الخميس، سبتمبر 30، 2010

ســـر ...




أعتقد بأنه لدي واحد من تلك الأسرار الغريبة ،، أنا لدي واحد بالفعل ... و أود أن أقذف به هكذا في فضاء هذه المدونة الملونة الصغيرة التي تحوي شيئا يشبهني .. الأمر – على تفاهته – يبدو مقدس ! و يشعرني بنوع من الراحة .. و التفاؤل

في الحقيقة كنت أظنها إحدى التفاصيل الصغيرة التي تخص أنني غريبة الأطوار أحيانا .. أنا مثلا لا أستطيع أن أقرر ماذا سأشرب بسهولة .. المشروبات الباردة " بتخلص بسرعة !! " و المشروبات الساخنة معتادة .. أحتار فعلا !! و قد أستغرق وقتا للتفكير في الأمر و في النهاية أكتشف أنني لا أريد أن أشرب أصلا .. تفاصيل كأنني أحب مراقبة أشكال الكفوف ،، و أعلم منها أمورا تخص أصحابها ... الكفوف دائما ما تشبه أصحابها ، أنا أؤمن بذلك بالفعل ..

كأنني أنتظر الصداع لأعرف هل سأستطيع الخروج اليوم أم أعتذر ببساطة دون أن أذكر السبب و هو أن " الصداع جه ! " .. كأنني لا أكمل كتابا أبدا .. في الحقيقة لا أكمل أي شيء .. دائما ما أترك لقمة في نهاية الطعام / ورقة من ملزمة / بؤين من أي حاجة!! .. جزء من شيء لا أتمكن من إنهائه أبدا ..

سري الغريب ليس أحد هذه التفاصيل ، اكتشفت ذلك في جلسة للاستشفاء بالطاقة ذهبت إليها منذ أسبوع .. التقطت من المدرب كلمتين وسط الحديث عن أن عظمة الرقبة مهمة جدا لشيء ما لا أذكره ! .. و أنه يمكن أن تقشعر أجسادنا أثناء التدريب لسبب آخر مهم " في المرة القادمة سأحاول التركيز في هذه التفاصيل !! " ...

السر :

في أحيان كثيرة أختنق جدا بسبب أو بدون ، لا أفهم دوما سبب الاختناق و لكنني أملك طريقة سرية للتخلص من الحالة .. أحتاج أن أشعر بقشعريرة في عنقي بالذات ! لم أكن أفهم السبب و لكنني اعتدت الأمر على أنه شيء يخصني فحسب ،، أبدأ في أخذ أنفاس متصلة و تحريك عظام رقبتي و كتفيّ .. ربما أستعين بموسيقى هادئة أو أي شيء قادر
على تحريكي .. أًصمت و أبعث بشيء ما لا أفهمه لعظمة رقبتي لتتحرك .. ما إن أشعر بتلك القشعريرة حتى أهدأ و أشعر بمساحة هواء في الداخل .. قشعريرة في عنقي بالذات !

فهمت من تلك الجلسة أنها ربما طاقة زائدة ،، طاقة ما .. و أنني أتعامل مع ذلك منذ مدة دون أن أفهم ..

العلام حلو يا ولاد :)

المهم أنني ...

بحت بالسر

" اششششششش بقى .. أحسن دة سر .."

;)

الأحد، سبتمبر 26، 2010

مســك الليـــل ..

هذه العطية ،، " و لا أحلى .. ! "

فضاء حميمي مضاء بقلب أخضر ،، ود لو ربت على الحاضرين بنفسه ،، أنا أعلم ذلك .. إنما فوض في ذلك هذه الكتل الحجرية الهائلة من الحكايا القديمة ..

يبدو الحسين في المساء كزهرة " مسك الليل " التي تفوح بالمسك مساءا فقط .. و كأن للظلمة المضاءة بالونس خصوصية تفوق النهار بصخبه و زحام أحداثه .. الليل رائق .. و المسك فيه له حلاوة أخرى ،، تماما كالحسين ..

