الأربعاء، ديسمبر 19، 2012

مش نازل لي ذاك الأوبشن..


..

حسنا إذن، لن تتوقف الأشياء السيئة عن الحدوث.. دة أمر واقع، مش تشاؤم و لا يحزنون.. الأشياء "ياكبدي عليها" لا تملك إلا أن تسوء أكثر

أقدارنا تبلورت و تمخترت و قررت أن ترسو على ميناء هذا العصر الحيزبوني المؤلم، قدرنا أن نعاصر مرحلة رفع غطاء البلاعة فحسب.. و أن نستنفذ طاقات مهولة في شم روائح سخيفة و مراقبة صراصير ضخمة بمزيج من القرف و الذعر.. لا يمكنك التذمر، تتذمر على ايه؟! فأنت لا يمكنك أن تلوم الآخرين على تلبية نداء الطبيعة بتاعهم مثلا، البلاعة هتفضل ريحتها كدة مهما حاولت.. لا يمكنك أن تلوم الصراصير على النمو في البيئة المناسبة لها، أومال الصراصير هتعيش فين يعني ياخوية في الإليزيه و لا المونماتر؟! .. المشكلة أنك أيضا لا تملك المال اللازم لشراء معطراتك المفضلة.. آخرك هتجيب قزازة فينيك.. الفينيك ريحته شبه ريحة حمام بيت جدتك زمان، الفينيك بيدوخ الصراصير بس مابتموتش.. إكس مش ممكن يمووووت

أنا كواحدة من نساء هذا العصر أستطيع أن أخبرك بعض من أسرار المقاومة الخاصة بي.. عشان أنا أساسا فوضحية و مابيتبلش في بؤي فولة

أمتلك كريم " لتهدئة الوجه" برائحة التوت و اللافندر.. أحاول أن أفهم ماذا كان يقصد مخترع الكريم عندما قرر أن يصفه هذا الوصف.." لتهدئة الوجه"، ماذا سيفعل الكريم بالضبط؟! سيمتص غضبي مثلا؟  يمسح على جبهتي و يغني لي أغاني أطفال.. يساعدني على النهوض في البرد عشان ماموتش من الجوع؟ يضحك على إفيهاتي الساذجة؟! و لا يمسح الكحل السايح و يدخل شعري المنعكش جوة الإيشارب؟!..

في الحقيقة بعد الدخول في التجربة طلع الموضوع أبسط من كدة بكتير.. هو أنا بغسل وشي، بيكون سخن من التفكير و الإجهاد.. بحط عليه نقطة –اتنين – تلاتة في أماكن متفرقة.. نقط فاكهة باردة و أفردها عليه ببطء، الريحة الحلوة بتغير مزاجي، و بنام مبتسمة..

أمتلك كريم آخر بالخيار و الشاي.. و كريم " للأقدام المتعبة" يساعد على التوقف عن الجري المستمر والهرولة في الدوامة.. بغسل رجلي و أحطه و ألبس شراب مليان فروة لونه موف.. وآخد دكة ف حضني و أنام

أمتلك ملقاط نحاسي يجيد لعب الاستغماية، يتلقط الأحزان من فوق العينين شعرة شعرة.. ألم مكثف على مرة واحدة مختلف عن ميوعة الألم اللي ماشي مع مية المجاري في الشارع، و مصارف نهر النيل

و الليفة، الليفة مهمة جدا.. ليفة بيضاء هيفاء نص خشنة مليانة شاور جيل و مية دافية.. تغسل أثر الجهاد في محاولة صنع رد فعل، تنظف الجلد تماما من كل الآخرين.. و ممكن تلعب بيها كمان مع القطة

النساء في هذا العصر يبحثن عن مصادر ساذجة للطزاجة.. بدل ماكل حاجة بايتة كدة و سابقة التبريد،النساء تقتنص الألوان في الملابس و تشرب الفاكهة عن طريق الجلد..

عارفين كمان ممكن يعملوا ايه؟!

ممكن ياخدوا صدور الفراخ البايتة و يقطعوها حتت و يحمروها في الزبدة و بعدين يحطو عليها شريحيتين جبنة شيدر و نص كوباية لبن.. و تتحول فراخ بايتة كئية لطبق شاورمة بصوص الجبنة يا حلولي!

و ممكن بردو يحطوا كمية نسكويك مهولة على أي مج نسكافيه غير مظبوط فيتحول لمشروب عظيم عظيم عظييييم..

النساء على استعداد على حفر بئر في في قاعدة نيش السفرة للبحث عن ذرة سعادة، الستات عايزين يحسوا انهم بيضحكو فالدنيا تنوّر.. طول ماضحكتهم مابتنورش مش هيهدوا، و مش هيستنوا لما الضلمة تتسلى على البواقي و تاكل روحهم تماما

فرانسيس مايز في " تحت شمس توسكانا" سابت الدنيا باللي فيها و اشترت بيت آيل للسقوط في بلد غريب.. بس حواليه شجر زتون و تين و شمس طلياني.. بتتكلم عن الستات هناك، بتقول:

" تمر أمامنا امرأة في العقد السادس من عمرها مع ابنتها و حفيدتها المراهقة، يتهادين في مشيتهن، و قد أمسكت كل منهم بيد الأخرى و أشرقت وجوههن بالنشاط و النضارة تحت أشعة الشمس، لا نعرف لماذا يتمتع النور بهذه السمة.. "اللألأة"، ربما يرسل محصول عباد الشمس أشعته الذهبية من الحقول المحيطة.. تبدو على النسوة الثلاث أمارات السعادة و السكينة و الاعتزاز إلى حد مؤثر.. يجب صك قطعة من العملة الذهبية عليها وجوههن"

أمتلك كريم بالتوت و اللافندر و الشاي و الخيار.. أمتلك أقدام متعبة.. و ملقاط مشاغب، و صدور فراخ بايتة و نسكافيه مضروب.. و قدرة.. لأ، إصرار، إصرار على صنع السعادة..

عندي خاصية المقاومة، بس معنديش خاصية " اللألأة"!

الاثنين، ديسمبر 10، 2012

عن I love you بتنور و تطفي، و أشياء أخرى




عزيزي مجهول الهوية.. الحياة بقت صعبة فشخ!

تفتكر لما أفضفضلك هكون أفضل؟!

هحكيلك شوية حاجات..

يوم الجمعة الناس كلها نزلت الاتحادية.. مع إن الجمعة هوة اليوم الرسمي للتظاهر في بلدنا فدة حقيقةَ اليوم الوحيد اللي مبعرفش أتظاهر فيه، بابا بيبقى في البيت و مبعرفش أفلسع.. أكيد انت عارف اني بنزل مظاهرات بقالي سنة من ورا أبويا، ساعات كتير ببقى متخيلة انه عارف و مطنش و بعدين بتأكد ان مش في دماغه خالص..

الجو كان حلو أوي يوم الجمعة برغم القهر، كالعادة.. الجمعة يوم الطبيخ.. قررت أنزل أشتري حاجات و أمشي لحد السوق و مفوتش عليا شمس العصاري،
p.s: I love you  بصوت بيلي هوليداي جت في البلاي ليست فقعدت أعيدها و اتمشيت و لااا كئن في حاجة.. و قعدت أراقب شوية تفاصيل مش هتبقى جزء من حياتي الفترة الجاية

احنا بنشطب بيت جديد " للمرة الدشليون" عشان احنا عندنا مشاكل في الاستقرار.. لو اتجوزتك و لا حاجة هشترط عليك نجيب بيت واحد نعيش فيه بقية عمرنا، مش مهتمة ننقل لبيت أكبر لو بقى معانا فلوس أكتر.. المهم محدش يسرق تفاصيل حياتي تاني

كافحت كفاحا مريرا عشان أعمل اوضتي الألوان اللي أنا عايزاها، عملتها أخضر ف أزرق! :) و جبت دلاية على شكل بيت صغنن ليه باب أصفر..  عملت ديزاين السقف في بقية البيت.. الكفاح لتظبيط بقية الألوان باء بالفشل، و امبارح كانت الفجأة الكبرى

بابا جاب وناسات للحمام كدة عبارة عن قلب
I love you  بينور و يطفي! و مرايات زرقا لحمام اسود ف ابيض.. وإضاءات غريبة كدة بتقعد تنور و تطفي بردولأسباب مجهولة، هيا قلبت تاكسي شوية.. احم، هيا قلبت تاكسي كتير :D


 أنا اتصدمت في الأول! هو تعب فيهم و كان بيفرجهوملي بفخر فظيع.. ففردت وشي ببساطة و قعدت اقوله : تحفة يا بابا، تسلم ايديك..

من جوايا لسة حزينة ان الحمام باظ، بس أنا بحاول أفكر في فكرة التعايش بصفة عامة، هوة كان فرحان و أنا فرحت انه فرحان.. زمان كنت شايفة انك تجبر نفسك انك تقبل حاجة أو تحب حاجة دة نوع من المضايقة الغير منطقية للذات.. فاكس يعني! دلوقتي بقيت متأكدة إن مفيش حل تاني، انت فعليا مضطر في كثير من الأحيان تتحول لماما اللي بتحسس ابنها ان رسمة الشجرة اللي مش باين وشها من قفاها هيا أعظم لوحة في تاريخ البشرية، و تتبسط انه هيعلقها فوق السرير و ينام مبسوط..

انت بس بتفتقد ان حد يقوم معاك بقى بالدور دة...

عزيزي مجهول الهوية.. الحياة بقت صعبة فشخ!

