الجمعة، مايو 27، 2011

عن العين التي هنا ... و القسوة .. و الغرق




في النهاية ..
أبقى على يقيني بوجود تلك العين التي ترقبني و تراقب خطواتي المبعثرة نحو كل خط سير ممكن ... العين التي تحميني من عرقلة ما لن تكتفي بآلام ثنيي لخنصر إحدى قدميّ وسط الكعبلة .. بل ستصر على وقوع كامل ،، و كسري لجزء من أسناني الأمامية كحد أدنى و ربما بضعة آلام أخرى لها علاقة بالنقص.. العين التي منحتني وسط هذه الرحلة المملحة زجاجة مياه زمزم أحتفظ بها إلى جانب السرير ، و أقرر أنني سأهدر منها جزءا لغسل صدري لقناعة داخلية بأنها شافية للروح !

أنا أكتشف الكثير هذه الأيام ، أخرج من حلقات ضيقة لحلقات أوسع ثم أعود لأتلاشى في انتظاري الساذج لإحدى الإشارات المرورية داخل ثقب ضئيل.. و كالعادة أمارس طفولتي في الغضب المصاحب بـ " التخبيط في الأرض " من إحدى التفاصيل المزعجة ... ثم أريد و أريد و أريد .. ثم أغفو و أنا أتلو مطالبي على نفسي ! و عندما أستيقظ أنساها جميعا و لا أعود أفكر سوى في أمنية واحدة : أن يتفقدني أحد ما بسكينة و يقرر أنني لازلت مرهقة و يتركني لأنام لقليل من الوقت بعد .. هذا يكفيني تماما

تـُمارس عليّ قسوة ،، أمارسها على غيري وسط حلقات مدورة لانهائية من الدوران حول بعضنا ... توهاني الدائم في طريقي لأماكن أعرفها جيدا يتكرر كثيرا و يشعرني بالعجز! ما إن أكتشف أنني سأضطر لأعود جزءا من طريق سرت فيه بالفعل على أمل أن أصل ، و بعد أن يتبين أنني سرت في الاتجاه الخاطئ ،أشعر باختناق .. و أرغب في غلق هاتفي و الركض نحو البيت و التوقف عن فعل أي شيء لمدة يومين على الأقل.. و لكنني أكمل في النهاية ...بنفاد صبر و الكثير من المياه المكتومة في عيني .. أحيانا أصل و يمضي بي الحدث الصغير لحالة أفضل بالفعل .. أحيانا أخرى أغرق في غربة من النوع المؤذي تماما ... لا يصلح لعلاجها سوى حدث بسيط غير متوقع ، لا أعرف في الحقيقة ما هو !

للغرق التام في الحياة مزاياه أيضا .. يكفي أنني أذهب في نومي تماما ما إن أضع رأسي فوق الوسادة من شدة الإنهاك .. و أحلم قليلا بأشياء تبدو لي في حينها حقيقية ،، أو لا أحلم بتاتا ... تمضي عليّ أيام مثالية بالفعل .. تأخذني فيها الدوامة إلى عالم خفي وسط موجتين لم أكن أعرف عنه شيئا.. تجعلني أكتشف فجأة جزءا ممتعا من الرحلة .. سرعان ما يتلاشى في غرقتي في موجة جديدة ... و لكنني بصفة عامة أشعر بثقب وسط هذه الفوضى من المياه يتركني لأتنفس في النهاية و أحافظ عليّ في العمق .. لا أنا أطفو كجثة و لا أنا أبرك كحجر .. أظل في المنتصف أفتش عن عوالم أخرى بين موجات لا أعلم من أين تأتيني ...

و أعتقد تقريبا أنني هكذا : حيـــة ..

الاثنين، مايو 23، 2011

توليفة ...






حسنا .. أيها البعيد ...

سأتبع قلبي كما تحثني " سوزانا تامارو" .. و سأخبرك الآن أسرارا عن الغابة بداخلي .. عن غابة سحرية تزهر قطافا أزرقا و خمريا طوال العام و تذبل تماما و تنقطع كهرباؤها في مسافة كلمة حادة في وقت غير مناسب، لتنبت بركا من الوحشة و ثمار بابايا معطوبة... غابة يمضي سكانها أعمارهم في تغطية جذوع الشجر بشرائط الستان ، و تقشير الفول باجتهاد لمجرد أنهم يمقتون قشر الفول.. سأخبرك عني و أنا أجلس في منتصف غابتي الداخلية كأميرة طيبة لقبيلة من الكائنات التي تحتاج قبلة كل صباح لتصنع حضارة جديدة لم يسمع عنها أحد .. و ضمة قبل النوم ليزهر عن جلدها زهر ضئيل تصيب رائحته بعدوى من الغناء .. ستتخيل معي حينها مشهدا لي أجلس برداء ذهبي قريب من سمرتي و شعر مسدل و ابتسامة هادئة وسط حلقة هائلة من الخلق .. أصنع قبعات مضادة للصداع و ميداليات مفاتيح برائحة مخبوزات ساخنة و كرات سحرية من السكر لها كتالوج دقيق كي تلقيها تباعا للتعليمات تجاه الصدر .. فتخترق بها الجلد إلى الداخل لتسد ثقبا ما أنهك صاحبه ، و تبذر بالسكر بدايات غابة أخرى شبيهة ... و لتعلم يا عزيزي أن منتجات غابتي ستصبح هدايا العيد ميلاد الأكثر شهرة و أهمية في مسافة ربع قرن على أحد أقصى ... و أنا قادرة تماما على تخبئة أسرارها تباعا لمبدأ " داري على شمعتك .. " .. و لكنك ستحصل على لقطة حصرية من كل شيء وقتما تريد .. أنت بالذات ، ككيان ما يستحق قطعة من داخلي فوق شالة ضممتها أثناء نومي فوق المئة مرة ..

لن يراني أحد و أنا أسهو لبرهة وسط العمل لأراقب عود قمح ضئيل ينمو إلى جانبي وأبتسم .. و حتى إن رآه أحد فلن يدرك ما يحدث حقيقة في داخله... ربما تثير الأجراس الصغيرة المعلقة في كل سنبلة فضول أحدهم .. و يأتيني ليسأل بلهفة ، فأخبره أننا جميعا هنا في انتظار احتفالية كبرى لا يعرف ميعادها أحد يـُعد لها بهمة في الداخل ... احتفالية ستستمر أعمارا قادمة من أجل أحدهم .. هذا الـ " أحدهم " الذي سيقدر أخيرا على المكوث معنا هنا في الوطن ، و سيتعلم بيسر شديد كيف يسير على أرضنا الهشة بمسافة تقدر ببضع سانتيمترات في الهواء فلا يقتل عشبة ضئيلة و لا قطعة حكي ملقاة هنا أو هناك ... و سيعلم كيف يرعى فينا الخير مهما شح ..و لن يستهزئ بأهلنا مقشري الفول و صانعي الستان.. و لن يمانع في استنفاذ جزء من عمره في هش الذبول و الذباب عني و عن أهل غابتي بشكل دوري دون أن يصيبه الملل ... و سيخبرني في كل مرة يراني جالسة وسط الخلق أصنع قبعاتي المضادة للصداع و ميدالياتي التي لها رائحة مخبوزات ساخنة ، بأنني رائعة ... و بأنه يقدّر تماما كل شيء ،و أن تركي للإبر و الخيوط فجأة و تمددي باكية على الأرض دون سبب مفهوم ، لا بأس به أحيانا.. و أن هذه الغابة على بساطتها و مقدار الهشاشة فيها إلا أنها قادرة على أن تمنحه مذاقا للحياة لا يمكن أن يفرط فيه .. و وقتا كافيا لإعداد طبخات مبتكرة لتذوق الآخرين و دعوتهم لاكتشاف غابات أخرى بدواخلهم أيضا ، فيشعر أنه حي.... حينها سأمنحه مفتاحا لقطعة مهجورة من غابته هو الداخلية ، تحوي بداخلها أمانا يكفي لإحياء كوكب آخر يقطن على بعد سنوات شمسية ، و ليلة بكاء ...

....

حسنا .. أيها القريب ..

ربما إن لمحتُ ثانيةً هذا الامتنان في عينك لمجرد تذكري لكلمة قلتها لي دون قصد .. ربما حينها سأضم وجهك وأقبل عينك هذه أمام الناس دون أية مقدمات ، ثم أضع سماعاتي في أذني و أرحل ،

وأكمل اليوم مبتسمة في صمت .

السبت، مايو 14، 2011

أغلى شــوية ..





حلو ..
بعد يومين عياط تاني و لخبطة و غم و شوية أحاسيس بالذنب على عبء مسئولية الفشل على خليط كدة ابن لذينا يجيب اكتئاب ..

توصلنا نحن المذكور أعلاه للإجابة الوجودية السحرية عن كافة التساؤلات الغبية :

من خرج من حياتي بإرادته الإنسانية الحرة و بكافة قواه العقلية ... يبقى يعني و الله أعلى و أعلم و كما أفتى البحبحاني :
هو اللي خرج !!

و انت جوة هشيلك فوق دماغي و هستميت عشان تفضل جوة .. أول ماتخرج برة بإرادتك تماما ، هعمل لك ايه ؟ فكرة حتى اني أخبي المفتاح عشان نفضل محبوسين جوة شوية ، يمكن تتحل .. كانت فاشلة تماما ، و مهينة .. يعني متهيألي أنا أغلى من كدة شويتين

و فتكو بعافـــية !

SO WHAT ... !



..
كان هذا كــل شيء بالنسبة لهذه الليلة

و تصبحــون على خَيـــْـر

الخميس، مايو 12، 2011

screwed up ..


أفكر هذه الأيام كثيرا بفشلي المتكرر في أدوار حياتية تخصني أحسبها مصيرية ، و أعطيها من أحلامي القدر الذي يتركني بعد انقضاء الأمر متآكلة ، و غير معرفة بشكل كامل !

أحيانا أفكر أنني كنت سأقوم بدور أفضل لو أنني غجرية تسافر على قدميها و تلف الأرض لترقص في الميادين بخلخالها الصدئ من أجل الطعام و تنام في الخلاء... أحيانا أخرى أرغب في اختيار أحد المارة في الشارع لأمنح له بقية عمري عن طيب خاطر و أعتني به جيدا في مقابل ضمة يومية غير مصطنعة و مس جبيني بشكل مستمر للتأكد من تقلبات حرارتي و مساعدتي الدائمة على النوم .. أحيانا أخرى أود لو أنني تمثال بنظرة عين لا تنسى و كف تحمل دائما أوراق " حظك اليوم " للجميع بشكل يناسب كل منهم ،، و يساعد على الحياة .. أحيانا أتمنى لو أنني شاهد قبر لجثة طفل ، لأظل أراقبه هانئ في جنته الصغيرة بالأسفل حتى يوم الدين ... أو أنني ذراع تمس كتف كل رجل منهك أراه و تقبض بكفها على عضلة ذراعه بقوة كي تشعره بأنها " ملهاش غيره " و أنها هنا ..

و لكنني كحبيبة ، و ابنة ، و أخت .. فاشلة تماما

خائفة قليلا ألا أجد أي دور يناسبني في النهاية !

الأربعاء، مايو 11، 2011

أشياء عادية تحدث عن قصد ..





التدوين اليومي علاج لطيف .. و غير قوي بتاتا

الحياة هذه الأيام مزدحمة جدا ، أو زحمتها أنا جدا عن قصد .. يريحني شعوري بامتلاك الأمر ، يمكنني إذن أن أنخرط في الدوامة متى أحب أو أن أنتزع نفسي تماما من كل شيء متى أنهكني الصخب .. أختبئ في غرفتي أمام بقعة الضوء الصادرة عن شاشة سوداء لا تتوقف عن الدندنة .. أغلق هاتفي إن أحببت .. أهيم في الشوارع إن أحببت ، أبكي ، أضحك ، أشاهد فيلم ، و أشتري كتب و شيكولاتة لا أتناولها .. بل أعطيها لـ " هَـنا " الطفلة الحلوة التي لا تتوقف عن رسم البنات المبتسمة فوق ورق الدرافت الذي نعطيه لها في المكتب كل يوم ،، تجلس هادئة و ترسم ..في انتظار انتهاء ماما من العمل ...

أطير مسافة لا تزيد عن متر ونصف حتى النافذة لأراقب قدر صغير تائه ، لم يحفظ خريطة غرفتي بعد ..

أرافق الموسيقى ... الموسيقى وحدها تخبرني ما أريد سماعه الآن بالضبط .. و ما إن أجد رسالة أخرى لا تعجبني حتى أطفئها فورا دون إرهاق... الموسيقى وحدها لا تنفذ و لا تخون ... لن أجد قطعة موسيقى أحبها قد قررت مغادرة هاتفي فجأة ، لن تشعرني بالثقل إن أردت سماعها أكثر ... تحاورني و تذكرني ، ربما تؤلمني .. إنما على الأٌقل بشكل مفهوم ...

أخبرني أكثر من شخص أنني كنت مشرقة اليوم .. كنت لابسة حلق ! حدث صغير يستحق نوعا ما من الاحتفاء فأنا لا ألبس حلقان من الأساس .. اخترت لون مناسب للون بشرتي ،و ايشارب جديد يشبهني .. استغربتني في البداية ثم أصابتني حالة متعة مصاحبة لمرافقة هذا الصغير الملون لوجهي طوال اليوم ..

موبايلي وقع ! و لقد تفشفشت الشاشة ميت حتة و لكنها ظلت في مكانها .. قررت أنني لن أفكر في الأمر و لم أغضب مطلقا ، أغضب فقط عندما يسألني أحدهم :" هتعملي ايه في الموبايل " و أرد بنفاد صبر إني معرفش ! .. يحبطني فقط أن صديقي الطيب أصبح يشبه الفسيفساء ، مشروخ و متلصم .. و لكنه مع ذلك : شغال .. زيه زي واحدة صاحبتنا ...


تسألني فتاة مليئة بالخير عن أحوالي هذه الأيام .. ألخص الأمر في جملة لا أدري كيف كتبتها في حينها : " بقاوم فكرة إني معيبة " .. ترد بكلام طيب عن الحفاظ على طاقتي و التعلم مما مضى ... بصراحة لم أمتن لذلك بقدر امتناني لإخراجها من داخلي لجملة بهذا الصدق ... كان يمكن أن أخبئها حتى من نفسي ...

هل يمكن أن يخبرني أحد عن النسبة المئوية لاحتمالية مشاهدتي للعصافير في المترو ؟؟
عصافير يبدو و كأنها شفافة لشدة رقتها و لها مناقير برتقالية و بحجم ربع كف .. في قفص لطيف تحمله فتاة منشغلة تماما بالموبايل عن الحدث المبهر الذي تسببه لفتاة غريبة تنتظر الفرح في كل ركن ضيق ، و تشتاق للرقة خفيفة الظل

...


" محمد أنور " هو ماي هيرو هذه الأيام .. أتابع مدونته بشكل دوري منذ مدة ..و لكنني اليومين دول أدعبس في القديم ، و أجلس أقرأ الخير في هدوء ..

تطمئنني هذه الليلة جملة قرأتها في بوست قديم عنده .. :

أنثر كافّة رحَمَاتى على قبر أول من نَطَق بالمَثَل الشعبى ..


" تِبَات نَار.. تِصبَح رَمَـــاد "



** مدونة محمد أنور : my flute
http://my-flute.blogspot.com/



الاثنين، مايو 09، 2011

Mr. NOBODY




أنا كنت غضبانة اليومين اللي فاتو ... أوي .. بشكل أنا نفسي مكنتش متخيلاه
و مكنتش متخيلة قصاده إني ههدى دلوقتي خالص .. و لا هسامح دلوقتي خالص .. و كنت عمالة أقول لنفسي إن كدة أحسنلي ... طاقة الغضب أرحم كتير من طاقة الوجع ، ع الأقل بتجيب تمرد و تخرج من الحالة أسرع .. بس من جوايا – بيني و بينك يعني - كنت خايفة لاحسن تنجح قصتنا الغريبة في تحويلي لبنت تانية مش شبهي

بس اكتشفت النهاردة إن أنا لسة عبيطة زي منا و الله .. الحمد لله يعني واضح ان مفيش أمل .. و دة على فكرة شيء مريح جدا بالنسبة لي ، حيث إنني مش حمل إني أشيل جوايا نقط سودة من النوع اللي مابيتمحيش .. و أصلا أنا مش عايزة أتغير ..

أصل انا اشتريت النهاردة كتاب حلو بقالي مدة نفسي أشتريه .. قفشت نفسي متلبسة بفكرة واحدة ساعتها : إني نفسي أحكيلك عليه بسرعة كدة قبل مافرحتي بيه تقل .. و أقرالك منه حتة خلتني ابتسمت النهاردة ابتسامة كبيرة بعد وصلة عياط محترمة .. كان هيعجبك على فكرة ، اسمه " مملكة من عصير التفاح " كاتبه واحد اسمه أحمد الفخراني ممكن تقول عنه انه " مبعوت " زي مابتحب تسمي الناس اللي دماغها بتشطح في الخيال .. كتاب ممتع أوي مليان حواديت على مقاس شوية ونس ينفعوا نور وسط ميتين أم الضلمة اللي احنا فيها دلوقتي ...بس أنا مش هسلفهولك عشان انت مبترجعش الكتب :)) ...انسى يا عمرو ..

أنا ممكن أكمل وصلة الاعترافات الليلية دي و أقول إني قفشت نفسي أول امبارح صاحية من النوم بفكر في فكرة لا توحي بالغضب خااالص بردو .. و هي إني عاوزة أجيبلك وردة و كرت فاضي يوم عيد ميلادك اللي جاي و أسيبهوملك على باب البيت .. عيد ميلادك اللي جاي اللي هو بعد 6 شهور !! .. قعدت أتخيلك أول ماتشوفهم مذهول و مش فاهم خصوصا لو لسة صاحي من النوم و خارج عشان تجيب سجاير... بس بعد ماتفوق شوية هتتبسط و هتحكي لأول واحد هيكلمك في التليفون على اللي حصل ... بس ماكنتش عارفة هتخمن ساعتها إنه أنا و لا لأ ...

فضلت أفكر طول الطريق للحمـّام و أول ماغسلت وشي بصيت لنفسي في المراية كدة و تنحت .. وردة مين يا بنتي هو انتي مش كنتي غضبانة باين ؟؟ .. لا حول و لا قوة الا بالله .. العبيط العبيط و لو سابوه يغضب و يزيط

جدير بالذكر إني كان نفسي امبارح بردو أقولك تسمع " أين تنتهي " بتاعت كاميليا جبران اللي حطيتها أغنية المدونة .. بس تسمعها في الهواء الطلق بسماعات في ودانك ، بتجيب انشراحة في الصدر كدة فجائية ... خصوصا لو بصيت و انت بتسمعها ع السما ، و كان الجو حلو ...


و كنت عاوزة أقولك بردو ان النهاردة عيد ميلاد " روجر هارجريفز " .. دة مؤلف كتب أطفال عامل سلسلة كدة بحبها أوي .. كل شخصية فيها ليها اسم يشبه طبعها ،، و شكل مبتكر كدة مناسب لطريقتها في الحياة .. أنا حاطة صورة منهم .. لو دخلت على جوجل هتلاقيهم محتفلين بيه ، و لو دخلت ع الصور هتشوف أشكالهم و هتحس بعالم تاني مليان براءة ، و فيه أقل قدر ممكن من الطلاسم !

كان ممكن أحكيلك كمان عن مظاهرة ماسبيرو النهاردة ، أنا كنت هناك بس عديت بالعافية ... و كان ممكن أحكيلك بردو عن الراجل الغريب بتاع ماسبيرو و الست العجيبة اللي كانت في المينيباص بتشتم أي حد بدون أي سبب و جابت للناس كلها هستيريا ضحك .. بس كفاية رغي لحد كدة .. الرغي تقريبا كان من الحاجات اللي بتزهقك مني في الآخر

القصد يعني ..
إن الغضب مش جايب همه معايا ، راح لحاله خلاص و لسة بشوف دلوقتي هيحل محله ايه

تصبح على خير ..

كان معكم من مدونة على بالي :
Mr. Nobody

الأحد، مايو 08، 2011

لسة بدري ...


أرتدي قميص مكشوف أمام أختي في بيتها و أستعد للنوم .. كنت أشعر بالفعل أنني هشة كالبلور وأنا أراقب هيئتي المنكمشة في السرير عندما بادرتني قائلة :

" ياه يا ريهام .. خسيتي أوي .. "

أبتلع الكلمة مثلما أبتلع " مالك " .. " مال صوتك " .. " وشك مرهق كدة ليه " التي أستمعها كثيرا هذه الأيام ، وأفكر أن الجميع – كالعادة – لا يقصد .. لا يقصد أحد أن يشعرني بالخجل من هيئتي المريضة أو أن إطلالتي صارت توحي بإعياء ..



سبعة كيلو جرامات جديدة أنقصها في شهرين ..

في داخلي أفكر أنه عليّ الاستمتاع بالأمر ، يمكنني الآن أن أرتدي ما أريد دون أن يبدو مبتذلا .. أبدو أصغر من عمري بـ " حبة حلوين " و هذا حدث أنثوي رائع سأفتقده بشدة في فترة ما لاحقا عندما أصاب بـ " تخمة " توحي كافة نساء عائلتي بأنها قدر لا مفر منه ...

في حين أنني أشعر بهذه الهشاشة كثيرا و تقلبات في حرارة جسدي تقابلها رغبة في سند رأسي طوال الوقت على شيء ما .. و تكافئها استقامة في جلستي لا أعرف من أين آتي بها بالضبط .. لم أعد حتى أستند برأسي على زجاج الميكروباص كما العادة ... أجلس في المواصلات محتضنة حقيبة يدي في مراقبة هادئة للشارع و أوجه الناس ، و هبات الهواء الساخن التي توحي بصيف حارق على الأبواب .. سيمارس قسوته عليّ بلا مبرر ، كالعادة أيضا

...

" ياه يا ريهام .. خسيتي أوي "

أستمع الجملة و يخطر ببالي :

" ياه ..

دة لسة بدري أوي ع الشـــتا ! "

الجمعة، مايو 06، 2011

هيلا هيلا ....


مش عارفة ليه ف آخر دقايق من قعدتهم سوا النهاردة : وجيه عزيز و علي سلامة و يسري فودة .. كان وجيه عزيز بيغني " هيلا هيلا " ع العود بإحساس طيب أوي و هما بيردوا وراه .. كنت حاسة إني ربعت جنبهم على مصطبة بعد ما علي سلامة خلص قصيدته " 96 ساعة أجازة .. " اللي كلها خير ، و بعد ما طبطب عليا بصوته بكل القصايد اللي بحبها .. رفعوني من جوة للسما و باسوني على جبيني بهدوء و رجعوني لأوضتي... مجاش في بالي ساعتها إلا لقطة سريعة من بكرة .. و أنا قاعدة جنب بنتي ع الأرض ساندين سوا ع الحيط و بقول لها : أنا و أنا قدك كدة اتربيت على صوت وجيه عزيز ، و شعر علي سلامة ..

حسيت بفرحة مختلطة بشوق للحظة دي .. و إني محظوظة إني اكتشفت جزء من تاريخي دلوقتي هفتكره بعدين ..

ساعتها يمكن تكون مجروحة ، و يمكن أقولها إني في ليلة كدة بعد ما اتجرحت أنا كمان .. سمعت توليفة شعر و غنى من وجيه عزيز و علي سلامة نستني تماما الجرح بقية الليلة .. و جبرت جزء من حاجة كانت بتتكسر جوة ..

و إن في حاجة أكبر من كل دة

حاجة جواكي انتي..
مش بتاعت حد




الثلاثاء، مايو 03، 2011

الحب أصعب ...




لم أكن أنوي التحدث بالأمر .. الكتابة عن الفراق و الفقد و الخيبة و كدة .. أصبحت كـ" قربعة " مشروب غازي على معدة فارغة من قبل " مدمن بيبسي " يشبهني مثلا .. مجرد إرضاء لرغبة لا معنى لها ..و تدمير لجهازك الهمضي !

لا يزعجني الناتج المشوه للمعادلة .. لن ينتج مركب عطري لطيف من خلط البطاطس بالدوم و الجيلي و استخدام السوس كعامل حفاز في معادلة قد تبدو مبتكرة و مغوية لوهلة ما .. لن ينتج أي شيء ! مجرد حالة تشبه ما أعيشه الآن ،، و أنا لست منزعجة من ذلك بقدر انزعاجي من تقلباتي المزاجية و آلام جسدي المصاحبة للأمر .. يزعجني العجز .. له حرقة خاصة بخلاف أنواع " الحرايق " الأخرى كالظلم و الغضب و السقوط الفجائي للبشر من نظرك .. تزعجني هبات المشاعر الفجائية و اختلاطها ،، في الحقيقة يزعجني الناتج المشوه و لا يمكنني إنكار الأمر أكثر ... فأنا على قدر من " الغباء السياسي " يجعلني دائما في انتظار مركبات العطر بلهفة مؤلمة .. تجعلني لا أحصل في النهاية سوى على فرقعة كرتونية في معملي الداخلي ،، و إثارة تامة للفوضي و آثار التفحم و ترافقها نظرة تشبه نظرة جيري بعد نجاح توم في فرقعته بكور الديناميت

حالة الحب تجعلني دائما متورطة في المحاولة المضنية لـ " أكل الفيل في حسائي " .. و برغم أنني أستسلم للأمر على أنه شر لابد منه و أمارس سن أنيابي اللبنية بقسوة تهزمني أمام نفسي .. إلا أنني في النهاية لا أحصل سوى على فم " أهتم " مع أول قضمة .. و " لدغة " مزعجة عند محاولة الحديث ..

" أنا لا أصلح للحب " ..
قلنا كدة من زمان و محدش صدقنا ..

ريهام تبدو أكثر إشراقا و حياة و قدرة على إسعاد الآخرين دون أعباء التأقلم و إرضاء الغير على حسابها و إبر الخوف و الغربة في منتصف الصدر طوال الوقت .. أعلم أنها تخاف أيضا من الوحدة و الضياع و " البسبوسة " عديمة السمن و القشطة التي تحدث في دماغها من وقت لآخر.. إلا أنها تبدو لي أفضل .. و تحيا أفضل

ممتنة أنا الآن لكاميليا جبران على أية حال ..



الاثنين، مايو 02، 2011

الأصانسير ..

النهاردة و انا طالعة الشغل .. لما اتقفل الأصانسير عليا حسيت بإحساس غريب.. بانتماء ناحية صندوق خشب متعلق ، بس ماشي بهدوء .. كئني جنين لقاله رحم .. الصندوق دة بحالته دي هو الرحم اللي هيخلقني من جديد من غير أي سابق أي حاجة .. بس الرحم مبيبقاش فيه مراية .. !

كنت حاسة بالحماية و اني متغلفة بعيد عن القسوة و الدوشة اللي برة ... كان نفسي الأصانسير يفضل يتحرك بنفس الثبات ، و الصبر ...و ميرفضنيش .. ميرفضش إني أفضل جواه و لا يحاول يقف لأي حد تاني مهما حصل .. يحميني لوحدي لحد ماشبع حماية... و كنت عارفة انه مش هيطلب مني غير إني أقدر أتنفس كل اللي فيه ، لحد ما يخلص ..

هقعد ع الأرض و أسند دماغي التقيلة على التجليد البارد .. كنت أكيد هروح في النوم ، و هصحى أبص حواليا بطفولة تشبه جزء مني ،، و أنام تاني .. و هعيط و هفتكر و هنسى و هسأل و هجاوب و هجاوب و هجاوب.. و هبص لنفسي كتير في المراية

بس مش هفهم أي حاجة جديدة أنا مش فاهماها ..
عشان المشكلة دايما إني فاهمة !