الاثنين، يونيو 22، 2015

طعم الحاجات.. بيعيش ساعات



ليه بطلنا ندوّن؟

كمية الحنين اللي جالي دلوقتي أول مافتحت الصفحة هنا واشتغلت المزيكا.. الأغنية بتاعت يين تييرسان اللي دايمًا كنت بحسها على نفس القدر من الضعف والجمال اللي ممكن ألاقيه جوايا لو دوّرت.. بس انا بفضل متمسكة إني وحشة، وإن الحياة وحشة.. وإن مفيش داعي للأمل عشان مناخدش على قفانا أكتر من كدة..

أحكي إيه؟

اللحظة اللي انا فيها دي لحظة مابتتكررش كتير وأعتقد صعب تتكرر على اللونج رن! أنا في البيت لوحدي... حتى مارية مش هنا! وفاتحة صفحة المدونة زي زمان وبكتب وأنا مليانة بكل أنواع المشاعر اللي ممكن يحس بيها بشري بشكل مختلط.. حنين وخوف وفرحة وجوع! كان نفسي أكون فاطرة عشان أضيف للقعدة الصديق الحقيقي اللي ياما ونسني: الشاي بلبن.

مارية مش في البيت ليه؟ يوووه دي حكاية طويلة

أنا أصلي كنت بدور على شغل.. بفتح كل يوم الجهاز وأقعد أدعبس وأدعبس زي قطة متأكدة إن فيه حاجة ورا الباب وعمالة تطلع إيدها وتخروش.. كنت بعمل سيرش على كل الجرايد والمجلات في المنطقة اللي انا فيها وابعتلهم كلهم كلهم، شغلوني معاكم.. أنا عايزة اشتغل

وفي مرة وانا بنيم مارية رجعت أبص عالموبايل لقيت رقم غريب.. نمرته توحي بإنه من دبي، قلقت.. يا ترى شغل وانا ضيعته عليا؟! حاولت أتصل تاني بالنمرة محدش رد أبدًا...

تاني يوم النمرة اتصلت تاني بدري وصحتني من النوم، اتنفضت بسرعة قبل مامارية تصحى وقمت رديت.. كان شغل فعلا! في وسط كووول الرسايل اللي ببعتها من غير عناوين مش معروفة لمين زي فيروز بالظبط.. جالي رد

كنت حاسة يومها إني طايرة، المعجزات بتحصل والسعي بيجيب نتيجة.. نزلت دخت عشان أوصل للست اللي كلمتني في مكان بعيييد معرفهوش واول مرة أروحه.. وتهت كالعادة وواحد شافني تايهة وكنت بسأله عن السكة أصر يوصلني، وفضل يدعيلي، كان بيحسبني لسة متخرجة.. برغم البهدلة اللي اتبهدلتها بس حسيت ان ربنا باعته..

وصلت أخيرًا واتكلمت مع الست وقالتلي هنجربك أسبوع.. البيبي سيتر اللي كنت بودي مارية عندها لو فيه ظرف أو لو عندي انترفيو قررت أتفق معاها بالشهر -أرخص بمراحل- ودفعتلها نص الشهر المتبقي فعلا على أساس إني مارية هتروحلها 3 ايام في الأسبوع، هنزل فيهم أغطي أحداث واكتب عنها..

وقد كان، ونزلت.. هائمة على وجهي وتايهة معظم الوقت، وغير مسلحة لا بشمسية ولا بصن بلوك في درجة حرارة معدية ال 45 وفي عز الضهر.. بقيت أسمر سمارة أكتر منا سمارة، وخدت ضربة شمس أول يوم.. وبعدين اشتريت شمسية أخيرًا واتكحرت شوية في المواصلات وعرفت ازاي أقلل معدلات البهدلة


ملحوظة مهمة: الغنوة اللي شغالة في الخلفية اسمها parapluie، معناها "شمسية" بالفرنساوي.. الفرق بينها وبين شمسيتي انها كانت بتحمي صحابها من المطر، أنا شمسيتي حاولت تحميني من الصهد


المهم.. نزلت ولفيت وكتبت.. عملت شوية أخطاء زي اني مكونتش بلاقي أماكن فأبعت أتأسفلها إني معرفتش ألاقي المكان الفلاني.. وغلطت بردة وسألتها: الجريدة مش بتوفر مواصلات وحياة أبوكي؟.. شكلها اتقمصت، بطلت ترد عليا خالص


كنت مكتئبة جدا، حد كان مصدق في السحر وحس انه اتحققتله تعويذة جميلة وفجأة اكتشف انه عبيط واتخبط في مناخيره واتعور عادي.. فلوس اتصرفت في وقت زنقة، زنقة مركبة هتترتب على دة.. وجع قلب وإحساس فشل..


