الخميس، أغسطس 14، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -11-


حواديت كتير...

** التغيير ليس شرًا كله..

هنمشي أخيرًا من شقتنا المحندقة في السيدة زينب وهنروح أكتوبر البعيدة، هيضيع من يومي كل يوم حوالي 4 ساعات مواصلات دة على أقل تقدير يعني... بس هيكون عندي بلكونة أحط فيها الزرع الجديد

آه بمناسبة الزرع، وبعيدًا عن إن السبب الاساسي وراء الرحيل دلوقتي هو مشاكل مع صاحب الشقة، إنما أنا كنت ملاحظة إنها كانت بتطردنا منها بالتصوير البطيء بقالها مدة..

الزرع بتاعي وقع من الشباك! صحيح محدش اتأذى -غيري- بس الحدث دة كان مؤلم جدا بالنسبة لي.. وقعدت فترة مبحبش أدخل الأوضة اللي كان فيها الزرع ولا أبص ناحية الشباك وإذا شفته بالصدفة وانا ماشية في الشقة لازم أقعد أعيط..

دي كانت البداية، ثم بدأت الصراصير والنمل تغزو البيت مهما نضفت ورشيت، البيت غرق مية كذا مرة، الأصانسير اللي كان اتصلح ابتدى يعطل تاني، حتى الكهربا اللي كنت مبسوطة انها مابتقطعش كنت ماشية في يوم في الشارع ببص ع السكة المضلمة وبقول ان دي نعمة مش هتتعوض وبتحسّر ع الشقة.. رجعت البيت لقيت الكهربا قاطعة!

خلاويص كدة، مفيش داعي نفارق بعض وفيه بيننا ضديات.. خلينا نمشي واحنا صحاب

برغم إني طول الوقت بسب وألعن في الزحمة والدوشة البغيضة وحشرية الناس وغرابة الجيران، إلا إني هفتقد حاجات.. هفتقد اني ألبس إسدال الصلاة وانزل في السريع أجيب بقدونس وشبت من قدام البيت فألاقي واحدة قاعدة في السوق بتبيع كريز فأجيب منها بالمرة.. هفتقد الست اللي بتبيع الحاجات كلها فرط واللي بروح أشتري منها 10 أكياس زبالة الكيس فيهم بنص جنيه، الست الجميلة اللي حواجبها أبيض على اسود، وبرغم إنها صاحبة المكان تقريبًا ولابسة دهب كتير إلا إنها بتقف تخدم بنفسها وطول ماهي قاعدة تتكلم عن "الزباين" مع اللي حواليها بروح حلوة كدة.. روح حد بيستفتح وحابب يشتغل، ومش حابب يصبغ شعر حواجبه

هفتقد الناس اللي بتبيع بلاستيكات طول منا ماشية في الشارع وكل شوية تطق في دماغي أشتري منهم مصفاة ولا علبة لحفظ الأكل، هفتقد المنظر من الشباك والشروق في اللحظة اللي بينطفي فيها نور القلعة اللي باينة من عندنا..ماببيبقاش فيه في الشارع غير كام واحد أفضل أفكر يا ترى بيشتغلوا ايه عشان ينزلوا بدري كدة..

هفتقد الوول بيبر بتاعي، والحيطان اللي دهناها سوا.. صورت الشقة امبارح عشان يفضل فيه صورة ذهنية تعيش معانا لأول 6 شهور في جوازنا..

أنا عارفة اننا إحنا البيت مش الحيطان هيا البيت، وهنروح نعمل بيت جديد وندهنه مع بعض بردو ونحوش عشان نجيب شوية عفش كمان لأن الشقة الجديدة أكبر بكتير.. لما بزعل بتخيلنا واحنا لسة مخلصين دهن الترأة وقاعدين ع الأرض مليانين بوية بندندن "الليلة الكبيرة".


** بقيت بخاف أحكي الحاجات الحلوة ع الفيس ولا هنا، في الحقيقة اللي بيحصل كل مرة نجح إنه يخليني أقلق.. كل مرة أكتب عننا حاجة حلوة لازم نتخانق بعدها وندبل فترة لا بأس بها..

يمكن اللي بيقرا الحاجات اللطيفة دي بيبقى متخيل إن حياتنا جنة، أكيد مابنحكيش كتير عن الخناق والجدال المرهق والفترات العصيبة ومنظرنا واحنا بؤساء ع السفرة بنفتح بؤنا بالعافية عشان ناكل.. لكن أنا ببقى نفسي والدنيا رايقة أحكي الحاجات الحلوة، لينا قبل أي حد.. عشان لما تتسد في وشنا نلاقي اللي يفكرنا بالخير الكتير اللي بيننا..

بحكي كمان عشان أنا عارفة إن فيه واحدة دلوقتي فاضلها ع الجواز كام يوم ولا في أول وأصعب فترة وغرقانة في الخناقات ومتخيلة إن حياتها هتبقى ضنك للأبد، مش متخيلة إن الفترة دي ممكن تعدي.. ممكن يوصل لها كلامي وتحس إن فيه أمل.. وإن كل حاجة وارد تتغير..