الغريب بقى ..
إن كتاب يبدو في نظر ناس كتير عبيط، أو يعني " دون المستوى" و في حاجات كتير أحلى منه، يتحول لحتة منك ! آه و الله مش مبالغة.. فلما تفتحه تقرا فيه شوية تتردلك الروح.. تتخلص من حمل غريب طابق على صدرك و تعرف تتنفس.. تكتشف ان الـ
soul mate
 بتاعك بعد كل هذا العناء مطلعش بني آدم، دة طلع كتاب! فيه حاجات غريبة أوي في الدنيا دي

اتكلمت عنه هنا قبل كدة لو انت متابع يعني، " عقيدة رقص" لميس خالد العثمان، رواية بسيطة تحولت عندي لشوية جمل فيها شيء من القداسة.. أنا بعيد قراية الرواية دي كل مدة مش عشان الأحداث اللي فيها خالص، شوية مشاهد بسيطة و تطور الشخصيات فيها مش مهول.. لكن أنا بضيع تماما في اللغة، في تكاوين الجمل و تفاصيل في منتهى الإلهام.. الست دي إحساسها بالعالم عظيم، يا ترى بتكلم نفسها كتير زيي؟! بحس إن أي حد مشغول للدرجة بالتفاصيل لازم يفرّغ جزء منها بشكل تلقائي عشان ميتجننش..

 تراك مزيكا قديم و مش أحسن حاجة في العالم..
until the last moment بتاع يانّي.. بقى رنة موبايلي و  المنبه بتاعي و ممكن أسمعه بشكل متواصل لساعات.. الكتاب دة و التراك دة مع مج حاجة سخنة و ممكن تنساني تماما و مش هتسمعلي نفس.. ممكن أنسى الساسة و الدستور و الظلم و القمع و الشك في ضلك  طول الوقت، ممكن أنسى نظريات المؤامرة و أسيطر على إحساسي طول الوقت اني مش فاهمة بس بحاول أدافع عن الحاجات النضيفة اللي قربت تندفن تحت كل أنواع الزبالة، ممكن أنسى إرهاق الخناق في المواصلات.. تخيل؟! من كام يوم اتخانقت تلات خناقات عشان بس أروح البيت.. أهو، مطلب شعبي بسيط.. " أروّح" بسلام مش أكتر، بقى فيري تيل نبقى نحكيها لعيالنا ان شاء الله : " كان ياما كان في قديم الزمان، يا سعد يا إكرام، كان فيه مرة مدينة بعيدة جنب البحر فيها ناس بتروّح البيت من غير ماتتخانق.."


" هل السعادة حال أم طعم أم شيء يقتحمنا كالعطر؟"

كل مافتح المندل في الكتاب تطلعلي الجملة دي.. طلعتلي تلات مرات في أيام مختلفة.. بيطلعلي بعدها وصف شهيد كانت بتقول عنه:
" صامت.. تمنح روحك رغيفا للمتعبين "

الروحانية فيها حاجة شبه الضعف..
ساعات بتساءل : " لماذا خلقنا الله نحب الضعف؟!" ليه بننكمش على روحنا لو فضي جوانا مكان لشوية أحاسيس.. انت عارف ان دة سر تعلقنا بفكرة الحضن بصفة عامة؟! الهوس بإمكانية انك تستسلم للضعف و متبقاش واقف على حيلك كدة طول الوقت..

لماذا خلقنا الله نحب الضعف؟!

عزيزي مجهول الهوية:

الحياة بقت صعبة فشخ!

الاثنين، نوفمبر 26، 2012

عامية \فصحى\ عامية



أنا واقعة في مشكلة الحقيقة..

التدوينة دي اتكتبت قبل كدة جوة دماغي في المواصلات و خدت منها نوتس ع الموبايل عشان أرجع اكتبها هنا.. النوتس كانت بالفصحى، و انا دلوقتي عايزة أكتب عامية..

أنا بقول نلعب ماتش بقى و نطبق خطة عامية \فصحى\عامية، زي اربعة\ اتنين \اربعة كدة :))

 
و انتو في النهاية المذنبين اللي موافقين ع الهسس دة..

1- عامية:

دكة وقعت من البلكونة!
كانت بتلعب جنبي وانا بلم الغسيل و فجأة سمعت صوت خربشة و ملقيتهاش.. فكرة " ملقيتهاش" دي هيا كانت مصدر عدم التصديق في الأول -أكيد مستخبية يعني، هه.. مش كدة؟!- ثم مصدر الذعر لما ملقيتهاش فعلا.. كنا بالليل و الدنيا هسسسسس، مش عايزة أطول في تفاصيل مأساوية عن مرحلة التدوير في الضلمة حوالين البيت لمدة ساعة .. الفرحة النسبية لما لقيتها.. و الرجوع لفيس الذعر لما اكتشفت انها متعورة.. التعويرة مكنتش جامدة، شق في اللثة فضل مخليها يا حبيبتي مش عارفة تقفل بؤها..

2- فصحى:

أذهب لطبيب الأسنان لاستكمال أشياء بسيطة كنا قد بدأناها، "ياخدني على خوانة"  ويقوم بخلع ضرسي.. أشعر بالظلم عندما يقول لي"اتمضمضي".. البينج يمنعني من التحكم في فمي أصلا و الجزء المتورم يجعل التخلص من المياه بعد المضمضة أكشن كوميدي حقيقي.. تخرج المياه في صورة نوافير غير منتظمة  أحاول باجتهاد أن أمنع انتشارها.. أرغب لو أنادي " هنرش ميــــةةةةةةةةةة" و ألف حلزونات و أمارس بعض طقوس الونونة.. بس يا خسارة مينفعش

يشغلني طوال الجلسة عند الطبيب مواء قطة يبدو أنها جائعة أو متورطة.. أركز ذهني في محاولة تحديد مصدر الصوت الذي يبدو قريبا فيضطر الطبيب لتكرار طلباته أكثر من مرة : "ارفعي دقنك- ارفعي دقنك، افتحي بؤك- افتحي بؤك، حطي صباعك هنا، صباعك هنا، هنا... ريهام ؟! "

أتناسى تماما الاستيتس الأخيرة لـ "جابر" و أتأكد أن القطة المستغيثة في المنور.. أنظر للطبيب في حالة من السرحان  و هو يؤكد أنه سيضطر لتخدير فمي بالكامل المرة القادمة من أجل علاج اللثة لأنني لا أتحمل الألم و أحاول دفع يده بعيدا..  أهز رأسي و لا أجرؤ على سؤاله " المنور عندكو بيتدخل منين؟"

3- عامية:

كنت بفكر هروّح ازاي كدة.. أنا في الدقي و محتاجة أوصل أكتوبر بمعجزة ما.. لو وقفت تاكسي وقلتله  "الكيزة حند موأف أكتوبيْ" متهيألي مش هيفهم، و غالبا هيقولي "يلا يا شاطرة من هنا"

نركب المترو و أمرنا لله

كان قدامي مسافة مشي لا بأس بها.. عمالة ترن في وداني جملة " لا أحد يأبه بالفم الممتلئ بالدم" و بفكر ان من الظلم ان انا اللي ألبس في فلوس دكتور السنان كمان.. ماما و احنا صغيرين كانت بتزعقلنا كتير جدا على غسل السنان و الرجلين فانا كرهت غسل السنان تماما.. و الرجلين بغسلهم عشان غسيلهم بيعمل لي استرخاء مش أكتر.. بابا مكنش بيركز في الحوارات دي خالص.. و دة شجعني اعتبر غسل السنان دة فراغ عاطفي عند الناس اللي مهتمة بنفسها بزيادة..

دلوقتي، كحد أدنى من الاعتذار على التوتر اللي حصل في علاقتي بغسل السنان المفروض يحصل شوية مفاوضات على مصاريف العلاج و هما اللي يلبسوا بقى! و أنا كفاية عليا اني ماشية في الشارع دراكولا كدة و لا أحد يأبه بالفم الممتلئ بالدم.. و طبعا عشان دة مش هيحصل فانا عمالة ادعي ان الدكتور يكون بيقبل اقساط..

4- فصحى:


عربية السيدات في المترو ملأى بالقطط..
كل أم تحمل قطتها النائمة أو تجلس بها في وضعية الضم، تتمسح في فرائها الناعم و تداعب ذقنها.. قطتي لازالت تنتظرني في البيت بعد أن أصابني مس من العناية الإلهية وأعادتها السماء لي، و باتت أسيوط بلا قطط..

أغمض عيني و ينفذ صوت القضبان بفجاجته لمنتصف صدري.. الصداع يزقزق خلف أذني و أنا أهشه في السر كمن يخاطب الأرواح، كل ما يمكن أن يأتيني به خيالي هو صدر يتسع لرأسي بصداعه و قلقه و الدماء في فمه و سلطاته وبابا غنوجه.. ثم كف باردة تضغط على سخونة هذا الرأس، صدر أدفن فيه أفكاري حتى الصباح.. شخص ما يمكنني أن أطالبه بهذا الصدر..

لكن الموضوع دة  تقريبا" مش أوبشن".. أنا -كريهام- لم أمتلك أبدا أوبشن أن أطلب الأشياء من أحد، بداية من غسيل البنطلون الاسود اللي عايزة ألبسه بكرة، و حتى المطالبة بضمة بنت حلال..

أخذل وطني و يخذلني..

ما إن أغادر المترو حتى أبدأ في الاستماع لـ maroon5، المزيكا منعشة و قادرة على التهوين عليّ، و أنا أشعر أنه من واجبي تجاه ما يحدث أن أظل باهتة و تعيسة.. أن أفقد اهتمامي بالحياة التي أشعر بالذنب إذا مسني منها طائف!

أعود للبيت فأجد القطة في انتظاري، تلف حول قدمي و تبحث عن طعامها في الأكياس التي أحضرتها معي..


5- عامية:

ناكل أنا و دكة و نأنتخ في السرير قدام التليفزيون.. مش عارفة تقفل بؤها عشان التعويرة و مش قادرة أقفل بؤي من تأثير البنج.. منظرنا مذهول و متنحين تماما قدام فيلم كرتون قديم.. هيا بتفكر في خطة عشان تستخبى و تعضعض في ايدي، و أنا بدعي

" يارب معجزة الرحيل!"


 

السبت، نوفمبر 17، 2012

خطوات عمل البسلة..