فقت بعد كام يوم ورجعت لورد التدوير اليومي واللف، والبيبي سيتر بتاعت مارية أصرت إني أفضل أوديهالها.. لمصلحتها، عشان ماتحسش بالغربة عندها وتنسى المكان.. وكمان هيا بتحب الأطفال هناك وبتلعب معاهم، وقالتلي حرفا: حرام فلوسك اللي دفعتيها.. اعتبريها أجازة واستريحي

وقد كان، مارية ليها مرتين تلاتة تروحهم النهاردة واحدة منهم.. أنا قاعدة لوحدي في الشقة وقلبي مقبوض وحاسة اني هشة جدا من غيرها، برغم شكوتي المستمرة إني مش عارفة آخد نفسي طول ماهيا معايا.. بس من غيرها مش عارفة آخده بردو، من غير عباطتها وشقلبتها ع السجادة والفرك اللي بتفركه في ثواني فألاقيها خلاص طلعت ع السيراميك! الحلوة الشقية اللي لما تزحف هنشوف أيام سودا :D وطعمة ومبهجة في نفس الوقت.. اللي بتحب تضحك بجسمها كله لو اتبسطت، وتعيط بيه كله لو اتضايقت بردو

بس، دي كانت حدوتة وجودي في البيت لوحدي الغريبة.. البيت، البيت.. البيت صحيح! افتكرت البيت، البيت الأولاني اللي اتجوزت فيه والبيت التاني اللي اتنقلتله قبل الولادة وولدت فيه.. ودلوقتي البيت الجديد اللي بيبص ع الدنيا من فوق.. من الدور ال 28


النهاردة صحيت لقيتهم غاسلين شبابيك العمارة من برة، دي حاجة كان نفسي أعملها أوي من ساعة ما سكنت هنا.. عشان أشوف جمال المنظر بدقة وقت ماحب أتنج من الشباك


التفاصيل الصغيرة هيا بتصنع البيوت، من شوية قريت تدوينة كنت كاتباها عن الشقة اللي اتجوزت فيها وشفت الصور.. وفي نفس الوقت لقيت ان موقع "نون" اللي بكتب فيه عامل ثيم اسمه "طعم البيوت" عشان نكتب عن بيوتنا.. ضحكت أوي.. هكتب عن الشقة دي أكيد، وعن كل تفصيلة صغيرة فيها

برغم ان بيتنا الجديد هنا في الشارقة، لسة مفيهوش عفش.. بس سام هاااو بقى فيه جوايا انتماء ناحيته، ومبقيتش برتاح غير فيه.. معندناش غير كنبة بيضا قديمة كدة.. فرشت عليها بطانية وجبت كام خددية وخليتها تصلح للأنتخة


البيوت جوانا مش جوة محلات العفش الملون اللي بتبقى عيني وعين كل بنت أعرفها هتطلع عليه...

مش عارفة أحكي ايه تاني؟ آه.. أنا هكتب الحواديت بانتظام -ان شاء الله يعني- هعمل مدونة لحواديتي وهكتبها.. وهسجلها كمان لو ربنا نفخ فيا الروح واداني الوقت والطاقة.. وهفضل أدور على شغل، وماحاولش أركز في كل التحطيم اللي شغال حواليا.. هروح أجيب مارية بعد شوية وهيا واحشاني جدا.. دي حاجة حلوة، فماتحسيش بالذنب يا آنسة إن ربنا بعتلك شوية راحة...


كل سنة وانتو طيبين ومستحملين فضفضتي طول الوقت :) وكل سنة وانتي طيبة يا مدونة ياللي شبه الشمسية اللي بتحاول تحمي من الصهد وتخلي المطر متعة وكلفتة... ياللي بترجعيلي إحساس الكتابة الحلو بعيدًا عن الضغط ومواعيد التسليم وعدد الكلمات..

صحيح،

اقروا كلمات الأغنية اللي في الخلفية هنا، نهاركم سعيد...




It was raining hard on the highway
She hurried along without cover
I had with me an umbrella, borrowed
That very morning from a friend
Running over to her rescue
I offered her a little shelter
Wiping the weather off her sweet face
She complied very softly with a “yes.”
A little corner of an umbrella
For a little corner of Paradise
There was something about her of an angel
A little corner of Paradise
For a little corner of an umbrella
It wasn’t a bad bargain, heavens!
Along the way, how sweet it was
To hear with her the tra la la
Made by the water from the sky pattering
Against the roof of my umbrella
I would have liked, as during the Flood
To see the rain fall without end
To keep her there, under my refuge
Forty days and forty nights
But inevitably, even in storm
Roads continue on to each’s country
Soon enough hers appeared, a great wall
On the horizon of my passion
It came time for her to leave
After thanking me profusely
And I saw her figure grow ever smaller
As she gaily vanished into memory