الاثنين، أغسطس 07، 2017

يوم عادي خالص مالص وأكيد بالص


في يوم عادي في حياتي المجنونة.. صحيت الصبح وانا مش مركزة خالص اني ماطبختش امبارح ويتش مينز ان مارية معندهاش أكل تاخده الحضانة، قلت أتأخر ع الشغل شوية وأعمل مكرونة وبانيه بسرعة.. لقيت الأنبوبة خلصت.. ابتسمت ابتسامة ذات مغزى ونزلت أدور على مطعم فاتح الساعة 8 الصبح

لقيت مطعم مصري شقيق لسة بيستفتح، مكنش مجهز الكشري المكرونة بس هي اللي خلصانة، قلتله طيب حطلي شوية مكرونة بصلصة وهات 4 طعميات.. وكان غداء الآنسة مارية مكرونة وطعمية

مكنش عندهم دفع بالكريدت وانا مش ساحبة فلوس، اتمشيت في الشمس المحرقة المحدقة ورحت سحبت فلوس ورجعت جبت الأكل.. وانا طالعة البيت سألت الأمن على بتوع الأنابيب قالي هيطلعلي واحد دلوقتي.. 

كل الأكشن دة والساعة معديتش 9، خلصنا الهوليلة دي ووديت مارية الحضانة ورحت الشغل، ركنت بعيد كالعادة وقعدت أعيد وازيد في دماغي.. ماتنسيش تدفعي الباركينج يا ريهام، ماتنسيش.. ماتنسيش.. ماتنسيش... هو أنا كنت عاوزة أفتكر ايه؟
المهم افتكرت بمعجزة ودفعت عشان ماخدش الغرامة المعتادة اللي بقيت بحسبها من مصاريف الشهر لأني بنسى بشكل دوري وباخد مخالفات "مواقف".. اسمها كدة هنا.. وانا مسمياها الفلوس الحرام.. دي أكيد الفلوس الحرام اللي في مرتبي لما بلعب في الشغل واقعد ارغي وماركزش!
المهم اني قتلت واتقتلت وخلصت متأخرة وطلعت جري عشان الحق اجيب مارية لقيت العربية بتغلي ودرجة الحرارة فيها 48 والكرسي لسعني فعلا بس مكنش فيه وقت أستنى التكييف يعمل مفعول.. قعدت ع الشنطة وسقت بطراطيف صوابعي ولحقت اجيب مارية قبل 4 ونص عشان الولية بتاعت الحضانة ماتقوليش بتيجي متأخر ولازم تدفعي زيادة.. المهم اني باعتالها معلقة ع الواتساب بهزقها فيها وهي مابصيتش ع الواتساب ودة شيء مستفز جدا.. ايه الناس اللي مش عايزة تتهزق دي؟

ما علينا.. كنت واعدة مارية هجيبلها كتب جديدة.. خدتها وطلعت على مول فيه مكتبة كبيرة، جبنا بالونة الأول وبعدين رحنا نقينا الكتب وانا كنت ديكتاتورية كالعادة وجبت كتب غير اللي هي نقتها.. مش رخامة والله بس عمالة تنقي الكتب البينك تحديدا وسايبة الباقي! رحت جبتلها كتاب أنشطة دايصيدوو -ديناصور- خليها تنشف شوية

خلصنا وقعدت تعيط عايزة تاكل في المكان مش عايزة تروّح.. عملنا رانديفو لذيذ كدة ورحنا مطعم أنيق ومارية مارضيتش تقعد في كرسيها عشان تعرف ترقص على أنغام المزيكا اللي شغالة.. الحمد لله أكلنا بدون كوارث تذكر وخدنا بالونتنا والناس في المطعم ادونا ألوان كتير ومشينا مجبورين الخاطر

وصلنا البيت لقينا الست اللطيفة اللي بتقعد بمارية موجودة، مارية أول ما شافتها عرفت اني هنزل فبدئت تكرر جملة مفادها "انتي مش رايحة في حتة وهتقعدي معايا" فضلت محتارة شوية أعترفلها ولا لأ.. وأنا بكدب قلبي وجعني وقررت أعيش دراما الاعتراف أفضل.. قلتلها اني هنزل وبدئت تعيط وبدأت اشرحلها اني مش هتأخر.. طبعا هي نص كدبة يعني لأني غالبا هتأخر شوية.. بس هدينا في خلال 10 دقايق كدة وطلعنا كتاب الدايصيدور وبدأنا نلعب وأنا نزلت

جري عشان راكنة مخالف طبعا.. أول ما ركبت العربية بصيت في المراية صعبت عليا نفسي اوي اوي والله.. طالعة من بؤ كلب أتفقد العالم وراجعة تاني، كان نفسي حتى اغسل وشي.. عندي كورس الفرنساوي الحبيب كمان شوية، فاضل ساعة الا ربع، طب والنعمة لاروح اشتري ميكاب واغسل وشي في اي حتة واظبط شكلي شوية!

