الأحد، ديسمبر 14، 2014

أنا والمارية.. (3)



اييييه.. المارية هتتم أسبوعين كدة :)) نص شهر بحاله احنا الاتنين كبرنا فيه خالص.. أنا بطلت أعيط وانا بغيرلها وأحس بالذنب انها بتعيط.. وأقنع نفسي إنها مش بتعيط عشان أنا بعمل حاجة غلط.. هيا بتعيط عشان هيا ننة وطريقتها الوحيدة في التعبير هيا الوأوأة.. وهيا كمان بقت تستحملني شوية وانا ببرّد البيبرونة وبقولها "خلصنا خلاااص.. قربنا خلاااص" وبتعيّط نص ونص يعني حسب حالة الجوع... بس بتسامحني بعدها على طول،  وبقينا سوا نستحمل شوية المجهود اللازم للرضاعة من ماما.. احنا تقريبًا بنفحت سوا المجرى بتاعت نهر اللبن.. ومسيره في يوم يكفّي نسقي شوية ورد تانيين كمان

عيطت عياط أنا في الأسبوعين دول! وخسيت النص
:)) –اشطة مصلحة-.. وبحاول أتعلم مهارة مش راضية أتعلمها أبدًا من زمان.. مهارة أقول ايه امتى ولمين.. أتناقش امتى وامتى أرزع الوش الهادي وأهز راسي وأنا بأكد "ربنا يسهل.."، تلك الكلمة العبقرية اللي مابتديش عقاد نافع.. بس فعلًا مش لازم يا ريهام تشرحي وجهة نظرك لكل من هب ودب، مش لازم تقوليلهم لأ انتوا غلط أو لأ مش لازم كذا.. مش لازم تقنعي الناس إن فيه خمسين طريقة لكل حاجة في الدنيا، لو هما مش مقتنعين والنبي لو رقصتي عشرة بلدي ما هيفرق.. هتفهميهم ازاي إن تشنج اللي بينصح إن اللي قدامه لازم يعمل كذا عشان هو دة الصح مستفز ومرهق.. يا ستي.. شغلي الميوت في دماغك وهزي راسك وقولي "ربنا يسهل.." وخلاص.. حد عايش معاكي يعني وهيراقبك؟ في الآخر انتي مع المارية الحلوة في العالم بتاعكم لوحدكم.. وربنا بيطل من فوق ومحاوطكم بناموسية ضخمة من الرعاية.. دانتيل مخرمة بتجيب نسايم حلوة وهادية تقدري تستوعبيها..  بعيد عن أي تشنج أو أحكام.. يا ستي.. ايه يعني مش هيدوكي وسام الأم المثالية من وجهة نظرهم؟ أقولك سر؟ انتي فعلا مش الأم المثالية.. انتي احتمال كبير تبقي صاحبة كويسة.. ومارية هتعرف دة بسهولة، ومفيش الحاجات دي بين الصحاب بقى..

كنت بحاول أتعلم كمان إني لما أحتاس ماتجنبش المساعدة بسبب كششاني من طباع البشر، المهم أعرف أطلب المساعدة من مين.. دي مهارة هايلة جدا.. اكتشفت ان طلب المساعدة فعلا حلو، خصوصا لو اللي بتطلب منه مش ناوي يساعدك بشروط، أو يتناقش معاك الأول الموضوع مستاهل ولا لأ.. المهم أكون واثقة ان رد فعله هيكون مناسب ليا.. إن هو دة فعلا اللي انا محتاجاه دلوقتي مش مجرد حد جديد ينضم لقايمة المتفزلكين.. والحمد لله، ناموسية الرعاية الضخمة اللي أنا والمارية مستخبيين تحتها بتتفتح بشكل دوري ويتبعت منها ناس بالوصف دة بالظبط.. الحمد لله

أما المارية بقى.. فعلاقتي بيها اتطورت خالص من ساعة أول مرة شفتها في المستشفى وكنت مسهَمة والممرضة عمالة تقولي "بتبصيلها باستغراب كدة ليه؟ والله بنتك.."، لحد مابقت بتنام على بطنها عليا عشان المغص.. راسها الصغننة على رقبتي أو عند قلبي.. واحنا الاتنين غرقانين في السرير بنغني للمغص عشان يمشي بعيد.. أنا كنت بخاف لما حد يقولي نيميها على بطنها أصلا كنت بحس إنها هتفطس مني :)) دلوقتي بقت نومتنا المفضلة..

بقيت بستمتع بمراقبتها أكتر.. باخد بالي انها بتحب تميل راسها أوي.. هتحتاج كتافنا طول الوقت عشان تنام عليها.. وبتخيلها كتير مابتقعدش قدام التليفزيون الا في حضن حجازي وهيا ساندة على كتفه عشان يتفرجوا سوا.. المارية هتطلع رقيقة وعايزة أحضان كتير.. ولازم نخلي بالنا من إنها تحس إن الأحضان دي متوفرة طول الوقت عشان ماتتوهش وهيا بتدور عليها..

وانا بقى مش عايزة أتوه بردو.. فيه كام رسالة اتبعتولي عبر الأثير امبارح.. لقيت ستيتس مكتوبة عن أم كانت متمردة ومميزة وعلاقتها بالحياة مختلفة وبعدين تاهت في دوامة أكل العيش والتربية وبقت مثال للاستسلام لكل الظروف.. وبعدين وانا بتفرج على فيلم، أم كانت بتوصل بنتها لعريسها وراحت موقفاها قدام المراية وقايلالها:"شايفة الست الحلوة اللي في المراية دي؟ اوعي اتنسي أبدًا هيا مين.."، وأنا عمالة أمأمأ "امممم" واهز في راسي.. رسايل رسايل.. وحاجات تانية.. المهم إني عارفة ان الفترة دي محتاجة تركيز كامل مع مارية ونسيان لريهام شوية.. يمكن الكتابة هيا الحاجة الوحيدة اللي هتساعد ريهام ماتختفيش لحد مايبقى فيه وقت لينا احنا الاتنين..

في النهاية بفكر كتير، يعني قصاد صعوبة المرحلة دي، هييجي عليا يوم واقولها أو حتى أفكر "منا ياما عملتلك.." "بعد كل اللي عملته عشانك..." "دة انا وانا...".. أتمنى ماوصلش بتفكيري لدة أبدًا لأنه مش حقيقي، مفيش صك ملكية بيتمضي ع الننات في مقابل المجهود اللي بيتبذل معاهم، مفيش مقابل محدد مطلوب منهم في المستقبل قصاد دة.. يعني.. لو عندك جنينة حلوة ومحتاج حد يخلي باله منها، وجبت بستاني.. المنطقي ان البستاني يسقي الزرع صح وان الورد يكبر في معاده والجنينة تفضل حية وجميلة.. لا البستاني ليه في الجنينة حاجة، ولا الورد بقى ملكه عشان هو اللي سقاه.. البستاني خد أجرته خلاص.. واحنا واخدين أجرتنا تالت ومتلت، من أول الأمان ومتعة صحبة الحلوين دول، والثقة اللي هما مديينهالنا  لما ولونا كل أمورهم كدة.. لحد توفيق ربنا ورعايته.. والجوايز اللي قايل انها متشالة للأمهات.. عايزين ايه تاني؟ امممم.. يمكن قدام شوية نطلب حاجات تانية من علاقة الصداقة بقى.. أنا صاحبة رخمة واحب صاحبتي تحسسني اني مميزة بالنسبة لها :))

يلا كفاية فلسفة فارغة بقى.. احنا نروح نربي عيالنا وخلاص :
D

كل سنة وانتي طيبة يا مارية.. عقبال ماتتمي شهر.. وتكبري وصحتك تبقى أحسن، ادعي لماما عشان انتي دعواتك مقبولة أكتر منها..ربنا يعينها ويهدي سرها ويطمنها.. ويجمعنا ببابا على خير..

الأحد، ديسمبر 07، 2014

أنا والمارية.. (2)

هو دة اكتئاب ما بعد الولادة اللي بيقولوا عليه؟؟

طيب.. سنقاومهم بالحب!

في الحقيقة أنا كنت كويسة خالص.. امبارح بالذات حسيت إن فيه حاجة حلوة حاسة بيها وهيا إني مش فارق معايا المجهود البدني اللي علاقة بالفترة الأولانية وحاسة انه بيعدّي وربنا بيقدّر وخلاص.. نفسي بس كل حاجة تمشي كويس، المارية ماتعياش.. أنا أركز ومانساش حاجات مهمة.. الرضاعة تمشي مظبوط.. إلخ إلخ.. لو الحاجات دي حصلت أنا فعلا معنديش أزمة في حوار إني مابنامش متواصل أو دراعي على وشك يتكسر من التثبيت على وضعية معينة.. احنا قدها وقدود
:))

الفكرة إن دة خرافي طبعًا.. مارية خدت برد جامد ولسة الصفرا عندها عالية.. الصفرا مابتروحش غير بالرضاعة وانا مش عارفة أرضعها كويس.. مارية جسمها ضعيف جدا، أنا بقعد أعيط جنبها واتأسفلها وانا بغيرلها هدومها.. النهاردة خرمولها ودانها عشان تلبس حلق.. من كتر الشحتفة اللي اتشحتفتها كرهت الحلقان وكرهت نفسي! وبنسى.. بنسى حاجات كتير.. ساعات بنسى أغيرلها البامبرز وبفتكر متأخر.. ساعات بنسى نقط الفيتامين.. وطبعا أدويتي أنا مابفتكرهاش غير لما أحس اني تعبانة.. مين الحد اللي ممكن أقوله دلوقتي: عمو عمو أنا مابعرفش أركز في حاجات كتير كدة مع بعض.. فيقولي ماشي، انتي عليكي الرضاعة والبامبرز وانا عليا الباقي!


ابتدت الأفكار السخيفة تعشش في نفوخي بقى.. "أنا أصلا ماكنتش عايزة أجيب طفل عشان عارفة اني هجيب طفل تعبان زيي ويفضل يعاني نفس معاناتي".."أنا أصلا مش قوية ولا زفت،أنا عايزة حد ياخدني من إيدي دلوقتي يتمشى بيا ويجيبلي آيس كريم وياخد مارية ويجيبهالي لما تتحسن شوية ومايبقاش وشها أصفر وأصغر من صباعي.. وأنا هكمل من بعد تلك المرحلة".. "عايزة أنام كتير واصحى ألاقي كل حاجة كويسة وحجازي جه ومفيش ناموس في الأوضة! الناموس مبهدلها.."

ويبتدي السح.. وتنطفي الفرحة الكبيرة اللي كنت حاسة بيها امبارح وانا مش عايزة أحطها في سريرها وعايزة أفضل شايلاها وأتأملها كدة لمدة ساعة عالأقل.. وعمالة أفكر إني مش زعلانة إنها صغنتتة أوي كدة.. أنا مبسوطة بيها ومن كتر ما بتأمل فيها بقيت حاسة إن الكائنات التانية هيا اللي كبيرة.. هيا كدة جميلة..وهتبقى عصفورتنا..

بدل مافكر في كل دة تاني حطيتها في سريرها وشغلتلها المزيكا اللي بتطلعها الزرافة اللي جابتهالها خالتو رضوى وقعدت اتفرج عليها وهيا بتروح في النوم.. وأنا حاسة بالأسى ومش عارفة أتأسفلها ازاي اني مش هعرف أخلقلها عالم جميل كدة مليان مزيكا هادية ودباديب مبتسمة ومفيهوش ألم.. معلش يا مارية ماما مش هتقدر تعمل دة.. ماما غالبا مش هتقدر تعمل اللي أقل من دة كمان

وافتكرت فجأة كل الكلام اللي قريته عن اكتئاب ما بعد الولادة، وقلت ف عقل بالي النهاردة كان يوم مثالي انه يزورني بعد المعاناة مع التطعيم ومع برد مارية وعياطها المتواصل.. مع معلومة إن شهادة ميلادها مش هينفع تستخرج إلا لما تتم شهرين.. اللي هو عدى منهم أسبوع! يعني فاضل 7 أسابيع.. كل أسبوع هيبقى فيه عيا ودكتور ومواصلات وأهل لازم نرضيهم وواجبات لازم تتعمل وخلاص وأحضان المفروض تهوّن مش هتهوّن وبيبرونات لازم نقوم نعملها ونسيب المارية تعيط في سريرها لوحدها لحد مانيجي.. ونقعد نتأسفلها ونقول: "أنا عمري ما هسيب المارية دة انا كنت بجيب المم بس.."