عمومًا أنا كنت عايزة أقول حاجة.. أنا زي أي بنت رومانتيكية محفور في جوانياتها شوية الأفلام والكتب اللي قريتهم، ببقى نفسي في الصورة البدائية الساذجة للرومانسية، الورد.. الهدايا.. المفاجآت.. الأمسيات والخروجات بتاعت الأفلام الأجنبي.. وبرغم إني بحب الحاجات دي وبستناها بس فعلًا بقى بيحصل مواقف رومانسية تانية بتوصلني لحاجة شبيهة من الطيران

يعني مثلا، أكتب كلمتين ع الفيس يعرف منهم إني غالبا بعيط.. يتصل يسأل: "بتسحي ليه؟ الننة عملت زي العصفورة وجت قالتلي.." من غير مايتضايق أو يحسسني إني نكدية.. اتصل عشان يحاول يضحكني بس..

 الموقف دة كان رومانسي جدا، أنا اتبسطت زي ماكون جبت
جيبة جديدة ملونة ولا حاجة :D
آه والله..

الأيام اللي ببقى فيها تعبانة وأقوله "ينفع نتقابل وناكل في أي حتة؟" رومانسية بردو.. الأوقات اللي بنقعد جنب الشباك نغني أغنية تمانيناتي هبلة طقت في دماغنا، رومانسية.. الأيام اللي بنضطر مانشوفش بعض فيها خالص غير نص ساعة أقعّده فيهم عشان ياخد فيهم الورد اليومي من الحواديت اللي حصلت طول اليوم :
D وبعد مانخلّص كلام أقوله "لأ استنى نسيت أٌقولك.." وأكمل حدوتة كمان، وهو يقعد يضحك عليا وأنا بحكي حاجات عبيطة بحماسة وساعات أتكلم بسرعة أوي ومايفهمش مني حاجة فيضحك وخلاص.. رومانسية جدا

فشكرًا يا حبيبي على كل الأوقات الرومانسية الحلوة.. ربنا يديمها نعمة :*



** حاجات كتير بتحصل
شبه رغبتك ولهفتك انك تفتح التاب بتاع موقع معين كنت شغال عليه فتدوس على علامة الغلط بدل ماتفتحه.. شبه اللحظة اللي دوست فيها "نو" لما سألك عايز تحفظ الفايل دة ولا لأ.. وانت مكونتش عايز تقفله والله ومش عارف مصدر حركة ايدك اللي خلت إجابتك كدة..

حدث لحظي متخلف بينتج عنه حاجات كبيرة جدا.. لحظة بتفضل بعدها متنح ومش مصدق وبتسأل: "هو أنا عملت ايه دلوقتي؟"، وحاسس بصدمة إنك اتنشلت.


** كنت بدوّر على حاجة ودخلت على مجلة اسمها "فوربس"، دخلت لقيت كوتشن بيقول إن الحياة الفعلية هي كل اللي بيحصلك عكس كل مخططاتك.. اتبسطت، كنت محتاجة أسمع دة وأأمن عليه.. دخلت ف يوم تاني أدور علي الكوتشن اليومي دة يمكن ألاقي حاجة تانية ملهمة.. ببساطة مكنش فيه.. ومفيش اي حاجة توحي ان المجلة بتحط كوتشن يومي، قعدت أدعبس في كل الأقسام ملاقيتش حاجة..

دي كانت حاجة ملهمة بردو وخلتني ابتسمت بردو.. عشان عرفت إن يوميها كان مبعوتلي رسالة مخصوص.



** في يوم هتكون عندي بنوتة.. هتبقى عايزة تخرج مع صحابها اللي معرفش نصهم وتسافر حتة بعيدة تبات فيها عشان عايزة تشوف الدنيا وبعدين تستقل عشان مش عايزة حد يتحكم فيها وهيا آنسة كبيرة كدة.. اتمنى ساعتها إن أنا وحجازي نكون متفهمين كفاية.. وبدل مانغضب عليها ونوقعها في فخ طاعة الوالدين اللي لو ماعملتهوش تبقى بنت عاق والكلام الكبير دة، نحافظ عليها وعلى صداقتنا، على زيارات ثابتة ومكالمات حلوة.. ومانزعلش م الوحدة المريحة
  اللي هترجعلنا أخيرا بعد ماقعدنا سنين نشتكي إننا مش لاقيين وقت نتنفس..

ونتنفس بقى، نتنفس كتير أوي...

يمكن نروح "سيت" في فرنسا، لسة قارية مقال عنها بيقول إنها بلد صيادين فتخيلت حجازي هناك بيحكي لصياد فرنسي عن الصيد في مصر وهما قاعدين بيدخنوا في المينا والجو حلو.. كان مكتوب كمان إنها بلد مليانة شعر، الناس هناك بتتعامل مع الشعرا زي ماحنا بنتعامل مع الفنانين ولعيبة الكورة، وإن فيه أبيات شعر مكتوبة في كل حتة ع الحيطان..

متهيألي هتكون بلد حلوة نقضي فيها شوية وقت من وقت للتاني...



** "دماغك سلة مليئة بالخبز، وبتخبط على الأبواب عشان تسأل الناس إذا كان عندهم ليك شوية فتات".. دة كان معنى جملة قريتها للرومي.. وعايزة أفضل فاكراها على طول :).






 
البيت...

ودة عن مدينة "سيت"..
http://www.hindawi.org/blogs/20906848/سيت_جنة_الشعراء_في_الأرض/