1- قومي من السرير 

الإنهاك، و ما أدراك ما الإنهاك..
الصبحية اللي بقدر ألاقي فيها الطاقة اللازمة اني أفتح عينيا وأعترف اني صحيت و اني كمان المفروض أقوم ألبس" شوفي و النبي الافترا؟! "  غالبا بتبقى صبحية كويسة.. بمعنى اني ببقى نايمة كويس\ القطة مصحيتنيش لأي سبب زي انها جعانة أو انها مقتنعة اني مخبية رجليا جوة الكوفيرتة عمدا\ مش صاحية مصدعة و ضهري واجعني\ مش قرفانة و شايلة طاجن ستي.. دي أيام قليلة الحقيقة و  الغالبية العظمي من بقية الأسبوع تعتبرمزيج م الصداع و الرغبة المستفزة في حضن أن أفيلابل كبير!

لما تبقي صاحية يوم أجازة مصدعة جدا و مقتنعة جدا انك لازم تطبخي النهاردة.. الخطوة الأولى إنك متفتّحيش عينك ع الأحلام البعيدة، ماتسأليش هيحصل ايه..متفكريش إنك حيوان مقنّع عشان عايشة حياتك عادي و الموت محاصرك من كل ناحية، إنك أكيد متخلفة عقليا أو متبلدة في الإحساس عشان تبقى أكتر حاجة شاغلاكي و واجعاكي هيا الولد الفلاني اللي نفسك تحبيه مش صور الأطفال المرميين بلعبهم في كل حتة في الدنيا.. فاكرة اليزيبث جيلبرت لما خلوها مسئولة عن المساندة النفسية للاجئين بتوع كمبوديا؟ كانت متخيلة و مهيأة نفسيا انها تسمع كوارث من البنات هناك.. لقتهم بيكلموها عن الولد اللي في المخيم اللي جنبيهم اللي يمكن يكون معجب بيها مش بيا.. بالولد اللي ضحكلها و هما بيملوا جرادل المية اللي المفروض تقضيهم كام يوم.. الآدمية تحتم علينا كلنا نفضل غرقانين في تفاصيلنا الإنسانية العبيطة.. حتى في وسط الموت و الدم و الدواهي اللي من كل ناحية..

البسي شبشبك و أكلي قطتك و اقبلي بقى انك مش من ذوات الصحة و هيفضل الموضوع دة يسببلك عكننة.. ابعتي شوية نور للحبيب الوهمي و قومي كملي حياتك، و قرري انك هتعملي دقية بسلة محصلتش

2- شغلي ستينج 

واسلقي اللحمة، و كل ما الشوربة تنشف و تزودي مية فكري انها حاجة عظيمة فعلا قدرة كام حتة اللحمة دول على تحويل المية في كل مرة لشوربة حلوة و دافية تاني و تالت و رابع.. و انها مش بتعمل كدة لله و للوطن، ماهي كمان هتستوي و هتتعمل كباب حلة بالبصل.. و هتتحول لأحلى ما اختبرته حواس الشم في العالم.. يظهر ان العطاء مش حاجة سخيفة لهذه الدرجة، طول ماهو ماشي في سكة بتوصل في النهاية لشيء ما

و انتي بتسمعي english man in newyork طلعي تومتين و كيس البسلة،  هتلاقي the best of Chopin طالعلك في ترجيحات اليوتيوب.. اسمعيه و انتي بتعملي الرز أبو شعرية.. و بتغلي شوية مية عشان تسلقي البسلة مع التومتين

3- استسلمي شوية لاسترسال الأفكار في دماغك

هتلاقي نفسك افتكرتي حاجات ضايقتك و خيبت ظنك..ناس تخلوا تماما عن جناحاتهم و قرروا فجأة يبقوا آدميين بزيادة.. أصنام في دماغك بتدشدش، هتتكشفي قدام نفسك انك طول الوقت بتقرري تلبّسي ناس أتواب مش بتاعتهم.. بتصري انهم حاجة و هما حاجة تانية.. انتي بتحبي خيالك أكتر من الجميع

ولكن مش مهم، خيالك بيخلق ملايكة و هما بني آدمين.. لحد امتى هتفضلي أسيرة عشق الملايكة الغير موجودين؟ حلو انك تقتنعي بالتجربة العملية ان الملايكة مابتعيش وسطينا.. الملايكة بتعيش على سطح الخضار بتاع حبات البسلة وجوة تجاويف فتاحات البيبسي.. عشان كدة البيبسي مبهج بالشكل دة، و عشان كدة حبات البسلة اللي طافية على وش المية حالا دي هتعرف تخليكي تبتسمي من قلبك، و تقرري تعملي لون الحيطان في اوضتك أخضر بسلة، و بعدين تكتشفي انه طلع فاقع أوي! و تتحول أوضتك من الجنينة الافتراضية اللي كانت في دماغك، لدليل عملي ان الدنيا مش كدة :) 

4- المكافئة 

بعد ماتقطعي البصل و تحمريه في الزبدة و تطشي الطماطم الطازة و ماتسيبيش البسلة تضحك عليكي انها استوت.. اتأكدي انها بتتهرس بين صوابعك بسهولة.. كإنها زبدة خضرا يعني.. و ساعتها خلصي تخمير لحمتك في البصل و فكري هتتفرجي على ايه و انتي بتاكلي و هتشربي ايه و هتحلي بإيه

 انتي في الحقيقة تستحقي المكافئة، تستحقي الكوتشيين الجداد و شنطتين الإيد و التي شيرت الابيض في الازرق اللي شطبوا على مرتبك.. تستحقي انك بآخر ميت جنيه حيلتك تقعدي في أحلى طرابيزة في " سبيكترا" و  تتفرجي على شريحتين الفراخ اللي مستويين مظبوط مع التومية و المشروم و المكرونة الفيتوتشيني و تبتسمي في سعادة.. و طوووز، كدة كدة هتستلفي عشان تكملي الشهر، اتبسطي بقى

أصل انتي شايلة تعبك لوحدك، تستحقي شوية دلع 

و في النهاية، تستحقي انك تقعدي فوق سطح البيت متكلفتة في شال كاروهات من البرد و السما فوقيكي عبقرية.. تاكلي باستمتاع طبق بسلة جهنمي ربنا كرمك و طلعهولك مفيهوش غلطة ، تشربي شوب بيبسي، و تعملي باي باي للملايكة اللي عايشة جوة الفتاحة :)   

     
     
     

الثلاثاء، نوفمبر 13، 2012

إلى ست الحسن..



عارفين..

كنت لسة بتفرج على فيلم "sex and the city"، كانوا اتكلموا عن كتاب love letters of great men.. رسايل الحب اللي كتبها كل الرجال العظماء لحبيباتهم، ماتتخيلوش الرجالة بيبقوا غلابة ازاي لما بيحبوا بجد :)) اللطيف بقى ان بطل الفيلم لما غلب مع حبيبته و مكنش عارف يعمل معاها ايه كتب كل الرسايل اللي في الكتاب و بعتهوملها رسالة رسالة ع الميل.. و في الآخر كتب رسالته:

i knew i screwd it up.. i'm sorry

نزلت الكتاب بي دي اف، شكله هيطلع تحفة..

افتكرت الموضوع دة عشان لعبة الرسايل :)

أنا و ست الحسن " غادة خليفة " لعبنا مع بعض اللعبة دي اللي هيا بدئت عندها في المدونة بقالها حبة كدة.. بنكتب لبعض و ننشر اللي كتبناه على مدوناتنا.. الرسايل وسيلة تواصل حميمية بنت حلال الواحد كان نسيها خالص، ست الحسن كتر خيرها فكرتنا بحلاوتها تاني

دي رسالتي ليها، و هتلاقوا الرد عندها

:)

...


عزيزتي غادة..

ادة.. تصدقي؟ أول ماكتبت " عزيزتي غادة" راح الوورد اتقمص و قفل خالص! آه و النعمة :)) أنا قلت مبدهاش بقى مش هنقي الكلام عشان أكتب نص نثري منمنم و منمق .. أنا هقعد أرغي معاكي شوية، ماتعلقيلنا ع الشاي؟ انتي واحد بالنعناع و انا واحد باللبن..

استني استني قبل ماكمل رغي وجب التنويه: أنا قاعدة في البلكونة قدام البحر، والدنيا ليل.. و الشيطان ضااايع :
D
و مفيش و لا موجة.. البحر عبارة عن قماشة ضخمة لونها اسود فاتح ممدودة للناحية التانية من العالم.. و  اللي ماسكها الناحية التانية ولد شاطر و مركز، لدرجة ان مفيش ولا هزة، و لا تنية في القماش.. و واضح ان هو و الولد اللي ماسك قماشة السما صحاب، و مظبطين مع بعض الشغل تمام.. السما و البحر دايبين في بعض تماما.. مفيش و لا سحابة في السما و لا موجة في البحر.. ولولا ان احنا أخدنا في الدراسات ان البحر بيخلص ع الخريطة، أنا كنت قلت ان في حد بعيد بيحاول يغطي اسكندرية كلها بالقماشة دي عشان تقرا المعوذتين و تخش تنام.. وفي الحالات اللي زي دي، و حيث اني بسمع مزيكا عبقرية كمان.. فـأقدر أقول ان احنا مستقبلين شوية زوار من ملايكة الليل.. و ان الليلة دي هتتم على خير

أنا طالعة البلكونة من غير ايشارب و كنت قلقانة.. أنا دايما بقلق يا غادة مانتي عارفة.. بس انتي على فكرة دايما بتطمنيني.. و انا بفكر دلوقتي هكتبلك ايه كذا مشهد جم في بالي ورا بعض، أول يوم قعدت معاكي ع القهوة و احنا لسة منعرفش بعض و حكيتلك كل اللي واجعني و انتي سمعتيني لسبب مجهول.. اليوم اللي اتقابلنا فيه في وسط البلد و أكلنا صن داي وبعدين طلعنا سطح الجامعة الأمريكية عشان نشوف القمر بالتليسكوب .. لما أكلتيني بإيدك و انا في المستشفى الأولانية.. و المستشفى التانية.. و طبختيلي لحمة في البيت البعيد عليكي و اللي موجود في أكتر حتة مكنتيش تقدري تعتبيها بس انتي جيتي.. طول الوقت بتخربشي مخاوفك في وشها، أنا ساعات ببقى حاسة بالخناقة لإني بعيش واحدة زيها.. و عارفة إنها بترجع تستناكي تاني ورا الابواب و بتعرف تشوف في الضلمة و تستلقطك على خوانة.. بس انتي أشطر منها و بتعرفي بردو تخوفيها مع إنك مابتشوفيش في الضلمة زيها..

رحنا مع بعض حتت تانية كتير، و هفضل شايلالك جميلة فوق دماغي مدى الحياة انك عرفتيني على كافتيريا فندق الحسين.. دي بقت مكاني المفضل في القاهرة على بعضها كدة، وباخد كل الناس اللي بحبهم هناك بانتظام.. و بروح لوحدي، استخبى من العالم و اكتب و اقرا و احلم كمان

من كام يوم كان واحد من صحابي بيحكيلي مشكلة.. لقيتني بقوله بكل فهلوة " احنا مش لعب على فكرة عشان نتكسر مرة وخلاص.. احنا بني آدمين نتكسر و نقوم تاني عشان نتكسر تاني و نقوم تاني ونكمل " .. من جوايا كنت بضحك على نفسي، و افتكرت اليوم اللي انتي قلتيلي فيه الجملة دي.. كنت أصغر من دلوقتي كتير.. و كنت أول مرة أتكسر، و شايفة ان انتي بتقوليلي الكلام اللي لازم يتقال، يعني هتقوليلي ايه.. بس لما اتكسرت تاني و تالت و قمت على حيلي كنت كل مرة بفتكرك و ببتسم.. انتي موجودة دايما معايا في لحظات أقرب بكتير من كومنت الفيس و تاج المش عارفة ايه.. بس أنا أصلي قدراتي على التواصل الإنساني مش قد كدة.. يعني مثلا.. أنا لحد دلوقتي مقولتلكيش " ازيك يا غادة" مع إن دي أول جملة خطرت في بالي في أول الجواب.. مع إن دي أهم جملة في الجواب أصلا.. أنا يمكن أنانية حبتين، أو ممكن أقول اني مهملة.. ولولا كدة متهيألي كان زماننا بنشوف بعض مرتين تلاتة في الأسبوع و مفيش حاجة بتحصل مع واحدة الا و التانية عارفاها.. بس على فكرة.. المكالمة اللي بنتكلمها كل مدة بتعمل لي حالة " طراوة" كدة.. و بتخليني أتبسط ان حتى مع كل تقصيري مخسرتش وجودك في حياتي..

و دلوقتي بقى انا هقعد أحب فيكي شوية :
D


مش عشان أؤكد انه جواب غرامي و لا حاجة.. لالالا آبسلوتلي، دول معلومتين أنا قلتهوملك قبل كدة بس نحب نأكد:


أنا بحب ايديكي.. آه و النعمة، سامحني يارب! بس هيا بتوحشني فعلا.. أنا أصلا مهووسة بالأيادي و أقدر أأكدلك ان ايديكي من أكتر الأيادي الطيبة اللي قابلتها لحد دلوقتي.. و طبعا لو طولت شوية في وصف انها ناعمة و كدة هتفهم غلط " قال يعني انا دلوقتي مفهومة صح.. " ما علينا :
D بس أنا فعلا مش بستغرب لما بترسمي حاجة عبقرية.. دي مش عينك بس اللي لاقطة الجمال دة.. انتي بتشوفي الدنيا بإيديكي

و وشك يا غادة.. وشك و انتي بتقري نص، و انتي بتتمايلي براسك و تسرحي في وسط مشهد انتي كاتباه.. وشك في وسط الألوان و انتي قاعدة بترسمي.. يوم ما كنا بنرسم عند الاتيليه عشان عمرو عيسى كان شكلك وسط اللوح و الألوان كئنك حتة بازل و اتحطت في مكانها الصح.. فالاكتمال يديها جمال كدة سحري جدا.. عشان كدة انتي بالتأكيد "LITTLE MISS MAGIC"

و والله يا غادة مش هخبي عليكي.. أنا تعبانة شوية اليومين دول، ساعات الأحلام من كترها بتكبس على نفسي.. لو استجريت و سألت نفسي:
What if this is it?  ممكن أكتئبلي اسبوع.. بس القطة بتنقذني من غير ماتاخد بالها.. بتبسط لما ألاقيكي حابة علاقتي بدكة ولافتة نظرك.. أنا كنت عارفة اني هحبها بس ماكنتش متخيلة فعلا اني هلاقي معاها مرحلة من التواصل الإنساني مش عارفة ألاقيها مع البشر.. اسكتي، اضطريت اسيبها في القاهرة و قلبي واجعني عليها، زمانها عمالة تلف لوحدها و يمكن تدلق الأكل أو الرمل و تحتاس! ربنا يستر

كفاية رغي كدة دول بقوا صفحتين وورد!  :
D

هقولك في الآخر ان القعدة كانت عاوزاكي.. و ابويا بيجيب نعناع طازة و كنت هعمل الشاي زي مابتحبيه.. هنعوضها بقى

" متشكرة انك موجودة "

:)



ريهام.







الاثنين، نوفمبر 05، 2012

حتى لا أفقد الخيط




هناك دائما خيط خفي يربط كل شيء بكل شيء.. يجعلني أكتشف أسباب بلهاء تناسبني أبرر بها حدوث أشياء تحدث عادة بلا سبب، تحدث " لأن الأشياء تحدث" هكذا فقط.. بالمناسبة هذا اسم رواية كنت أظن أنها بالتأكيد رواية رائعة، أخبرني أحدهم أنها لن تعجبني.. خفت من شرائها! و في كل مرة أراها بين صفوف الكتب أقول أن هذه المعلومة بالذات تمنعني من شراء هذا الكتاب بالذات لأن نصيبي يحتم عليّ شراء كتاب آخر بدلا منه في كل مرة، سيحمل لي رسالة أخرى تخصني.. أو ونس سأحتاجه في وقت قريب، الهدف من وجود هذا الكتاب دائما أنني لن أشتريه.. ألم أقل لكم؟ هناك خيط خفي يربط كل شيء بكل شيء



حائرات\يائسات.. وات ايفر!


المسلسل التركي السطحي بغباوة: نساء حائرات.. مفيهوش في الحقيقة غير اسمه ، الاسم الأصلي للمسلسل: Desperate house wives نساء يائسات.. هما يعني نساء زعلانات و خلاص! كنت أتساءل على الفيس من كام يوم: مزعلين البنات ليه يا ولاد المبقعة؟! ولم أجد رد.. يحيرني دائما أن الزعل قدر خفي يخص النساء، أو كما قال زوربا: "في النساء جرح لا يندمل أبدا.." يشعرني ذلك أحيانا بالظلم، و لكن حتمية الأمر تهدئ من روعي.. أتأكد اني هزعل و الدنيا مش هتتهد.. و هتبسط و هزعل تاني.. و همشي مع كل شعور لآخره دون أن أثبت على نفسي تهمة "النكد" الشهيرة، و عبوكو كلكو!



فردة الكوتشي..



بعد مناقشة حادة مع أبي أصر أن يقيمها معي في وسط أجازة قصيرة جدا كنت كل ما أتمناه فيها شوية هدوء.. وصلت لمرحلة من الاختناق أكابد للتغلب عليها حتى الآن.. زي مايكون حد داس على صدري بكوتشي! و الرضوض هتفضل تنقح عليا حبة حلوين



في نفس اللحظة التي كنت أفكر فيها في تأثير الكوتشي على قفصي الصدري ، يحدث حادث مروع لأحد المارة أمام بيتنا في كامب شيزار، تقذف سيارة مسرعة بجسد الشاب بعيدا ويرطدم بالأرض كأنه حجر.. تنخلع فردة الكوتشي الخاصة به.. لم أفهم لم قاموا بتغطيته بالجرائد قبل وصول الإسعاف ربما خوفا من مظهر الدماء..



يختفي الشاب بعد دقائق و تظل فردة الكوتشي الخاصة به في قارعة الطريق تتقاذفها السيارات.. أصاب بذهول! هل يمكن أن يغادر هذا الشخص عالمنا و تظل فردة كوتشيه الأثر الباقي الوحيد منه.. من سيجدها و ماذا سيظن أنه قد حدث لصاحبها... هل سيعرف أي شيء عن تاريخه\شارعه\ أحلامه التي تمنى السير لها، من خلال فردة الكوتشي؟ فكرت لوهلة أن أنزل و ألتقطها من وسط الشارع، و لكنني خفت من الاحتفاظ بأثر أحدهم في العالم.. ماذا أفعل به و لمن أورثه؟ إذا كنت أنا مش عارفة أعمل ايه في نفسي أساسا!



أبي..



في محطة القطار، كنت أراقبه من بعيد وهو يقف في طابور التذاكر.. لا أدري ما الذي جعلني أتخيله شابا.. فقد أبي الكثير من الوزن و أصبح من الخلف يشبه هيئته القديمة في الصور.. رفيع و طويل.. كنت أفكر، هل كان يتخيل أبي أنه سيتحول لهذا الرجل في سن الستين؟ كيف كان يتخيل نفسه؟ كان شابا وسيما إلى حد كبير و مولع بالرياضيات.. كانوا يلقبونه في الكلية " سعيد شيت" لأنه يحل كل الشيتات قبل الجميع خاصة مسائل الذكاء.. كانوا يلقبونه أيضا "محمود يس بتاع الصين" لأنه يشبه محمود يس في هيئته و تسريحة شعره و لكنه لا يمثل في الأفلام و لن يقبض أموالا نتاجا لذلك.. سيظل يكدح طوال عمره كي يحقق أحلامه.. سيهزمه الوقت كما يقول عادة.. الوقت الذي لم يسمح له سوى بتجميع المال، كان ضيقا جدا!