خليط من الزيوت العطرية تفوح بها المحال الصغيرة التي تنتشر في شارع المعز ، تفوح بها مساءا بقوة أكبر حيث لا حرارة حارقة لتضايق هذه الفواحة الهائلة التي يرتدي الحسين رداءها ،، و يجلس .. ينتظر مرور الكرام منا كي يمنح المزيد من الفوح و يمنح ..

مسك الليل ... الحسين في المساء كمسك الليل تماما .. فارق وحيد كون هذه الفواحة وضاءة أيضا بالخمري و الأخضر ،، لتجعل الرائحة / الحكايا ،، مرئية بالنور في فضائها الملهم ...

التقطت بعض الصور هناك منذ يومين .. تلك الليلة التي قضيتها طافية على ظهر زهرة ،، لا يمكن أن أنساها أبداً ..







:)

الثلاثاء، سبتمبر 21، 2010

لا تزعلي ...




شربل روحانا يداعب يقيني بأنني غالية دون الكثير من الكلام ، هكذا ببساطة ،، بوجهه السمح و كرافتة وردية تصلح للربيع ، يجلس وسط ساحة خشبية لها طعم السكينة كي يصنع لي مقطوعة كاملة تخصني دون بقية الحاضرين ..
يخبرني و أنا أجلس هناك،، وحدي بالأوبرا : لا تزعلي .. يخبر الجميع أن هذا هو اسم المقطوعة ولكن أوتاره نظرت إليّ في العين مباشرة و باحت بها لي بلا تردد .. لي أنا .." لا تزعلي " .. و كل بحة عود تلت البوح كانت تلف حولي و تدور في هالة من صغار الجنيات .. كلهن طفن حولي بأجنحة ضئيلة و ضعيفة تشبه حالةً كنت فيها .. بذلن جهدا أشفقت عليهن منه لإيصال بقية المعلومة ،، صنعن حلقات صغيرة و حلقات أكبر ،، و نفثن في صدري الروية .. كل ذلك كي يهمسن لي ببقية المقطوعة : " زعلك غالي " ..


في البداية ،، تحكي المقطوعة أنها تعلم حزني .. ثم تتقافز الألحان فيها لأن ميقات الحزن ولّى ،، تتقافز بفرح .. و تبدأ في سؤالي : " تفتكري الدنيا ف غنى عن بسمتك ؟ " .. أقتنع .. ليست في غنى عنها بالتأكيد ،، تبدأ الألحان في الإلحاح " مضى .. مضى .. مضى " .. كل هذا مضى ،، و الآتي بحاجة بسمتي و .. " زعلك غالي .. "

المبررات التي يسردها العود في هذه المقطوعة مقنعة تماما ،،

أخلع حذائي و أشعر ببرودة القاعة تتخلل أصابعي .. لا أحب أن أجلس مقيدة و أنا في حالة رائعة ،، في البداية أرفع ساقا واحدة حتى لا يشعر أحد بالغرابة في هذه الأوبرا الفخيمة ! ثم أتشجع و أرفع الأخرى .. أثني كلتا ساقيّ و أضمهما إلي َ كما أحب أن أفعل ، تلك جلستي المفضلة .. تحث جلستي فتاة تجلس بجانبي على الاسترخاء .. تغطس في مقعدها ثم تثني ساقيها هي الأخرى بعد قليل و تضمهما إليها ،، تهبط برأسها على أحد ذراعيها و تسكن .. أبتسم من قلبي ... نتوسد أنا و هي مقاعد الأوبرا و كأننا نتوسد أرضية البيت و نجلس نسمع الدندنات بهدوء ..

تستمر الجنيات في التأكيد عليّ : " زعلك غالي .. " ، أود أن أشكرهن : هناك إذن من يهتم ، حمى الله أجنحتكن بالنور .. و لكنني لا أتمكن من ذلك فهن منشغلات جدا ...

أتساءل فقط في نفسي عن الفتاة المستلقية إلى جانبي ..

جنياتها ،،

ماذا يخبرنها يا تــُرى؟





الأربعاء، سبتمبر 15، 2010

كل يوم الساعة 1 ...




حسنا أنا أعرف جيدا أنها قصة سندريلا التي تأخذني في كل مرة .. هي ،، سندريلا حبيبتي .. هذه القصة التي تمت حكايتها لي مئات المرات – على الأقل - و لا أملها أبدا ..بتنويعات مختلفة بالطبع و بعض الرتوش لجعل الحكاية أكثر طولا و إثارة ، و لكنهم في النهاية يفشلون في خداعي .. إنها هي ..أنا أعرفها بقلب الفتاة قبل أن أسمع أي شيء ،، هي ،، بذات الحذاء الزجاجي ، و زوجة الأب ذات الأنف الطويل و الأخت البدينة و الأخرى ذات الصوت المزعج .. و الساحرة الطيبة ذات الشعر الذهبي و العصا المليئة بالنجوم ... كلهن هناك ،، في كل الحكايات ،، يراقبنني و أراقبهن ... قد تصبح زوجة الأب هي هذه الظروف أو تلك ،، و الأخت البدينة أكثر لطفاً و الساحرة هي تلك الصاحبة والنجوم في قلبها و لا تملك عصا ... أو أيا كان تبعا لطبخة الحكاية .. التي هي حكاية سندريلا في النهاية مهما حاولوا إيهامي أنها ليست كذلك ..

سندريلا رائعة ،، و محظوظة .. أنا أغبطها و لا أحسدها صدقوني .. أغبطها لأن لديها زوجة أب واحدة فقط.. واحدة فقط هل تصدقون ذلك !! في مقابل ذلك تحبها العصافير و الفئران الصغيرة اللطيفة و تملأ حياتها بالحنو .. أغبطها لأنها تفقد حذاءها الزجاجي على السلم الصحيح بل و تجد من يلتقطه خلفها باهتمام حقيقي .. تركض في الدرب الذي سيتبع الأمير الرائع أثرها فيه ببساطة ،، لا تركض في الدرب الآخر الذي لا يخصها أبدا .. و لا تركض بلا سبب دون أن يتبعها أحد ! لا تتخلى عن حذائها الزجاجي فوق أحد الأرصفة للبيع بالجملة .. لأن الساحرة الطيبة لا تختفي فجأة في حكايتها و تتركها مثلا بلا سند ! دائما هناك ساحرة طيبة ،، دائما في حكايتها يوجد خلاص ...

لهذا أستعيد هذه الأيام طقسا قديما .. أتابع مسلسل يحكي لي ذات الحكاية من جديد ، أحتضن خددية بيضاء هشة و أتوسد الأرض و أجلس هائمة أشاهده في انتظار " إن الولد الأمور يحب البنت الأمورة و يخطفها بقى ! " ، أحاول أن أستعيذ و أغض النظر عن أن بطل الحكاية رائع بالفعل .. تغمر الرقة محياه و يرقبها - حبيبته - بنظرة حانية جدا ،، حانية بشكل مفزع ! أستعيذ و أقول لنفسي : بيمثلوا بيمثلوا !!

طاقة الحب الهائلة في داخلي تهدأ أحيانا ،، و تغرقني في سيلها أحيانا أخرى و أنا أتابع الآخرين يعيشون حكاية سندريلا التي كنت أظنها حكايتي .. هي ليست حكايتي بعد ،، أنا أنتظرها برغم أنني أفضل ألا أفعل ! و لكنني أعترف أن ذلك يحدث تلقائيا ،، أنتظر أن أصبح سندريلا ...

متفائلة قليلا ..

ربما لأن حولي الكثير من الساحرات الطيبة :)

الخميس، سبتمبر 02، 2010

ليس شرًًا ... أبدًا




كنت على يقين تام بأنني تخطيت الكتابة لك ،، أنني غادرت تلك المرحلة الساذجة الطيبة حين كنت أقصدك بكل كلمة أكتبها ،، أما الآن فأنا فتاة كبيرة اتسعت عينيها بمقدار خطوة .. يمكنها الآن أن ترى رجالا آخرين و شخوصا لا تحمل رائحتك،، و لا تذكرها بك .. يمكنها أن تكتب لنفسها ببساطة ،، دون أن تقصد أحد ..