وعديت على وسط البلد النهاردة، ومشيت من جنب القزاز واخدت بالي اني آخر مرة جيت هنا كان معاك.. بقالي زمن مابجيش وسط البلد.. وحسيت إن أقصى أمنياتي حاليًا هو يوم طبيعي أروح فيه الشغل وأرجع على وسط البلد أجيب سندويتشات من قزاز وأقابلك ع القهوة!
أحلم بسفرية عمرها ما هتتحقق.. ومافكرش إنها حتى لو اتحققت دلوقتي مش هقدر أنزل فيها أهيم على وجهي بالكاميرا وأكتب.. هكون بعمل حاجات تانية خالص

عمومًا أنا متأكدة إني هتحسن.. بس كان لازم أكتب عشان ماقعدش أعيط وخلاص.. يمكن كمان الكلمتين دول يساعدوا أم صغنتوتة جديدة تانية شايفة إنها مجرمة إنها بتفكر في أفكار كدة.. على فكرة إشطة صفة الأمومة لا تجب ما قبلها! هتفضلي بني آدمة يعني.. ومن حقك تفكري وتقولي اللي بتفكري فيه.. حتى لو كان عك :)



يلا..أما أقوم أغلي البيبرونة عشان المارية هتصحى بقى :))

الخميس، ديسمبر 04، 2014

أنا والمارية.. (1)



هح! اتولدت المارية أخيرًا.. شفتها بعينيا بعد كووول الانتظار دة.. اتولدت قد الفتفوتة والسمسمة، صغننة وجاية قبل ميعادها بردو.. وضعيفة وبتخضني عليها ومحتاجة عناية مخصوص.. وطبعًا عشان أنا عمر ما في حاجة مشيتلي سلسة كدة فكانت أساسا ولادة عجيبة.. أنا بقول لازم أحكي اللي حصل بردو للتوثيق والذكرى..

يوم 30-11 ع الفجرية كدة ماكنتش لسة عرفت أنام كعادتي في أيام الحمل الأخيرة.. وبعدين بعد الفجر كدة تقريبا
my water broke! بس انا مكونتش مستوعبة بردو.. فضلت أكدّب نفسي وأقول ممكن يكون أي حاجة تانية.. وكعادتي لما بحتاس قعدت أدور ع النت ولقيت كلام كتير من ضمنه إنه ممكن دة يحصل وماتحصلش الولادة بردو.. قلت ماشي هستنى كدة واشوف

مش عايزة أخش في تفاصيل ملهاش لازمة بس يعني حصل مؤشر كمان م النوع اللي يخليك ترفع حاجب وتنزل حاجب وتقول: صيرياصلي؟ دي شكلها ولادة فعلا.. كانت الساعة بقت 7 الصبح تقريبا.. وكل اللي فكرت فيه إني أحضّر أي شنطة واسيبها لأختي – اللي ساكنة فوقيا- واروح أي مستشفى أكشف ولو طلعت ولادة أخليها تجيلي بيها

عملت كدة فعلا.. مش فاكرة حطيت إيه ولا ركزت ازاي.. طلعت خبطت على أختي وهيا صاحية مذهولة وانا بقولها بهدوء شديد "أنا احتمال أكون بولد خدي الشنطة دي وانا هروح أكشف ولو طلعت ولادة حصليني بيها.."

المستشفى اللي المفروض أولد فيها كانت في المعادي وأنا في اكتوبر.. قلت أكشف في حاجة قريبة الأول، افتكرت اسم مستشفى الشيخ زايد لأن حد قاله قدامي قريب.. وخدت تاكسي على هناك.. ودي كانت الخطيئة الكبرى بقى..

رحت لقيت حاجة شبه مستوصف كدة.. قلت مش مشكلة أكشف طوارئ وخلاص..

 عمو عمو فين الطوارئ؟ هناك أهيه.. عه! مدخل كله طوب ورمل وراجل بائس قاعد على ناصيته.. سلامو عليكو ياحج.. فيه دكاترة جوة؟.. لا والله محدش لسة جه! عه؟؟ طيب فيه عيادات؟ آه جوة..

ماشي دخلنا جوة.. لقيت طوابير من ناس غلبانة ملمومين على ديسك وبيتزاحموا.. زاحمت يمكن آخد صابونة.. خدت تذكرة بجنيه ونص لعيادة النسا وانا في ذهول ومشيت هائمة على وجهي أشوف فين العيادة أم جنيه ونص دي..

لقيتها وياريتني مالقيتها..اتخضيت من منظرها جدا.. خفت أكشف آخد عدوى.. خدت بعضي ومشيت

قلت خلاص مابدهاش بقى نطلع ع المعادي وأمرنا لله!

تاكسيات كتير بتعدي ومحدش يعرف اسم المستشفى ولا مكانها وانا عمري ما رحتها.. لحد مالقيت واحد قالي تعالي انا م المعادي أصلا وكنت بوصل ناس هنا.. قلت يا منتا كريم يارب.. أول ماركبت قالي 100 جنيه! قلت الله يخربيتك، ماشي.. وانطلقنا ع الدائري بقى

ساعتين.. ساعتين بالظبط عشان ننزل المعادي وأنا مش عارفة أنا وضعي ايه بالظبط.. أنا احتمال أكون بولد :\
ووصلنا..

الفكاهة كانت ايه بقى.. مفيش مكان في الطوارئ أخش أكشف!! وانا عمالة أضرب كف على كف.. محدش عايز يكشف عليا ليه يا جدعان مايصحش كدة..وفضلت ألف وأحجز في عيادة النسا شوية واستنى الطوارئ شوية.. وابص للكشك اللي برة في أسى.. أنا جعانة أوي وعايزة أجيب أي حاجة آكلها! بس متهيألي لو ولادة المفروض ماكلش.. مش عارفة قلت أصمد وخلاص.. في الحقيقة اكتشفت بعد كدة إن مكنش فيه مبرر لكل دة غير إن مارية مكتوبلها تتولد في ساعة معينة مش أكتر.. وطلع مكنش ينفع آكل فعلا، أنا شطورة جدا

أخيرا دخلت.. والحمد لله جالي أخصائي نسا ابن حلال أصر يجيبولي سونار مخصوص جوة الطوارئ.. وبعد ما كان طمني وقالي ممكن ماتكونش ولادة واحتمال أروّح.. لقيته بيقولي: طيب أنا مش عايز أخضك بس انتي غالبا لازم تولدي في خلال ساعتين!

بس يا سيدي..

وعملوا عليا كونسولتو وحوارااات لحد ساعة الصفر.. طبعا مفيش داعي أقول إنهم قرروا إنها قيصرية..ضغطي كان عالي أوي ودة اللي كان مسبب للجميع قلق.. بس يعني عدت الحمد لله وطلعت زي الديك الفاحص أهو :))

ودلوقتي بقى.. مطلوب مني أشرب حلبة بعسل وآكل حلاوة وأشرب سوايل كتير.. آخد بالي إن الجرح ميجيش عليه مية وآخد المضادات الحيوية والفيتامينات ومانساش اشتري لزقة عشان أغير ع الجرح.. مانساش الكحول بتاع سرة مارية وقطرة العينين 3 مرات والفيتامين أبو 4 نقط في اليوم ونص قرص حمض الفوليك في اللبن.. أظبط المنبه عشان محدش فينا ينام أكتر من 5 ساعات عشان تصحى ترضع.. أعمل تمرينات مؤلمة عشان ينزل مني لبن أكتر.. واشرب سوايل تاني وآخد اقراص حلبة.. حلبة بكل الصور.. حلبة إيفري وير.. أخلي بالي من الباب عشان البرد والبلكونة عشان الناموس.. والأكل بتاع دوكا خلص كمان! مارية ضعيفة أوي ولازم تاخد لبن مخصوص.. لازم أغلي البيبرونات عشان تتعقم كل يوم واشتري ترمس وغلاية جديدة، أنزل أشتريهم امتى وازاي؟.. "اوعي تنسي علبة اللبن مفتوحة"..خايفين لا مارية يكون عندها الصفرا.. لازم أدور على مستشفى فيها حضّانة عشان يعملولها تحليل صفرا.. لازم مانهارش وانا شايفة أثر حقنة الوريد على كفها الضعيف الصغنن وهما ساحبين منها كمية دم مايستحملهاش شحط كبير.. لازم استنى ساعة ونص عشان آخد التحليل.. لازم أروح بكرة الاستشارة وأعيد الاختبار كمان 3 أيام.. والتطعيم؟ ماخدتش التطعيم وكان لازم تاخده في أول 3 ايام وإلا هنروح الصحة بتاعت محمد محمود.. واختبار الغدة..ذكرى محمد محمود كانت من أسبوعين أصلا.. "ماتنسيش علبة اللبن مفتوحة وخلي بالك لا الغطا يتبهدل وإيدك تيجي عليه وبعدين ع البيبرونة وتبقى مش نضيفة".. ولازم لازم أركز في الرضاعة واشرب حلبة بردو.. وانا أساسا رجليا وارمة وضغطي عالي فلازم أروح الدكتور الأولاني والدكتور التاني بتاع الحاجات التانية.. وأرد ع التليفون عشان الناس بتسأل عليا.. وأغير اللزقة ع الجرح وبعدين أروح أفكه.. وعايزة أروق الشقة عشان الناس عايزة تيجي تزورني.. ولازم أستحمل كلام الناس الكبار عشان دي مواقف ولازم تتقضى.. وكلام الناس الصغيرين اللي مش عايشين ع الكوكب وأقصى اهتماماتهم مارية واخدة شعر مين.. ولازم أغير البطاقة وأوثق الورق وأركز عشان الفلوس بتتصرف بسرعة مهولة، أنا جبت حاجات م الصيدلية ب500 جنيه في يومين! وبعدين مش لازم أتضايق إن الدكتور سخيف وبيتريق عليا هو أنا هناسبه؟ المهم يكون شاطر وخلاص..

بس كدة.. بسيطة يعني

أنا مكبّرة الموضوع ليه بس؟ :)

أما أشوف المارية شكلها صحيت.. وبغض النظر عن كل حاجة، شكلها وهيا مستسلمة للزغطة ضحكني من قلبي.. تلك البنت اللي مليانة حلويات :))

يلا..تو بي كونتينيووود.

الخميس، أغسطس 14، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -11-


حواديت كتير...

** التغيير ليس شرًا كله..

هنمشي أخيرًا من شقتنا المحندقة في السيدة زينب وهنروح أكتوبر البعيدة، هيضيع من يومي كل يوم حوالي 4 ساعات مواصلات دة على أقل تقدير يعني... بس هيكون عندي بلكونة أحط فيها الزرع الجديد

آه بمناسبة الزرع، وبعيدًا عن إن السبب الاساسي وراء الرحيل دلوقتي هو مشاكل مع صاحب الشقة، إنما أنا كنت ملاحظة إنها كانت بتطردنا منها بالتصوير البطيء بقالها مدة..

الزرع بتاعي وقع من الشباك! صحيح محدش اتأذى -غيري- بس الحدث دة كان مؤلم جدا بالنسبة لي.. وقعدت فترة مبحبش أدخل الأوضة اللي كان فيها الزرع ولا أبص ناحية الشباك وإذا شفته بالصدفة وانا ماشية في الشقة لازم أقعد أعيط..

دي كانت البداية، ثم بدأت الصراصير والنمل تغزو البيت مهما نضفت ورشيت، البيت غرق مية كذا مرة، الأصانسير اللي كان اتصلح ابتدى يعطل تاني، حتى الكهربا اللي كنت مبسوطة انها مابتقطعش كنت ماشية في يوم في الشارع ببص ع السكة المضلمة وبقول ان دي نعمة مش هتتعوض وبتحسّر ع الشقة.. رجعت البيت لقيت الكهربا قاطعة!

