السبت، نوفمبر 30، 2013

ليا قريب في "رابعـة"



-مشهد 1-
"فتاتان تقفان في الشارع تتحاوران"

-اسكتي.. مش انا ليا قريب في رابعــ...
-ايه؟! انتي اتجننتي؟؟ ازاي تقولي كدة.. انتي مش خايفة على نفسك؟
-يابنتي استني أما أفهمك.. أنا بقولك ليا قريب في رابـ...
-يالهوي عليكي! بقولك ايه.. ماتودينيش في داهية معاكي
-يا حجة اصبري! بقولك قريب في را....

"صوت في الخلفية:  واوي واوي واوي واوي واووي"

"صوت باكي يركض بعيدا" : -انتي اللي عملتي في نفسك كدة!

وتختفي صاحبة الحدوتة في ظروف غامضة.

-مشهد 2-
"حوار مع النفس"

-أنا عايزة أكتب عن الأمن
-أسامة منير وكدة؟!
-لا لا، عن الأحوال الأمنية يعني
-هتجيبي سيرة الداخلية؟!
-أومال هجيب سيرة خالتي؟
- ومش خايفة تلبسي في قضية إهانة الذات العليا لشنب أمين الشرطة اللي واقف عند محطة الدمرداش؟
- ودي فيها كام سنة دي؟
-11 سنة مينمم.. خليكي في حالك انتي مش وش بهدلة.
- أصل "الدولة الأمنية دلوقتي في أزهى عصورها ورجعت أشد من 25 يناير"، كل الناس بتقول كدة اشمعنا انا يعني؟
- دول كلهم مسنودين.. انتي غلبانة
- كلهم كلهم؟ صيرياصلي؟!
-آه اومال ايه...
- طب حتى أتريق على قضية "تسهيل" الأراضي بتاعت نظيف، أهو نظام قديم وكدة.. كل ماسمعها أسخسخ م الضحك ويطلعلها كام إفيه! هيعملوا شغل عالي والله..
- ولا أي تسهيل، خليكي في حالك يا بنتي انتي على وش جواز.
-امممممممم...



-مشهد الظروف الغامضة الملحق بمشهد 1-

 "يتم فك التكتيفة وتعصيبة العينين الخاصة بالفتاة صاحبة الحدوتة في مشهد 1 وتُلقي في غرفة تبدو كمعتقل"


-يا جماعة!!! يا جماعة استنوا.. أنا بتاعت "ليا قريب في رابـعـ.."
-اخرسي يا بت!


يُغلق الباب بعد وصلة سُباب للبت وأشكال البت...

تحاول البت أن تستوعب، تجلس على الأرض و تضم قدميها في هلع.. يا ترى الساعة كام! أبوها.. التأخير ع البيت.. احنا فين؟؟ تبدأ وصلة عياط، تنام على أثرها مرهقة وبائسة

تفتح عينيها بعد حبة غير محددين، تتلفت في ذعر، لا يوجد أي مؤشر على أي حاجة

- الفجر لسة مادنش..
-ايه؟؟
-بقولك الفجر لسة مادنش، لقيتك بتبصي حواليكِ قلت أكيد مخضوضة ومش مستوعبة
-.... "نظرة تائهة"

