الأحد، يناير 23، 2011

اقتراب ..




حسنا يا حبيبتي لا تحزني .. أنا لا أعرفك تقريبا ، لا أعرف عنك سوى ابتسامة رائعة و وجه يشبه نضارة فاكهة صابحة .. عندما أراك أشعر دائما بقرب مفاجئ و تنتابني رغبة في التربيت على رأسك و التأمل في ملامح وجهك .. ربما نشترك في نوع من الفقد و الرغبة في تفادي الحزن .. فارق وحيد .. تكبرينني أنت ببضع و عشرين عاما تقريبا ، (و ماله ؟ ) شيء من التآلف يحدث بين وجهينا لسبب أكيد .. لا عليك من كل هذا الآن

امممم

كنت عاوزة أقولك إني اكتشفت إني مهتمة بيكي و بحبك بجد لما شفت عنيكي مدمعة في أوضة الاجتماعات ... و ارتبطت صورة وشك المحمر من كتم العياط مع فكرة جوزك اللي ساب دنيتك قريب ... قد ايه هترجعي البيت النهاردة مرهقة و هتبقي محتاجاله .. و محتاجة تنامي ف حضنه .. أنا فضلت مشغولة بيكي ، و بفكر إنك أكيد بكيتي على مخدتك قبل ماتروحي في النوم .. أكيد وحشك إنك تشتكيله ، دموعك هتبقى حالة مختلطة بين وجع الحمل اللي بقيتي شايلاه لوحدك ، و الشوق و الألم ... أنا خفت عليكي و اتشغلت بجد

لما اتأخرتي عن الشغل تاني يوم كنت بحسبك مش جاية ... و قلت إنك هتحتاجي نقاهة بعد الليلة المرهقة اللي تخيلتهالك .. و كنت متخيلة إني عاوزة أعمل أي حاجة تفرحك ، حتى فكرت أجيبلك شيكولاتة ،، و حسيت إنك هتقولي عليا هبلة بس هتفرحي أكيد ... و كنت مستنية تيجي و قلقانة و متأهبة إني أسأل أي حد على نمرتك ... لقيتهم بيقولو إنك وصلتي .. حمد الله ع السلامة من سفريتك الموجعة ... " قلت كدة ف عقل بالي و أنا ببص لوشك " ، و سلمت عليكي عادي و لا كئني مشغولة بيكي من بتاع 17 ساعة كدة

امبارح ، كنتي بتتكلمي عن موقف بسيط ، هدومك اللي اتدلق عليها حاجة في الطيارة و انتي مسافرة مباشرة على اجتماع مهم .. و لما لقيتي جيبة تانية جت في الهاند باج اللي معاكي بالصدفة بالحتة المحضة ... شكرتي ربنا كتير ، و كنتي بتفكري قد ايه هو مش سايبك حتى تتعرضى لأي إهانة و لو بسيطة ... حسيتك مديونة لربنا بالعزة .. و اطمنت عليكي أكتر .. كنت بحسبك زعلانة منه لما كنتي بتقولي " أنا دعيتله كتير يشفي جوزي .. بس هو قرر ميساعدنيش " .. بس عرفت إنها نوبة ألم و بتعدي ، و طلعتي منها بروحك زي ماهيا .. عشان كدة أنا اتشديت لوجودك في المكان

النهاردة .. عرفت إن كان عندي حق أقلق .. بكيتي فجأة .. و افتكرتيه و فضلتي تقول " أنا أصلي تعبت .. تعبت من الحمل " .. " أنا عمري ماشفت راجل جميل كدة " ،، دخلتلك فورا و حضنتك بدون تفكير و دة ريحني أنا كمان ،، حاولت أضحكك .. و اتكلمنا كتير ،، و كلنا مع بعض حواوشي ، احممم يعني انتو كلتو حواوشي و أنا طلبت فراخ بانيه بس أنا آزرتكو وجدانيا بردو .. و انتي رجعتي لنفس الضحكة الملهمة في مسافة ما حسيتي باللمة .. يا طيبة
..

يا حبيبتي ، لا تحزني
فقد الرائعين يشبه حقنة لهيب في الصدر ... و لكنها تبرد .. و لو ببطء
تبرد بالتأكيد...

الأربعاء، يناير 19، 2011

الكلام اللي جوة ..

