لعمل شاي و نسكافيه لطوب الأرض حتى أهرب من هذه المحادثات .. إلا أنني في النهاية أغرق، أغرق تماما في مستنقع الغرابة هذا و لا تنقذني سوى المزيكا :

lets get rich and buy our parents homes in the south of France
Lets get rich and give everybody nice sweaters and teach them how to dance
Lets get rich and build a house on a mountain making everybody look like ants
From way up there,
you and I, you and I

آها.. بلاهات حقيقية.. هذا ما أريد
لا أريد " لحم " أي أحد و لا أريد أشخاص " زي الفل" ، تايد برائحة زهور الجبل سيتكفل بتحسين رائحة المخبول الذي سيقبل بي .. و برغبتي في صعود الجبل المذكور آنفاً و رؤية الجميع بالفعل كنمل صغير من الأعلى و الحديث عن ذلك بشغف حتى الغروب، و أن يكون ذلك بالنسبة لي بأهمية إنجاب طفل

أو شقة تمليك !

الاثنين، أغسطس 08، 2011

Waiting list




أغادر باب الشقة بعد منتصف الليل، لا لشيء مقلق.. سأشتري معطر جو
نعم الأمر هام و يستحق، أحتاجه هذه الليلة بالذات!

أزيح كراكيب الغرفة ثم أقف في المنتصف و أرش المعطر إلى الأعلى، أضبط وقفتي سريعا حتى أصبح أسفل البقعة التي رششت باتجاهها بالضبط.. هكذا أقف، أتلقى المطر الخفيف من الرذاذ المعطر على وجنتيّ و جفني عينيّ المغلقتين.. بالضبط، هذا هو ما أريده من العالم في هذه اللحظة بالضبط! أعيدها ثانيةً و ثالثةً و رابعة.. و أنجح بالفعل في التخلص من أكثر من سبعين في المئة من آثار اليوم الغريب

الغرفة النظيفة تبدو هادئة ، تشبه الجزء الرائق في دماغي حيث التفاسير المرضية الخاصة بغرقي الإرادي تماماً في التوافه.. كأسباب خروج اللحن عن المتوقع في التراك الفلاني و ظهور إكسيلفون خافت لن يسمعه سوى المهاويس أمثالي.. تفاسير تخص بحة صوت كانت مقصودة لإيصالي إلى بقعة محددة في داخلي، بقعة تشبه تربة رطبة، أو غابة كثيفة غارقة في ندى صباحي... حالة ما تشبه البلل!

قبل النوم..ألقي برأسي في حقل من القطن، أترك الزغب يدغدغ رقبتي و أبتسم برضا، حتى تخترق زمجرة المروحة جدار الصمت الافتراضي .. أفكر أننا في أغسطس وبرغم ذلك فإن المروحة لا تأتي بهواء ساخن..

كل شيء يبدو فاتراً و هادئاً إذن
في انتظار انصلاح حالي!


**painting by: kelly vivanco

الجمعة، أغسطس 05، 2011

أشياء تشبه أشياء أخرى..




المجات البورسلين موصل جيد للحرارة و تساعد على الاشتعال..

كنت مستلقية على الأريكة في مواجهة البحر ، أشرب شاي بلبن مظبوط ظبطة السنين يشفي الروح العليلة،، و أحاول باجتهاد صنع حالة خاصة من الروقان للتخلص من آثار يومين من الركض المعتاد وراء الولا حاجة.. أسند المج على منتصف صدري و أستمع ساوند تراك فيلم الكيت كات فيما أتابع الحرية، و التي تعني بالضرورة مسطح لوني هائل مكوّن من لون واحد ثابت و لا نهائي، كان في هذه الحالة لون السماء بأسودها الليلي الفاتح .. ممتد و هائل، و هادئ.. لا يحمل نجوم/سحب.. لا شيء .. فقط لون وحيد / فجوة خالية من التفاصيل المرهقة.. شيء يشبه الصمت في وقت مناسب، أو ربما يشبه النوم ..

أصاب بحالة من الأتب كي أستطيع الشرب من المج ثم أسنده ثانية على منتصف صدري بين الرشفة و الأخرى و أسرح شويتين.. حتى لاحظت أن شيئاً ما يحدث في يد المج، وأن ما يحدث في يد المج هو تقريباً ما يحدث في منتصف صدري .. المجات البورسلين التي يتم سندها على منتصف الصدر موصل جيد للنبض، لا أدري إن كان الشاي بلبن عنصر مساعد على الاشتعال أم على التوصيل فقط، و لكنني أوقن تماماً أنه يجب أن يكون مضبوطاً حتى يحدث أي شيء .. كما أن الشيخ حسني ينادي الآن " يوسف" بصوته الحاني في أذني لأسباب أجهلها .. أجهلها تماماً


كيران ديساي..

