الأحد، يناير 15، 2017

ليلة عيد ليلة عيد.. الليلة ليلة عيد

في الساعات القليلة القادمة هتم 29 سنة بالتمام والكمال.. كل سنة بكتب تدوينة ليلة عيد ميلادي، ربنا ما يقطعلنا عادة

السنة الأخيرة دي تحديدا كبرت جدا، أعتقد إن عمري الداخلي شارف على الخمسين، وبقيت عجوزة متصابية فرحانة انها خست كام كيلو وشكلها بقى أصغر.. بس هيا لوحدها اللي شايفة التجاعيد والشروخ والعلامات اللي سابها الزمن.. وعاملة نفسها مش واخدة بالها

داخلة على السنة الجديدة بقلب مكسور حبة وحلم متفشفش حبتين.. صعب انك تعترف لنفسك ان حلمك ساذج واستحالة يتحقق، في اللحظة اللي بتقدر تعترف فيها بتكبر كتير.. أكتر من سنين عمرك على بعضها و.. مقدرش الحقيقة اقول ايه اللي بيحصل بعد كدة لأني لسة هجربه

التجربة.. التجربة كانت شعار السنة دي، جربت مع مارية حاجة كتير، جربت اتغلب على خوفي وكرهي للفشل.. جربت اسوق اخيرا ونجحت بعد مرار.. جربت أغالط نفسي وأضغط عليها لما تتقمص وتكش واقولها لأ حاولي تاني وتالت.. وبغض النظر ان دة مجبش نتيجة بس انا مش زعلانة أبدا اني حاولت

وفي شغلي جربت مخافش من التغيير، اسيب المضمون واروح لحاجة مجهولة.. ولحد دلوقتي حاسة اني صح.. خوفي الوحيد بيشعشع لما بفتكر كلمة الراجل اللي كان بيدرب آن هيثواي في "ذا ديفل ويرز برادا" لما كان بيكلمها عن الارتباط الشرطي بين نجاحها في شغلها وبوظان حياتها الشخصية

كملت السنة دي حبة حلوين في سكة الوحدة والسكة مابقيتش موحشة خالص.. هي بس ناقصها شوية حاجات.. صعب مهما حبيت نفسك وصاحبتها تقدر تضحك عليها وتفهمها انك ممكن ترقص سلو لوحدك أو تمسك ايدك وانت ماشي في الشارع.. صعب تفرح لما تودي نفسك الدكتور وتعمل لنفسك الشوربة وانت عيان.. سكة الوحدة مش موحشة بس ناقصها شوية حاجات

عم يين الجن -يان تييرسان- بيتكلم في أغنيتي المفضلة اللي حاطاها خلفية للمدونة دي.. عن الحب في أبسط صوره.. الحبيبة اللي ميعرفش عنها غير جمالها واحساسه انه لازم يحميها من المطر فبيطلع شمسيته ويستخبوا مع بعض من العالم تحتها.. بيوصف جمال البقعة الصغننة دي تحت الشمسية، ومن غير ما يوصف.. المزيكا بتقول

بس ياعم يين يا جن انت ضحكت علينا، فهمتنا ان الحياة ممكن اختصارها في اللحظة دي.. مفكرتش تكلمنا عن إحساس اللي شايل الشمسية بعد شوية وهو بيقول اشمعنا.. ما الطرف التاني يشيل هو كمان حبة.. ماتكلمتش عن إنهم هيختلفوا الشمسية أصلا بتتشال ازاي.. والخلاف مش هينتهي بضحكة م القلب على عبط القضية.. القضية العبيطة هتنسيهم أصلا بقية المشهد

ماحكيتلناش يعني بعد شوية ايه اللي هيحصل.. ولما الدنيا تمطر عليهم تاني هيحبوا يكرروا كل دة ولا هيفضلوا كل واحد يمشي لوحده ويبقوا يتقابلوا في الكافيه على طول.. يقعدوا يرغوا في كل وأي حاجة.. بدون ما هي تجيب سيرة افتقادها لشيلته الشمسية عشان تخبيها من المطر.. ولا هو يجيب سيرة خيبة أمله في اللي حصل

وأكيد مش هتحكيلنا عن إحساسهم المزعج بإن ازاي يعني العالم كله تم اختصاره في حدوتة الشمسية.. ورغبتهم في الهروب من اللف في الحيز الضيق دة للبراح اللي برة.. يتبلوا وان شا الله يعيوا.. المهم يكونوا بني آدمين
ياعم يين يا جن.. انت بتحكي جزء صغنن اوي من الحدوتة.. من فضلك الغنوة الجاية اعمل تنويه ان فيه بقية.. أو سك ع المزيكا

في الساعات القليلة القادمة
هتم 29 سنة.. الرقم كبير ويخض.. قربت اسيب العشرينات كلها وابقى امرأة تدخل على التلاتين بكامل برقوقها.. لسة تايهة وبكلم نفسي بصوت عالي، بس بدل ماكلمها في اوضتي بقيت بكلمها في العربية.. بقول كل اللي نفسي فيه وانا سايقة لوحدي وبدخل كل الخناقات اللي مدخلتهاش وبقول كل حاجة وبنتصر في كل النقاشات.. وبفكر ان أكيد الناس اللي سايقة جنبي بتحسبني بتكلم في التليفون

أقدر افتكر لحظة سعيدة جدا عدت عليا السنة اللي فاتت.. مارية مسكت زهرية ورد صناعي وشميتها من كل قلبها وقالت "اللللااااه" وبعدين خدتها وقعدت ترقص معاها..

لسبب مش مفهوم كنت بدمع من كتر السعادة.. معرفش هي حلوة كدة لوحدها ولا انا قدرت انقلها الإحساس بالحاجات وحب التفاصيل الصغننة.. ربنا يحميها ويخليني دايما مصدر للاستكشاف والفضفضة والبهججة معاها.. وماكونش مصدر ضغط عليها بأي شكل من الأشكال

كل سنة وانتي طيبة يا ريهام.. مش هتنامي النهاردة وتصحي بكرة واحدة تانية ومش لازم تحضري الهدوم اللي هتلبسيها وتفرديها برة الدولاب كأنها هدوم العيد.. هتريحي من وجع رجليكي الرهيب بس وهتنزلي بكرة الشغل عادي، وانتي راجعة هتعدي تجيبي لنفسك ايس كريم وتدندني "غدا يوم أفضل"..