في ليلة عيد ميلادي .. كان هوة دة الكلام اللي كان جوة ..
شغلت المزيكا دي ..



و كتبت كدة :

زي ما تكون الغربة كوفية و لايقة على كل الهدوم .. مع إنها بلون غريب يشبه فكرة وجودها .. و الحنان اللي مالي تجويف جوة صدري بقيت بحسه يشبه فكرة السفر ... وإحساس البيوت القديمة و هيا بتجري ورا بعضها قدام شباك قطر ،، وقت العصاري ... أو وقت الفجر في شتوية مش عايزة تمطر ..

يمكن التنهيدة مش حزن المرة دي و لا حتى هم .. و لا الدمع لخبطة في الكيان كالعادة ، يمكن كل دة تجسيد لمبالغتي في الإحساس بالفقد ... حاجة محتاجة أصدقها عشان أعرفني أكتر و أعرف قد ايه الكون محدود و أنا اللي مش محدودة .. و بوسع صدري الدنيا بتتفتح ، و أنا صدري بيوسع أكتر في كل مرة بتمشى فيها لوحدي و ف ودني مزيكا بيضا .. بيضا تماما و مش عايزة مني حاجة و مش بتطالبني غير بالهدوء .. أحسها بتنقل فكرة البياض لوداني و شراييني و دمي ، و أضحك في سري على احتمالية إني أبقى شفافة و مش باين مني غير رباط الكوتشي و لا توكة البالرينا ... يمكن تبان السماعات كمان و الإيشارب الملون .. كلهم فوق كيان شفاف و شبه طاير و بس ، و مش مستني غير الخطوة الجاية اللي هتخلق سانتي زيادة في وسع الصدر ...

و لما صفحة النيل تقرر تبقى مراية ، هفضل أشوف الشمس عيلة بتستخبى من ليلها / ابن الجيران .. و تنكمش كدة عشان مايبانش إنها بتبصله هيا كمان .. تنكمش ورا الستارة السايلة المفرودة على وش الأرض ،، ستارة بتفصل ما بين كورنيش و ناطحات سحاب.. و ناس مش فاهمة يعني ايه واحد مابيعدش كتير و بيعرف أول مايحط راسه ع المخدة ينام .. ستارة ، و الشمس عيلة بتستخبى وراها من ابن الجيران / ليلها .. و أنا بتفرج على الحب الطفولي كل مغربية و أحس إني أم .. فرحانة بالعيال اللي بيبتدوا يعيشوا أحلى فكرة ممكنة في الوجود .. البنت اللي بتحس إنها حلوة ، و الولد اللي بيحس إنها محتاجاله ... وأنا براقبهم من بعيد و أتمشى و أفتكر الغربة ، كوفية و لايقة على كل الهدوم .. مع إن لونها غريب يشبه فكرة وجودها

مش هحاول أفهم إزاي أوضتي اللي بهرب منها طول الوقت للشارع ، ممكن تبقى فجأة حاجة كدة تشبه بيتزا سخنة على جوعة .. تتحول لاحتمالية مدهشة ، و سكينة على غفلة ... تحسسني بالحب المفاجئ لكل تفاصيلي ، حتى عضلات رجلي اللي بتموتني من الوجع و مش هعرف أنام منها النهاردة ، مسامحاها ... هشة وبسيطة و بتتألم ببطء و تشبهلي .. و أنا قابلاها و مش زعلانة منها ، إحساس مريح إني مش زعلانة من نفسي

بلاط الأوضة اللي يشبه الرخام ، مش مجعد و لونه مش باهت .. أنا مش فاهمة لونه و مش عايزة أفهم ، أنا شايفة بس سمبوكسات كدة و عاجباني و رايحة لبعيد .. و دلوقتي ،، مش مستعجلة أجيب سجادة صغنونة عشان أخبي بيها البلاط دة اللي يشبه الرخام ، و كنت أنا فاكراه مجعد و لونه باهت .. و اقتنعت دلوقتي خلاص ان مش هوة اللي بيسببلي حالة برد دايمة في الشتا .. البلاط أطيب من كدة ، و البرد الجواني مفعول أكيد للكوفية اللي بقت جزء من جسمي .. و بقيت ببساطة بستحمى بيها كمان .. و أسيب شراشيبها تنقط على رقبتي تلج طول الليل بعد الدش الدافي ... و أحضن نفسي و أنام من سكات

