بقت بتجيلي حالات غريبة من الحنين ..
حنين لأشخاص غرب عني ،، أو علاقتي بيهم سطحية جدا و بعيدة ،، أعرفهم من مدة قصيرة أو معرفهومش خالص .. زي ما وديع سعادة بيقول " يبدون رقيقين من بعيد " و أنا مفتقدة الرقة اليومين دول بشكل موجع جدا بالنسبة لشخصية تشبهني ..
الغريب بسيط ،، مفيش سابق " أي حاجة " يحسسني بقلق أو خوف من ناحيته أو يخلق توقعات تصيب أو تخيب .. رد الفعل تجاه أي حاجة معمولة بهدف الفرح هيبقى الفرح فعلا ،، القلوب متفقة اتفاق ضمني ان مفيش حسابات .. حسابات على ايه ؟ هو مفيش حاجة أصلا :) ..التفاصيل الصغيرة و الكبيرة هتبقى مؤثرة ة من غير مقارنات بحاجة عدت و حاجة جاية ... احتياج مشترك هتبقى نتيجته رضا عند كل الأطراف و ارتياح ... احتياج انساني بحت لحالة تعاطف و وجود .. مجرد حالة وجود ...
بساطة إنك تفرح حد متعرفوش قد إيه مريحة .. ممكن يحط راسه على المخدة مبتسم في نهاية يومه لمجرد إنك حسسته بدفا الترحاب أو الحرص على القرب ... لمجرد إنك عاوزه هنا .. أكتر من انك عاوزه ،، محتاجله .. و وجوده يفرق و حريص إنك تقوله دة ،، في حين احتياجك لوجود ناس كتير قريبين منك أوي ممكن تحس بيه حمل عليهم و عليك انت شخصيا ... بتحاول متحسسهومش بيه ،، و كرامتك توجعك أوي لو بان ،، خصوصا لو كان باين و بدون رد فعل على قد لهفتك و اندفاعك .. و تبتدي التعقيدات و الحواجز اللي مابتنتهيش
النهاردة بالذات كان حنين غريب لأبعد صورة ممكنة ،، كنت راكبة ميكروباص و ورايا اتنين بيتكلمو عن رضوى عاشور و أحلام مستغانمي و محفوظ .. حاجة مابتحصلش كتير في الميكروباصات دي ،، واضح انهم مروحين من وسط البلد و أكيد كانو في ندوة ... كانو عسولين أوي و بيتكلمو باستغراق تام و بيحكو ،، حسيت بانتماء غريب ليهم ! كنت قاعدة مبتسمة و أنا بسمعهم و هما ورايا و لا حتى شفت أشباههم ايه .. و كانت جوايا رغبة حقيقية اني أفضل معاهم ! أستخبى وسط الكتب اللي في ايديهم اللي قاعدين بيقلبو فيها باهتمام حقيقي دي و أروح معاهم مطرح ماهما رايحين .. يمكن رايحين يقعدو على قهوة يكملوا كلام .. و هيتكلمو و يتبسطو اني سامعاهم ،، اهتمام البنت بردو بيبقى ليه مذاق تاني و لو أخت أو صديقة ، يمكن حد يتأثر أوي فأطبطب عليه و أحس قد ايه طبطبتي لامساه ... كان محتاجها بجد و عنيه كلها امتنان على المبادرة ... هو محتاجها و أنا محتاجة أديهاله ،، و احنا الاتنين نتدارى في الموقف البسيط دة من هم كبير ، هم الانتظار أو الوحدة أو خيبة الأمل أو .. أو .. أو ،، أي حجة خايبة لتبرير ألم سببه في الأصل حالة احتياج بسيط لشوية طبطبة ..
آآآآه مكملتش ،،
صحابي الاتنين اللى انا معرفهومش دول و لا أعرف شكلهم هيبقى نفسهم يسمعوني بقى ... و أنا قال يعني أعمل نفسي مش عاوزة أحكي ،، و أحس قد ايه البوح عزيز وأستمتع باللهفة على المشاركة ... اللهفة دي اللي بتدوب في دوامة التعود و بتوحشنا أوي ،، بلاش الجمع.. بتوحشنـــي أنا أوي ،، و بتبقى منورة في وش حد أول مرة يسمعك ..
يمكن بعد مايسمعوني مايفهمونيش أوي ،، اللي أكيد انهم هيتعاطفوا تماما لرغبتي في الفضفضة مع أي حد ،، حد احتمال يكون شبهي من بعيد بدون أي سابق معرفة ،، إلا شوية تلميع أكر ،، على نقاش عن رضوى عاشور و أحلام مستغانمي و محفوظ ...
أنا نزلت من الميكروباص قبليهم ،، مش عارفة دي تهيؤات و لا حد فيهم فعلا كانت عينيه معايا و أنا بعدي الشارع بعد مانزلت ... كئنه بيطمن عليا ،، كنت حاسة بعينيه اللى متابعاني من غير مابصله .. و لا لمحت شكلهم خالص و مليش نفس أتخيله ...
بفكر بس لو كانت جتلي فرصة أكلمهم كان ممكن أقولهم ايه .. امممم يمكن أقولهم متعقدوش الفرح ! و خلوا بالكو من آفة الاحتياج و صعوبة الاحتواء ،، ماتستسهلوش !! علاقاتنا بالناس تستاهل التعب ... صعب أوي حد يحس إنك مستسهل غيابه .. صعــــب ،،
و آآآه اقروا كم بدت السماء قريبة بتاعت بتول الخضيري :)) ..
و خلي بالكو ،،
مـ
نــ
ي ..