الأربعاء، ديسمبر 19، 2012

مش نازل لي ذاك الأوبشن..


..

حسنا إذن، لن تتوقف الأشياء السيئة عن الحدوث.. دة أمر واقع، مش تشاؤم و لا يحزنون.. الأشياء "ياكبدي عليها" لا تملك إلا أن تسوء أكثر

أقدارنا تبلورت و تمخترت و قررت أن ترسو على ميناء هذا العصر الحيزبوني المؤلم، قدرنا أن نعاصر مرحلة رفع غطاء البلاعة فحسب.. و أن نستنفذ طاقات مهولة في شم روائح سخيفة و مراقبة صراصير ضخمة بمزيج من القرف و الذعر.. لا يمكنك التذمر، تتذمر على ايه؟! فأنت لا يمكنك أن تلوم الآخرين على تلبية نداء الطبيعة بتاعهم مثلا، البلاعة هتفضل ريحتها كدة مهما حاولت.. لا يمكنك أن تلوم الصراصير على النمو في البيئة المناسبة لها، أومال الصراصير هتعيش فين يعني ياخوية في الإليزيه و لا المونماتر؟! .. المشكلة أنك أيضا لا تملك المال اللازم لشراء معطراتك المفضلة.. آخرك هتجيب قزازة فينيك.. الفينيك ريحته شبه ريحة حمام بيت جدتك زمان، الفينيك بيدوخ الصراصير بس مابتموتش.. إكس مش ممكن يمووووت

أنا كواحدة من نساء هذا العصر أستطيع أن أخبرك بعض من أسرار المقاومة الخاصة بي.. عشان أنا أساسا فوضحية و مابيتبلش في بؤي فولة

أمتلك كريم " لتهدئة الوجه" برائحة التوت و اللافندر.. أحاول أن أفهم ماذا كان يقصد مخترع الكريم عندما قرر أن يصفه هذا الوصف.." لتهدئة الوجه"، ماذا سيفعل الكريم بالضبط؟! سيمتص غضبي مثلا؟  يمسح على جبهتي و يغني لي أغاني أطفال.. يساعدني على النهوض في البرد عشان ماموتش من الجوع؟ يضحك على إفيهاتي الساذجة؟! و لا يمسح الكحل السايح و يدخل شعري المنعكش جوة الإيشارب؟!..

في الحقيقة بعد الدخول في التجربة طلع الموضوع أبسط من كدة بكتير.. هو أنا بغسل وشي، بيكون سخن من التفكير و الإجهاد.. بحط عليه نقطة –اتنين – تلاتة في أماكن متفرقة.. نقط فاكهة باردة و أفردها عليه ببطء، الريحة الحلوة بتغير مزاجي، و بنام مبتسمة..

أمتلك كريم آخر بالخيار و الشاي.. و كريم " للأقدام المتعبة" يساعد على التوقف عن الجري المستمر والهرولة في الدوامة.. بغسل رجلي و أحطه و ألبس شراب مليان فروة لونه موف.. وآخد دكة ف حضني و أنام

أمتلك ملقاط نحاسي يجيد لعب الاستغماية، يتلقط الأحزان من فوق العينين شعرة شعرة.. ألم مكثف على مرة واحدة مختلف عن ميوعة الألم اللي ماشي مع مية المجاري في الشارع، و مصارف نهر النيل

و الليفة، الليفة مهمة جدا.. ليفة بيضاء هيفاء نص خشنة مليانة شاور جيل و مية دافية.. تغسل أثر الجهاد في محاولة صنع رد فعل، تنظف الجلد تماما من كل الآخرين.. و ممكن تلعب بيها كمان مع القطة

النساء في هذا العصر يبحثن عن مصادر ساذجة للطزاجة.. بدل ماكل حاجة بايتة كدة و سابقة التبريد،النساء تقتنص الألوان في الملابس و تشرب الفاكهة عن طريق الجلد..

عارفين كمان ممكن يعملوا ايه؟!

ممكن ياخدوا صدور الفراخ البايتة و يقطعوها حتت و يحمروها في الزبدة و بعدين يحطو عليها شريحيتين جبنة شيدر و نص كوباية لبن.. و تتحول فراخ بايتة كئية لطبق شاورمة بصوص الجبنة يا حلولي!

و ممكن بردو يحطوا كمية نسكويك مهولة على أي مج نسكافيه غير مظبوط فيتحول لمشروب عظيم عظيم عظييييم..