خلاويص كدة، مفيش داعي نفارق بعض وفيه بيننا ضديات.. خلينا نمشي واحنا صحاب

برغم إني طول الوقت بسب وألعن في الزحمة والدوشة البغيضة وحشرية الناس وغرابة الجيران، إلا إني هفتقد حاجات.. هفتقد اني ألبس إسدال الصلاة وانزل في السريع أجيب بقدونس وشبت من قدام البيت فألاقي واحدة قاعدة في السوق بتبيع كريز فأجيب منها بالمرة.. هفتقد الست اللي بتبيع الحاجات كلها فرط واللي بروح أشتري منها 10 أكياس زبالة الكيس فيهم بنص جنيه، الست الجميلة اللي حواجبها أبيض على اسود، وبرغم إنها صاحبة المكان تقريبًا ولابسة دهب كتير إلا إنها بتقف تخدم بنفسها وطول ماهي قاعدة تتكلم عن "الزباين" مع اللي حواليها بروح حلوة كدة.. روح حد بيستفتح وحابب يشتغل، ومش حابب يصبغ شعر حواجبه

هفتقد الناس اللي بتبيع بلاستيكات طول منا ماشية في الشارع وكل شوية تطق في دماغي أشتري منهم مصفاة ولا علبة لحفظ الأكل، هفتقد المنظر من الشباك والشروق في اللحظة اللي بينطفي فيها نور القلعة اللي باينة من عندنا..ماببيبقاش فيه في الشارع غير كام واحد أفضل أفكر يا ترى بيشتغلوا ايه عشان ينزلوا بدري كدة..

هفتقد الوول بيبر بتاعي، والحيطان اللي دهناها سوا.. صورت الشقة امبارح عشان يفضل فيه صورة ذهنية تعيش معانا لأول 6 شهور في جوازنا..

أنا عارفة اننا إحنا البيت مش الحيطان هيا البيت، وهنروح نعمل بيت جديد وندهنه مع بعض بردو ونحوش عشان نجيب شوية عفش كمان لأن الشقة الجديدة أكبر بكتير.. لما بزعل بتخيلنا واحنا لسة مخلصين دهن الترأة وقاعدين ع الأرض مليانين بوية بندندن "الليلة الكبيرة".


** بقيت بخاف أحكي الحاجات الحلوة ع الفيس ولا هنا، في الحقيقة اللي بيحصل كل مرة نجح إنه يخليني أقلق.. كل مرة أكتب عننا حاجة حلوة لازم نتخانق بعدها وندبل فترة لا بأس بها..

يمكن اللي بيقرا الحاجات اللطيفة دي بيبقى متخيل إن حياتنا جنة، أكيد مابنحكيش كتير عن الخناق والجدال المرهق والفترات العصيبة ومنظرنا واحنا بؤساء ع السفرة بنفتح بؤنا بالعافية عشان ناكل.. لكن أنا ببقى نفسي والدنيا رايقة أحكي الحاجات الحلوة، لينا قبل أي حد.. عشان لما تتسد في وشنا نلاقي اللي يفكرنا بالخير الكتير اللي بيننا..

بحكي كمان عشان أنا عارفة إن فيه واحدة دلوقتي فاضلها ع الجواز كام يوم ولا في أول وأصعب فترة وغرقانة في الخناقات ومتخيلة إن حياتها هتبقى ضنك للأبد، مش متخيلة إن الفترة دي ممكن تعدي.. ممكن يوصل لها كلامي وتحس إن فيه أمل.. وإن كل حاجة وارد تتغير..

عمومًا أنا كنت عايزة أقول حاجة.. أنا زي أي بنت رومانتيكية محفور في جوانياتها شوية الأفلام والكتب اللي قريتهم، ببقى نفسي في الصورة البدائية الساذجة للرومانسية، الورد.. الهدايا.. المفاجآت.. الأمسيات والخروجات بتاعت الأفلام الأجنبي.. وبرغم إني بحب الحاجات دي وبستناها بس فعلًا بقى بيحصل مواقف رومانسية تانية بتوصلني لحاجة شبيهة من الطيران

يعني مثلا، أكتب كلمتين ع الفيس يعرف منهم إني غالبا بعيط.. يتصل يسأل: "بتسحي ليه؟ الننة عملت زي العصفورة وجت قالتلي.." من غير مايتضايق أو يحسسني إني نكدية.. اتصل عشان يحاول يضحكني بس..

 الموقف دة كان رومانسي جدا، أنا اتبسطت زي ماكون جبت
جيبة جديدة ملونة ولا حاجة :D
آه والله..

الأيام اللي ببقى فيها تعبانة وأقوله "ينفع نتقابل وناكل في أي حتة؟" رومانسية بردو.. الأوقات اللي بنقعد جنب الشباك نغني أغنية تمانيناتي هبلة طقت في دماغنا، رومانسية.. الأيام اللي بنضطر مانشوفش بعض فيها خالص غير نص ساعة أقعّده فيهم عشان ياخد فيهم الورد اليومي من الحواديت اللي حصلت طول اليوم :
D وبعد مانخلّص كلام أقوله "لأ استنى نسيت أٌقولك.." وأكمل حدوتة كمان، وهو يقعد يضحك عليا وأنا بحكي حاجات عبيطة بحماسة وساعات أتكلم بسرعة أوي ومايفهمش مني حاجة فيضحك وخلاص.. رومانسية جدا

فشكرًا يا حبيبي على كل الأوقات الرومانسية الحلوة.. ربنا يديمها نعمة :*



** حاجات كتير بتحصل
شبه رغبتك ولهفتك انك تفتح التاب بتاع موقع معين كنت شغال عليه فتدوس على علامة الغلط بدل ماتفتحه.. شبه اللحظة اللي دوست فيها "نو" لما سألك عايز تحفظ الفايل دة ولا لأ.. وانت مكونتش عايز تقفله والله ومش عارف مصدر حركة ايدك اللي خلت إجابتك كدة..

حدث لحظي متخلف بينتج عنه حاجات كبيرة جدا.. لحظة بتفضل بعدها متنح ومش مصدق وبتسأل: "هو أنا عملت ايه دلوقتي؟"، وحاسس بصدمة إنك اتنشلت.


** كنت بدوّر على حاجة ودخلت على مجلة اسمها "فوربس"، دخلت لقيت كوتشن بيقول إن الحياة الفعلية هي كل اللي بيحصلك عكس كل مخططاتك.. اتبسطت، كنت محتاجة أسمع دة وأأمن عليه.. دخلت ف يوم تاني أدور علي الكوتشن اليومي دة يمكن ألاقي حاجة تانية ملهمة.. ببساطة مكنش فيه.. ومفيش اي حاجة توحي ان المجلة بتحط كوتشن يومي، قعدت أدعبس في كل الأقسام ملاقيتش حاجة..

دي كانت حاجة ملهمة بردو وخلتني ابتسمت بردو.. عشان عرفت إن يوميها كان مبعوتلي رسالة مخصوص.



** في يوم هتكون عندي بنوتة.. هتبقى عايزة تخرج مع صحابها اللي معرفش نصهم وتسافر حتة بعيدة تبات فيها عشان عايزة تشوف الدنيا وبعدين تستقل عشان مش عايزة حد يتحكم فيها وهيا آنسة كبيرة كدة.. اتمنى ساعتها إن أنا وحجازي نكون متفهمين كفاية.. وبدل مانغضب عليها ونوقعها في فخ طاعة الوالدين اللي لو ماعملتهوش تبقى بنت عاق والكلام الكبير دة، نحافظ عليها وعلى صداقتنا، على زيارات ثابتة ومكالمات حلوة.. ومانزعلش م الوحدة المريحة
  اللي هترجعلنا أخيرا بعد ماقعدنا سنين نشتكي إننا مش لاقيين وقت نتنفس..

ونتنفس بقى، نتنفس كتير أوي...

يمكن نروح "سيت" في فرنسا، لسة قارية مقال عنها بيقول إنها بلد صيادين فتخيلت حجازي هناك بيحكي لصياد فرنسي عن الصيد في مصر وهما قاعدين بيدخنوا في المينا والجو حلو.. كان مكتوب كمان إنها بلد مليانة شعر، الناس هناك بتتعامل مع الشعرا زي ماحنا بنتعامل مع الفنانين ولعيبة الكورة، وإن فيه أبيات شعر مكتوبة في كل حتة ع الحيطان..

متهيألي هتكون بلد حلوة نقضي فيها شوية وقت من وقت للتاني...



** "دماغك سلة مليئة بالخبز، وبتخبط على الأبواب عشان تسأل الناس إذا كان عندهم ليك شوية فتات".. دة كان معنى جملة قريتها للرومي.. وعايزة أفضل فاكراها على طول :).






 
البيت...

ودة عن مدينة "سيت"..
http://www.hindawi.org/blogs/20906848/سيت_جنة_الشعراء_في_الأرض/

الثلاثاء، يوليو 29، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -10-



وأخيرًا... البحر

بقالي كتير أوي عايزة أروح اسكندرية، ماروحش وخلاص.. لأ.. أقعد في بلكونة ع البحر ساعات طويلة وأبص ع الوسع اللانهائي بيهزم الضيقة اللي جوايا.. بيهزم كل المشاهد الزحمة\الملوثة\الكتمة.. مش عايزة أختلط بزحمة الشارع وجنان البشر والعربيات، عندي من دة كتير طول الوقت والله.. أنا عايزة البحر فقط لا غير

أخيرًا رحت مع بابا وقعدت في بلكونة بيتنا عشان أعمل عملية ترميم نفسي لنفسي بنفسي.. بابا اللي بيضحك أوي على إنه لما جه العمارة البواب معرفهوش عشان حلق شنبه وشعره، ولما قاله أنا ساكن في الخامس.. قاله: عند الراجل العجوز اللي فوق؟!

ضحك أوي.. ضحك بس بيتهيألي إنه من جواه زعلان إنه بقى الراجل العجوز اللي فوق.. بس بابا يختلف عننا في إنه بيصدق اللي حاصل ويبني عليه أحسن مايعيط عليه، بيصدق ويشوف ببساطة ورانا ايه دلوقتي وخلاص.. احنا بقى بنحب نعيط، ونحس بالظلم إن بعد كل دة فيه كمان حاجات ورانا! ونستهلك في الحدوتة دي تلات ارباع أعمارنا اللي مش هتتعوض.. لحد مانبقى الراجل العجوز\الست العجوزة اللي فوق

عمومًا.. قضيت أخيرًا ساعة الفجر ببص ع البراح م البلكونة واشوف كل حاجة بتكلمني لوحدي بشكل صريح، وتراك مزيكا بيتكرر في وداني.. أيوة أنا أستحق شوية سكينة من دول، أستحقهم عن جدارة..

حاجات بسيطة أوي بتنجح في الآخر إنها تسببلك السعادة، حاجات زي إنك ماتخشش تنام عشان لازم تخش تنام دلوقتي فتفضل في السرير بالساعات متورط في فكرة "اللازم" المقرفة دي ولا عارف تصحى ولا عارف تنام.. فتحس إنك طول الوقت في أبسط تفاصيل حياتك شخص "مغصوب"..

 حاجات زي إن الأجازة ماتبقاش ملفوفة بأحاسيس الذنب عشان وراك بلاوي، حاجات زي إنك تحقق أهم وأصعب حلم ممكن يحلمه أي حد.. حتى لو هتحققه لمدة ساعات: إنك تعيش زي منتا عايز.. مش زي ما المفروض تعيش..


أنا قلوقة جدا، ودماغي بتعرف تبقى جنراتور لأفكار السخط والغضب وتنسج مليون حدوتة محتملة من شوية حاجات حصلت ولا اتقالت ولا كانت هتتقال.. لسة كنت شايفة جملة بتقول إن القلق مابيمنعش اللي هيحصل، بس بيسرق المتعة والسلام النفسي من الحاضر تمامًا..

كنت واعدة نفسي إني اليومين دول مش هفكر فيهم في أي حاجة، هحيّد القلق تمامًا.. هحاول يعني، والله هحاول.. ومتهيألي المحاولة هنا هتكون أسهل من المحاولة في زحمة وحر المواصلات في شارع بورسعيد بالسيدة زينب!

حاجة أخيرة: كنت بفكر في فكرة المنغصات، يعني.. عمر مافي حاجة هتبقى خالية م الهم، كمثال بسيط.. أي مكان فيه فيو حلو غالبا هيكون على شارع رئيسي.. وعشان احنا في مصر، فالبلكونة الحلوة اللي ع الكورنيش دي مثلا فيها كمية دوشة هايلة.. طول منتا قاعد بتسمع سواقين موتوسيكلات مشغلين مهرجانات بصوت عالي جدا مشوش جدا ملوث جدا.. بس لوهلة بتفكر إن الراجل اللي سايق دة عايش عيشة بنت كلب أوي، أغلبها غصبانية وقهر..ودي فرصته الوحيدة إنه يتفرد ويحس ويحسس الناس إنه منطلق وحر.. طبعا دة مش من حقه، بس لسبب ما ممكن تسامحه، وجودك في مكان زي دة بيخلي مسامحته أسهل..

يلا، هيروحوا كلهم من ربنا فين :)

عيد سعيد...


الخميس، يوليو 03، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -9-

مش عارفة أرجع تاني :\

كل مرة بتعدي عليا فترة عيا صعبة ومستشفيات وكانيولات وإيدين مخضرة ثم مزرقة و...و...، كل مرة دة بيحصل بفصل تمامًا عن العالم الخارجي ومبعرفش أرجع بسهولة.. ببقى في حالة شبيهة لأول يوم حضانة\مدرسة\درس فيه الولد الحليوة بتاع تانية تالت.. مش قادرة أخطي العتبة تاتة واحدة واحدة وأدخل أندمج مع اللي بيحصل جوة واتشاف كدة ويبقى ليا وجود... أنا مش عايزة يبقى ليا وجود، عايزة أفضل مستنية برة، وابقى غير مرئية تماما

ببقى بس عايزة أنام، أنام كتير أوي وأصحى من النوم أنام تاني.. مش عايزة أواجه الواقع بجسمي اللي بينهج لو وقفت أربعين ثانية متواصلة وروحي المسحوبة بفعل الحر والكتمة، ودماغي اللي مش عارفة تبطل تسأل: امتى الحياة هتكون سهلة شوية؟

كانت أول مصالحة ليا على العالم الخارجي هيا "بندورة".. بندورة هيا دبدوبة بنت ضخمة فروتها مكونة من دواير لا نهائية بتخش في بعضها وتعمل دهاليز ناعمة.. لابسة فستان وعندها فيونكة روز.. وانا مقتنعة أصلا إنها فارة..

بندورة كانت ماسكة في إيديها بالونة هيليوم بتقول"
get well soon
" ومستنياني على باب الشقة.. حجازي كان ماسكها والبالونة مغطية وشه ومستنيني أفتح الباب.. وأنا أول ماشفتهم كلهم سوا قعدت أعيط.. كنت سعيدة فعلا.. دي أول لحظة سعادة حقيقية تعدي عليا من كتير.. حسيت أخيرا إن فيه حاجات تانية مستنياني في الحياة غير المشاكل والتعب والتعليمات وحقن الوريد.. فيه حاجات ممكن تحصل بسيطة وحلوة ومبهجة، كل يوم وانا ببص لبندورة هو دة اللي بفكر فيه.. فيه حاجات هتحصل أكيد حلوة، مهما قرصت الدنيا علينا وطبقت على نفسنا..

في المستشفى جت عيلة صغننة فيها بنت وأب وأم بس معايا في الأوضة لمدة نص يوم.. البنت غنت لمامتها قبل ماتخش العمليات.. والراجل كان قلقان ومابيتكلمش لكن أول ماخدوا الأم واتأخرت في العملية كان الحب بيدلدق من كل كلامه عنها وكان بيكلم طوب الأرض عشان يطمنوه... لما رجعت م العملية اتكلم معاها عادي وقالها بس "قلقونا عليكي".. كنت عاوزة اقوم أقوله ليه خبيت الحب المدلدق دلوقتي؟ أرجوك قولها "أنا ماكنتش عارف لو كان جرالك حاجة كنت هعمل ايه.."

في المستشفى برغم كل الإجهاد وغباوة الممرضات إلا إني كنت بستمتع بإحساس الاستسلام.. بإحساس إن مش مطلوب مني حاجة تاني خلاص اتصرفوا انتوا، أنا بس عايزة أنام.. دايما الممرضات بيعلقوا إني بنام كتير.. مببقاش عارفة أشرح إن دة مش نوم العيا بس، دة نوم الإنهاك بتاع كل حاجة.. التعب بتاع الدنيا كله، أنا جاية أستسلمله تمامًا.. وأنام

وبعد دة مابيحصل، بخرج تايهة شوية ومش مدركة تمامًا أبجدية التعامل مع العالم اللي كنت بستخدمها قبل كدة.. عاوزة أفضل ساكتة، وأبتسم كل ماحد يقولي أي حاجة وبس.. مش عايزة أتكلم خالص.. بحاول بس أقوم من السرير على قد ماقدر واعمل حاجات بسيطة أوي، وعبيطة أوي.. وكافية أوي إني أكون منهكة عشان انام 13 ساعة متواصلة جديدة.. واصحى تقيلة ومش مركزة.. ومفيش في دماغي غير بس إني هقوم أسقي الزرع.. واشرب عصير أناناس

أكيد الفترة هتعدي، أنا عارفة.. بعد كل دور عيا شبيه فيه حتة صغيرة مني بتدبل تمامًا وبتبقى لازم تدفن عشان حتة غيرها تتزرع، بفضل محتاسة بيها شوية بس مش عارفة أدفنها فين.. بعد شوية بتفاجئ بيها زي ماتكون اتصرفت، اتدفنت لوحدها بعيد عن الشوشرة..

وأنا رجعت للتنطيط واللخبطة والرغي اللي مابينتهيش :)

الأحد، يونيو 08، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -8-

أصصدم بمقال أحمد سمير عن مامته "فاطمة" التي أحببتها كثيرًا.. أصطدم بالمقال بعد عدة خلافات نشبت في البيت الصغير المطل على الشارع المزعج والتي كبرت من اللاشيء كالعادة.. حيث ينتهي الخلاف بنتيجتين معتادتين: 1) احتمال كبير أكون شخص لا يُطاق.. 2) الوحدة هي إكسير الأرواح المُعذبة.. ولقد فشختنا الوحدة كثيرًا، فبقينا أشخاص لا نُطاق.

أصطدم بالمقال وأبتسم وتبدأ دموعي في الانهمار وأنا أربت على "كرشي" الصغير.. أيون.. لسة مابقيتش بطن كبيرة عليها القيمة.. وفي الحقيقة أحيانًا بشك إن فيها نونو! إنما يوجد احتمال عليه القيمة بوجود صغير ينمو في الداخل لا أعرف شكله بالضبط.. وهياخد مني ايه ومن باباه ايه.. احنا الاتنين بنتهته و احنا متعصبين، هيتهته زينا؟ عينيه هيكونوا واسعين ولا ضيقين بس بيشوفوا كويس؟ هيكون بيحب يكتب؟ وفي يوم من الأيام يكتب عني مقال بيقول إنه كان مقدر كل حاجة طول الوقت بس مشغول شوية عن إنه يحكي في الموضوع دة؟

هل سأربي فيه حنانًا طيبًا أم سأكون أمًا بائسة لأبناء لا يعرفون عني الكثير.. هل سأربي فيهم أنانية كالتي أحتويها في داخلي؟ هو الموضوع دة بالجينات ولا اشطة ممكن السيطرة عليه؟! لا أدري.. فقط الله وحده يعلم هيئة هذا الصغير بعد سبع وعشرين عامًا مثلًا.. راجل طويل وحليوة وبيحب الضحك وبيحضني دايما بمناسبة ومن غير، ولا بنت حلوة بتحب تسيب الدنيا واللي فيها وتيجي تقعد معايا حبة نقرا سوا أو نحكي حواديت أجرجرها فيها في الكلام فتحكيلي عن الحبيب اللي مغلبها وقلبها اللي تاعبها..

هل سأصبح أمًا رائعة كطنط فاطمة؟! في الحقيقة لا أعلم.. طنط فاطمة كانت تعرف كيف تزرع البهجة في العدم.. حتى أنها تدعو لسارق أغراضها "ربنا يباركله فيهم!".. كيف داوت طنط فاطمة الغضب؟! أنا لازلت عالقة في غضباتي التافهة وعالمي الصغير المثالي، حيث يجب أن تحدث الأشياء بترتيبها المنطقي في عقلي، فقط ولا غير.

في جميع الحالات، أعتقد أنني سأضطر للانتظار سبع وعشرين عامًا بالتمام والكمال حتى أتمكن من البعبعة بكل الأشياء الضئيلة التافهة التي تضايقني، فتظل في حجمها الضئيل التافه، ويكون الرد متمثلًا في طبطبة على الظهر المحني و"معلش"، و"أعملك حاجة تشربيها معايا يا ماما؟!"



اقروا عن طنط فاطمة.. هنا

الأحد، يونيو 01، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -7-

الحياة دي غريبة أوي..

امبارح كان عندي أرق كعادة ليلة يوم الحد بعد لخبطة النوم بتاعت الأجازة.. معرفتش أنام لحد الساعة 3 تقريبًا.. يدوبك نمت ساعتين أو ساعتين ونص وقلقت لقيت الدنيا حر لدرجة غير محتملة، واكتشفت إن المروحة بعيدة عني.. والمصحف حرام!

 يدوبك رحت عدلت المروحة وبحاول أروح في النوم.. دوكا جت من بعيد وراحت هيلة بيلة لافة نفسها ونايمة جنب حجازي مش جنبي..

كل اللي حصل ببساطة اني فتحت في العياط ومعرفتش أنام تاني.. الموضوع دة يبدو أهبل خالص، وعبيط خالص.. قطتي بقت بتحب جوزي أكتر مني "هاهاهاهاا!" حاجة لطيفة جدا ومضحكة، وأي حد هحكيهاله بأسى هيفضل يضحك، حتى حجازي مش مستوعب أنا متضايقة من إيه وأما اتكلمت معاه في الموضوع قبل كدة زعل واستغرب في نفس ذات الوقت..

القطط البنات بتميل للولاد أكتر، بتلاقي معاهم حنية غير نوعية الحنية بتاعت ماما.. وحجازي حنين بالفطرة أصلا فلازم دوكا تحبه طبعًا.. أنا بس صعبان عليا نفسي، قطتي هيا الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها م الدنيا، حرفيًا يعني!

الواحد لما خد على قفاه في الدنيا كتير واتوجع فشخ من ناس وعلاقات غير متوقعة، منع نفسه بالعافية إنه يتعلق تعلق مرضي بأي حد، بقيت بتعمد كل العلاقات تبقى سطحية، كل الصداقات من بعيد لبعيد.. ناس قليلة أوي اللي مسموحلهم يبقوا قريبين لدرجة ممكن تسمحلهم يئذوني، كل حاجة بتحصل برة المخبأ بتاعي بتفضل براه، جوة المخبأ فيه كتبي وكتابتي وأحلامي.. ودوكا.

أيوة صح، أنا أٌقنعت نفسي إن مفيهاش حاجة خالص لما أتعلق بدوكا تعلق مرضي، احنا بنربي حيوانات طول الوقت عشان بنحس معاهم بحب غير مشروط وغير نهائي، مفيش حاجة اسمها الكلب بتاعي أو قطتي هيسيبوني ويمشوا.. مفيش حاجة اسمها هيلاقوا حد أحسن فيفضلوا يدوله هو مشاعرهم، مفيش حاجة اسمها إنك مش كفاية.. بكل اللي بتعمله واللي هتعمله مش كفاية.. احم.. أو هكذا كنت أظن يعني!

لا بس عادي خالص، حتى دي طلع فيها إنّ.. دوكا ببساطة لقت حد أحسن.. آه هيا لسة معايا في نفس البيت، وآه هيا مش بتكرهني يعني، وبتجيلي بردو مهو أنا بتاعت الأكل وبتاعت حل المشاكل.. بالظبط، بقت حاجة مشروطة، مجرد احتياج.. لكن عايزة حب غير مشروط؟ بليز كام باك ليتر يا حلوة!

