الأحد، فبراير 26، 2012

وانت الجدع!


الطعم المُحلّى للموسيقى قبل الفجر، السكّر الذي يبيح رقبة الوقت ..دقدقات أصابع نات كينج كول بأنامله المتراقصة كقدميْ عصفور .. تعلمني : الرقص قدر، "و الدنيا هيّ الشابة و انت الجدع.."

حدة الخط الرفيع الذي نتراقص عليه جميعاً تجعل هذا التشبيه أقرب للقداسة.. أن تتقن الخفة، و لا يصيبك قلق الإفلات في مقتل، تتوقف تماماً عن التساؤل: وماذا عن الهاوية الضخمة بالأسفل؟، وتجد الإجابة واضحة جداً: ملعون أبو الهاوية!

أن تحب الرقص\الحياة بالقدر الذي يجعلك تنخرط بل تذوب في الحالة حتى تنسى وقاحة أحاسيس الخطر، أن تختار الوعي بجسد الحياة اللدن وحده دون بقية معطيات المشهد.. الرقص: أن تحيك إدراكك بنفسك ..

أن تنساني الآن..و تنسى جاهين، و تصيبك دقدقات أصابع نات كينج كول بجنون شهي، يجعل كل شيء متاح، و محتمل..



الأربعاء، فبراير 22، 2012

ربما بحث عني أحد..



مشكلتي أنني لا أفهم الحلول الوسط، مزاجي حاد للغاية.. أغضب بحدة، أفرح بحدة، أتحدث بصوت عال و أضحك ثم أختبئ في شارع جانبي بعد دقيقتين مختنقة و باكية.. ستميزني بين مرتادي المقهى بسهولة ، صوتي"مسرسع" و كلامي سريع قريب للهفة طفل للحياة، ستمل سرسعته هذه بعد مدة "صدقني!" و ستمل هذه الحدة المبالغة في كل شيء أيضاً.. وسيظهر ذلك في نبرة صوتك و ستسبب لي قدراَ لا تتخيله من الألم..

آه ياربي، متى أصبح للحب كتالوج؟ وكيف سهي علي شراؤه وسط كل هذه الكتب.. ربما إن اقتنيته ما كنت سأصاب بكل هذه الخيبة أمام " المفروض و المنطقي و اللازم" وأنا أمارس أفعالي الحادة البلهاء، تلك الأفعال التي لا يعطيها وزنها أحد، بينما هي ثقيلة بالفعل بقدر لا بأس به مما بداخلي ، الأمر بأكمله يشبه سيلا دافئا تدفق من قطعة ثلج فوق عين البوتوجاز.. تجعلك الحالة الغريبة تكتشف أن تدفق السيل ليس رائعا دائما.. ستنطفئ الشعلة ببساطة، و لن يلاحظ أحد حتى يختنق الجميع برائحة تسرب الغاز!

كل شيء يستعصي على التبسيط لأسباب لا أفهمها.. الصد مُرهق، وأنا أصبح في حالات البين بين مختلة عقليا بالمعنى الحرفي,, أمقتها كثيراَ.. كما أمقت القسوة و الضغط و التحليل و المنطق و كل هذا القرف..

أغلقت هاتفي و حساب الفيس بوك الخاص بي، ماعملتش العملة دي تقريبا ولا مرة.. لا يمكنني أن أمضي الوقت في محاولات استبداله بأشياء أخرى.. أنا أكره المراوغة، هو لا يرغب في التواجد هنا و يعتبر ابتعادي فرصة رائعة لتصفية الذهن، وأنا اللي كنت فاكراها مأساة.. أحيــه!

فكرت في كتابة هذه التدوينة.. ربما بحث عني أحد، وافتقدني لدرجة البحث عن مدونتي على جوجل بفزع بعد أن اختفت طرق التواصل بي.. لربما وجد كتابة حديثة توحي بأنني بخير..

