الأحد، يناير 13، 2019

هتجوز البحر واجيب منه عيال


My soulmate

لم يعد لدي أدنى شك أن علاقتي بالبحر فيها شيء مريب، أصل لأضعف حالاتي النفسية وقمة انهياراتي العاطفية ثم أصل وأنا أنازع إلى بلكونة عالية مطلة على البحر فأتحول لشخص يكافح حتى لا يرقص في الشارع ويبوس كل الناس من بؤها.. أصل متأخرة كعادتي، ولكنني أتمكن من اللحاق بالنصف ساعة الأخيرة قبل الغروب وأمتثل حرفياً لأغنية can’t get my eyes off of you.. جعانة فشخ ومكلتش حاجة من امبارح وقلبي مش جايبني أسيب البلكونة وانزل اجيب حاجة آكلها.. مش قادرة أودي وشي الناحية التانية! مشهد البحر الممتد إلى اللانهائية بأمواجه ولمعة المغربية على سطحه يغنيني عن العالم وإرهاقه ومشاكله.. مش مهم، آكل بعدين بس أتفرج عليه دلوقتي.. هذه القدرة الغريبة على تخطي كل وأي شيء التي يمنحني إياها مشهد اتساع البحر، البهجة التي تحرمني منها الحياة بشكل دوري ويمنحني إياها هذا الحبيب العالمي الضخم تثبت لي بالدليل القاطع أن البحر هو "السول ميت" اللي لازم أتجوزه واجيب منه عيال، لونهم بترولي فاتح كدة زي لونه بعد ماتغرب الشمس قبل الضلمة الكثيفة.. ريحتهم يود ومن رآهم لا يغم ولا يشقى، ووقت ما تضيق عليا الدنيا أفردهم وأعمل بحر بتاعي مؤقت حتى موعد لقا الحبيب..


My soulmate 2

بول مكارتني يا جماعة.. سير بول مكارتني، كنت اتكلمت عنه قبل كدة هنا في تدوينة عن أغنية hey jude، بس أنا محتاجة أتكلم عنه تاني وتاني.. كنت بتفرجله على حلقة كاربول (برنامج فشيخ كدة اللي مشافهوش ينطلق على يوتيوب ويتفرج) الحلقة كانت مليانة مفاجآت وراح بول مع جيمس كوردن اللي بيقدم البرنامج لكل الأماكن اللي عاش فيها في شبابه وكان بيكتب عنها أغانيه مع البيتلز زي بيني لين مثلاً.. دة شارع في ليفربول وصفه بالتفصيل كدة في اغنية، وراح تاني زار كل الناس اللي اتكلم عنهم في الأغنية اللي كتبها قبل ما يتم العشرين.. يا خراااشي على الجمال.. الراجل دة مليان طاقة حياة وبهجة، راح بعد كدة عمل مفاجأة لناس في بار كدة وغنالهم ببلاش وكان بيتنطط كئنه عيل صغير وهو عنده 78 سنة.. حد كان معلق على الفيديو وكاتب This man must never die ووالله دة إحساسي بالظبط.. وزيه زي البحر تمام، أبقى في كامل انهياراتي وأفشخاناتي واتفرج على أي حاجة تخصه فأبتسم كدة وأحس إن الدنيا بخير.. الدنيا كبيرة فشخ، أكبر من كل حاجة بنعدي بيها ونتزنق بينها ومانعرفش ناخد نفسنا.. مكارتني بعد 78 سنة -أكيد ياما اتفشخ فيهم- لسة بيألف أغانيه وبيقف ع المسرح بروح مليانة حياة مخطفتهاش منه الدنيا واللي فيها.. احنا كمان ممكن نعدي، حلوين بقى ولا وحشين ولا غلطانين أهو لنفسنا، أما العالم الحقيقي الواسع فليه جمال يهوّن، بس احنا نلاقيه

My soulmate 3

أنا!
إتس أوفيشال يا جماعة.. السعادة الحقيقية الخالية من الشوائب أجدها فقط مع نفسي، وسط تفاصيلي ومحاولاتي الجادة لإسعادي وطبطبتي عليا ومعلشاتي وقدرتي على التسامح مع أخطائي ومسكان إيدي لعبور كل المحيطات المخيفة اللي فيها أنياب بتهبش مستنية خطوتي.. أنا وانا بوديني الدكتور، وانا بجيبلي أكل سخن واقولها مش مشكلة كلي كدة وبعد الأكل نفكر تاني سوا ونحلها.. أو مانحلهاش مش مشكلة.. واوعدني وعود حلوة واحققهالي.. أنا وانا بزقني على الصعب واقول لنفسي "تقدري"، وانا ببعد عن التعاسة وبقولي "لأ ماتستاهليش كدة".. التمشية معايا حلوة وبتهديني.. خروجاتنا سوا هي فعلا أحلى الأوقات.. والجهد اللي بذلته في بناء علاقتنا دي عمره ما راح هدر.. أكيد فيه اسم للمرض النفسي دة بس يعني who cares :D

المهم..
بين الخلان الثلاث الاختيار في الحقيقة صعب فشخ، أنا كدة كدة هنا مش رايحة في اي حتة .. بول مكارتني لو مات هيجيلي انهيار عصبي .. اممممممم مفاضلش غير البحر ..
أفكر أنني إذا عشت في شقة مطلة على البحر ستنتهي كل مشاكلي، أتذكر الصفحات الأولى من مذكرات نوال السعداوي وهي تصف جلستها في بيتها الأمريكاني المطل على الغابات وكيف أنها، الفتاة التي تربت في قرية صغيرة بعيدة كل البعد عن أي غابة، لم تظن أبدا أنها ستتمكن من الحياة في مكان كهذا.. أفكر أنني أنا الأخرى سأحقق ذلك الارتياح الأبدي إن أوجدت لنفسي تلك البقعة الصغيرة المطلة على الحب كله، لكنني في داخلي أخشى الابتذال الذي يضيع بهجة كل شيء، ربما إذا أصبح البحر أمامي ليل نهار تأتي تلك اللحظة التي أنظر له فيها ولا أشعر بشيء.. أفضل أن تظل البلكونات المطلة على البحر هي الباب الخلفي الذي يضمن لي الهرب كلما احتاجت إلى ذلك.. ربما عندما أكبر في السن، ولا تكون هناك شيفتات ومدارس وتأخير ومواعيد وتقصير وقرارات مصيرية يجب اتخاذها خلال نصف ساعة كحد أقصى، ربما عندما ينتهي كل ذلك أستطيع التفرغ وتقضية فترة تقاعدي إلى جانب الحبيب الأولي.. أصطبح بوشه ونفطر سوا ونشم الهوا في مخبأنا صغير ونضرب للدنيا طناش .. يمكن ساعتها هتجوز البحر واجيب منه عيال