هل كان يعرف أنه سيعيش معظم عمره بلا امرأة.. أنه سيتخانق مع بناته على المواعين و مكالمات التليفون و التأخير بعد الساعة 10.. ويستنرف نفسه في الشكوى و رثاء الظروف، بالتأكيد لم يكن يعلم أن بناته لن يعرفن طريقة مشروعة لإقامة مناقشة معه دون أن يبكين بعدها.. كان يعلم أنه سيظل ضحكي و دمه خفيف و مهووس بالشطرنج.. و أنه سيؤمن بدماغه و يكفر بالعالم... و سيتباهى بذلك طوال الوقت



ربما سأقرأ هذه التدوينة و أنا في الخمسين، و أذكر نفسي أن صورتي الذهنية عن تيتة ريهام لم تكن تتضمن إزعاجي للأخرين وتحميلهم مسئولية تعاستي.. و غضبي على التجاعيد الظاهرة في المرآة، و التي لا أعرف من تخص بالضبط!



الأحد، أكتوبر 28، 2012

يوم الوقفة..




حطيت أكل لدكة و جريت ع اللاب عشان ألحق أكتب قبل ماتخلص أكل.. قاعدة بتبصلي من بعيد أهو و هيا بتاكل و صوت تكتكة الكي بورد هيجننها.. عايزة تيجي تلعب معايا انا و اللاب لعبتها المفضلة ألا و هي إنها تقعد عليه .. ايند اوف ستوري :D





النهاردة مكنش أحلى يوم في الحياة..



ناوية من امبارح اني أًصوم.. عارفين ذكريات رمضان السيئة بتاعت حسرة انك تقوم و الفجر لسة مدن و توقن انك متسحرتش و مشربتش مية و هتضطر تكمل كدة لحد بالليل؟ حاجة كدة قمعية تقطع القلب.. هابند تو مي أول اوفر أجين!.. قلقت لقيت النور بيشقشق و أصبت بجميع أنواع الحسرة و التساؤلات بتاعت مصحونيش ليه و انا كدة مش هقدر و هو أصلا سنة و مش مشكلة بقى.. لأ مينفعش أكمل متحاولوش تحسسوني بالذنب.. لأةةة لأةةةةة لأةةةةةةة



كنت مابين النوم و الصحيان و قررت اني أكمل، على شرط.. إني أنام معظم النهار عشان محسش بالأذى لكشة واحدة.. و نمت تاني و حلمت اني قررت أفطر و فطرت بسكوت و ندمت! صحيت متضايقة و مش متأكدة دة كان حلم و لا لأ بس قررت أكمل بردو



بي اس: دكة خلصت أكلها بسرعة و جت قعدت جنبي و مازالت هتتجنن.. :D بس هيا لازم تنضف نفسها بعد ماتاكل فأنا لسة قدامي شوية وقت



كنت بقول ايه؟ آه صحيت.. اتفاجئت ان الساعة 9 الصبح! أصحى 9 الصبح يوم أجازة و كمان صايمة و مش متسحرة؟ لا ممكن أبدا! قلت هحط أكل للقطة و أنام بسرعة تاني.. المضحك بقى اني متعودة بعد ماحط الأكل للقطة ألحس صوابعي زيها و آخد منها حتة،" أيوة أنا بحب أكل القطط ، طعمه تحفة و المرقة بتاعته عظيمة..سو مي!"



و قد كان.. لحست صوابعي و بعدها بثانية ركزت و اتصدمت.. بس قلت مش مشكلة بردو دة سهو، أم اليوم اللي مش عايز يتصام دة طب و المصحف لانا صايمة! وقعدت أفكر بقى انه أوكي.. النهاردة هيبقى تدريب، أنا طول الوقت بتحط في مواقف محتاجة استعداد و غصبن عني عمري ماببقى مستعدة.. معنديش فرصة " أتسحر" لكل البلاوي اللي بتقابلني طول الوقت.. فأوكي، هصوم من غير ماتسحر و هنجح و هكمل اليوم و مش لازم أنامه كله و لا حاجة، لإني فعليا مش عارفة أنام تاني!



بي اس اس: دكة خلصت تنضيف و انقضت عليا أنا و ايديا اللي بتكتك مرتين لحد دلوقتي و مستخبية حاليا ورا البنطلون الجينز و بتخططلي خطة سودا :D



المهم.. روقت أوضتي شوية و بعدين قعدت افكر اني لازم أطبخ أكل حلو مادام أبويا صايم هو كمان.. فكرت أعمل مسقعة عشان المرة اللي فاتت المسقعة طلعت عظيمة، طبعا انا ساكنة في الصحرا و الصحرا في العيد يمكن تلقيبها ببلاد الهونو لووو لوووو حيث تحيا كائنات خرافية مبتحتاجش سوبرماركت و لا فكهاني و لا خضري و لا كروت شحن و لا نت و لا مواصلات... و بالتالي مبيبقاش فيه أي حاجة من الحاجات دي متوفرة حضرتك



كنت بدعي من جوايا ان أبو أسامة البواب يكون لسة مسافرش و ابعته يدورلي على بتنجان و يجيبلي نص كيلو لحمة مفرومة.. نزلت و قعدت أنده بيأس، الراجل سافر طبعا.. آيام أول ألووون كالعادة



طيب.. مفيش توك توك يطلعني برة عشان سواقين التكاتك سافروا كلهم بردو.. و في احتمال كبير أضرب مشوار مشي محترم في الشمس و انا صايمة و مش متسحرة كما ذكرت سابقا.. و بعدين ألاقي كل حاجة قافلة بردو! طيب فكرت شوية.. أنا أفاعيلي السودا كتير و محتاجة ثواب إفطار الصايمين.. ندب المشوار و أمرنا لله!



لبست اسدالي النبيتي المنقط و الشبشب و أخدت المفتاح و استعنت ع الشقا بالله في رحلتي من الشك للبتنجــاااان.. لقيت الجو معقول بس فيه كمية شمس لا بأس بها، قلت مش مهم نقضيها هابي ثوتس عشان مركزش في طول المسافة و هلاقي نفسي وصلت..



بي تريبل اس: دكة فقدت الأمل و نامت ع البنطلون الجينز و قلبت معاها بحزن.. هيا حاليا مش فاهمة انا ليه مصرة ألعب أنا و اللاب من غيرها و عمالة تقهر في نفسها و تهرش في وشها.. يا حبيبتي يا دوووكي و النبي ماقصد :D



أم هند..

في فيلا قريبة مننا بحب الحاجات اللي زارعينها قدامهم فيها.. في وردة صفرا مبهجة أوي اسمها Buttercups و معرفش اسمها ايه بالعربي بس هيا مزروعة هناك.. قعدت افكر اني عاوزة في اوضتي الجديدة أجيب كام أصيص زرع منهم شتلة buttercups.. اتبسطت بالفكرة.. هابي ثوووتس.. شوية و عديت جنب فيلا تانية كان باين من باب الجراج بتاعها رجلين واحد بيحمي الكلب بتاعه.. و شفت الكلب عمال يجري من المية و يلعب، بس حتة كلب! زي القمر.. هابي ثوتس بصحيح يعني، لوهلة ما تخيلت الولد اللي بيحمي الكلب أمور و خارج يمشي بالكلب بتاعه و الكلب بتاع بيسيبه و يجري و انا اللي بلاقيه.. آند وي ليفد هابلي ايفر آفتر.. أنا و فتى أحلامي محب الكلاب :D



الشمس استخبت شوية فتفائلت إلى حد ما و حسيت ان ربنا بيساعدني في المهمة.. بعد شوية لقيت معجزة إلهية حقيقية: توك توك! واضح ان مفيش غيره و مليان ع الآخر وسعولي مكان و قعدت وسطيهم و مكنش معايا غير 100 جنيه فالراجل مرضاش ياخد مني فلوس كمان.. انشكحت ع الآخر بقى و حسيت انها علامة إلهية.. زيس ايز مسقعة ايز مينت تو بي.. لقيت المحلات فاتحة و جبت الحاجات اللي انا عايزاها و ريحة الكانتالوب كانت عبقرية كمان فاشتريت تلات كنتالوبات و مشيت.



اكتشفت الكارثة..أنا اشتريت براحتي و الحاجة تقيلة و لو ملاقيتش التوك توك دة تاني رحلة العودة هتبقى مأساوية.. فضلت واقفة شوية آند نووو بادي ايز هوم خالص، قررت أبدأ مشي و انا وحظي



مشيت حوالي تلت ساعة متواصلة من العذاب، أبص ع الورد و أحاول أفكر " هابي ثوووتس" ألاقي دراعي بيصوت: هابي مين يا حجة فيه ناس بتموت هنا!.. طب الكلب الأمور و فتى أحلامي اللي بيحب الكلاب: كلاب؟ آه هيا الناس كلها ولاد كلاب فعلا عشان يسيبوني ماشية كدة...طب ايه؟ مفيش ياخوية.. وصلت بعد عناء و كنت مفرفرة خالص و عمالة أسب و العن في العالم البغيض اللي هو مطلبش مني أعمل مسقعة.. بس بردو، كان لازم يساعدني :\



هسكيب الحتة بتاعت الطبيخ.. الأكل طلع حلو أوي و بابا اتبسط فعلا و قعد يقول لي اني بنت حلال و دة رفع معنوياتي الحقيقة، معنوياتي اللي انخفس بيها الأرض تاني بعد ماعرفت بعد الأكل اني مش هعرف اسافر اسكندرية.. ولا حتى يوم واحد!



بي فور اس: دكة راحت في النوم خالص :)) كانت حاطة كف ايديها عليا و بعدين اتزحلق.. هيا حنينة أوي النهاردة كئنها حاسة بالبهدلة اللي انا فيها، قلقانة عليها شوية عشان بتنام كتير



أنا نسيت أعترفلكو في اعتراف..

