السبت، أبريل 11، 2009

رائحة بيت الجدة




أحست بقليل من الملل

فقررت أن تلين قدميها المنهكتين بتريض فوق السحب لبعض الوقت ..

أتلفت الحذاء الذي يلصق بقايا ذاتها بالأرض

تناولت كوبا من الكابتشينو بالكراميل

وقطعة حلوى .. رائحتها تشبه رائحة بيت الجدة

ألقت نظرة بلا بمسمى محدد على بقايا الأرض

أدارت ظهرها ..

وبدأت في التريض

خطت أولى الخطوات فوق سقف البيت .. المصنوع من العجين

عجين الحلوى .. التي تشبه رائحة بيت الجدة

كانت تشعر أنها لا تسير .. بل تطفو

حيث لم تنغرس قدميها في العجين

وقبل أن تغادره وجدت نفسها تنحني له احتراما

على ما يصنع بأفواه الصغار وقلوب العجائز وملل جائز

و ذكرى ..
بيت الجدة


خطوة أخرى أخرجتها عن محيط البيت

لم تكن تدري أين ستوصلها قدميها المنهكتين

اللتين استخرجتاها من الدنى ..
إلى تريض فوق السحب لبعض الوقت


قابلت خيلاً أسود

!! تعجبت

فالخيل الأبيض هو المرجح في مثل هذه الظروف..

ولكنها شعرت بسواده أنقى من بياض الثلج

تهدلت خصلاته فوق جبينها .. لا تعلم كيف ؟؟

قررت تكملة التريض ركوباً

حملتها بسمة طفل كانت تجوب المكان إلى ظهر الخيل دون أدنى عناء

فلقد كانت تشعر بأنها لا تسير .. بل تطفو

منذ أن امتنعت قدميها عن الانغراس في العجين

عجين الحلوى .. الذي يشبه رائحة بيت الجدة


انطلق الخيل محتذياً بسلوك قدميها

- لا يعلم إلى أين -

كاد الكابتشينو ان يبرد

! نسيته تماماً

رشفت منه القليل وألقت نظرة إلى قطعة الحلوى

- ليس الآن -

في ذاتها عبق من تلك الرائحة يكفي زاداً إلى قليل بعد ..فلتوفر قطعة الحلوى

كان الخيل يمضي متبختراً بين غيمة وأخرى .. خطواته لا تقسيها المسافات..

بل النسمات

تلك التي تداعب قدميها المنهكتين ..
بعد أن أتلفت الحذاء الذي كان يلصق بقايا ذاتها بالأرض

أخذت تحركهما جيئاً و ذهاباّ كطفلة في العاشرة على أرجوحة

مقتسمة ذلك مع كوب من الكابتشينو..

وخيل أسود أنقى من بياض الثلج


توقف الخيل لا تدري لماذا ؟

فوجدت نفسها تتنازل عن فسحة قدميها المنهكتين وتغادره.. فلا صبر لها على السكون

ربتت على ظهره تربيتةوداع وأبعدت خصلاته التي كانت تتهدل فوق جبينها لا تعلم كيف ؟؟..ومضت


أبصرت بيتاً ملوناً على مرمى البصر

تعد بهجة ألوانه بحياة أفضل .. وحنو

.. يشبه ذاك الذي قد تجده في بيت الجدة

رشفة أخرى من كوب الكابتشينو

قبل أن يبرد

وتكمل إلى هناك

..رفعت الكوب إلى أعالى السحاب حتى لمست دغدغات النجوم

ولاشيء!!

فرغ الكوب
وجدت نفسها بلا سابق إنذار .. تهبط من الأعالي .. وترتدي ذاك الحذاء الذي يلصق بقايا ذاتها بالأرض

دونما أثر لما قد أتلفته به

نظرت حولها فوجدت الدنى لازالت هناك .. تحت سقف صلد لا يبدو لها من العجين

وفي غمرة تفحص ٍ فيما حولها

إذا بابتسامة تشق طريقا غير متوقع إليها

حين رأت قطعة الحلوى التي تركتها لوقت لاحق

تلك التي لها عبق رائحة بيت الجدة

واستعدت للتريض

من جديد..

الاثنين، أبريل 06، 2009

تســقــيف




أمعنت التفكير

هالها الأمر في بدايته .. ظنته لغيرها .. لا لمقدرتها فيه مكان

- تجربة في حد ذاتها -

- لمَ لا ؟؟ -

سألت نفسها
...

- تسقيف -

تلك هي المهمة

أمامها خواء جارح مفتوح ذراعيه للفضا

و نزيف
من شيء ما .. من أحد ما ..من حدث ما .. هناك

فوقه

أردى متعة
- اللاسقف -

!! كابوس مخيف

إذاً .. نحتاج سقفاً

...

من فخار ؟؟

تصوغه بأحلامها و تحوم مع يديها بالروح على العجين

و تناقش استدارات أنوائه مع ذاتها .. فتمنح للمكان دفئاً قريباً من دفء نظرة السحاب في يوم شتاء مشمس

ربما ..

أم خشبي ؟؟

بتعامدات حازمة تكف وهن الخشية عنها

و تذيبها ذاتاً في تجاويف كل قطعة خشب

حتى تصبح هي السقف

و قليل من- اللاكيه- الخادع

يمنح لمعة نجمة خاطفة .. كانت تمر يوماً من هنا

...

أو ربما خوص ؟؟

تحيكه كرداء العروس التي حاكته جدة الجدة .. لعروس اليوم

أركانه ابتسامة ذكرى

أربطته تجاعيد يديها المنهكة .. النابضة بحب يفوق ذاك المنبعث من أحضان السحب لشمس الغروب

...


*******

نظرة شاخصة هناك .. حرّكـَـتها

كي تتبع آثار النزيف

تقتفي أثراً .. تعلم أين سيوصلها

حيث تخشى

حيث نبض جرح .. يصم الآذان .. يخيف

تليه .. متعة .. اللاسقف

و هوة شاسعة .. مفتوح ذراعيها للفضا

- بلا تسقيف -