لما تنسى إن بكرة مش بإيدك ، و تفضل تنحته فوق صفحة مية غلبانة مش بإيدها إلا إنها تتهز .. هتفضل فاكر إنك مش مرتاح .. و التجوف اللي جوة صدرك هيشبه الكوفية / الغربة .. و حالة الدوشة اللي ميهمكش منها حاجة إلا صوت نفسك ،، هتفضل مستديمة .. و نفسك ، تسمعه بصعوبة و عينيك تدمع و تبتسم ابتسامة فاضية و تكمل .. تكمل نحت .. أرجوك ، انسى و لو لحظة إنك اتخلقت قلقان ... و حاول تقول لي عملت دة ازاي ، و نكتبه سوا خطوات أكيدة للتخلص م الزعل .. من غير هدف ،،، إلا إن النفس يعدي في مجراه الطبيعي ، من جوة الروح ...للصدر .. للرقبة ..للوش كله اللي هينور لو خدت نفسك بجد .. و بعدين لبرة ، للناس اللي محتاجة تشوف بشر بتعرف تتنفس

يمكن لو اتعلمت تعزف آلة ، تخلصك من حيرتك ناحية الحاجات اللي مش مفهومة في الدنيا ، يمكن ساعتها أول ماتحاول تسأل ليه .. تلاقي إيديك و صوابعك تجاوب بنغمة فوق صندوق خشب مخزن إجابات كتير لسؤالات كتير و فاهم بيقولها امتى و ازاي ... أنا مش بغني عليك ، أنا كمان محتاجة أعزف آلة .. محتاجة أتكلم من غير كلام ، زي مابسمع في المزيكا حاجات من غير كلام .. عاوزة أنا كمان أقول ، و أرد ..

و مصدقة ،، إن دوشة العصافير وقت الغروب محتاجة تتسجل ، و تسمعها للناس اللي بتخاف تقول الكلام الوحش .. دوشة العصافير مش حالة نغم و لا هارموني و لا شيء يصفي الروح و الذهن .. هيا حاجة تشبه الحقيقة اللي ممكن تريح ، بعد ماتخلص دورها في تكوين الجروح / الإنسان اللي جوانا ... أنا مش متخيلة السحاب من غيري كان هيعمل ايه ، زي منا مش متخيلة تمام أنا كنت هعمل ايه من غير السحاب ... هو كمان محتاج يتشاف زي منا محتاجة أشوفه و أنبه الناس ليه لما يبقى بيستعرض وجوده .. تخيل ؟؟ قد ايه هيكون حزين لما يعمل دة من غير انتباه من حد .. زي بنوتة فضلت تحلم بفستان هيظهرها قمر و أول مالبسته محدش خد باله .. فكرهت الفستان ، و خبت نفسها جوة هدوم مش شبهها و خافت من البنت اللي جواها ... ياعيني عليك يا قمر في الليالي اللي محدش بياخد باله منك فيها ... ياعيني على البنات اللي معرفهومش حد

اسكتي يا مزيكا بقى محتاجة أبطل كلام ، عضلات رجلي بتصرخ م الوجع و أنا شايلة عليها كتلة الحديد اللي بكتب بيها دي و اسمها " لاب " .. من فضلك يا بكرة تيجي من غير نحت ، من فضلك يا أنا متحاوليش أكتر من اللازم .. من فضلك يا بلاط الأوضة متخايلنيش أنا عايزة أنام

أنا عايزة أنام ...

الأحد، يناير 09، 2011

مونتاج!




أعرف أنها أمنية ساذجة و في غير وقتها تقريبا ... و لكنني بدأب طفولي أقول الآن :

" إلى كافة الجنيات في الكون ..و غبار الأمنيات المخبأ عنا في البعيد .. إلى الساحرات الصغيرات اللاتي يحببن إطلالة البهجة على قلوب الفتيات مثلي .. إلى الشموس الصغيرة التي تغادر عالم السحر إلى صفحة النيل في الليل ، و قمر يناير الذي سيدور ببضعة ليال قادمة ليمنحني عامي الثالث و العشرين .. إلى الصغار الطيبة التي تضحك ملء قلبها ما إن يمس جسدها الماء ... و إلى الأمهات اللاتي تتمنى لو تحرس بحنانها كل العالمين .. إلى الصاحبات الحلوات .. و شتلات الورد التي تزهر فجأة في الصباح بأثر من مرور خير غريب ...