أنا مبحبش عيد الأَضحى.. خالص! بحب عيد الفطر جدا عشان الصيام بيبقي لسة خلصان و بهجة الرجوع لطقوسك اليومية و البلالين و الهدوم و احتمالية اننا نسافر اسكندرية.. كلها بتبقى أعلى.. عيد الأضحى كئيب و طقوسه مرهقة فحت سواء كان الصيام قبليه أو الدبح و التقسيم و التوزيع إلخ..متعرفش تشتري هدوم لأن الجو بيبقى لسة حر بس المحلات كلها بتبيع شتوي! و دلوقتي كمان بعد مابقى عندي دكة بقت فكرة قتل الحيوانات أًصعب عليا.. مقدرش أنكر اني بحب اللحمة الضاني.. جدنننن.. و مش معترضة على حاجة كل ما في الموضوع انيبقالي كام يوم بعدي جنب خرفان و احس انهم بيستنجدوا بيا! زائد ان الأجازة قليلة و الموضوع بصفة عامة مش مريح..



عيطت في الخفاء بعد مافقدت الأمل في السفرية.. العيد كدة هيبقى كئيب أوي، كل حاجة قافلة و مش هعرف أخرج و مش هعرف اسافر و الفيس بوك مش عايز يشتغل ع الموبايل.. صحيح انا ممكن استخبى في اوضتي بس انا تعبانة م الأربع حيطان.. كان نفسي في مكان مفتوح.. اتكركبت الدنيا فوق دماغي خالص، خصوصا بعد ما بابا اصر يتطوع و يدفعلي هوة اليو اس بي و بعدين قرر يبتدي ينزل الساعة 11.. طبعا مش هيلحق، و كدة هنعزل عن العالم لحد مايخلص العيد رسمياااا



واحد من أفلامي المفضلة "Julie and Julia " كان شغال في التليفزيون فانبسطت بيه و عرفت أسترجع شوية هابي ثوتس و اتشجع اني أكتب.. جولي اللي شبهي بغباوة عرفت تكمل خطتها الصعبة و شجعتني أستمتع تاني بالتدوين.. جوليا تشايلد قابلت جوزها و هيا عندها 40 سنة :) كدة المفروض ميأسش مش كدة؟ المهم بس متنازلش عن الحلم عشان خاطر أي حاجة، أنا مش بحلم عينيا تقلب ازرق مثلا أو أني اطير للشغل كل يوم و لا حاجة! أنا عندي حلم منطقي جدا ومشروع..he is there somewhere ... و هيبقى يتهزق بعدين على أم طقية الاخفا دي، الله يخربيتك أنا تعبت :D



بابا قالي انه هيعوضني عن العيد بإننا نروح اسكندرية آخر الاسبوع، فقلت مش مشكلة يبقى عيد و يزول بقى.. عينيا وجعاني م العياط بس ورايا تنضيف و لازم أسهر..



كتب العيد: الأعمال الكاملة لأحمد مطر- الفيل الأزرق بتاعت أحمد مراد- قامات الزبد بتاعت إلياس فركوح



و هكتب كتير عشان لازم ألحق أقدم مجموعتي في مسابقة الساقية بعد العيد على طول، و عندي أفلام كرتون بالعبييييط أشوفها.. و خزين كابتشينو محترم..



ادعولي.. و فكرولي في شوية هابي ثوتس ع الماشي كدة :))

الثلاثاء، أكتوبر 23، 2012

في مديح فيلم اسمه evening..


الليل و ما أدراك ما الليل..




عارف انت؟ الفيلم الحلو يبان من ساوند تراكه... أنا كنت قلتلكو النظرية دي قبل كدة مش كدة؟.. الفيلم اللي يخليك تتنح قدامه من قبل مايبدأ و انت لسة بتراقب تفاصيل مشهد المقدمة حيث إن المزيكا سحبتك من دراعك وحجبت عنك قدراتك الجسدية الطبيعية بتاعت الحركة اللي ممكن تخليك تعمل حاجة تشربها قبل ما تتفرج مثلا.. الفيلم العبقري يعرف يخليك تتسمر مكانك تماما و تخاف تقوم لو جت إعلانات أحسن يبتدي تاني قبل ماترجع.. و استحالة يجيلك قلب تعمل بوز لو بتتفرج ع اللاب أو ترد ع الموبايل أو ترد على اللي بينادي.. لالالالا آبسلوتلي!




فيلم evening فيلم ابن حلال يعتمد على الطيبة كمحرك مهم في خلق التفاصيل.. فيلم بتاع كلفتة جنب القطة أو تحت دقن فلان و الدنيا ضلمة و الغرق مستمر جوة الصورة و المزيكا و السكريبت.. سكريبت الفيلم دة من أعظم الحاجات اللي اتكتبت من وجهة نظري.. و الكتاب بتاع الفيلم هو أحد الكتب اللي هطلبها من امازون لو ربنا فتحها عليا و بقى عندي رصيد في البنك.. و سوزان مينوت - الكاتبة اللي طبعا طلعت ست عشان الكلام دة ميطلعش غير من ست عندها قلب تاعبها- فهي من الناس اللي عندي على ليستة " حضن غير مشروط للأغراب".. هيا و كام حد عمري ماهعرف أشوفهم تقريبا :)




الفيلم بيتكلم عن ست عجوزة بتراجع تفاصيل حياتها في سكرات المرض.. الحمى و الألم بيوصلوها لحالة من الطفولة تخليك طول الوقت مبتسم برغم إنك مقتنع إن الأسئلة اللي بتسألها لنفسها في حد ذاتها مأساة.. ترجمة خيالها للمواقف، طريقتها في التفكير في حاجات كانت تبدو مش محورية في حياتها.. تتخيل انت انك في آخر لحظاتك كل اللي ممكن تشيل همه خروجة كان نفسك فيها و مخرجتهاش؟

" I never went for that sail.

I should have

Oh, I should have gone for that sail!"

عبقرية الفيلم ان كل مشهد فيه يصلح ماستر سين.. معظم السكريبت هتحتاج تسجله و تاخده كوتشنات.. مجموعة العلاقات الملتبسة في الفيلم شبه أغرب أحداث حياتنا اللي بتعدي مرور الكرام، الصداقة اللي بتبعد و تقرب و تتعقد و تتحول في سكرات الموت لبنتين ممددين جنب بعض ع السرير يستغربوا امتى كبروا كدة و يسألوا بعض ايه اللي حصل.. الشخص الغلط اللي بيحبك في الوقت الصح، و الشخص الصح اللي بيفضل طول الوقت ييجي في الوقت الغلط..


I met Buddy in college, and within three weeks, he'd picked me out a star
he'd declared my flower to be the peony,

my bird to be the swift,
my tree to be the sycamore,

the list goes on.


""he was in love with you

NO. No, he was my best friend's little brother.

But as we would walk around campus

and he'd go on

about how the swift was my bird,

the onyx was my stone,

I finally asked him why he kept doing that

and do you know what he said?


He said he did itso that I would remember hiM

whenever I saw peonies and swifts

and sycamores and all that.


As if he just thought

he would disappear one day.
Isn't that sad?




ممرضة بالليل كانت بتتحول في خيالها لملاك بفستان أبيض بيجاوبها الإجابات المناسبة اللي كان طول عمرها نفسها فيها..مشاهد الممرضة بصفة عامة بستناها بلهفة فظيعة! الحوار فيها عظيم



You have such hopes. But you wear the wrong clothes & you say the wrong things.

Before you know it,

you can't tell what was your life!
and what were your mistakes.

You start to feel

like you're made of wrongness.

What if there were no such thing

as a mistake?



You wouldn't say that

if you'd met my husbands.


I have met them.

Well, you wouldn't say that if you'd seen me in a maxi skirt.
I have seen you in a maxi skirt.

Who are you?
I'm the night nurse.
You're dressed rather strangely for a nurse,

if you don't mind my saying so.
I don't mind in the slightest.
But you're a real nurse?

I mean, have you had training?

Oh, my, yes. I can do just about anything

you need me to.
Can you tell me where my life went?
I can tell you that your star is Alcyone.

Your stone is the amethyst.
Your bird is the thrush.
No, my bird is the swift.
I'm afraid that's not accurate
Uh-huh.
Really?
Yes.



بطلة الفيلم كانت بتحلم تبقى مغنية مشهورة.. كان عندها صوت تحفة بس كان عندها بردو بنتين بتقف محتاسة بيهم و بأكلهم و أحلامهم.. من أحلى مشاهد الفيلم المشهد اللي بتسيب فيه الأكل يتحرق ع النار و تقعد تغنيلهم عن القمر.. الأكل مهم للأطفال جدا، بس القمر أهم بكتير :)




بحس الكاتبة عايزة تتكلم عن الأحلام اللي بتحولك مطاردتها ساعات لمكنة تصدير لخيبات الأمل.. فيبقى قلتها أحسن، الحياة اللي مش هتكتشف ايه كان مهم فيها بالنسبة لك بجد الا في الآخر.. مكنش مهم كل الحاجات اللي استنزفتك دي و كنت متخيل إنها مآسيك الخاصة اللي ملهاش حل.. و إثباتات فشلك قدام نفسك.. مش هما دول على فكرة! حاجات تانية خااالص بتاخد دور البطولة



بناتها و علاقتهم ببعض، قبح الاختلاف و غباوة انك متشوفش المساحة المشتركة برغم انها باينة زي عين الشمس، بس مع أول رِجل جوة المساحة دي كل حاجة بتبرد زي ماتكون تلاجة لكل التخبط و المشاكل..واحدة من بناتها مجنونة و متخبطة جدا و مش واثقة انها تقدر تكمل في أي حاجة.. و التانية أم عندها بيت و ولاد و شايفة ان اختها بوظت حياتها.. بيجمعهم مع أمهم مشهد غريب، يتحلم بقعدتهم في غيبوبتها و تفضل تبصلهم، و بعدين يلهيها جريها ورا فراشة فتسيب كل دة و تمشي


There's something I have to tell you.