إحساس الفشخ بتاع العلاقات والوجع بتاع استعادة الذكريات مختزن جوايا، وأي وقت بلاقي فيه متاح إني أعيط بعيط.. تاني، خسرت علاقة تاني والمرة دي بدون ماعمل حاجة فعلا، دة مجرد امتثال لقانون الحياة الغير عادلة، اللي مش بتديك الحاجات لمجرد إنك عملت اللي عليك، أو عملت كتير أوي، أو كان نفسك الدنيا تفضل زي ما هيا، أو تقدر تثبت بالورقة والقلم إن كل اللي جواك يخليك تستحق تمامًا كذا.. في الحقيقة مفيش أي محدد لاستمرار أي حاجة، الدنيا فعلًا الأصل فيها الزوال، حتى في أبسط وأأمن العلاقات اللي لا يمكن تفكر في احتمالية خسارتها مرتين، زي علاقتك بالقطة!

دراما كوين مش كدة؟ عادي.. اتفقت من زمان مع نفسي إني عارفاها وعارفة إنها دراما كوين وقابلاها زي ماهيا، وإن مكنش حد عارف يستوعب العبء دة، فأنا اللي مضطرة أشيله، ومش زعلانة منها، ولا هلومها زي الباقيين مابيلوموها على إنها مش أعقل ومش أهدى، ومش بتكبر دماغها..

القصد: الحياة غريبة أوي فعلا، عمرك ماتقدر تتكهن الوجع هيجيلك منين، ولا عمرك تقدر تتفادى مقدار معين منه مقسوملك، لا تقدر تغالب فكرة الفراق مهما كانت صورتها، ولا تقدر تتفادى إنك تروح الشغل معيّط ومش نايم، مهما حاولت تزرع لروحك استقرار نفسي بالعافية..

عزيزتي دوكا: شكرا على كل حاجة، أنا هفضل موجودة في البيت بس هتجنبك شوية عشان قلبي واجعني... باي باي :)

الخميس، مايو 29، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -6-

الواحد بقاله حبة حلوين مابيكتبش.. حاسة إني نحّست وفقدت جزء من قدرتي على الحكي.. صحيح صدق اللي قال: قلة الكتابة تعلّم البلادة..

الحياة بتجري بشكل فظيع، والواحد هيفضل أقصى أمنياته إن الأسبوع يخلص عشان ينام من غير ما يقلق هيصحى بكرة ولا لأ.. حاسة إن روحي واقعة على معدتي البايظة بفعل التهاب القولون وخلاط الدنيا عمال يخرط فينا كلنا على مهله.. لسة عندي أمل أحكي حدوتة مدهشة وأكتب حاجة جديدة ترضيني عن نفسي وتحسسني إني ماصديتش.. بس عمومًا، هكتب حاجات عشوائية متفرقة كالعادة.. ومش هحاول أفكر فيها تاني ولا اشمعنا كتبت عن دة بالذات

** قابلت وانا رايحة الشغل النهاردة راجل عجوز ضُحكي جدا وزي العسل.. من ساعة ما قال "حد له نفس يدفع يا جماعة؟ لو مالكوش نفس قولوا" وقعد يضحك وانا متفائلة.. فضل يتكلم معايا ويقولي انه سافر 33 بلد "ماتفتكريش اكمني لابس جلابية إني بصمجي".. وإنه رايح التأمين الصحي، رجعوه هناك عشان كلمة.. محتاج يعمل عملية في عينه الشمال والورق اتعمل للعين اليمين.. حلف بأيمانات الله كلها للدكتور إنها الشمال ومعاه التحاليل القديمة تثبت إنها غلطة، الراجل تربس نفوخه زي أي موظف حكومة متخرج من البلاعة شعبة تعسيف.. وأصر يرجعه التأمين الصحي تاني عشان يعمل الورق من أول وجديد.. "قمت غسلته بقى.. منا كدة كدة راجع المشوار تاني"، فضل يضحك وهو بيحكيلي.. وأنا بضحك على ضحكه

"متزوجة يا بنتي ولا لسة؟"، زيه زي أي راجل كبير لازم يطمن إن أنا متأمن عليا.. "متجوزة آه".."ربنا يطعمكم ويرزقك الذرية الصالحة.. أهم حاجة يطلع ابن حلال ومايزعلكيش.." "لا والله يا عمو هو ابن حلال فعلا وانا بدعيله".. "بس، هو دة المهم.. أنا أصلي عكيت كتير وانا صغيّر..." وفضل يضحك تاني ويحكيلي انه كان عكاك وهو صغيّر، بس ربّى ولاده إنهم مايعملوش نفس أخطاؤه تاني..

الراجل دعالي كتير وسلم عليا قبل ماينزل، كنت بسمعه بودن وبالودن التانية بسمع أم كلثوم بتدندن "الهوا العطشان.. عطشان في قلبي بيندهك" كانت صبحية لطيفة..


** قريّب هتبقى مذكرات الزوجة الحديثة فشخ، مذكرات الماما الحديثة فشخ... ساعات بفكر إن ربنا رزقني بالبيبي بدري عشان أنا محتاجة تجربة حقيقية ضخمة ترجعني للكتابة من جديد، الجواز تجربة فشيخة طبعا، ولو أنا واخدة راحتي متهيألي كنت هكتب أكتر.. بس هتفضل قواعد السرية اللي بتحبها البيوت واقفة قصاد رغبتي الشنيعة إني أحكي كل حاجة وأفضح الدنيا، مابيتبلش في بؤي فولة طول عمري :D وكنت محتاجة أعوّد نفسي على السيطرة شوية

لكن البيبي بقى هفضحه براحتي :)) وهفضح كل الهواجس اللي بتعدي في دماغي عنه\عنها.. "هحححح يارب تكون عنها.. فاضل كام أسبوع وأعرف".. ويارب تكون صحته كويسة وروحه هادية.. وياريت والنبي يارب يكون بيناوناو لما بيجوع وبينضف نفسه باجتهاد بعد الأكل :D

** فيه كورس إيطالي إعلانه بيطلعلي في كل حتة.. بيطاردني حرفيًا وانا بفكر أستجيب للقوى العليا وأروحه..

 إيطالي يا ريهام؟ طب وحلم الفرنساوي القديم؟ ع العموم اشطة منا طول عمري كنت بحلم أربي كلب واكتشفت بعد إن أنا شخص قططي تمامًا.. احتمال الإيطالي يبقى القطة الجديدة اللي هتناوناو وتنام في حضني.. "دولتشي فارنييتي" يا ولاد.. هروح أقول للست اللي هتعلمني إني معرفش حاجة في الإيطالي غير كلمة "دولتشي فارنييتي".. متعة ألا تفعل شيئًا..

أتعلم إيطالي وأحكي للننة عنه، ماهي هتبتدي تسمعني من الشهر الجاي..

** من ضمن الحاجات اللي خلتني أعرف إني ابتديت أفرح بالننة فعلا التفاصيل اللي كنت بقراها عن تطوراتها.. الشهر اللي فات كانت قد السمسمة، الموضوع دة فرحني جدا.. بنوتة صغننة قد السمسمة عايشة جوة بطن ماما وبتلعب جوة.. أنا فاكرة إني يومها فضلت ماشية مبتسمة في الشغل بدون سبب..

بعد كدة عرفت إنه قد حبة العدسة، وبعدين الخوخة.. ومؤخرا عرفت إنه 4 سانتي وتكونت كل أعضاؤه خلاص.. المعلومة دي ضحكتني أوي أوي.. 4 سانتي وعنده كبد ورئتين ورجلين بيرفص بيهم؟؟ ليتل مستر تايني :D


** طول ما لسة فيه احتمالات في الدنيا -ولو بعيدة- ممكن نزق جواهم احتمال إننا نبقى سُعدا وضحكيين.. آه والله!

:)





الثلاثاء، أبريل 15، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -5-


يا عزيزتي: ازاي تصيغي الأفكار الملخبطة في جمل مفهومة؟!

القاعدة بتقول: مش مهم.. اكتبي وخلاص

** بفكر في البنات، بتضايق أوي من البنات الي بتقعد تتكلم ع البنات وحش، سيبكو من النفسنة والحاجات اللي بتحصل في الصداقات أم أسلاك بايظة.. بس البنات حلوة، البنات ملكات التفاصيل، صاحبات القلوب اللي أرق من ورق الكلك الخفيف لما يتشد ع الآخر ويبقى مش حمل خبطة.. البنات اللي زي سطح الطارة والدف.. اللمس الخفيف يطلع منهم مزيكا متدلعة، الخبط الجامد بيبوظ كل حاجة، والخوازيق بتخرقهم تمامًا

البنات اللي مش عايزة غير إنها تتعامل كويس، تتعامل بتفهم وطيبة، يُحترم ضعفها بدون ماينضغط عليه..

من كام يوم جه فيلم هندي كانت صاحبتي اللي بتموت في الهندي حكيتلي عنه.. قلت أما أتفرج.. كان بيتكلم عن ست بتعمل طبيخ بيتي وجوزها طول الوقت بيقولها كلام معناه إنها ملهاش غير في كدة.. سافرت عشان تحضر فرح بنت اختها في أمريكا، كانت من الهنود الدقة القديمة اللي ميعرفوش يتكلموا انجليزي..

دخلت كافيه عشان تطلب حاجة، الطابور وراها طويل وهيا مش عارفة تصيغ الكلام وبتشاور.. الست عاملتها بجفاء جدا ووترتها جدا، وهيا بتحاول تقولها هيا عايزة تطلب ايه وتتجاهل نظرات الناس ليها.. ماعرفتش، خرجت برة الطابور فجأة وخبطت في الجارسون ووقعت كل حاجة وكل المطعم كان بيتفرج عليها.. خرجت تجري عشان تقعد على كرسي قريب وتعيط.. الموقف دة أثر فيا جدا، وحسيته جدا.. يا جماعة، البنات عايزة حد يعاملها كويس مش أكتر.. والكويس دة اللي هما محتاجينه، مش الكويس اللي من وجهة نظركم.. هتخسروا ايه لو عاملتوهم كويس؟

البنات.. البنات الصغيرة اللي ماشية في الشارع تلاتات وعندها فخر إنها بتعرف تضحك، فتقول إيفيهات عبيطة أوي وتضحك عليها أوي عشان تبان وسط الزحمة، البنات اللي لابسين هدوم مدارس إعدادي اللي فسحتهم الوحيدة هيا المدرسة.. فرحتهم الوحيدة هيا الوقفة قدام المراية قبل النزول للدرس، اللي فيه الولد الفلاني اللي كان بصلها مرة..

البنات اللي بتبقع بلوزتها أو إيشاربها وتخش الحمام تغسلها وتبصلها يمين وشمال.. باينة؟! وتخاف لا أثر المية يعمل بقعة.. الموضوع قالقها فعلًا.. عايزة تكون دايمًا حلوة، من غير ديفوهات، زي بنات المسلسلات اللي دايمًا شكلهم مش متبهدل.. هما بنات المسلسلات بيركبوا مواصلات وياكلوا في البريك؟

البنات اللي مستخبية في النضارات ولمة الشعر، اللي زعلانة إنها مليانة من تحت شوية، فلابسة هدوم أكبر من سنها.. ومش منتظرة أبدًا إن حد يقولها انتي حلوة.. هيا اقتنعت انها مش حلوة، وقررت تغوص في دة تمامًا.. البنات اللي بكرة تكبر، وتعمل الحواجب وتكتشف نضارة الوش وجمال الجسم اللي مش شبه الصورة اللي اتربت عليها.. البنات اللي بكرة تتمرد على عقد النقص.. ولا يمكن ماتتمردش؟ البنات اللي الدنيا هتوديها وتجيبها واحتمال تبقى كل حاجة وعكسها.. مين بيدعيلهم يقدروا؟!

أنا مشغولة على البنات..

** منظومة افتكار الخير.. لازم يتعمل منظومة تضمن افتكار الخير

عندنا قطة سودا في بني عايشة في العمارة، لعبت في دقنها مرة واحدة تقريبا في وقت كانت محتاجة فيه حنية أوي.. لما شافتني تاني افتكرتلي المرة دي، وفضلت مصاحباني ع السلم كذا يوم تطلع وتنزل معايا..

حد كان كاتب قريب إنه دلوقتي بيفقد أعصابه مع والده، وبينسى لما كان بيعلمه يقرا الجرايد، وعلمه الكتابة قبل مايخش كي جي، وأول مرة كتب قصة قصيرة طار بيه من الفرحة ونزل اشتراله قلم باركر غالي، ولما عرف إن نفسه يلعب شطرنج نزل يشتريله شطرنج عاج ب 150 جنيه في عز الرخص.. لما بيفتكرله كل دة، طب جزء من دة.. بيهدا ويطمن تمامًا، ويحس إن مفيش حاجة مستاهلة

أنا وحجازي كمان، منظومة افتكار الخير دايما بتسببلنا سعادة.. " فاكر أول مرة تشوفني وانت مستني عند مستشفى المنيرة ومتوتر ومستني عينك تقع عليا؟! وأول ماشفتني قلتلي: انتي شبه الصورة فعلا!" " فاكر لما جبتلي البجعة الكريستال؟ وانت مكسوف وانت بتديهالي.. ولما كنت متضايقة وقفت معايا عند محل الورد وحاولت تفتكر أسامي الوردات عشان تفرحني.." " فاكر يوم ما استلمنا أول نسخة من المجموعة؟ كنا مع بعض عند روزاليوسف ومالقيتش قلم أكتبلك بيه الإهداء فكتبتلك بقلم الكحل" " فاكر يوم ماعملتلك مفاجئة وانا راجعة من السفر وماقولتلكش اني جاية؟ وجيت طبيت ع البيت وانت نطيت من ع الكنبة وقمت حضنتني وماهمكش حد" فاكر؟.. فاكر كل حاجة؟ :))

منظومة افتكار الخير هتفضل دايما تبعت رحماتها للبيوت.. الغضب اللي بيمنعها من المرور هو المصيبة اللي لازم تتحل، مش المشكلة اللي عليها الخناقة.. طول ما المنظومة واخدة إشارة خضرا.. الخير هيدلدق ع الكنب ويخبط في السقف.. ويمس أرواحنا ولو رحنا منه فين، وياخدنا في سكته عشان نهرب.

الاثنين، أبريل 07، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -4-

ايييييه.. الحمد لله الغمامة عدت.. مش لازم نخاف لما الغمامة تيجي..

لأ أنا كدابة، لازم نخاف!

الغمامة وحشة أوي.. ومرعبة، المرعب فيها أكتر من كونها حاجبة أي احتمال للتنفس ومالية الجو بالعطب، هو خوفك إنها تفضل مستمرة.. إن أسطورة "كله بيعدي" تيجي عندك وتقف، وماتعديش.. إنك تقعد تراقب الغمامة بتفرض سيطرتها وحواجزها ضد أي محاولات للفلفصة، كل حاجة بتتعمل بهدف تحسين الأحوال بتخرب الدنيا زيادة.. كل كلمة بتلف في أسوء دوامة ليها وترجعلك مفخخة بالاحتمالات.. والغمامة بتراقب كل دة بعين الانتصار وانت بتبصلها بأسى ومش عارف تعمللها حاجة، وبتفكر في كل الحواديت المؤلمة  اللي سمعتها عن ناس  الحب ما أسعفهاش قصاد غباوة الدنيا وضغطها علينا.. في لحظة بتخاف تكون مش أشطر منهم، وماتبقاش مصدق إنك هتفلت..

الغمامة وحشة.. ومرعبة

يمكن الحل في كرهها الشديد، بيقولوا الكراهية وحشة اوي بس ساعات الغضب اللي بينبع منها بيملاك حياة، نوع مختلف عن الحياة اللي بتتملي بيها لما تحب حاجة، ونوع مختلف عن الموت بتاع العجز.. طاقة التمرد اللي هيعملها كره الغمامة هيساعد شوية في النفور من كل دة.. المفتاح أساسا في عدم الاستسلام للغمامة، في إنك تفضل تضايقها زي ما هيا مضايقاك وماتبطلش محاولاتك للهروب منها.. آه مش هتغلبها على طول .. بس وقت ماتغلبها هتكتشف إن الغمامة عبارة عن شوية هوا متجمعين بكثافة هايلة.. بس هما في الآخر شوية هوا


الغمامة مشيت.. راقبتها وهيا بتطلع من شباك الصالة ومفيش على وشها أدنى اعتذار، يمكن كان فيه تحدي إنها هتيجي تاني.. أنا عارفة وهيا عارفة.. ساعات بقول لربنا بس: الخناقة الأبدية دي مرهقة اوي يارب.. هيا فعلًا هتستمر للأبد؟

المهم..

 أقدر أقول دلوقتي إني بخير.. نفسيًا.. جسديًا مش بخير خالص، وتقريبًا بروح الشغل يوم آه ويوم لأ..  بفكر أحيانًا أسيب الشغل، وبرجع أظبط دماغي واقول: اجمدي.. هتتعودي وهتظبطي أدائك وجهدك هيزيد عشان ربنا أصلا مش هيحطك في الدوامة ويسيبك..


حجازي اضطر يسافر فجأة، البيت مقلوب ومحتاجة أقوم أنضف بس مش عارفة ليه افتكرت كلمتين ليا كنت بحكي فيهم عن فيلم evening.. لما البطلة سابت الأكل يتحرق ع النار وقعدت تغني لولادها عن القمر.. الأكل مهم جدًا للأطفال، بس القمر أهم بكتير

مش مهم التنضيف النهاردة..
طلّعت البيتزاية من الفريزر وسخنتها في أهم اختراع في حياتي اليومين دول: الميكرويف.. فرشت فوطة ع الأرض عشان سخونة الطبق وحطيت البيتزاية قدامي وربعت وأكلتها حتتك بتتك قدام فيلم بيتكلم عن واحد مش عارف يعمل ايه بحياته بالظبط فقرر إنه مايعملش حاجة خالص..افتكرت اني النهاردة وانا بسترسل في الكلام -كالعادة- وعمالة أحكي خططي بتاعت أنا عايزة أعمل ايه امتى وازاي وانا أصلا باخد نفسي بالعافية، حجازي بصلي وضحك قائلًا: ممكن تقعدي وتهدي؟

أنا هقعد أهو.. ومش هعمل أي حاجة النهاردة


متهيألي العالم ممكن يديني بريك للكام ساعة اللي فاضلين في اليوم قبل النوم.. صحيح هتفشخ بيهم بعدين.. بس هاخدهم

هكذا يؤخذ البريك من عين التخين :)

    

السبت، أبريل 05، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -3-

المية جت.. الأصانسير على وشك يتصلح، بس المشاكل في الحقيقة هيا شوية حاجات تانية

ريهام: هو انتي مش المفروض تكتبي حاجات مبهجة؟
ريهام: آه عشان الناس بتقولك إنك شخص مبهج والكلام دة؟ ولا عشان هو مايزعلش؟ طب والصدق؟؟ لو كدبتي هتصيبك لعنة التدوين..
ريهام: ودي تطلع ايه دي كمان روخرا؟
ريهام: دي لعنة بتصيب اللي عندهم هبة انهم يحكوا اللي جواهم، لما يبتدوا يزوّقوا الكلام ويحكوا أي هبل ويسيبوا الحاجات الحقيقية مش محكية.. بيصحوا في يوم من النوم، مطبوق على نفسهم، ومش عارفين يحكوا.. لا كتابة ولا كلام، ويعني.. على حسب فداحة التزويق، يا بيتحرموا م الهبة فترة محددة، يا بيتحرموا منها للأبد..
ريهام: أحيه!
ريهام: آه والنعمة زمبؤلك كدة
ريهام: ماشي...

** أجلس بعينين منتفختين في مواجهة العالم، من اللطيف حقًا ألا يلاحظ انتفاخهما أحد، "لا عادي عشان لسة صاحية من النوم بس.."، لا طالما خالت هذه الكذبة الصغيرة على الجميع، حتى تظل ليالي البكاء السرية مختبئة في كيسها على حافة أحد الشبابيك.. القاعدة بتقول: في كل بيت نقّي هتعيّطي فين، طبعًا نستثني السرير عشان كدة كدة هتكمّلي عياط فيه أو هتبتدي عياط فيه، إنما فين تاني؟

نمتلك ركنة صغيرة لونها بيج.. من اللطيف حقًا أنها نفس لون القطة بالظبط.. إن كانت أغمق شوية أو أفتح شوية كنا سنعيش في مأساة الفروة اللي مغرقة كل حاجة.. وبغض النظر إن الفروة فعلا مغرقة كل حاجة، بس مش باينة.. عشان نفس اللون.. perfect accident match.. هو في حاجة اسمها بيرفكت ماتش فعلا؟ في البني آدمين؟ الله يحرق أفلام الرومانتيك كوميدي..

المهم.. نمتلك ركنة بيج.. جزءها الأصغر مساحة لطيفة للزخنقة، يمكنك أن تتكلفت وتندفس لتفعل أي شيء.. تاكل، تقرا، تعيّط.. مناسبة جدا للعياط لأنها النقطة الأبعد عن كل الغرف الأخرى.. محدش هيسمعك والحياة هتعدّي بسلام

تجلس وتتزخنق، وتتخيل تقاطعات القماش الصوفي تخبئ أسرارك وتساؤلاتك ودموعك.. تستمع في صمت، تقبلك على عيبك.. فتنكمش فيها أكثر..

ريهام: ركزي يا ماما بتكتبي ايه، حجازي هيزعل
ريهام: طب ولعنة التدوين؟
ريهام: كدة كدة هتصيبك.. عشان انتي مابقيتيش حرة
ريهام: مابقيتش؟ ومن امتى كنت حرة؟  لما كان قلبي بيدق بسرعة عشان الساعة عدت 10 واسم بابا بيظهر ع التليفون، ولا وانا متأكدة اني محتاجة اسيب كل حاجة واطلع على محطة القطر، وبدل ماعمل كدة بروح الشغل أتدفن قدام جهاز مصمت بيصاوصاو بأغاني ماتشبهلوش؟
ريهام: بطلي فلسفة فارغة!
ريهام: هو قاللي اكتبي اللي انتي عايزاه..
ريهام: ولو حاولتي تكتبي اللي انتي عايزاه هيتضايق.. أهو متضايق اهو.. انتي بتخلقي منه شخص تعيس
ريهام: دي أكتر حاجة أنا شاطرة فيها

الحياة ليست مظلمة جدا، الكآبة فقط تسيطر فتجعل الكلام عبثي، كل الكلام.. الجدل يخنق الذكريات الحلوة داخل الدماغ في صراع أزلي يسبب صداع مزمن، الصور التي تملأ البيت تعمل كإلكتريك شوك يُنعش التساؤل: احنا لسة الاتنين دول؟!

يارب، أنا عارفة انها فترة الامتحان.. لازم تمتحن صبرنا على بعض ومدى عمق كلمة الحب اللي بنقولها لبعض دي.. تقدر تصمد معانا لحد فين؟

يارب بس في السكة.. ماتقصقصش الجناحات، الحياة ع الأرض مؤلمة.







الجمعة، أبريل 04، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -2-

** في مديح شقة (9):

ازيكو..

النهاردة هحكيلم حدوتة الشقة 9.. بس لازم قبلها أحكيلكم شوية من الظروف المحيطة.. وأنبهكم إن احنا في شقة 14.. شقة 9 دي شقة من شقق الجيران

احنا ساكنين في السيدة زينب في عمارة عالية وسط شارع مليان بيوت صغننة.. ساكنين في العاشر ودة بيخلينا نشوف مصر القديمة كلها من فوق.. سر سعادتي بالشقة دي كان المنظر من فوق من ساعة أول مرة شفناها، وعشان كمان محندقة، وبعد شوية تعديلات بقت شبهنا جدا.. وحسيت فيها بالبيتوتية والسكينة خلاص، وبقيت لما اتخنق في الشارع واحس اني عايزة أروح البيت، مابيخطرش في بالي اوضتي القديمة، بيخطر في بالي البيت الجديد.. دة إنجاز استلزم الشهر اللي فات كاملًا عشان يتحقق

سافرنا عشان نقضي أسبوع العسل ولما رجعنا لقينا الأصانسير بايظ! أوباااا..
طلعنا السلم بالشنط وكنا متضايقين فشخ.. وكل مانسأل صاحب الشقة ولا الجيران ينيمونا ويقولولنا هيتصلح هخلاص، هيشتغل آخر الأسبوع.. والحقيقة اننا من ساعة ماتجوزنا بنطلع العاشر على رجلينا..

في الأول كنت منهارة جسديًا من كل حاجة وكارهة السلم والعيشة.. مكونتش عارفة أتعود.. بس بالوقت بقى عندنا خطط عشان نعرف نعدي مرحلة السلم بسلام قبل مانوصل البيت..

خطة 5-3-2 خطة هايلة.. اضرب أول خمس "تيدوار" وبعدين كله هيبقى تمام.. مشكلتها إنها بتخليك تقعد تعد الأدوار، في وسط العد بتكتئب.. وبتحس انهم كتير.. اكتشفت قريب كمان ان حجازي بيعد السلالم شخصيًا.. الموضوع مأثر في نفسيتنا أوي..

أنا وحجازي بنوصل في اوقات مختلفة.. لسة معرفش هو خطته الفاينل عشان يسيرفايف عاملة ازاي.. لكن أنا بعد تمرس، بقت خطتي محددة..

أولاً لازم أحط السماعات في وداني وأبتدي تراك مع أول سلمة.. وساعات بيبقى عندي تارجت أوصل البيت قبل ماخلص التراك.. وساعات بشغل حاجة طويلة واحس اني براحتي بقى لسة بدري ع التراك ما يخلص.. تراكات الست أم 48 دقيقة بتفيد أوي في الحالة دي..

ثانيًا عندي دايمًا هدف ثابت: أوصل لشقة 9.. أول مابوصلها بحس اني وصلت خلاص، لحد دلوقتي معرفش شقة 9 تبقى أنهي دور بالظبط، وفي الحقيقة مش عايزة أعرف.. أنا مكتفية بوجودها كدة كبصيص من الأمل في منطقة ما من السكة.. أصل بعد شقة 9 بيبقى في دور كمان، وبعد الدور دة بيبقى في الدور اللي فيه الباب الحديد، وبعد الباب الحديد بيتنا.. هوب.. وصلت.. بيس اوف كيك أهي

شقة 9 هيا رفيق الدرب اللي دايمًا بيقول ان كل حاجة هتبقى تمام.. وإننا قربنا نوصل، دايمًا قربنا نوصل!

شقة 9 مش هتروح في أي حتة.. انا ضامنة كل يوم إني هطلع ألاقيها ببابها الخشبي ورقمها المزهزه مستنياني، بتقولي انها هانت وبتسلم عليا قبل ماروّح.. أنا بحب شقة 9

المهم..

الأصانسير كان بيتصلح فعلًا، ومابين لحظة والتانية مستنيين نشوف النور الأحمر الرائع منور ع البوردة الحديد "بيقوللي أعيش" على رأي الست..

قوم ايه.. مالطا خربت خالص بقى
العمارة عليها فلوس كهربا، السكان مش مقتنعين بالرقم اللي عليهم وشايفين انه نصب فمادفعوش.. قام الحي جه شال عداد الكهربا بتاع العمارة خالص! آه والله العظيم زي مابقولكو كدة.. فنتيجة لذلك، موتور المية مش شغال.. السلم ضلمة.. والأصانسير طبعًا عليه السلامة

ويبقى السؤال: يعني لازم الحياة تبقى صعبة بالشكل دة؟

أم هند..

طلوع السلم كوووم وطلوعه في الضلمة كوم تاني.. كان في شيء من الرومانسية في إن الواحد يطلع السلم على صوت أم كلثوم في الضلمة، بس في شيء من الذعر إنك تتكعبل وتقع على وشك أو ييجي ساكن تاني نازل ولا حاجة فتتحط في موقف كريبي فشخ، وطبعا كنت متوقعة إن الخطة الخمسية اللي بتهون الموضوع بتاعت البحث عن شقة 9.. اتنسفت خلاص

لكن نووو.. آبسلوتلي.. في وسط الظلام الموحش كان فيه نور بيقرب، في دور منوّر، أكيد حد برنس فاتح نور بتاع شقته ولا حاجة.. تفتكروا مين؟؟

آه والنعمة هيا.. شقة 9 <3 br="">
كان هاين عليا أحضن الباب وارن ع الناس أحييهم والله.. أكيد البيت جوة هادي وجميل، أكيد فيه ست حلوة بسببها البيت بقى نوع من أنواع الأمل المُستحدث.. أكيد في ستاير فاتحة وخفيفة وبتهفهف.. وفي حد عنده خير تجاه حد مش عارف يوصلهوله فبيوصل بصور تانية لأي غلبان معدي من جنب باب الشقة..

معرفش إذا كان كل الناس عندها نور سلم وبخلانين يفتحوه ولا لأ.. بس شقة 9 فتحت النور للغلابة بشكل فوري..

أكرر: أنا بحب شقة 9


** حاجات حلوة جوة الحاجات الوحشة:
معلومة على الهامش كدة.. كنت بفكر اليومين اللي فاتوا إن موضوع الأصانسير البايظ في شهر العسل دة كان تعسيف غير منطقي وسخيف.. بس في نفس الوقت رحمنا من حاجة ماكناش حملها من غير ماناخد بالنا

عادة الأهل بيروحوا يزوروا العرسان عشان يتفرجوا عليهم! البيت بيكون فُرجة.. العروسة بتكون فُرجة.. حتى دولابها بيكون فُرجة.. طبيخها فُرجة.. لبسها في البيت، شكل علاقتهم ببعض.. زوقهم في التفاصيل.. وطبعًا السؤال المقيت: هاااا أخبار الجواز ايه؟

في الفترة الأولانية بكل ما احتملته من مجهود عشان التأقلم ومحاولة تظبيط الأمور، البيت مع الشغل مع، مع... أنا شخصيًا ماكونتش حمل النوعية دي من الزيارات خالص.. آه كنت هفرح بزيارات الأصحاب، والناس الطبيعية من العائلات.. بس كنت هتعب أوي من النوعية اللي بقولكو عليها دي.. وكانت هتعمل ضغط عصبي شنيع عليا

فيعني.. دايمًا بتكون في حاجة حلوة جوة الحاجة الوحشة بتاخد بالك منها بعدين.. غالبًا دي كانت الحاجة الحلوة، ربنا رحمني من الضغط دة، وأجلهولي لحد ماكون قده

معرفش فين الحاجة الحلوة حاليًا ف إن مفيش مية! يمكن الاستحمام بالكوز ممتع فشخ ومحتاجين نستعيده تاني ولا حاجة

في وسط كل دة، نفسي مانضطرش نسيب الشقة!

وعلى رأي زياد رحباني:
الله يساعد الله يعين، كل من ليس بِيّاعين


  
                                         

الأربعاء، أبريل 02، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -1-



اييييييه نبتدي بعون الله التدوين اليومي..

اليومين دول براجع نصوص قديمة من المدونة الحبيبة عشان هتتنشر في كتاب، وفي السكة كدة بعيد قراية نفسي.. بتبسط من تمسكي الفترة اللي فاتت بالصدق المجرد كدة.. حتى لو كان قبيح\بيوجع\مايصحش\بلاش يتقال أحسن.. بقول وخلاص وتكالي على الله.. المدونة دي فعلًا كانت -ويارب تفضل- مساحتي الشخصية الحرة تمامًا.. أصل انا في الحقيقة ماحيلتيش حاجة أكتبها غير موضوع الصدق دة، معنديش حاجة أحكيها غير شوية حاجات عبيطة بتحصل لبنت بتحاول تعيش في دولة في العالم التالت.. لو بطلت أحكي اللي بعمله واللي حصل، واللي فكرت فيه وهو بيحصل.. فعليًا مش هيبقى عندي حاجة أقولها

عشان كدة كنت خايفة أوي لما حسيت إن حجازي مش مرتاح لفكرة إني أحكي اللي بيحصل معانا، شايف انه مدخل لتدخل الناس في حياتنا أو إن بيتنا يبقى مكشوف ويفقد خصوصيته.. حجازي أصلا مابيحبش يفتح الشبابيك على البحري، بيحب يفتح الشباك و ينزّل الستارة عشان يحس إنه مكموش في البيت وحاسس بالهوا في نفس ذات الوقت.. في حين إن أنا أكثر رغبة في تحدي العالم وفتح الشباك على آخره ورفع الستاير بل والخناق مع اللي هيحاول يبص عندنا.. بيقولوا المتجوزين بيبهتوا على بعض.. امتى يارب هبهت عليه بقى؟ ويبهت عليا بردو.. يمكن أتهد شوية

في زحمة كتير في دماغي وحاجات كتيـــر عايزة أحكيها عدت في حتة الشهر الصغنن، 30 يوم جداد لانج زي مابيقولوا، بنكتشف بعض ونكتشف طرق جديدة للتواصل والتوصل للاخرام اللي ممكن تلخلخ الحيطان السد.. ونوصل لبعض رغم اختلافاتنا الفشيخة، آه والله.. بنكتشف كل يوم إننا مختلفين عن بعض في حاجات كتير، بس المساحة المشتركة لسة واسعة.. تفتكروا اللي بيتجوزوا صالونات ومفيش مابينهم مساحات مشتركة كمان وبيتفاجئوا بالاختلافات الإنسانية الطبيعية دي بردو.. بيخرقوا روحهم ولا بيعملوا ايه؟!

حواديت تانية:

** امبارح كان فيه ورشة رقص هندي في مسرح الهناجر.. طقت في دماغي أروح، أول ما وصلت شفت عن بعد كومة بشر بتتحرك حركات متشابهة بتنطيط، بترقص جماعي.. الرقص الجماعي هو تقريبًا أحلى حاجة في الهند

ضحكت بشكل لا إرادي، شكلهم كان حلو أوي.. وصلتلهم متحمسة وكنت عايزة أصور المنظر لحجازي.. صورت شوية وبعدين ماقدرتش أمسك نفسي بقى، تصوير ايه احنا بتوع ذلك بردو.. أنا عايزة أتنطط أنا روخرا :D

رقصت معاهم وخبّطت في الناس اللي حواليا، كنت بتضايق من زعلهم اننا بنخبط في بعض مع إنهم مابيتحركوش أو واقفين بيصوروا وسط الرقص.. طب يا جدعان احنا جايين نرقص ولا جايين نرخّم؟ -الجملة دي غريبة فشخ :D- المهم اني بعد كدة فقت على فاجعة اني بحرم نفسي من المتعة -كالعادة- لصالح تفاصيل هبلة أوي ماتستاهلش..

حاولت أطنش، واتنططت بردو واتبسطت.. بس وانا مروحة فضلت أفكر في ريهام اللي صعب عليها تتبسط انبساطة بيور بدون مجهود كدة، حاجة يعني تكون شغل فنادق.. لأ، ازاي؟ لازم المقاومة تكون شغالة توينتي فور سيفن..

خلصت واتمشيت م الأوبرا لشارع شريف، مشيت كوبري قصر النيل والسماعات في وداني حضرتلي مفاجئة، بلاي ليست قديمة للشاب خالد وممتعة جدا.. وصلت بسلام في الآخر، بالحد الأدنى من السلام..

** لما بشوف ولد\راجل حاطط إيه على خده بحس إننا كلنا غلابة.. مش بس البنات اللي مهمومة،  "ولا حد م الهم خالي..."

** النهاردة وصلت الشغل لقيت التيم بتاعي جايب سميط ودقة وجبنة اسطمبولي وبيفطروا.. طبعًا انا عملت نفسي تقيلة في الأول وشكرا وبتاااع.. وبعدين رحت شادة الكرسي وكلتلي سميطتين :D بعد كدة سلمت ع الدادة الحلوة اللي وشها منور.. بعد كدة سلمت ع الراجل بتاع الأوفيس اللي بيدرس تجارة في الجامعة المفتوحة وبيشتغل وبيطبخ ويبيع طبيخه، بس انا بالذات مرضيش يبيعهولي وقالي دة هدية عشان ادوله مكافئة.. رفض تمامًا ياخد فلوس، وعمل لنا جلاش باللحمة المفرومة عظيم ومجاني كمان!

أنا مبسوطة إني بشتغل في حتة فيها ناس حلوة.. ربنا دايمًا بيلمني وسط ناس ليهم حواديت ويستحقوا يتحكي عنهم، ويستحقوا يتقابلوا كل يوم صباحا، 5 مرات في الأسبوع، 8 ساعات في اليوم...

الرضا يارب.. المفتاح اللي عندك ومش عندنا، ابعته مع العصفورة بقى والنبي

وشكرًا جداً على كل حاجة :)

الثلاثاء، أبريل 01، 2014

ووقوعك على رأسك في حب العالم



ماذا لو قررت أن تحب هذا العالم القبيح الآن؟ فورًا؟ في خلال عدة ساعات كحد أقصى؟ وأن تتجاهل أنه يعدم الجمال إعدامًا عادلًا باعتباره مضيعة للوقت.. ماذا لو قررت أن تنسى أن المشهد الرومانسي الخاص بزرع وردة في فوهة بندقية لن يحدث سوى على الشاشة الفضية؟ وبرغم كل هرائك العاطفي، سيظل هناك حفاة صغار يهرعون بشكل دوري في منطقة ما من هذا العالم إلى ملاجئ أرضية، هربًا من إنذارات قصف تحذيرية عدة مرات في اليوم، قبل أن يموتوا بالفعل من قصف حقيقي لم يحذرهم منه أحد..

ماذا لو قررت ألا تسأل "طب ايه لازمتها تعيّشوهم في ذعر قبل مايموتوا؟"، "ايه الهدف من كل دة؟"، "انتوا عايزين مننا ايه، هه؟ ايه؟!".. ماذا لو توقفت عن تساول "ليه" البغيض واقتنعت أخيرًا أن الأشياء تحدث لأنها تحدث.. فقط، وبدون سبب مقنع.. فكتمت أنفاسك ولبست خوذتك المصنوعة من ورق مقوى تَبَقّى من كراتين الزيت الخاصة بالوالدة، ووقفت تنظر إلى العالم بكرتونة مثبتة بإحكام أعلى رأسك مكتوب عليها "عافية، بصحة وعافية.."؛ قبل أن تأخذ غطسًا في أسفلت الطرق لتشبع من الشارع أكثر..

 ماذا لو أدمنت الحياة غصبن عن عين التخين؟!

القرار: أن تقع على رأسك في حب العالم

الخطة: افقد الإدراك\التوازن، لعدة ساعات متصلة


ابتعد عن هاتفك المحمول، حاسبك الشخصي، أي مقتنى يصل بين وبين مستنقعات الموات هذه.. بع أي منها إن كنت بالشجاعة الكافية، واقبض ثمنًا زهيدًا لكل هذا الذي ينقضي من عمرك في محاولة أن تكون جزءًا من عالم تكرهه، استخدم الثمن في شيء أفضل.. كشراء أكلة كباب حلوة لنفسك أو ابتياع جاكت تمر بجانبه دائمًا ولا تملك المال اللازم للسؤال عن مقاسك..

 افقد التواصل بعالمك الحالي، اختر عالمًا بديلًا، يمكن أن تكون اليوم ميدالية معدنية باردة في يد بائع متجول منتفخ اليدين من شدة الحرارة، بطة تُضحك أحد الصغار عند الفرارجي، قطعة لحمة بالبصل في طبق زوجة حديثة العهد بالمطبخ، تسير في طريقها إلى زوج جائع يفتقد والدته.. اختبئ في قطعة شيكولاتة تُمنح هدية لمُكتئب، تمرمغ مع الملائكة على الورق الأصفر الخاص بالكتب الجديدة، التف حول عنق الزرافة كأفعى هلامية غير سامة ستدغدغها في الحر لتضحك.. أنت اليوم تقوم بدور الكائن الذي سيثبت أن الزرافة تضحك.. ابتعد فقط عن إثبات أشياء أخرى ترهقك، كاتساع غرفة الطوارئ بالمشفى القريب لصراخ كل هذه الولايا، أو اتساع درفة قمصان النوم في دولاب حبيبتك لرأسك الساخط في المساء.. أشياء كهذه بعيدة تمامًا عن المنال، كن أرنبًا في تقفيصة شتوية دافئة أفضل.

اضرب بكل الطقوس اليومية عرض الحائط، لا تشرب شايك ولا تأخذ حبة "الكيتوفان" ولا تأكل الفول.. جُع قليلًا وتمشّى حافيًا ان استطعت، جرب الصعلكة القاسية الحرة، واصرخ في أي أحمق قريب بما تعتريه نفسك، -ماتقلقش هتلاقي واحد في سكتك بسرعة- ..

بع أي شيء لتحصل على تذكرة قطار مسافر للبحر.. خذ منومًا إذا أردت تجنُّب قبح الشارع الواصل إلى وجهتك، سيجتهد الجميع في إيقاظك عند الوصول، لا تقلق... ضع على جانبيْ عينيك قطعتين من الجلد كأحصنة الحنطور حتى لا تُشتَّت بأي شيء آخر إلى أن تصل بالفعل إلى البحر.. عندما تصل، اركض بسرعة، اضحك بهستيريا.. اغطس بملابسك كاملة وبحقيبتك، اغطس بكل ما تملك، من ذكريات وآمال ومخاوف وانكسارات ورغبات مكبوتة وسخط.. وابقَ تحت المياه حتى تنقطع أنفاسك، وفي لحظة ماقبل الاختناق بالضبط اخرج للسطح بأقصى سرعة.. خذ أول كومة هواء حقيقية ستملأ صدرك بالكامل، يمكنك اعتبار هذا الحدث تابعًا لفعل "التنفس" الذي تدعي ممارسته منذ سنين..

لا تهتم بامتلاء الشاطئ من عدمه، غنّ بأعلى صوت وارقص ببلاهة منقطة النظير: "أنا كنت بحب المشمش، دلوقتي بموت في المانجــا" بمصاحبة رقصة البطريق وتقليد أصوات كرتونية.. وعندما تلهث من الضحك، أخبرني الآن: هل العالم بالقبح الذي كنت تظنه حقًا؟

على بُعد من الشاطئ ستشاهد سيدة بيضاء ملفوفة القوام تقف في شرفة سطح عالٍ مطل على البحر في استعداد لنشر ملابس ملونة تصلك رائحتها في مكانك، وكأنها طشة ملوخية قادرة على أن تجوب الكون.. أنت قزم الآن، تقازم أكثر، اغطس بروحك حتى تصل إلى طشط الغسيل الذاهب للانطلاق على الحبال، امتزج بنعومة يديها التي ستنشرك للهفهفة، تعلّق من كتفيك في مقابلة العالم البائس من هذا العلو، أنت بعيد، بعيد تمامًا عن العجز والتساؤل وعن آخر الأنباء، هكذا يمكن أن يُعرّف الانتشاء.

من موقعك هذا ستتذكر كلمات لـ "جانيت لوبلانك" قرأتها قريبًا، تقول:

"
ماذا لو تركنا أنفسنا لنُفتن أمام جمال فقد الاتزان؟ ماذا لو اتفقنا على ترك الأشياء على طبيعتها، بتجاهل مفعم بالحيويّة والجموح؟ 

لأننا عندها سنكتشف المعنى، سنكتشف أنه متعلق باللحظات. لحظات من الخلق المحض، لحظات من الجنس المذهل. لحظات من حب الأم لطفلها. من الغضب الشديد. ومن شهوة تجعلك تصرخ: أريدك الآن. من وقوعك على رأسك في حب العالم. من شعورك بأن الأرض ستفسح المجال لأقدامنا. من الشعور بالحرية والجنون والصدق، ومن الشعور بالثقل والحصار لدرجة عدم قدرتك حتى على النهوض من السرير."



...
اقروا كلام "جانيت"، هنا:
http://almetaf.com/post/67928520663

الأحد، فبراير 23، 2014

رسائل بائسة لن تصل..

هل التعاسة هي الفقد؟ أم هي التمسك بادعاء الفقد لأن المُكتسب مُربك..

حسنًا أنا لا أعترف أنكِ هنا، هذا يسبب لكِ ألمًا نفسيًا شديدًا، إلا أنه  طريقتي الوحيدة للاستمرار.. لم أعد بالطيبة اللازمة للسعي إلى تجنيبك الألم عن طريق غرس نابه في صدري.. أنا أولًا، الآن بالذات أقولها "بأرحنة" وغير مستعدة للتنازل: أنا أولًا.

أعتقد أن الله سيعاقبني لأنني لا أريدك!

 أنا لا أريد هذه العلاقة، أحاول الادعاء طوال الوقت أنها غير موجودة.. لم تنجح  سوى في إكسابي المزيد من مشاعر النقص وتحويل كل الأحداث المفرحة إلى تعاسة بيور، التعاسة مغلفة بقيود الواجب والمفروض والحق والخير والجمال، مُربكة جدًا! هل يجب أن أكون تعيسة حتى أصبح جميلة أمام الله وأمامك؟ أنا لست جميلة، وتقريبًا لا أحبك.. آسفة لأنني لا أحبك.

هل رغبتي العميقة في اختفائك تعني أنني أتمنى موتكِ مثلًا؟ أنا لا أتمنى موتك، ولا أتمنى حياتك.. فقط أتمنى اختفائك في صمت، بالحد الأدنى من الدراما وبعيدًا عن المزيد من الألم.

"لا أريدك هنا"، لا أستطيع أن أصرخ بها في وجهك ولا أستطيع أن أجعلك تختفين.. في المقابل أختفي أنا، وتستغربين أنتِ قسوتي لأنني لست سعيدة برغبتك في التواجد وتبدئين في البكاء، وفي التمسك بأنكِ الضحية إلى النهاية.

"مش خايفة ماتجيش تشوفيني النهاردة أصبح بكرة ميتة؟" حتى هذه التيمة المكررة لم تعد تُنفذ إلى داخلي رغبتي في إرضائك عشان نخلص، على فكرة ممكن نصحى بكرة وأكون أنا اللي ميتة.. عادي.

لا أستطيع أن أسأل الله عما ارتكبته بالضبط حتى تصبح هذه الجائزة من نصيبي، علاقة مدمرة لجميع الأطراف وفي جميع الحالات.. أنسحب منها فأكره نفسي بدافع الذنب، أحاول البقاء فأكره الطرف الآخر لشدة غبائه واستحالة معاشرته، تستحيل كل المشاهد الحالمة التي أستحق الاستمتاع بها لمحاولة لبلع الزلط فأكره العالم، ولا أعود قادرة سوى على مغادرته فقط..

هل هذه هي الكراهية التي يقولون عنها؟ لم أظن يومًا أنني سأختبرها، لا أستطيع الجزم بأنني أكرهك، الكراهية تستلزم رغبات انتقامية أو سادية ما.. أنا فقط لا أريدك، لا أريد التفكير في التواجد حولك.. الفكرة وحدها تنجح في إدخالي في دوامة المعاناة.

هل من المفترض أن تكون مراقبتي لصوت سحب الأنفاس المتقطعة ببكائك على الهاتف،  مصحوبة برد فعل مختلف؟ يختلف عن إغلاقي للهاتف لأنني لا أريد كل هذا؟

"هيتردلك في ولادك".. لا أريد الإنجاب، أعلم أنه يمكن أن يُرد بطرق أخرى، سأعاقب بالتأكيد مع أنني لم أختر كل هذا.


شكرًا يارب على كل شيء، أنت لست ظالمًا أنا أعرف ذلك.. لم أعد على يقين أنني "ماستحقش كدة"، أنا فقط غير مناسبة لهذا الاختبار وأريد أن ينتهي كل هذا بسلام.. أتذوق حضنه بس الأول، معزولًا عن أحاسيس الذنب، ثم ينتهي عالمي بسلام..


سأتذكر حينها كلمة الرحابنة :" لو فيه نار أكيد بتكون فاضية، لأنو الإنسان أحلى من النار"، وسأتوجه إلى جحيمك راضية تمامًا.. ربما شملتني عنايتك رغم كل شيء، وتوقفت عن الاحتراق.