-انتي تهمتك ايه؟
-كنت بأحاول أحكي لصاحبتي إن ليا قريب في رابعة.. ابتدائي، قارفني بمسدس الليزر الاخضر اللي جابه من الميدان!
-دول غالبا تهمتين، اللفظ المحرم وإهانة الثورة
-عه؟؟؟!
-يا بنتي عادي، أنا كنت بقول في التليفون اني واقفة في إشارة "رابعـ.." بس كدة.. ملحقتش أكمل، طلع اللي قاعد جنبي في الميكروباص مُخبر
- طب ماهو قاعد وشايف ان قصدك ع الطريق!
- تقريبا بياخدوا بونَص على كل ضبطية..
-آآآآآه
- شايفة اللي قاعدة هناك دي؟
-مالها؟
- دي كانت بتقول الإفيه بتاع دي عروسة لسة "ماربعنتش" بتاع مسلسل الحاج متولي
-عه؟؟؟!
- كانوا بيحسبوها شفرة للتجمع عشان يفجّروا العروسة.. آآآ قصدي الميدان
-يالهوي!
-اتقبض على جوزها كمان، ماهو دة اللي كانت بتقوله الإفيه في التليفون.. ولاقوا بالفعل الهارد اللي معاه عليه حلقات المسلسل كاملة، و مكتوب عليها "ماي إيجي"
-طب وايه يعني؟!
-إيه يعني ازاي يا بنتي.. دي تهمة محاولة قلب نظام الحكم
-عه؟؟؟!
-أومال "هيز إيجي" عادي كدة؟
-آآآآآه
-يلا أدينا هنترحل ع النيابة بكرة و كل واحد هياخد نصيبه..
- هو انتي مش خايفة؟
- لا أخاف ليه.. دي خامس مرة يتقبض عليا من يوم ما اتفض الاعتصام
-عه؟؟؟!
- أصل انا بعدي من عند إشارة رابعة كتير.. عمتي ساكنة هناك
-آآآآآه
- يلا معرفة خير ان شاء الله، ال 70 يوم على ذمة التحقيق بيعدوا هوا ماتخافيش
-ايه؟؟ 70؟؟؟
- دة لو حظك حلو.. لو الرائد نفيسي هو اللي بيحقق احتمال نضطر نستناه لما يتقاعد
-آآآآآآآه...

مشهد -3-
 "فتاتان جالستان بكافيه ترتشفان القهوة"


-انا هتم (تلاتة + واحد) وتلاتين سنة.. الواحد كبر والله
-عدوا هوا.. لسة يدوبك أول امبارح كنا بنقول هنتم تلاتين..
-يلا، هما كام يوم ونتم (تلاتة +واحد)عين سنة، ونبقى كُهنة رسمي!
-هههههههه ياشيخة سيبك، هو دة سن الحلاوة كلها، مش فاكرة درويش وهو بيقول وامرأة تدخل على الـ(تلاتة+واحد)عينها بكامل مشمشها...
-ههههههههه عمري مافهمت موضوع مشمشها دة، دة اللي هو ازاي يعني؟
- هههههههههه والنبي ماعرف..

....

- هتعملي ايه يوم الأربع؟

"صوت مفاجئ في الخلفية : واوي واوي واوي واوي..."

تصرخ في ذعر: اتلخبطــــت.. والله العظيم اتلخبطـــــــــــت

"تختفي في نفس الظروف الغامضة بتاعت البنت اللي فوق"

...

-مشهد ملحق بمشهد 2 -
 "القرار"

تفتح فايل وورد، تكتب في منتصف الصفحة "لا تراجع ولا استسلام.. القبضة الدامية"

تستهل المقال بالجملة التالية:
"في أجواء كابوسية، تتقافز جملة جورج أورويل الشهيرة «
big brother is watching you» فوق رؤوس الخلق.."

تحاول أن تمسح عرقها قبل أن تستكمل...

يصدر صوت من خارج الغرفة: ريهاااام، هو نص كيلو اللبن بكام؟

تتردد قبل أن ترد.. دة كمين؟! مش هينفع أبيع مبادئي.. أنا ثورجية جدا ومش هينفع أعمل زيهم.. لازم كلنا نضحي عشان المبدأ يعيش.. لااازم!

يدق قلبها بعنف قبل أن تصرخ بهستيرية: باربعــــــةةةة.. أربعة جنييييييييه.. أيوة أربعــــــةةةة أربعــــــــــــةةةةةة

"يأتي الصوت من بعيد: واوي واوي واوي واوي واوووي..."

وتستعد الكاتبة للهروب.

الجمعة، نوفمبر 29، 2013

مُتفــرقات



- ربنا كريم:

أسوأ فخ ممكن أوقع نفسي فيه هو فخ "التقطيم"، بغض النظر ان تقطيم الناس ع البلاوي اللي بيعملوها هواية محببة إلى قلبي، بس يعني أنا نفسي مابسلمش منها..