I have to tell you, this may be it.
I mean, this may be just me,

all unsure and confused
and messed up.
So if you're hanging in,
waiting for me to metamorphose

into the woman you want,
I've got to tell you,

you might be waiting a long, long time






مش هعرف أبطل كلام..



الفيلم دة من أحلي الحاجات اللي حصلتلي في حياتي بصفة عامة.. اني الاقي مصدر متوفر كدة للونس و الطيبة، حاجة كدة مش لاقية حد أشكره عليها :)




الاثنين، أكتوبر 08، 2012

موضوعين ملهومش علاقة ببعض :)




هو انا ليه مش حاسة ليا نفس اكتب فصحى؟ الرغي أفضل و ألطف سبيلا :)



موضوع نمبر وان: يلا نتكلم بجد بقى عن القطة..
كنت من كام تدوينة كاتبة اني لو فتحت تدوينات نفس الشهر اللي احنا فيه السنة اللي فاتت هلاقيني نفس البنت بالظبط،  نفس العلقة اللي فاتت! لا قلم زااااد و لاقلم نقص..بس في الحقيقة لأ، في حاجة مهمة أوي اتغيرت.. أنا  بقى عندي قطة :)

دكة الملقبة في كثير من الأحيان بـ "دوكي"..قطة مش شيرازي و مش بيكي فيس و مش هيمالايا و غالبا عمرك ماهتعرف تشتري واحدة زيها يا سيد.. شي از وان اوف آ كايند، فروها منفوش و مخطط ابيض في رمادي في القليل من الأشقر..قطة خمرية شقية شقاوة السنين و عضاضة و صوتها بيقلب على بني آدمين لما بتبقى في حاجة شغلاها - لعبة بتناكشها\ليفة لوكس بتهاجمها\  خيالات ع الحيط، كف ايدي اللي لازم يتعض.. أشياء من هذا القبيل- تنكة تناكة السنين في الأكل، و تحب التدفيس في الحتت الصغيرة و دورانات جسم الإنسان و مابتنامش لوحدها إلا لو كانت مقموصة.. بتحب تتخيل مغامرات مش موجودة، و لما بقوم أنضف الأوضة بتبقى متخيلة ان انا و كل الحاجات اللي في الاوضة بنلعب مع بعض و سايبينها و دة بينرفزها جدا.. و لقد  تمت الشهر دة 6 شهور بالتمام و الكمال

تربية دكة في اوضتي- حيث ممنوع اخرجها برة الاوضة لأن اختي بتترعب م القطط - علمني حاجات بالعبيط.. يعني مبدئيا لما حد كان بيتكلم عن تربية العيال و انك تشوفهم حواليك كدة و ان دة لوحده يستاهل التعب، كنت بمط شفايفي و اقول في دماغي" هيبدأوا يهسوا بقى! " بس في الحقيقة الفرجة على دوكي و هيا بتلعب ببلاهة شديدة و تحط نفسها في مواقف كوميدية فحت و استمتع بوجودها فعلا و في الآخر اصحى من النوم ألاقيها مستخبية في حضني.. يستاهل كمية العض اللي بتعضهولي و ايديا و رجليا اللي بقوا شوارع م الخرابيش! و تنضيف الرمل و هأكلها ايه كل يوم.. و البنطلونات الجينز اللي بتحب تستقصدها، و اللاب اللي استحالة اعرف اقعد اشتغل عليه و هيا موجودة لأنها متبرمجة أول مافتحه تأنتخ ع الكيبورد و لو جدع بقى تقومها.. و الكتب كذلك يعني مفيش قراية في السرير.. و تصدق؟ على قلبي زي العسل

ريحة فروها شبه ريحة القراقيش بتاعت الفرن.. و بقت هيا دي " الكيو" ان انا وصلت البيت حيث الفراغ الآمن.. أحضنها و اشم ريحتها فاهدا من هستيريا المواصلات و الشارع و إعاقة البني آدمين الذهنية.. بحب أبوسها من بؤها طبعا لإنه مغري جدا.. و اختي ساعات تقعد تقولي مبتقرفيش من ريحة نفسها دي بتبقى لسة صاحية و تبوسيها بردو!.. و في الحقيقة لأ مبقرفش، بالعكس بتعمد أبوسها بوسة أول ماتصحى دي.. و نفسها النايم دة جزء من الحاجات اللي بحبها فيها اساسا و بتحسسني بحميمية مطلقة :)

آدمية الواحد بتزيد فعلا لما بيتشارك في كل الحاجات اللي تبدو مقرفة أو محرجة أو بلا بلا بلا مع آخر.. تناكته تجاه الإنسانية بتقل جدا، و بتبقى كل حاجة سبب زيادة للخصوصية و القرب.. ممكن نقول ان دي فايدة مكونتش واخدة بالي منها لأهمية ان الناس يفتحوا بيوت و يتشاركوا في تفاصيلهم سوا، ان آدميتهم تزيد.. بس على شرط: انهم يكونوا بني آدمين من الأساس.. يعني المشاركة مش هتحولك بني آدم.. بالعكس ممكن تزيد في حيوانيتك جدا، هيا بس ممكن تساعدك لو انت نيتك كويسة و مش براوي :) حاجة كدة زي ما جاهين قال ع الخمرة مثلا : في ناس م الخمرة ترجع وحوش، و ناس م الخمرة ترجع بشر..

موضوع نمبر تو: و المفروض نعمل ايه دلوقتي؟!
عارف انت لما يكون عاجبك حد.. و تقول اشطة لطيف ان الانسان يعجب بأخيه الانسان، كويس ان في حد مش ابن كلب ينفع يتبصله أصلا! و ان الموضوع مش مضر بالعكس حاجات كلها لطيفة و بتاع.. و بعدين تبتدي تقلق بقى ان الموضوع شكله كدة هيقلب.. و تبقى مرعوب لاحسن تحبه بجد.. و لما تلاقي نفسك بتفكر فيه بزيادة تبتدي تتنح و تتساءل: يعني المفروض أعمل ايه دلوقتي؟!

مبدئيا انت هتبتدي تحلم بيه أحلام مش مفهومة، اللي مش مفهوم أكتر انها تنحصر في فترة مابين ما المنبه يرن الساعة 7 الصبح و مابين مانت بتقتنع انك لازم تقوم ألا و هو الساعة 9 الصبح.. و تبقى متخيل انها غمضة عين و هيا ساعتين نوم زيادة يا برنجي!

حلم رقم 1:
أنا عند البنت اللي هو بيحبها في البيت -اللي عمري ماشفتها باي ذا واي- و كانت في الحلم زي القمر.. و كل الي شاغلني طول الحلم انها زي القمر فحت! و بدل حب دي يبقى استحالة يبصلي.. و الموضوع دة فضل حارق دمي جدا و مكونتش مركزة في بقية الحلم

حلم رقم 2:
أنا بتعلم السواقة و راكبة في عربية و فجأة لقيتها بترجع لورا بسرعة مرعبة و انا مش متحكمة فيها خالص، ألاقيه في عربية قدامي بيشاورلي أهدا و مبتسم عشان هو كمان عربيته مش متحكم فيها.. و مش فاكرة ايه اللي حصل بعد كدة، قمت مفزوعة و وصلت الشغل الساعة 12!

و بعدين بقى تقعد تقنع نفسك ان كل دة فراغ عاطفي و بتاع.. و تكره كونسبت الفراغ العاطفي أكتر، و تتساءل بردو: ليه مفيش رقم كوني محدد لعدد المرات اللي ممكن تتعلق فيهم بناس لمجرد ان عندك فراغ عاطفي؟! يعني رقم محدد و نخلصه و نخلص مش فرح العمدة هوة بقى.. أم الملل!

تنتهي أفكارك عند هذه النقطة، و كل ماتفكر في البوني آدم دة تتعمد انك تحضن القطة.. و تراهن ع الوقت زي كل مرة :)

الاثنين، أكتوبر 01، 2012

بآليلي.. هنقذكو كلكو!



كنت هكتب حاجة في الشغل و بعدين مسحتها و نسيتها خالص.. فعليا محتاجة حاجة تفكرني بكل الحاجات اللي كنت هكتبها و نسيت.. اللي بنساه لوحده يملاله بتاع مدونة كمان.. بنسى كتير أوي!

مستهيألي من ضمن الخواطر اللي كنت هكتب عنها اني تخيلت اني مت.. و ان الناس اللي بيقروا المدونة دي هيفتقدوني فحت و هيدوروا عليا - خدوني على قد عقلي و قولوا طشبعاااا-، تخيلتك يا رضوى بالذات أكتر واحدة بتقلب في البوستات القديمة و بتشيرها ع الفيس و بتسعى انها تنشر المدونة في كتاب .. الصراحة اليوم النهاردة كان درامي بزيادة و يستدعي خيالات من هذا القبيل.. بس في النهاية وصلت لنتيجة مش بطالة: حيث أنني كريهام دايما عندي شكوكي في موهبتي في الكتابة.. اوكي انا عارفة ان كتابتي مش بطالة.. فيا الرمق يعني مش هنقول لأ :D بس طول الوقت الجزء التقيل اللي فيا - بمعنى انه بيتقلني عشان يمنعني من الطيران- بيقنعني اني مبعملش بكتابتي دي أي تلاتين حاجة.. يعني حد يقول اني مخلصة مجموعة من بتاع سنتين و معملتش بيها حاجة  و معرضتهاش حتى علي أي دار نشر؟! الفكرة اني طول الوقت بشوف مجموعات قصصية كتييير بالعبيط مغرقة الدنيا و مجموعتي غالبا مش هتفرق عنهم كتير.. مش هضيف جديد يعني و مش هقول اللي محدش قاله