حاجة فيها خسران..خاسر .. حاجة كدة يعني!!
كنت أحاول أن أتذكر اسم الرواية.. " ميراث الخسارة " التي أعارني إياها صديق و رجحها صديق آخر و اتحايل على أهلي صديق ثالث حتى أقرأها و أنا مصرة إصرار سخيف على الامتناع عن ذلك ، يصيبني إحباط طفولي إذا ما فتحت المندل في كتاب عدة مرات و لم أجد شيء يلفت نظري.. أقرأ غالباً أشياءاً تشبه أشياءاً أريد معرفتها! .. الكتاب يرقد كالـ " حزلئوم"فوق الطاولة الزجاجية التي تتناثر فوقها الكتب التي تخرج من المكتبة و لا أجد وقتاً كافياً لأحاول دسها من جديد في الفراغات الضيقة المتبقية.. أنظر له من فترة لأخرى و أتعمد تجاهله تماماً.. بل أتعمد وضع كتب أخرى فوقه حتى لا يحاول البحلقة في وجهي من جديد.

أنا مصابة بحالة من الملل المرهق منذ مدة، أحاول تخطيها فأقرر أنني سأقرأ بالعنجليزي إلى أجل غير مسمى ،من باب التجديد يعني,, اشتريت كتب بـ130 جنيه و فرحت بيها فرحة التنين.. سافرت فلم أجدها في حقيبتي، اعتقدت أنني نسيتها في البيت ثم لم أجدها في البيت و لا في أي مكان ... اتسرقت/ اتنست في الميكروباص / أنا أصلاً ملبوسة .. لا يهم.. المهم أنني لم أجدها!

صدق أو لا تصدق.. بكيت على الكتب ، أينعم، أمضيت ليلة كاملة أبكي بحرقة! في الحقيقة كانت القشة التي قصمت ظهر المش عارفة ايه .. كتب ب 130 جنيه تختفي في ظروف غامضة في توقيت غير مناسب بتاتاً.. وانا راسي و ألف سيف لازم أقرا بالعنجليزي ! و أصب لعناتي على البي دي إف الذي لن أرتضيه بديلاً.. مررت بديوان بعد يومين ، سألت عن عدة كتب تهمني فإما إنني لا أجدها أو أجدها غالية جداً .. وقفت أمام الرف الذي يحمل كتب بتخفيض 25% لأنتقي أحدها و السلام ..كنت محبطة جداً
يلفت نظري غلاف كتاب باسم عجيب:" hullabaloo in the guava orchad" أقرأ التقديمة فتعجبني.. أشتريه دون أن أحاول معرفة اسم الكاتب ... لم أظن أنني سأعرفه على أية حال.
..

كنت أتحدث مؤخراً مع عدة أصدقاء عن أن الكتابة أحياناً تبدو عبث.. كل هذا يبدو عبث لا نهائي .. لا أحد يقرأ، والذي يكتب لا يأتي بجديد، ما الفائدة إذن؟.. ذكرت حينها انبهاري الدائم بـنظرية " المياه المعدنية".. تسقط مطراً في مكان ما ثم تسيل لبئر ما .. ليستخرجها أحد ما و يعبئها أحد ما في بلد ما، ثم يتم تصديرها لبلد آخر ما يسكنها شخص ما سيؤلمه الحر في لحظة ما، فيقتنع أخيراً بشراء المياه بالمال .. المياه المعدنية التي كانت تخصه منذ زمن، منذ أن كانت غيمة تشاهدها طفلة عن بعد و تحاول أن تصنع من تكاوينها أنف كبير و عين واسعة ،، في عالم آخر تماماً

kiran desai .. her second novel " the inheritance of loss " won the man booker prize in 2006...

كيران ديساي إذن ، الكتاب لكيران ديساي!!!
اشتريت كتباً ب 130 جنيه و أضعتها و بكيتها، بل أصبت بالملل و قررت أن أقرأ بلغة أخرى و كل هذا الهري بهدف واحد، أن أقرأ لكيران ديساي التي كتبت ميراث الخسارة التي كنت أرفض قراءتها لسبب مجهول ، حتى ذهبت بقدميَّ لرف الكتب أبو خصم 25% لأشتري لها كتاباً آخر ، هذه السيدة إذن تخصني بشكل ما..

كيران تريد تقريباً إخباري بشيء سأحاول معرفته.. بالمناسبة الرواية ممتعة جداً و أفكر جدياً أن أنغمس الأشهر القادمة في ترجمتها، ربما هذا ما كانت تحاول إخباري به من الأساس.. أنه عليّ أن أستمر في ممارسة ما يمتعني و أتوقف عن وضعه جانباً لصالح السخافات ..

ربما سأكتب أنا الأخرى شيئاً ما سيحاول القدر إخبار أحدهم به عن طريقي بعد مدة ، فألاحقه بأحد نصوصي و أهرول خلفه ثم تتحول قدميّ لعجلة تطلق خطوطاً في الهواء كما يحدث لكائنات الكرتون.. المهم أنني مهتمة تماماً بأن أصبح جندي مجند مليون و تلتوميت ألف لإيصال الرسائل القدرية،، مهتمة بالفعل ،، أبسولوتلي ...
...

كنت أقول أن المجات البورسلين موصل جيد لحالة من الروقان، العنب و المانجو كذلك... و الكتب التي تسقط في يدك بمحض لعب قدرية متقنة .. السماء و هي تشبه كهف ليلي شاسع، الكنبة.. و النبض الذي يبدو واضحاً في يد المج .. و صوت الشيخ حسني و هو يصر على النداء على " يوسف "في أذني لأسباب أجهلها ..

ما ترد بقى يا عم يوسف!!