أنا حد مابيتعودش ع التغيير بسهولة، وبرغم اني عارفة دة كويس بس بفضل أزن على نفسي واضايقها انها غيرت اللي هيا عارفاه ومتعودة عليه لحاجة تانية مجهولة.. وعشان آي ميك بيرفكت سينس تو ماي سيلف طبعا، بعرف أقنعها بالفشل من قبل ما تبدأ أصلا.. رخامة صرف يعني

اليومين اللي فاتوا بعد تغيير موووذهل في كل حاجة، مكان شغلي، مجال شغلي، مواعيد نومي، مشواري اليومي، مصاريفي، كله كله.. تقبلت الخضة بمزيد من العناء واتشقلبت فوقاني تحتاني ويئست واتبسطت واتصدمت واتبسطت تاني وربنا ظبطلي في النهاية صيغة معقولة لأغلب التغييرات.. خلاص اتعودت والصداع اليومي الناتج عن كل الحاجات ابتدى يروح.. أنا عارفة ان ناس كتير بتكره الروتين والتعود، بس انا شخصيا بطمنله جدا، بما اني "كونترول فريك" يعني فأنا لازم أبقى ملمة بالخيوط كدهو وحاسة اني عارفة بعمل ايه ازاي وامتى.. دة مابيحصلش غير بالتكرار، انتوا بتزعلوا من التكرار ليه؟ التكرار دة  شيء جميل أوي يا حسونة..

-إبراهيم:

إبراهيم مشي، دة واحد كان بيشتغل في الأوفيس في الشغل الجديد، ولد ضحكته واسعة ومن الرائع انك تصطبح بيه وهو بيتعمد يسلم عليك باسمك عشان يعرفك انه عارفك مع إنك لسة جديد.. وهو الوحيد اللي بيصبر عليا ومابيزنش عشان ياخد الكوباية بس بييجي يسأل عليها عشان يضحك بس اني لسة مخلصتش، أصل انا بطيئة فحت وبشرب المشاريب متلجة..

أنا يدوبك كملت شهر ونص بس كنت بزعل لو ابراهيم مجاش، يعني محدش هيضحك في وشي لأتفه الأسباب ويقلش على اللاتيه بتاعي ويديه لناس تانيين؟
 ابراهيم جه يسلم عليا ويقولي ان دة آخر يوم، أصابني حزن فجائي مرضيتش أعبر عنه، متهيألي اني ماسلمتش عليه كويس أصلا ولفيت بسرعة حطيت وشي في الشاشة.. ايه هيا احتمالات اني أقابل إبراهيم تاني صدفة في بلاعة القاهرة الكبرى؟ أصل انا حتى ماشكرتهوش.. إبراهيم فكرني بمأساة اننا مابنقولش للناس اللي احنا عايزين نقوله.. يارب يا ابراهيم تلاقي ناس حلوة في الشغل الجديد يستحقوا ابتسامتك الصبح وياخدوا بالهم منها أساسا ومايطلعوش حيزبونات..

طمأنينة:

من التغييرات اللي حصلت إجباري اليومين اللي فاتوا اني مابقيتش بلحق أحط حاجة في وشي وانا نازلة، السواد تحت عينيا قرب ينزل على بؤي.. شكلي مرهق بغباوة.. والوقت المخصص للاعتناء بالنفس والدلع بحتاجه في الترييح والتتنيح ع السرير لإن مشواري الجديد مرهق جدا..

كنت قاعدة معاك ع القهوة في الإضاءة اللي بتبيّن ان "عينيكي بّني"، انت كنت بتبصلي بمزيج مبهج من الحب والإعجاب في نفس ذات الوقت، كئني في أحسن حالاتي وعلى سنجة عشرة ومش ناقصني إلا تاج على دماغي -فوق الإيشارب المكعفش اللي على وشك السقوط- عشان يتم تعييني ملكة جمال القهوة والقهاوي المحيطة.. استعدادا لمسابقة ملكة جمال وسط البلد والقاهرة انطلاقا إلى العالمية.. بنشكح وبطمن لفرحتك الدائمة بشكل وشي من الجنب ودقني ولغدي الصغنن اللي بيبان وانا بضحك، وبقفشك وانت بتسرح في وشي ومابتركزش انا بقول ايه..