النساء على استعداد على حفر بئر في في قاعدة نيش السفرة للبحث عن ذرة سعادة، الستات عايزين يحسوا انهم بيضحكو فالدنيا تنوّر.. طول ماضحكتهم مابتنورش مش هيهدوا، و مش هيستنوا لما الضلمة تتسلى على البواقي و تاكل روحهم تماما

فرانسيس مايز في " تحت شمس توسكانا" سابت الدنيا باللي فيها و اشترت بيت آيل للسقوط في بلد غريب.. بس حواليه شجر زتون و تين و شمس طلياني.. بتتكلم عن الستات هناك، بتقول:

" تمر أمامنا امرأة في العقد السادس من عمرها مع ابنتها و حفيدتها المراهقة، يتهادين في مشيتهن، و قد أمسكت كل منهم بيد الأخرى و أشرقت وجوههن بالنشاط و النضارة تحت أشعة الشمس، لا نعرف لماذا يتمتع النور بهذه السمة.. "اللألأة"، ربما يرسل محصول عباد الشمس أشعته الذهبية من الحقول المحيطة.. تبدو على النسوة الثلاث أمارات السعادة و السكينة و الاعتزاز إلى حد مؤثر.. يجب صك قطعة من العملة الذهبية عليها وجوههن"

أمتلك كريم بالتوت و اللافندر و الشاي و الخيار.. أمتلك أقدام متعبة.. و ملقاط مشاغب، و صدور فراخ بايتة و نسكافيه مضروب.. و قدرة.. لأ، إصرار، إصرار على صنع السعادة..

عندي خاصية المقاومة، بس معنديش خاصية " اللألأة"!

الاثنين، ديسمبر 10، 2012

عن I love you بتنور و تطفي، و أشياء أخرى




عزيزي مجهول الهوية.. الحياة بقت صعبة فشخ!

تفتكر لما أفضفضلك هكون أفضل؟!

هحكيلك شوية حاجات..

يوم الجمعة الناس كلها نزلت الاتحادية.. مع إن الجمعة هوة اليوم الرسمي للتظاهر في بلدنا فدة حقيقةَ اليوم الوحيد اللي مبعرفش أتظاهر فيه، بابا بيبقى في البيت و مبعرفش أفلسع.. أكيد انت عارف اني بنزل مظاهرات بقالي سنة من ورا أبويا، ساعات كتير ببقى متخيلة انه عارف و مطنش و بعدين بتأكد ان مش في دماغه خالص..

الجو كان حلو أوي يوم الجمعة برغم القهر، كالعادة.. الجمعة يوم الطبيخ.. قررت أنزل أشتري حاجات و أمشي لحد السوق و مفوتش عليا شمس العصاري،
p.s: I love you  بصوت بيلي هوليداي جت في البلاي ليست فقعدت أعيدها و اتمشيت و لااا كئن في حاجة.. و قعدت أراقب شوية تفاصيل مش هتبقى جزء من حياتي الفترة الجاية

احنا بنشطب بيت جديد " للمرة الدشليون" عشان احنا عندنا مشاكل في الاستقرار.. لو اتجوزتك و لا حاجة هشترط عليك نجيب بيت واحد نعيش فيه بقية عمرنا، مش مهتمة ننقل لبيت أكبر لو بقى معانا فلوس أكتر.. المهم محدش يسرق تفاصيل حياتي تاني

كافحت كفاحا مريرا عشان أعمل اوضتي الألوان اللي أنا عايزاها، عملتها أخضر ف أزرق! :) و جبت دلاية على شكل بيت صغنن ليه باب أصفر..  عملت ديزاين السقف في بقية البيت.. الكفاح لتظبيط بقية الألوان باء بالفشل، و امبارح كانت الفجأة الكبرى

بابا جاب وناسات للحمام كدة عبارة عن قلب
I love you  بينور و يطفي! و مرايات زرقا لحمام اسود ف ابيض.. وإضاءات غريبة كدة بتقعد تنور و تطفي بردولأسباب مجهولة، هيا قلبت تاكسي شوية.. احم، هيا قلبت تاكسي كتير :D


 أنا اتصدمت في الأول! هو تعب فيهم و كان بيفرجهوملي بفخر فظيع.. ففردت وشي ببساطة و قعدت اقوله : تحفة يا بابا، تسلم ايديك..

