السبت، ديسمبر 21، 2013

مدونتي يا مدونتي..



ايه الأخبار.. عاملة ايه.. عزيزتي النوتة المتجلدة بقماش ملون مليان فقاقيع، والتي لاطالما اتسعت لهسسي واختلافي حتى مع نفسي.. أنا مش ناسياكي على فكرة.. وأشعر بحنين مبالغ للفضفضة في حضنك أو ربما لالتزام الصمت في حضنك، وانتي هتفهمي من غير ماشرح كتير..


أشعر بارتباك، برغبة في الانعزال والاستسلام للكآبة، الفترة السابقة من الحياة والتالية ممتلئتان بالأخبار الحلوة والإنجازات التي لاتحدث سوى مرة في العمر، ولكنني مرهقة للغاية، وأشعر بغربة طويلة الأمد.. صديقتي "كيت" من فيلم
last chance harvey   كانت تقول أنها اعتادت على خيبة الأمل، وكانت غاضبة على "هارفي" لأنه حاول أن يسلبها ذلك.. الواحد اتعود ع الخوازيق، مش عارف يتعامل مع النجاحات بالبهجة المطلوبة.. يشعر ربما أنه مستهدف بالرغم من كل شيء، يجد نفسه في اختبار الهوية طوال الوقت، وهو شيء مرهق للغاية، أنا يا عزيزتي شخص غير صالح للاختبار..

هو انا قلتلك اني قربت أتجوز؟ آه والله.. سأدخل المنظومة بكامل قواي العقلية، مش كامل أوي يعني انا ابتديت اتجنن من دلوقتي.. أتوه في التفاصيل والخيالات، أفكر في اللكاليك التي أحتاجها في هذا البرد والأغنية التي سنرقص عليها سلو في الفرح، ثم أشعر بالذعر من فقدان نفسي في هذه الدوامة وأرغب في التزام الصمت.. أتخيل مشاهد من حياتنا معًا، يتخللها الكثير من الضحك واللعب وبالطبع حاجات قليلة الأدب.. مش قليلة الأدب أوي يعني، من قال ان "ممارسة الحب" قلة أدب؟! الدفء بعيد عن قلة الأدب تمامًا..في حين أنني أحيانًا أتخيل مشهد لي وانا مرهقة للغاية وواقفة بعمل الأكل مع اني مش قادرة اقف، وبعد ماخلص بيتنّك عليا وبيقول حاجة زي "أصل ماما مابتعملهوش كدة".. تصل روحي إلى مناخيري وأنا أتخيل رغبتي في شتيمة العالم واللي يتشددله و في أن أقول " طب يا حبيبي روح كل عند ماما!"، ثم عدم فعلي لكل ذلك واكتفائي بالابتسام عشان الأمور تمشي.. اختصاري لمخاوفي في مشهد سخيف كهذا هو قلة الأدب بعينها..

ابن اختي يصرخ طوال الوقت، عنده برد وضروسه بتشق اللثة.. كائن يركض على أطراف أصابعه كالبطة متألم للغاية وصعبان عليا بس انا مش قادرة استحمل، كل ما أفكر فيه في هذه اللحظة: مش عايزة أخلف، مش عايزة! يخبرني هو دائمًا انه "مش مشكلة" وانا أعلم يقينًا ان الناس مش هتسيبنا في حالنا، نحن نُسأل منذ الآن هنفرش الأوضة التانية بإيه.. عشان لما نجيب عيال هيناموا فين!

أضع السماعات في أذني وأشغل بلاي ليست لنانسي سيناترا.. البلاي ليست مرفقة بصور البنيّة.. حسنًا، نانسي سيناترا هي آلهة إغريقية في الأساس استغنت عن الألوهية حتى تدندن بطريقتها في الدلع تلك، تُعرض لها صورة بالبكيني.. أقبض على نفسي متلبسة بالنظر لها بنوع من الأسى.. سأظل أرى نفسي "البنت اللي مليانة ديفوهات" دائمًا وابدًا وأشعر بإحباط عندما أفكر في ذلك، وعندما أفكر أن أحدهم سيطلع على كل ديفوهاتي أشعر بنوع من الغضب، الزعل، سميه زي ماتسميه يا عزيزتي..


أنعزل...أقرأ مقالات، قصص، روايات، كتب سيرة ذاتية.. وأشعر أنني لن أتمكن في يوم من الأيام من إنجاز شيء كهذا، الناس تكتب عن مزيج من خبراتها وقراءاتها.. أنا لا أقرأ كثيرًا وحتى إن قرأت فأنا لا أحتفظ بالمعلومات.. بنسى! لا يمكنني تذكر أغلب ما أقرأ إلا بالصدف، ذاكرتي تستدعي شيء ما فيستحضر شيء آخر بالصدفة، لا يمكنني كتابة شيء متصل.. أفقد الترابط والصبر.. هل سأنهي روايتي يومًا ما؟ وهل ستصبح رواية 500 صفحة وتافهة أم 100 صفحة وملخبطة.. معرفش، أفترض أنني سأتركها قبل أن تكتمل.

لا أستطيع التعامل مع الآخرين بالجودة المطلوبة.. كل العلاقات مبتورة، هناك سوسة تنخر أغلب وصلاتي بالعالم الخارجي عن الغرفة، ربما هي المسئوليات؟ اللازم.. والمفروض.. المفروض دمر علاقتي بالكثيرين.. لازم أكلم فلان، لازم أسمعه، لازم أسكت عشان معملش مشكلة.. لا يصبح هناك شيء حقيقي في النهاية، مجرد وصلة من الأحاسيس بالذنب عشان ماينفعش ماعملش حاجات معينة.. في الحياة القادمة سأصرخ في كل مرة يزعجني شخص هام في حياتي حتى لا تصبح علاقتي به سيئة إلى هذا الحد، الحد الذي يجعلني لا أرغب في معرفته أصلا إن كان الموضوع اختياري.

أشياء عديدة تكسر قلبي عدة مرات في اليوم الواحد.. مضخة الدموع جاهزة على طول ولكنني أوقفها، أوقف أغلب مشاعري من اكتمال الطفو على السطح.. هذه الهشاشة غير منطقية، إن تركت لها العنان ستدمرني.. أنا بصفة عامة أعلم أنني لو تركت العنان لنفسي سأصبح أسوأ نسخة مني بسهولة ولن أستطيع العودة..

عزيزتي، هل تصدقين إلى أين وصلنا؟ حسنًا نحن في مفترق طرق كالعادة.. اختبار الهوية سيظل عرض مستمر وأنا سأظل أعيش مرحلة "أنا تُت مني" بشكل دوري.. بس عموما أنا مش هسيبك، هكتب مطرح ماكتب بس مش هسيب البيت الوحيد اللي هيفضل موجود.. وهيفضل يساعدني ألاقي نفسي في أي بيت تاني.

شكرًا على أي حال
صديقتك.