حسناً يا صديقتي \صديقي التخيلي البعيد.. أنا بخير بالفعل، أحتاج فقط لبعض الوقت كي أحبني من جديد.. و أستمتع برفقتي وحدي دون وحشة، أن أتوقف عن التضاؤل في داخلي تباعاً لما قاله هو أو قالوه هم.. أن أتذكر أنني كنت وحدي كثيراً و كنت "جدعة" و صبورة معي للغاية.. مثلاً، في غرفة العناية المركزة منذ عام بالضبط، كنت أتمدد كما الآن فوق سرير جلدي بارد منهكة و فاقدة للقدرة على أي فعل حتى ولو كان لا إرادياً كالتنفس.. أبتهج بحدث فتح نافذة الغرفة كأنه العيد و أغزل من الظلال وجوهاً على الحائط حتى أغفو مبتسمة.. أكتب كثيراً و أشعر بذنب كبير لأنني صرخت في وجه الطبيبة تحت تأثير الإعياء، و أنتظر أصحابي وأضحك معهم كأنها جلسة سمر.. لا أستطيع أن أنسى الحالة التي خرجت من المشفى بها، كنت أشعر بسلام داخلي غريب و هدوء لم أعهده ثانية في نفسي.. كان كل شيء في مكانه بالضبط.. كل شيء في حجمه الصحيح.. علاقاتي- أصحابي- رغباتي،، كل شيء.. لا أدري كيف نسيت ما تعلمته عن تفاهة هذا الـ كل شيء في مقابل قدرتي على ملء صدري بالهواء و ملء عيني بالكون من نافذة ميني باص..آراء الآخرين عن مدى روعتي لم تمنحني ذلك حينها..يا إلهي، كيف نسيت؟

صديقي القلق، هذه الخلوة ستجعلني أفضل.. سأقرأ كثيراًو سأتوقف عن مقارنة ما أقرؤه بما أكتبه كما صرت أفعل مؤخراً فأخسر عالم الكتاب "القطيفة" الذي حاول لمسي فنبذته،حتى انتفى عن الكتابة دورها في إبقائي سالمة لأنها " مش قد المقام" .. بل صارت سبباً آخر لأشعر أنني عديمة النفع ببساطة..

سأقرأ، و أكتب.. وأمتن لله لأنه وحده يقبلني دون شروط، ويمنحني " النوم " على عيبي.. بل و صغارا تداعبني في المترو و أشجار تظل خضراء في الشتاء..

وأشخاصا تخيلية قلقة عليّ، أكتب لها رسائل، و أقرأها لنفسي بصوت عال :)

الخميس، فبراير 16، 2012

في استمرار مديح الحاجات الصغيرة.. و هجاء الأشياء الموجعات!




طيب أنا عارفة ان البنات بتتكلم عن الحاجات الصغيرة كتير أوي .. احتمال يطلع موضوع الكتابة "البناتي" الأكثر شهرة فعلا.. ببساطة اكتب على جوجل "صغيرة" و "مدونة" و شوف هيطلعلك ايه و مين اللي كاتبه.. دة فيه كتب كاملة بتتكلم في الموضوع دة!! و عشاق تنحنحوا طويلا في مكالمات ليلية بخصوص هذا الصغر.. و رجالة اتفقعت من حكاية الحاجات الصغيرة دي و أول ماتشوف حاجة بتتكلم في الحوار دة تاني تبقى عايزة تسب للمجتمع.. عادي.. الموضوع اتفحت م الآخر و أنا شخصيا هرسته كتابة قبل كدة، بس معلش عزيزي القارئ أختي في الله القارئة،الموضوع حقيقي بغباء و أنا مضطرة أتكلم فيه .. و عمر مافي حاجة هتقدر تقنعني انه أوفر ريتد!

تاني.. في مديح الحاجات الصغيرة تاني! ألف ألف وأتوه و ترجع هيا الأساس,, طب أعمل ايه؟حاجات مصيرية في حياتي بتحلهالي ببساطة، أنا غبية و محتاجة طول الوقت براهين عملية و الحاجات الصغيرة هيا الوحيدة اللي بتنجح إنها توصل لعقليتي الطفلة المعقدة!.. يعني مثلاً :مفيش حاجة قادرة تحسسني إني مازلت صادقة تماماً وأنا بقول" بحبك" قد حاجة صغيرة أوي.. لما بنتقابل ،، أول مابشوفه بتحصل لي حالة سكينة غير متوقعة، بيبقى جوايا قبليها بثواني جنان و أصوات داخلية لا حصر لها و زعيق وخوف و غربة و زعل و غضب وسخط و زفت و قطران و على كل لون يا باتسطة! وأول مابيوصل بيحصل ميوت فجائي وأعرف آخد نفسي!.. حاجة عبيطة مش كدة؟ مش موقف انساني عظيم و لا حدث جليل أتنهنه و أنا بحكيه.. بس هيا اللي قدرت أفهمها عشان أطمن شوية..

مثلاً.. مفيش حاجة بقالها مدة قادرة تقنعني اني لسة فيا أمل أبقى بني آدمة كويسة.. غير اني من شوية دبت فيا طاقة غريبة أقوم أحمر لابويا كبدة الساعة 1 ونص الصبح واصحيه ياكل عشان حسيت فجأة إنه نايم جعان ! عنده برد و مرهق و مقدرش يعمل لنفسه أكل النهاردة.. أصل الموقف دة بيتكرر معايا كتير وانا عارفاه كويس .. ببقى هلكااانة، بكل مايحمله الهاء و الكاف من مزيج هش يوحي بإني ساعتها ببقى على وشك الكسر.. و بضطر أنام جعانة عشان مش قادرة أقوم أعمل أكل.. مببقاش جعانة بس الحقيقة ، ببقى غضبانة جداً إن معنديش أم تيجي تعرض عليا سندويتشين جبنة على استحياء برغم انها زعلانة اني جيت متأخر و لا مغسلتش المواعين .. بروح في النوم بمزيج من السخط و الحزن، بفتكر ان امي مفتكرتش تتصل في عيد ميلادي بس افتكرت تتصل تلومني انها بتعرف أخباري من الناس و اني مخرجاها من حياتي.. الفكرة كلها بتجيبلي اكتئاب،، هي أمي و مينفعش أحاسبها زي بقية البشر، و أنا بكره الأصنام و بتعامل معاها بحيادية تامة... و بغض النظر عن الهري دة كله، هنام جعانة من غير ماحد يعرض عليّ سندويتشين جبنة على استحياء!

بغضب بردو وبتوجع إني محتاجة أحكي إني بقيت بخاف وانا ماشية في الشارع، محتاجة أحكيه وسط حضن طويل لا يقل عن نص ساعة.. ومتضايقة جدا ان دة مش أوبشن، وان حمل مد الخطاوي بذعر لما أحس بصوت خطوات قريب مني دة يخصني لوحدي.. وان العياط الهستيري لمدة كام يوم عمره ماهيكون مُبرر بالنسبة لأي حد.. بس أنا معنديش حل غيره عشان أفرغ سيل السخط و الحزن السابق ذكره!

فقمت.. ببساطة، طلعت كيس الكبدة من الفريزر و فكيته و شوحت كام حتة كبدة و قطعت خيارارااية و طمطماية وقومت أبويا عشان ياكل .. و نام قبل مايخلص أكله زي ماكنا بنعمل لما يصحونا ع السحور زمان.. فضحكت و قفلت عليه النور وقمت غسلت تل المواعين عشان لما يصحى يفرح إن لسة عنده الأوبشن بتاع الاهتمام كاملاً غير منقوص.. وان زي منا بمنتهى الطفولة فاهمة الاهتمام و الحب على انه حالة من وضع التأهب و الاستعداد على مدار اليوم لمكالماتي و حواديتي ومتطلباتي حتى يتم استقبالها بالترحاب الشديد، متهيألي في ناس كتير حواليا منسية محتاجة مني أبقالها في وضع التأهب و الاستعداد دة بحذافيره..

سو، أنا مش شخص سيء لهذه الدرجة يعني.. أنا حلوة و لوزة أهووو، أنا بس مرعوبة دلوقتي لحسن ماصحاش بكرة على ميعاد الشغل عشان مفيش حد يصحيني، و هقاوم سلسلة جديدة من أفكار السخط على المسئوليات و الممكنات و المنبهات اللي محتاجة حد يشيل همها عني.. بس هلاقي حاجة صغيرة جديدة تأكدلي ان كله هيمشي مظبوط في سكته..

كله هيبقى تمام يا ست ريهام :)


** الصورة هي واحدة من شخصيات ugly dolls المحببة إلى قلبي و معبرة جداً عن حالتي النفسية في الحقيقة..