 و بعدين فكرت اني بنسى ان انا كاتبة فعلا وكتابتي بتتقري فعليا - حدث بالفعل و المصحف!- و بانتظام صعب يتحقق في الكتب.. اني بأثر في حياة الناس الي بيقرولي اليومية، و لو غبت عنهم هيحسوا ان في جزء من تفاصيلهم مفقود.. و يمكن يفتكروا رغياية من رغيي المتكرر في موقف بتاع مش عارفة ايه و يبتسموا و يحسوا اني كنت معاهم ..او ان في واحدة اسمها ريهام سعيد عرفت تحكيلهم الموضوع دة قبل كدة و كانت مهتمة بنفس تفاصيلهم و بالتالي هما مش كائنات فضائية و لا حاجة.. اوكي! مش متخيلة اني عايزة أكتر من كدة.. دة لا يمنع اني عايزة اكتب ادب و اسعى للنشر و كله كله.. بس مش عايزة انسى ان أنا اوريدي نجحت احقق حاجة..  عرفت أتسلل من الباب الخلفي كدة و أخمس في كام ركن بتاع كام حد.. كلاحة بعيد عنكو :D

كنت بفكر كمان قد ايه المزيكا السوينج عظيمة.. العظيم فيها غير توليفة البهجة الي محصلتش و المزيكاتية المجانين و الفوكلات الطايرة،  ان السود هما ملوكها طبعا..و دخلوها في عالم المزيكا في العشرينات  التلاتينات يعني في عز ماكانوا مضطهدين و مسحولين و بيتمنعوا يعدوا في ممرات عامة في الاوتيلات عشان ميخوفوش الزوار! كانوا بيصنعوا قمة البهجة في عز القهر.. و ماكنتش  بهجة مفتعلة، نو نو نووو بهجة حقيقية من بتاعت البدايات الجديدة و الأحلام اللي بتتحقق و التنطيط احتفالا بإنك لقيت شريك حياتك.. القلوب اللي عرفت تحس بالكلام دة بالشكل دة جابوها منين؟!

أبويا كان لسة بيقولي ان الحلو فيكي انك مش بتحبي حاجة واحدة بتحبي كذا حاجة و مجالات مختلفة وبتاع.. قلتله ان دة مش دايما حلو بالعكس الواحد بيتشتت و في الآخر مبينجزش حاجة في ولا واحد فيهم.. يعني انا بحب الكتابة و بحب المزيكا و بحب الطبيخ و بالذات اني اعمل مشاريب مبتكرة و بحب شغل الهاند ميد و بحب الترجمة.. اوكي الخمس حاجات دول بالذات بحبهم تقريبا زي بعض، الكتابة و المزيكا أكتر سيكا.. بس انا في النهاية مش مهتمة أبقى سبع صنايع يعني.. أنا عايزة أركز بقى! و اطلع منتج محدد في أي اتجاه.. ابويا بيعارضني في هذا الرأي، بس هو في الحقيقة بيعمل جوافة باللبن أجدع من أجدع محل عصير، فأنا خدت كوبايتي شربتها و سكت..

الخولاصة، ان انا دماغي مزحومة أوي، و نفسيا و جسديا مرهقة فحت.. بس بعرف أدعبس عن أسباب تدعو للابتسام.. دي بقى هواية مش بطالة خالص :))

*بي اس: للمشاركة في المزيكا السوينج و الانبساط اسمعوا التراكين دول:

twenty four hours a day- billie holiday
the dipsy doodles - tommy dorsey
:))

الجمعة، سبتمبر 28، 2012

شوية مشاهد ع الخفيف..



مشهد(1)


أنا.. بطلع السلم و بنهج و الدم بينتشر في عروق نفوخي بشكل مرهق، قبل سلمتين من الوصول البنزين بيخلص تماماً، بقف، و اسند دماغي ع الحيط و اغمض عينيا دقيقة.. المنطقي دلوقتي ان حد ييجي ياخدني بقى.. يقعدني ع السلم، و يستناني لحد ماقلع الايشارب و الشراب  و الكوتشي يمسح على وداني بمية فاترة.. وداني بتتجمع فيها كمية حرارة مش معقولة.. لو مغسلتهاش لازم افضل مفرهدة! هغسل وشي و بعدين يشيلني هيلة بيلة لحد السرير.. يفتحلي التكييف و يجيبلي القطة في حضني و يقول لي مبتسما : تصبحي على خير

افتح عينيا و ابص لفوق.. فيه نسمة هوا جاية من السطح بس مفيش حد نازل ياخدني.. اللي بياخد ربنا بقى! اقرر اطلع السطح قبل ماخش البيت.. أطلع و اسيب كل اللي في ايدي و امدد على البلاط و ابص للسما.. أعد 43 نجمة و مقدرش أتلوح عشان أعد النجوم الناحية التانية.. مش مشكلة.. 43 حلوين أووي.. أشوف كاسيوبيا قاعدة على تاج عرشها بالمقلوب و عاملة W واضحة جدا.. البلاط زاح عني جزء لا بأس به من السخونة كتر خيره..أكتفي بهذا القدر و أنزل أكمل بقية دوري كعضو عامل في الدوامة..

مشهد(2)

أنا.. قاعدة  ع السطح السابق ذكره.. منهمكة تماما في مزيكا بتاعت تشيكوفيسكي لدرجة ان مخدتش بالي ان الكهربا قطعت! ابص ع السما السابق ذكرها بردو ألاقي النجوم فوق احتمال قدرتي ع العد و على عدم الانبهار.. صحيح انا متضايقة اني عايشة بقالي مدة في الصحرا بس عمري ما هبطل اجي اقعد هنا ع السطح.. النجوم يتسافرلها بلاد بردو

اقوم اهز طولي كدة و الف شوية مع المزيكا.. ترجع الكهربا و بردو ماخدش بالي.. نو ايفينس يا ايديسون و النعمة، اختراعك زي الفل بس الحياة من غيره ممكنة جدا :))

مشهد(3)

دكة.. مقموصة مني عشان قفلت الشباك و بتنونو نونوات غاضبة و تبصلي و تتشعلق في جلسة الشباك و تشب كدة و تقطع قلبي! قعدت اكلمها: معلش يا دوكي انا عارفة انك عايزة تجري ورا العصافير بس انا خايفة عليكي تقعي.. تبصلي و تنونو مقموصة و تروح تقعد في رف طرابيزة التليفزيون و لسان حالها يقول: " عالم ماعندهاش دم"

افكر اننا بنتقمص من أهالينا طول الوقت عشان عايزين نجري ورا العصافير و هما خايفين علينا نقع.. احنا مقتنعين اننا بنعرف نمشى على سور البلكونة و هما شايفين انها مش طالبة خالص.. حسيت اني لو بقيت أم احتمال كبير أعمل كل اللي بكرهه في أهلي.. مقاومتي طول الوقت اني أكرر طباعهم و مواقفهم بتقل تدريجي.. آ حلاوة!

دكة بعد شوية صالحتني و كلت معايا كنافة.. بس كل يوم بتقف جنب الشباك و تنونو، و انا مش مقتنعة انها هتعرف تجري ع السور، و متأكدة انها لو تحمست هتنط عشان تلحق العصفورة.. و هتقع!

الاثنين، سبتمبر 17، 2012

حكم ست أم الدنيا السكندرية..



و قالت لها: لا تحاولي التخلص من أيامك يا ابنتي، فإن لكل يوم مئة ذراع و أنف حاد و زومبي صغير.. لا يملك سوى أن يغادر مثواه و يحيا بيومك الذي انقضى من جديد.. و إلا أضحى فريسة لتهكم كل الصغار الآخرين من الزومبي! و إذا- فوق كوبري الدقي- مررتِ بسحابة من دخنة شواء الكباب، فلا يصيبنك الحزن من طواف صحبة من الملائكة الجياع هناك، حزانى.. و ناقمين على فقراء الأرض الذين يملكون وحدهم التسول دون فقراء كل الكائنات..

لا تنظري للأعناق و الأيادي بكل هذا الوله، و لا تتخيلي عليهما القُبل.. فإن ليلتين من الصراخ تكفيان لنزع الشهوة و قتل الخيال.. و لن يبق لكِ سوى أغاني " كولد بلاي" في الشرفة، و الأكواب الساخنة أياً كان لونها..

استمري في الدعاء بالرضا، فسيأتين عليكِ يوم تُدفئين فيه أكواباً من مياه الغسيل و تصبينها في مجات من البورسلين مزخرفة بفن قوطي.. و ستمسكين الكوب بكفك التي تكاد تتجمد، و تبتسمين للدفء بوله و لا تأبهين.. حينها سيأتي على قومك زمنٌ يُكفّر فيه شارب الكافيين و يُسحل بائعه، و برغم ذلك ستظلين حية.. و ستدركين أن دعواتك بالرضا قد اخترقت أخيرًا جدار السماء..

إذا رأيت النجوم ساطعة ًفاشهقي.. و إذا رأيت الرجال و قد ازدانوا بحلاوة السند، فقبّلي خدودهم و غادري بخفة.. و اعكفي على قراءة تعاويذ قلبك الخاصة، و لا يسهينّك نظر الخلق الباهت الأعمى لقشور شأنك.. فلا من غربتهم تجزعين، و لا لفهمهم تنتظرين.. و إذا قال لكِ حارقو الزهر : "إلا رسول الله" فابطحيهم.. ثم زيدي النبي من الصلاة في سرك، و اشغلي بالنحاس كلمة " هويت " على سيوف العالمين..

إذا انزلقت من كفك الأطباق ابتسمي و لا تكرهي قلة حيلتك.. ربي طفلتك الداخلية على القبول، و انتظري .. انتظري فارسك الذي سيضحك من انزلاق أغراضك دون أن يفكر طقم الصيني كان بكام

اقتلي سارقي الفرح بكل أدواتك المنزلية.. راسليني بصور الجثث مطرزة و مرسومة بالحناء.. أنتظرك في العالم الآخر، و أنظرك بعين ٍ لا تنام.