الخميس، أكتوبر 15، 2009

ليغادر الخـــوف ...




أحتاج الكثير من الاطمئنان ..أريد معاملة طفولية بما تعنيه الكلمة !

يرى أحد ما عينيّ دامعتين فيربت على كتفي بهدوء حتى أستقر بين يديه ،، يسألني عن سبب الفزع .. يبتسم في وجهي ..

" لا عليك يا صغيرتي .. "

يأخذني من يدي إلى بائع الحلوى و البالونات لأبتهج قليلا – و ربما إلى بائع الورود كذلك - .. يلبسني جواربي و حذائي و أفتعل الاستناد إليه و كأنني لن أستطيع الوقوف وحدي ،، في حين أني أختبئ فقط ..

نغادر الوحشة ،، أبكي في وسط الطريق لعدم قدرة قدمي على حمل جسدي خاصة رأسي ،، يحملني فأتوقف عن البكاء و أتوسد رقبته كنوع من المصالحة و على صوت أنفاسه أهدأ و أنام ...

نصل لبائعي الأطايب فيدرك أني غفوت .. يخشى عليّ البرد فيسرع في الأمر ،، يشتري لي شيكولاتة كبيرة تخبئ لي مفاجئة بالداخل و بالونة لها أنف طويل ،، يتذكر في طريق العودة أنني في الحادية و العشرين فيمر ببائع الورد ليشتري لي باقة من ورود الجربيرا البيضاء ،، لها رائحة رقبته التي احتوتني منذ قليل ...

يعود بي إلى كوخ خشبي بعيد ... بعيد عن كل ما يخيفني و يتسبب في اختناقي

في الكوخ ،، قرر كل من أحب امضاء الليلة معي ،، قرروا أن يكونو بخير لأجلي .. الجميع يرتدي ملابس البيت و يجلس على وسائد دافئة ،، غيمة هادئة تظلل المجلس ..

يصل بي إلى هناك .. يستقبلونه بحفاوة من ينتظر فرحة ما ،، يصيبهم الإحباط كوني نائمة فيشغلون أنفسهم بأحاديث بها الكثير من الود إلى أن أستيقظ ..

يضعني في فراش كبير يسعني بكل ما في داخلي و يترك إلى جانبي الشيكولاتة و البالون و باقة الورود .. يقبل رأسي و يبتسم كوني أبدو هادئة لا يطمئن لتركي وحدي في بداية نومي هكذا لربما استيقظت .. يشاركني الفراش و الغطاء و تغريه باقة الورود باختطاف إحداها ليزين بها شعري .. يراقب أنفاسي حتى يغفو هو الآخر ..
...

أستيقظ بعد قليل في غرفة شبه مظلمة بفعل ستائر لا تحجب الوحشة عني .. و يبدو السرير و كأنه لأحد أقزام فلة،، لا يحوي مني سوى تنهيدة أو اثنتين على أقصى تقدير!!

أقوم بغلق جميع النوافذ لابتراد في جسدي و قلبي ،،


أعد كوبا من ( الشاي بلبن ) ..

و قائمة بما يفترض تسليمه بالغد !