لوسمحتوا ..
أنا عاوزة أعمل مونتاج ليوم امبارح الموافق 8 يناير 2011 من الحيــاة .. هقصه و ممكن أبقى ألزقه في آخر السنة لو هيعمل أزمة يعني ... بس يمشي دلوقتي ، يمشي يمشـــي !

ممكن .. ؟؟! "

الخميس، يناير 06، 2011

معتاد ،، و هــش ..




عارفين الإحساس دة ؟؟ لما تحس ساعات إنك ماشي في الشارع بتدلدق مشاعر كدة .. تحرك كفوفك كدة زي ماتكون بتنطر بواقي أحاسيس مستخبية .. صوابعك مفرودة تلقائي و حاسس بخطوتك ، حاسس بكعب رجلك و هو بيلمس الأرض .. بيوشوشها ، و يحكيلها حاجة وجعاك عن فكرة الثبات أو الأرضية أو الخطف أو الحاجات المؤقتة .. حاجة شبه كدة يعني

أنا بتجيلي الحالة دي و بعديها مباشرة بخش برجلي اليمين في حالة شجن ،، حالة " قابلة للكسر "ثم " قابلة للوجع اللانهائي " .. " قابلة للانعزال " و الزعل و القمص و البكا المكتوم ... نقلة مفزعة بين الحالتين بتخليني عاوزة أنام بتاع تلات أربع تيام كدة لحد مافوق.. أنام في حضن سريري من غير ماقلق كل شوية و أكتشف إن عدى ساعتين بس - ساعتين بس ؟؟ - و أنا عاوزة أنام كتيــر كتيــــر من غير مقاطعة ! أنام و أحس بالمخدة هشة أوي ، و " بيسكت " طيب و عديم الحراك ..و الملاية مفرودة و دافية و ضربات قلبي مش مسموعة ، كل حاجة مستنياني أروح في النوم و بس ... أيوة ، ببقى حاسة بكل حاجة كدة لدرجة إن اكتشفت إني لما قصيت ضوافري و أنا في حالة تشبه دي ،، عملت غلطة فظيعة !! قعدت يومين بسرح فيها و أحس إن صوابعي ضعيفة و إيديا بتعيطلي و تقول : يا أتحضن يا ترجعيلي ضوافري !! و أنا مش عارفة أعمل لها حاجة .. أتوجع و أودي وشي الناحية التانية و يمكن أقول بصوت عالي و أنا بطبخ و مشغلة أغاني غريبة : كان ايه اللي خلاني قصيتها بس !

عارفين كمان .. بفضل مشغولة في الفترة دي بالمزيكا اللي هسمعها ،، ببقى حذرة جدا لحسن أسمع حاجة تخليني أتكسر ، في الغالب بخاف من الكلام و بسمع تراكات مزيكا بس .. المرة دي قعدت أسمع ساوند تراك فيلم تيترو و جون ويليامز كتيــر كتير و كنت بمشي بهدوء، بهدوء غريب عليا .. حتى مكنتش بتنطط و أنا بعدي الشارع زي عادتي ، تقريبا هيا دي الحالة الوحيدة اللي بتقل فيها عندي فوبيا العربيات ..

صندوق دهبي ..
كنت لسة قريب بكتب حاجة عن صندوق دهبي في ركن دماغي هسيب فيه كل الاحتمالات و أغلفهم بشريطة ستان .. أصل أنا لقيت شريطة ستان في شنطتي معرفش وصلت شنطتي ازاي و كانت هيا دي بداية شرارة السعادة و الحكي الكتير اللي مكنتش بقوله و كان خانقني .. فضلت أتمشى بالشريطة على كف إيدي و أحس قد ايه ناعمة و طيبة ،، و قد ايه التليفون قريب و احتمالية إني أكلمك و أقولك كل التخاريف الغير منطقية و مؤلمة ، موجودة باستمرار ... أكتر احتمالية مينفعش تخش جوة الصندوق هيا الاحتمالية دي ...

الشريطة فضلت في الشنطة - تميمة حظ - .. و صوتك و انت بتضحك و تقول " قولي قولي ، و ايه كمان؟ " فضل جوة وداني ... تميمة حظ بردو

كدة أنام و أنا قلبي مرتاح ..

تصبحوا على خير بقى :)