من جوايا لسة حزينة ان الحمام باظ، بس أنا بحاول أفكر في فكرة التعايش بصفة عامة، هوة كان فرحان و أنا فرحت انه فرحان.. زمان كنت شايفة انك تجبر نفسك انك تقبل حاجة أو تحب حاجة دة نوع من المضايقة الغير منطقية للذات.. فاكس يعني! دلوقتي بقيت متأكدة إن مفيش حل تاني، انت فعليا مضطر في كثير من الأحيان تتحول لماما اللي بتحسس ابنها ان رسمة الشجرة اللي مش باين وشها من قفاها هيا أعظم لوحة في تاريخ البشرية، و تتبسط انه هيعلقها فوق السرير و ينام مبسوط..

انت بس بتفتقد ان حد يقوم معاك بقى بالدور دة...

عزيزي مجهول الهوية.. الحياة بقت صعبة فشخ!

الغريب بقى ..
إن كتاب يبدو في نظر ناس كتير عبيط، أو يعني " دون المستوى" و في حاجات كتير أحلى منه، يتحول لحتة منك ! آه و الله مش مبالغة.. فلما تفتحه تقرا فيه شوية تتردلك الروح.. تتخلص من حمل غريب طابق على صدرك و تعرف تتنفس.. تكتشف ان الـ
soul mate
 بتاعك بعد كل هذا العناء مطلعش بني آدم، دة طلع كتاب! فيه حاجات غريبة أوي في الدنيا دي

اتكلمت عنه هنا قبل كدة لو انت متابع يعني، " عقيدة رقص" لميس خالد العثمان، رواية بسيطة تحولت عندي لشوية جمل فيها شيء من القداسة.. أنا بعيد قراية الرواية دي كل مدة مش عشان الأحداث اللي فيها خالص، شوية مشاهد بسيطة و تطور الشخصيات فيها مش مهول.. لكن أنا بضيع تماما في اللغة، في تكاوين الجمل و تفاصيل في منتهى الإلهام.. الست دي إحساسها بالعالم عظيم، يا ترى بتكلم نفسها كتير زيي؟! بحس إن أي حد مشغول للدرجة بالتفاصيل لازم يفرّغ جزء منها بشكل تلقائي عشان ميتجننش..

 تراك مزيكا قديم و مش أحسن حاجة في العالم..
until the last moment بتاع يانّي.. بقى رنة موبايلي و  المنبه بتاعي و ممكن أسمعه بشكل متواصل لساعات.. الكتاب دة و التراك دة مع مج حاجة سخنة و ممكن تنساني تماما و مش هتسمعلي نفس.. ممكن أنسى الساسة و الدستور و الظلم و القمع و الشك في ضلك  طول الوقت، ممكن أنسى نظريات المؤامرة و أسيطر على إحساسي طول الوقت اني مش فاهمة بس بحاول أدافع عن الحاجات النضيفة اللي قربت تندفن تحت كل أنواع الزبالة، ممكن أنسى إرهاق الخناق في المواصلات.. تخيل؟! من كام يوم اتخانقت تلات خناقات عشان بس أروح البيت.. أهو، مطلب شعبي بسيط.. " أروّح" بسلام مش أكتر، بقى فيري تيل نبقى نحكيها لعيالنا ان شاء الله : " كان ياما كان في قديم الزمان، يا سعد يا إكرام، كان فيه مرة مدينة بعيدة جنب البحر فيها ناس بتروّح البيت من غير ماتتخانق.."


" هل السعادة حال أم طعم أم شيء يقتحمنا كالعطر؟"

كل مافتح المندل في الكتاب تطلعلي الجملة دي.. طلعتلي تلات مرات في أيام مختلفة.. بيطلعلي بعدها وصف شهيد كانت بتقول عنه:
" صامت.. تمنح روحك رغيفا للمتعبين "

الروحانية فيها حاجة شبه الضعف..
ساعات بتساءل : " لماذا خلقنا الله نحب الضعف؟!" ليه بننكمش على روحنا لو فضي جوانا مكان لشوية أحاسيس.. انت عارف ان دة سر تعلقنا بفكرة الحضن بصفة عامة؟! الهوس بإمكانية انك تستسلم للضعف و متبقاش واقف على حيلك كدة طول الوقت..

لماذا خلقنا الله نحب الضعف؟!

عزيزي مجهول الهوية:

الحياة بقت صعبة فشخ!