الأحد، سبتمبر 27، 2009

طرق أخرى للشعور بالدفء ..





مازلت أتعمد اقتناص النسمات الباردة في أواخر الصيف لأجلس في الثالثة صباحا أمام النافذة على الكرسي الخوصي الهزاز .. و بمصاحبة ضوء خافت بالطبع ، مازلت أقشعر حين سماعي " كان فاضل بس يادوب " و " قمري حصان في الليل هدومه دى بترقص ... " ،، بصوت منير .. و أخبئ يدي التي ابتردت قليلا تحت ( اللاب توب ) الدافئ بفعل نفاذ تدريجي في الشحن ..

مازلت أرفع بصري فجأة إلى السماء في أوج الأحداث بداخل رواية أو نص أقرأه لأنقل كياني إلى ما يحدث موسيقيا في أذني في استمتاع ،، أو لشعور مفاجئ بالامتنان و الحمد لله لمنحي هذه اللحظات الدافئة و ارتباط ذلك ذهنيا بالنظر إلى السماء ،، و أعود من بعدها لقراءة الصفحة من بدايتها ،، إنما بابتسامة كبيرة على وجهي ..

مازلت لا أتأثر كثيرا بمشاهد الموت في الأفلام و أشعر بالملل في المشاهد المأساوية ، و لا يقدر على منحي دموعا حقيقية سوى أن أشاهد فتاة تبكي وحدها بحرقة .. ربما لأنني أعلم الكثير عما تشعر به الآن ،، و عن خيالاتها بمهاتفتها و مهاتفته في هذه اللحظة بالذات و التمادي في تلقي الكثير من الحب و المواساة .. تلك الخيالات التي تنتهي دوما بعينين منتفختين و نوم هادئ دافئ بين يدي دمية قطنية هشة و غطاء .. و مكيف هواء ببرودة 17 درجة مئوية !

و سأظل أتطفل على أي شخص أجده يجلس بمفرده عمداً ،، منتهياً من بكاء أو يشرع في شيء منه .. و لا داعي لأن أقول " شخص .." ،، هن في الغالب فتيات ! ..

لا شيء أقدر على إشعاري بدفئ داخلي من نجاحاتي الصغيرة في إضحاكهن أو إلهائهن مؤقتا عما كان يحدث منذ قليل .. و أقع في ورطة حقيقية عند خذلان مخزون " النكت " الشحيح لي .. و لكن يبدو أن رغبتي في إلقاء نكتة و عدم قدرتي على ذلك مضحك في حد ذاته !! أصبحت حيلة أتبعها كثيرا لحياكة هالة الدفء المنشودة و رؤية تلك البسمات الدامعة التي تمثل سعادتي الحقيقية ..

....

الحيل لا تنفذ و السعي مطلوب !

و ليست سوى
"طرق أخرى للشعور بالدفء .. "