رحت المول القريب، وركنت تاني وجري تاني عشان نلحق.. انا مجيبتش ميكاب لنفسي من بتاع سنة، اشتريت فاونديشن صغنن وروج صغنن بيج غامق بجيبه هو هو كل ماروح أي حتة بتبيع روج.. وبعدين افتكرت ان المول دة فيه المحل اللي بيبع الشمع اللي انا بحبه

رحت المحل دة بقى وسرحت، لقيته عامل تخفضيات ولقيت ان فيه شخص جميل في هذا العالم بالقدر الكافي اللي يخليه يعمل شمع بريحة النجيلة.. وطبعا خشب الماهوجني المحبب إلى القلب.. الشمع عموما هو الهوس الجديد المستحدث عندي، وسبحان الله.. هو جه كدة يعني بدون تخطيط.. حيث ان العمارة اللي ساكنة فيها قديمة حبتين والصرف بتاعها دايب تقريبا وفيه روايح بتهل م الحمام والمطبخ تشل وتعل.. مابستحملش البخور فقعدت اجرب في حاجات لحد ما لقيت الشمع المعطر الكبير دة الغالي فشخ دة اللي هو تحسه ملهوش أي لازمة.. أهو طلع ليه لازمة شوف حكمة ربنا يا مؤمن!

المهم ان البيت بقت ريحته جميلة بس تحس اننا بنحضر أرواح.. البيت مليان شمع مع إضاءة خافتة وصوت الغسالة عرض مستمر في الخلفية ففي حاجة مش طبيعية، وكمان التكييف بيخر فوق السقف الساقط وصوت الخرير مع الأداء دة مدي إيحاء إن فيه نشاط مشبوه في البيت، الحمد لله يعني مش عايزين نقاطع

المهم المهم، جبت الشمع ورحت دورة المياه ظبطت الأداء وفشت فشت فشت برفان وبصيت لنفسي فجأة تعبت من المفاجأة، شكلي آدمي شوية الحمد لله.. رجعت جري ع العربية لقيت الساعة الا ربع عدت من فترة والكورس زمانه بدأ!

حاولت اهدي نفسي كدة واقول يا بت سيبك، المهم انك رايحة أنيقة.. وصلت متأخرة نص ساعة والمدرسة الفرنسية الجميلة زغرتلي بس الحياة مشيت يعني.. أول ما قعدت على الكرسي بتاع صالة الكورس حسيت ان كل خلية فيا بتستنجد والله، بس طنشت خالص وحاولت أركز، وانبهرت انبهارًا شديدًا والميس الجميلة بتحكيلنا انها مش عايزة ترجع فرنسا خالص، وانها حزينة إنها هتضطر ترجع السنة الجاية.. أحيه! فرنسا؟؟ باريس؟؟ كانت بتكلمنا إن الحياة هناك صعبة جدا.. آه والنبي زامبقولكو كدة.. والمرتبات قليلة جدا نسبة لغلاء المعيشة، وبيدفعوا 40% منها ضرايب، لو هيتفرجو ع التليفزيون لازم يدفعوا عليه ضريبة.. والناس مش فريندلي ومش بيعزفو كلهم أوكورديون في الشارع ولا حاجة.. وأزمة إنك ماينفعش تشيل الشنطة في نفس الناحية اللي ع الشارع عشان ماتتنتش منك موجودة هناك بردو.. وحاجة كدة صدمة عاطفية جدا

روحت وأنا بفكر في كلامها، ومافوتش المخرج اللي كل مرة بفوته واقعد ألف حوالين نفسي عشان اروح.. بس بعد ما دخلت فيه لقيت جوجل مابس مديني طريق مختلف عن اليفط اللي في الشارع فمشيت ع اليفط.. ماتوهتش بس دخلت في شارع سرعته 80 بدل 100 وهذا يعني اني همشي أبطأ وهوصل متأخرة شوية

وصلت لقيت مارية نامت، عادة دي بتبقى نعمة واللي يفوتها نعمة بس بقت بتصعب عليا لأنها بتنام متضايقة لو مش انا اللي منيماها، بس يلا معلش..

اقعد بقى؟
بعينك يا كلبة
عايزين نبتدي نطبخ حضرتك وناكل ونحافظ على عينينا مفتوحة بأعجوبة وبعدين ننام متأخرين ونصحى مكسرين ونعيده كله تاني

واللي عنده معزة يربطها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

0 التعليقات: