الجمعة، مايو 27، 2011

عن العين التي هنا ... و القسوة .. و الغرق




في النهاية ..
أبقى على يقيني بوجود تلك العين التي ترقبني و تراقب خطواتي المبعثرة نحو كل خط سير ممكن ... العين التي تحميني من عرقلة ما لن تكتفي بآلام ثنيي لخنصر إحدى قدميّ وسط الكعبلة .. بل ستصر على وقوع كامل ،، و كسري لجزء من أسناني الأمامية كحد أدنى و ربما بضعة آلام أخرى لها علاقة بالنقص.. العين التي منحتني وسط هذه الرحلة المملحة زجاجة مياه زمزم أحتفظ بها إلى جانب السرير ، و أقرر أنني سأهدر منها جزءا لغسل صدري لقناعة داخلية بأنها شافية للروح !

أنا أكتشف الكثير هذه الأيام ، أخرج من حلقات ضيقة لحلقات أوسع ثم أعود لأتلاشى في انتظاري الساذج لإحدى الإشارات المرورية داخل ثقب ضئيل.. و كالعادة أمارس طفولتي في الغضب المصاحب بـ " التخبيط في الأرض " من إحدى التفاصيل المزعجة ... ثم أريد و أريد و أريد .. ثم أغفو و أنا أتلو مطالبي على نفسي ! و عندما أستيقظ أنساها جميعا و لا أعود أفكر سوى في أمنية واحدة : أن يتفقدني أحد ما بسكينة و يقرر أنني لازلت مرهقة و يتركني لأنام لقليل من الوقت بعد .. هذا يكفيني تماما

تـُمارس عليّ قسوة ،، أمارسها على غيري وسط حلقات مدورة لانهائية من الدوران حول بعضنا ... توهاني الدائم في طريقي لأماكن أعرفها جيدا يتكرر كثيرا و يشعرني بالعجز! ما إن أكتشف أنني سأضطر لأعود جزءا من طريق سرت فيه بالفعل على أمل أن أصل ، و بعد أن يتبين أنني سرت في الاتجاه الخاطئ ،أشعر باختناق .. و أرغب في غلق هاتفي و الركض نحو البيت و التوقف عن فعل أي شيء لمدة يومين على الأقل.. و لكنني أكمل في النهاية ...بنفاد صبر و الكثير من المياه المكتومة في عيني .. أحيانا أصل و يمضي بي الحدث الصغير لحالة أفضل بالفعل .. أحيانا أخرى أغرق في غربة من النوع المؤذي تماما ... لا يصلح لعلاجها سوى حدث بسيط غير متوقع ، لا أعرف في الحقيقة ما هو !

للغرق التام في الحياة مزاياه أيضا .. يكفي أنني أذهب في نومي تماما ما إن أضع رأسي فوق الوسادة من شدة الإنهاك .. و أحلم قليلا بأشياء تبدو لي في حينها حقيقية ،، أو لا أحلم بتاتا ... تمضي عليّ أيام مثالية بالفعل .. تأخذني فيها الدوامة إلى عالم خفي وسط موجتين لم أكن أعرف عنه شيئا.. تجعلني أكتشف فجأة جزءا ممتعا من الرحلة .. سرعان ما يتلاشى في غرقتي في موجة جديدة ... و لكنني بصفة عامة أشعر بثقب وسط هذه الفوضى من المياه يتركني لأتنفس في النهاية و أحافظ عليّ في العمق .. لا أنا أطفو كجثة و لا أنا أبرك كحجر .. أظل في المنتصف أفتش عن عوالم أخرى بين موجات لا أعلم من أين تأتيني ...

و أعتقد تقريبا أنني هكذا : حيـــة ..

0 التعليقات: