الخميس، فبراير 05، 2015

أنا والمارية.. (4)

"يارب بارك في نوم ال 4 ساعات وخليه زي نوم ال 8 ساعات والنبي.."

أستيقظ بعد نوم ال 4ساعات فايقة، أفكر.. هل استجاب الله للدعاء وانا نائمة وهعرف اصمد لآخر اليوم فعلا؟! مش مهم.. المهم ألحق أغسل البافتات وأنضف البيبرونات قبل ماتصحى..

أحاول تحمل حرارة المياه الساخنة جدا التي أغسل بها الأغراض، تلسع أصابعي فأترك الأغراض فجأة لأضم مكان اللسعة وأنا أفكر في شيفات البيتزا الذين أراقب أصابعهم المنتفخة دائما وهما بيخبزوا.. كثرة التعرض لحرارة الفرن تجعل أصابعهم جميعًا متشابهة بشكل غير معقول.. أفكر أنه ربما تكتسب الأمهات نفس خاصية تشابه الأيادي بعد مدة..

أفكر أيضا في ليلة امبارح.. 3 ساعات متواصلة من الصراخ الحزين حتى أنني في نهايته فقدت صبري وبدأت أقول حاجات غير منطقية زي"بس بقى يا مارية كفاية حرام عليكي!" .."طب أنا عملتلك إيه طيب؟!".. "يعني انتي عايزة إيه دلوقتي؟!".. أشعر بقليل من الذنب لأنني عاتبتها وطالبتها بتبرير..أنا أكره المبررات وأكره أن يطالبني بها أحد، لماذا أطالب المارية بمبرر للصراخ المتواصل حتى مطلع الفجر؟! في الحقيقة أنا كنت عارفة إنه المغص لعن الله جوانبه.. كان يجب أن أضع سماعاتي في أذني وأستمع ل
sting  حتى أهدأ وأظل مبتسمة في وجهها إلى أن تنتهي نوبة الألم.. اعذريني يا مارية، قلة النوم وحشة يا أختي والله..

أغضب كثيرًا من قوانين هذا العالم البغيض الذي ينص على أن يولد الصغار بجهاز هضمي غير مكتمل ليعانوا الأمرين طوال ثلاثة أشهر حتى اكتماله.. طب ليه يعني؟ ماذا سيخسر العالم إذا وُلد الصغار بجهاز هضمي مكتمل.. هل سيتضرر الكون إذا رضعت طفلة ولم تصاب بالألم؟!

تنتهي نوبة الصراخ ثم تسرح المارية في اتجاه ما وتبتسم.. أفكر أن الله يعوضها بالتأكيد بطريقته الخاصة، وأشد البطانية عليا وأنام..

غسلت البافتات وأنهيت تحضير البيبرونة وصوصوة المارية تملأ الأجواء.. أول شيلة بعد مانصحى من النوم تحتمل كمية رائعة من الدفء، جلدي بارد دائمًا وجسدها الدافئ يملأ محيطي بحرارة طيبة.. "صباح الفلة ع الننة" أقولها بصوت طفولي فتنهي نوبة التمطع وتفتح عينيها الصغيرتين الكبيرتين ويبدأ النني الأسمر في مراقبة العالم.. تلتهم حلمة البيبرونة بطريقة مضحكة وطيبة وتضم أصابعها بقوة لتعبر على أنها منفعلة للغاية.. أحيانا تمسك بصابع من أصابعي وأحيانا تكون أكثر انفعالا من الانشغال بمثل هذه الأشياء..

أنظر لجلدة رأسها المقشرة وأتنهد تنهيدة غارقة في الهم.. يوجد حاجز نفسي بيني وبين فركها بجدية، أنتظر سقوطها لوحدها ولكنها لا تسقط.. رأسها الطرية قد تصاب بالأذى إن قمت بذلك، أتنهد ثانية وأتشجع أخيرًا وأترك الموسيقى لتهدئ كل منا وأمسك بفرشاء أسنان ناعمة وأبدأ في الفرك ببطء.. يا حلوللي! القشرة بتطلع فعلًا! طيب هيا مابتعيطش تبقى مش متألمة.. أشعر بالنجاح العظيم بعد الانتهاء، مش كل القشرة راحت بس أنجزنا إنجاز عظيم.. أغسل رأسها بالليفة الدولفين الاسفنجية وأكلفتها في الفوطة قبل أن أستخدم ال
baby oil الذي أرغب في شربه يومًا ما.. تبدأ في الصوصوة طلبًا للوجبة الجديدة، اممم طب أغيرلها الأول عشان ماضطرش أحطها ع السرير بعد الرضعة ويحصل للبن ارتجاع..

أنهي تغيير الحفاض بسرعة تبهرني أنا شخصيًا.. أضحك وأنا أفكر في المرة الأولى التي غيرت فيها حفاضة المارية.. بكيت لشدة خوفي على جسدها الضئيل وكعبرت الحفاضة بفن سريالي بديع لن يتكرر

شهرين ياحلوة.. بقيتي آنسة بتلبس فساتين وبامبرز مقاس 2 وبتبتسم لما نلاعبها وبقيت ماما حافظة أدوية المغص والالتهابات والسخونية وبتفكر في حلول فورية بديعة لمشاكل عجيبة.. لسة بيجيلي ذعر من حاجات هبلة وبقرر إني هسأل الدكتور المرة الجاية حتى لو ضحك عليا.. ولسة بتعلم منك ايه اللي بيريحك وبحاول أعمله

كل سنة وانتي قطة ماما الحلوة.. رجاء خاص: ابقي سيبيني أنام شوية يا لوزة مايصحش كدة أبدا يعني :
D