كان لا يمكن أتخيل قصاد كل دة اني لما أروح هيكون شكلي مبهدل كدة! بجد كان شكلي مبهدل اوي.. امرأة عاملة مطحونة بمعنى الكلمة، وشي مرهق ومصفر و محتاجة أجري ع الدرج وأدور ع الملقاط حالا.. فناكيشي طالعة من الايشارب وهدومي مش مظبطة وحالتي حالة..

ماتضايقتش من شكلي وهو مبهدل على قد ماضحكت وانا بفتكر ردود أفعالك وكلامك قبل ماروح.. يعني انت شايفني كدة حلوة بردو؟ انت مكونتش بتسرح وسط الكلام وتبتسم مجاملة يعني.. دة احنا تخطينا حلوة لإنك شايفني كمان مبهرة! وأنا كدة؟؟ متهيألي هو دة الحب اللي بيقولوا عليه :)

طمأنينة.. ربنا يبعتلك طمأنينة قد اللي بتسكنها جوايا.


الخميس، نوفمبر 07، 2013

باي..باي




سأرحل يوما ما.. أنا أعلم أنني سأفعل

سأحمل طبق الكشري بالكبدة من "بابا عبده" ونصف كيلو من الفراخ البانيه المحمرة ذهبية اللون، لازانيا من عند الراجل بتاع القهوة، وآيس بلندد من كافيه ما..علبة زبدة لورباك كبيرة، علبة مشروم، وقسط كامل من اللبن المخلوط بشاي باكت سكر برة.. سأحمل تحاليل الدكاترة و روشتات الأدوية، وتقارير هامة كتب فيها: معفية من السخونية الدائمة.. معفية من وجع السنان واللثة.. معفية من وجع عضلات الجسم وتكسيرالضهر.. معفية من مشاكل الشعر الزائد، من خشونة الجلد وآثار حروق المطبخ.. معفية من مشاكل الأعصاب، من الاكتئاب الدوري، من الارتخاء في عضلات المثانة الذي لاطالما وضعها في مواقف مايعلم بيها إلا ربنا.. معفية من ألم القدمين والساقين والركبة.. من الإرهاق الذي يطال العظم، من النهجان بدون سبب..في فولدر ملون بعنوان: إعفاء تام.. سأجد ورقة كبيرة في البداية كتب عليها: معــفيـــة.

 سأحمل الانتصارات الصغيرة، نسخة من كتابي، ورقة ب 200 جنيه هي أول أجر نقدي أستلمه عن شيء كتبته في حياتي.. دبلة محفور عليها "حدازي 7-2"، بعض الحلقان الملونة والكوتشي أبو ورد، وقطة سأحملها فوق رأسي كبلاص وأسندها بكف واحدة. جواز سفر مختوم بختم دخول اسطنبول، ومجموعة من الصور.. أهمها صورة لي و شاب أسمر طويل يدقق في وجهي بحب ملحوظ، في حين أني أربط له الكرافتة.

سأغادر، ربما سآخذ البلوزة البيضاء الخفيفة المنقوشة، وقميص النوم القطن الذي اشتريته في البداية لصديقتي بمناسبة عيد ميلادها، ومن كتر ماحبيته طمعت فيه.. سآخذ "دوف برائحة الخيار والشاي الأخضر"، ونيفيا الموف.. والكحل الأخضر أيضا.

سأحمل كل شيء بعشوائية شديدة، و"هحتاس" كالعادة، وسأسقط تقاريري الصحية بالتتابع كأثر في الطريق.. سأتجه مباشرة إلى البقعة التي تنتظرني بها كل النصوص التي لم أكتبها،وكل الأيام التي لم أستمتع بها، وكل الليالي التي نمتها سريعا للتخلص من اليوم. سأعيش كل شيء مجددا، وستقوم "دوكا" بتلطيخ كل الأشياء ببقايا الكحل الذي حاولت أكله من شدة الجوع، لأنني سأنسى ملئ طبقها هناك أيضا.