برغم ذلك وجدتني متلبسة بالكتابة لك في داخلي ،، صوت ما ينطق بالعبارات التي تخاطبك في دماغي و يدغدغ أصابعي بحثا عن خلاص .. قلت لا بأس ،، سأكتب .. برغم أنني لا أدري هل سيسعدك هذا الذي بداخلي أم لا ،، في الغالب " لا " و لكنني سأكتبه على أية حال ... مما يعيدني ليقيني السابق فأبتسم و أكرر لنفسي : أنا لا أكتب لك ،، ربما عنك ، إنما لنفسي ..

اليوم فكرت فيما أفتقده ،،

هل هي مكالمة الصباح ؟ أم تلك البهجة المصاحبة لظهور اسمك على شاشة هاتفي .. بهجة خالصة تصاحبها بحة عود و رقة دندنة ما ،، لم تعد تزورني .. ربما هي " وحشتيني " التي يبدو أن لها تأثيرا خاصا حينما تصل مسامع البنات بصوت خشن استيقظ للتو ،، تنفذ من حنجرته إلى الروح مباشرة .. دائما ما كان يتسع بها مجرى الهواء في صدري و توقظ كائنات متناهية في الصغر تسكنني ،، أسمع دبيبها داخلي و هي تسعى لجمع المزيد من الهواء لي ،، ربما هي .. – كائناتي - التي أفتقدها بالفعل ،، الغريب أنني لا أفتقد لمس يدي .. هل ابتعدنا كثيرا ؟ أم لأنني أفكر في أحداث أكثر بقاءا و أقل إيلاما .. أفتقد تمشية الكورنيش أكثر ،، و الغرق في الحديث عن الكتب الكتب الكتب .. تلك المحادثات السخية التي كنت أسهو عن نصفها تقريبا ،، كي أتأمل ملامح وجهك الذي يحكي باستغراق تام ،، تبدو رائعا دوما و أنت تحكي هكذا و كأنك ترسم للحكاية ملامح أخرى تشبهك ،، تشبه روحك .. هل هي " روحك " .. التي أفتقدها ؟ أم الغرق في حكايات متبــّلة بالحميمية ..

هل أفتقدك أنت .. أم أفتقد الحب ؟

بصراحة لا أدري ..

ما أعرفه بالفعل أنني لا أفتقد الانتظار الذي لا ينتهي و لا أفتقد الغيرة ثم الحنق من الغيرة !.. لا أفتقد لا خيبة الأمل و لا رغبتي في البكاء أمام الفساتين البيضاء .. لا أفتقد النقص .. ربما أفتقد طيب خاطري الذي كنت تجيد أنت صنعه لي ،، و لكنني لا أفتقد سخافة زواله الفوري ! و لا تلك الغصة المرة المصاحبة ليقيني بأنني ما عدت آمنة .. وبأن الكلمات الحارة المبعثرة بين شبكات الهاتف لا تقدر على تدفئتي في ليلة تأكل أطرافها الوَحشة .. و أن أثر صوتك المُتخيل لا يمكن أن يصلح كضمادة لجرح يومي بسيط كان يستلزم قليلا من التواجد ... الفكر ،، لا أفتقد كل هذا الفكر و ثقبه الأسود الجاذب بقوة ..



أنا الآن متزنة ... الكفتان عندي فارغتان تماما أو مثقلتان حد الإنهاك ،، لا يهم .. المهم إنني أتذوق هذا التعادل الشهي .. و أبتسم لـ " محمد خير " و أدندن قصيدته * و أنا أشعل بخور " صندل " اشتريته للتو .. هذه القصيدة الرائعة التي أخبرني فيها كل هذا منذ البداية ... " الفقد ليس شرا كله " ،، و " الخبثاء " أصحاب التجارب - الذين انضممت أنا لحزبهم حديثا - يعرفون ذلك .. و أن للأمر مزايا بدقة رشة سكر مضبوطة ،، لا يتذوقها إلا خبير ..

مزايا مضحكة ،،

كحرية إقفال الهواتف من جديد ...

:)
* القصيدة من ديوان " هدايا الوحدة " .. محمد خير