الثلاثاء، مارس 30، 2010

تقصيــر ..




ربما لم أكن قادرة تماما في اليومين السابقين على إسعادك بالقدر الكافي ... لا أدري لماذا أشعر و كأنهما ليسا يومين ! و كأنه مر وقت طويل جدا منذ أن تركت وجهك رائقا قبل ذهابي في عهدة فرح كبير صنعته لك،، و سكينة محلاة بلون روحك .. هل أخبرتك من قبل أنه يليق بك ارتداءها جدااا ؟ ... السكينة .. يصبح وجهك بها قريبا جدا من وجه السماء،، يحملني فوق أشجاره البيضاء المزروعة بيد اللا أحد ... فأبقى هناك حتى أراك في اليوم التالي / العمر التالي ..

أشعر فقط بأنك تستحق شيئا أكبر بكثير من تقلباتي المزاجية و مخاوفي و رأسي الصغير الذي لا يسع كل ذلك ! أشعر بأنك تستحق حقلا من الغيوم تسكن فيه وحدك ،، ترعاك غيمة في الصباح غير التي رافقتك في المساء ،، يغسلك البياض في كل لحظة حتى تبقى هادئا مستكينا ... تفسح الغيمات لك مساحات بيضاء فارغة كي تملأها بكل ما قد يضايقك و تخبئها منك بعد الانتهاء ... فلا تجدها أبدا ،، و لا يعود عالمك سوى بقع من ألوان الفرح ،، و الدفء ..

آآآه كم أنا مقصرة !!!

عزائي صغير ،، يكمن في يقيني بأنك تعلم عني أكثر ... ربما لست " شطورة " في حياكة محبتي على مقاس فرحك تماما ... لا أجيد الحياكة في الواقع ! و تضايقني كثيرا هذه الإبر بثغورها الضيقة التي لا تسع خيطا صوفيا كبيرا في داخلي لا أعرف كيف أتصرف فيه ؟؟ هو ملون بك كما أنت ساكن في تماما و يعجبني لونه أحيانا... أهديك الخيط هكذا كما هو دون أن أصنع منه شيئا يليق ... أعلم أنك أكثر طيبة مني و ستحبه على حاله ،، و في أناملك الحانية مصانع للفرح أكثر حرفة من إبري ،، ستعرف ماذا يمكنها أن تفعل بهذا الخيط الغريب ... و سأرى أنسجة محلاة بالسكر تنبت من بين عروقك .. ربما حينها أهدأ قليلا !

عندي تذاكر سفر للأمل تدعى " في الغد .. " ،،

في الغد سأبحث عن حقل الغيوم بنفسي .. في الغد سأصبح رقيقة جدا و سأدرك قدرات خارقة في إيصال المحبة ... في الغد سأشتري سكرا كثيرا لأشغل به مصانع الفرح في كفك و أرى أنسجتها تغطي عالمك بأكمله ... في الغد سأتعلم الحياكة !

فقط لو يمهلني الله ..

للغد ..

الخميس، مارس 25، 2010

شرط أن أختفي!






أجلس في " ديوان " ..


أًصبحت هذه جلستي الدورية لاستعادة أنفاسي بهدوء ،، أجلس هناك حيث لا أحد يحمل لي سوى كتاب جديد مبهج ،، أو مشروب دافئ طيب الروح .. في مقابل المال ،، لا بأس ! أشياء أخرى كثيرة لها مقابل و لا تمنحك شيئا يذكر ...

أطلب كابتشينو و كعكعة بالقرفة مغطاة بطبقة من شيكولاتة بيضاء .. لم أكن أعلم حقيقةً أنها بالقرفة ،، الشيكولاتة البيضاء وحدها نجحت في إغرائي بأن أسأل الشاب الهادئ الذي لا ينطق تقريباً بأن يحضر لي قطعة ...

أفكر في شخص أحبه كان سيحب هذه الحلوى ،، أرغب في محادثته لأخبره عنها فلا أشعر بالقدرة على ذلك .. لا على محادثته و لا على محادثة أحد !

...

" مرات عمو محمد ... ربنا توفاها النهاردة "

أصب أول كيس من السكر فوق النجمة التي رسمها الشاب الهادئ بالبن فوق زَبَد الكابتشينو الأبيض ،، أكره أن أضيّع البهجة البيضاء لأقلب السكر .. أقرر أن أجرب هذه المرة أن أترك السكر ليذوب وحده و أتذوقه دون تقليب .. الكعكة محلاة أيضاً و ستضيّع تأثير السكر على أية حال ..

...

" طنط فاطمة ؟ "

- مريم الحكايا ،، علوية صبح -
أول كتاب يقع في يدي و لم أرد البحث أكثر ،، أردت فقط أن أجلس في طاولتي التي تستند وحدها للحائط في حين أن الطاولات جميعها لا تنعم بأي سنَد ! ... أستند معها للحائط و أحاول ألّا أفكر ..

...

" طلع مرتبط جديد بواحدة تانية !! "

أقرأ الرسالة و آخذ نَفَس عميق .. أشعر بخدر في أنفاسي ،، كنت سأبكي منذ قليل و لكنني عدلت عن ذلك أيضا!

....

" طنط فاطمة ؟؟؟! "

أفشل في التعامل مع اختراع الـ business card فأضيّع رقم الهاتف المفترض بي استخدامه في التعزية ..

النجمة التي رسمها الشاب الهادئ صارت غائرة في الزًّبد الأبيض تماما .. أحدثت حفرة فيه كتلك التي يصنعها الصغار على الشواطئ فلا تغضب لوقوعك فيها .. تضحك فقط و تستعجب لكونك لم تلحظ !! أو كيف أن الصغار حفروها لعمق كهذا ... " عفاريت " ،، و لهم أيدٍ تطال ما لا تطاله أيدينا ..

....

" طلع مرتبط جديد بواحدة تانية ؟؟!!! "

لم أعرف هل أهاتفها أم أصمت فقط ! .. بلعت قلقي و انشغلت بلون " الكراميل " للكابتشينو في الكوب .. أتذوقه .. مر !! .. عليّ أن أقلب السكر و أدع البهجة تذوب بسلام ... سأذيبها هذه المرة بيدي !

.....

" طنط فاطمة ؟؟؟؟؟؟!!!! "

ريفية بيضاء تجيد صنع " المحشي" و احتضان آكليه أيضاَ ! مريضة منذ فترة لكنها لم تمت سوى في بلدها البعيد .. أمثالها لا تفارق أرواحهم أجسادهم في المدن ... أظنهم لا يأمنون أرضاَ بهذه الغرابة عليها !


..


أجلس في ديوان ...

أحاول أن أرتشف من الكابتشينو قبل أن يبرد فأشرق ... أحاول تخبئة السعال حتى لا أثير ضجة في الحيز الهادئ فيقف كل شيء في منتصف حلقي تماماَ .. أستعين بقطعة من الكعكة ليسلك بحلاوتها مجرى الهواء المسدود ..

أحاول أن أقرأ .. أجد علوية صبح تختفي في بداية الرواية مع ما تعلم من الحكايا ! أود لو أختفي معها و أصطحب كوب الكابتشينو معي ..

يرافقني في مخبئي دون أن أسكبه ،،

و دون أن يبرد !

السبت، مارس 20، 2010

على هذه الأرض ...



عاوزة لمعة منورة تخطف عنيا في وسط الزحمة فأتلهي ! و مفكرش في يوم صعب مجهد ،، فتفت فرحة بزرع فيها بقالى جمعة ...

المرض سخيف و أناني ... بيلملم كل حاجة في غطاه ،، يغطيك انت بالكآبة و يقف يبص و يطلعلك لسانه ،، خصوصا لو انت اللي بتقوم بدور المتفرج ... متفرج بيجري ورا مسرح متحرك عشان يتفرج على عرض وحــش هو أساسا مش معزوم عليه ! و لا عارف يبقى ليه فيه دور ... يعرف واحد كومبارس معرفة سطحية من بعيد ،،، و عمال يجري ورا المسرح عشان يلحق يسلم عليه ،، جواه خوف .. مش فاهم هو خوف لا مايلحقش ،، و لا خوف لا صاحبه اللي من بعيد مايفتكرهوش ... و كلهم يتلموا عليه في الآخر و يقولوله : ايه اللي جابك هنا !!

مشهد غريب أوي ... و سخيف

طيب ...

محتاجة محاولة جادة إني ماكتبش حاجة حزايني ! أنا أصلا محتاجة أفوق ....

لمعة منورة .. كنت بقول عاوزة لمعة منورة ،،،

زي السما مثلا ،، لما تكون بيضا وانت جواك مغيم ... تخليك تبتسم و تكتم العياط ،،، و كل ما جواك يغيم تبيض أكتر ... و تكتم العياط أكتر ... العياط المكتوم بيقف عادة في مناخيري !! آه و الله ... أول ماشم شوية هوا أحس اني في أزمة ،، الهوا بيزغزغ مخزون العياط المكتوم و احتمال كبير أعيط من غير سبب !! .. فأقول خلاص يا بت .. ماتتنفسيش ... أحسن تعيطي و يقولو عليكي عبيطة ... و في الغالب محدش مقتنع ان شكلك أمور و انتي بتعيطي غيرك انتي ... هيقولو عليكي عبيطة !! ماتتنفسيش ،، ماتتنفسيش فاهمة ؟؟؟ .....

يووووووه بتقلب حزايني بردو ....

تاني ... نقول من تاني ...

اللمعة المنورة .. آآآه مالها بقى ؟؟؟

كنت بفكر في يوم كنت محتاجة أقعد على الكرسي الهزاز في بيتنا على حجر حد ... أومال ؟ أهز أنا الكرسي ؟؟؟ لأ أنا عاوزة حضن " تفعيص" يحاوطني أوي و حد هو اللي يحرك رجليه عشان الكرسي يتحرك و أتمرجح أنا .... و أتفرج على الشارع من فوووق .... و أشوف العربيات اللي ماشية كور نور بتجري ورا بعض محطوطة هنا عشان تزينلي الشارع و بس ،،، و البيوت مزروعة جوة الشجر مش العكس ،، و الحياة أبسط كتير من نفس واحد بقلب موجوع ...

يوميها كنت بفكر في القلق ،،القلق اللي لما بعرف أتخلص منه ببقى أسعد مخلوقات الكون تقريبا ،، يمكن السحابة و الموجة هما اللي أسعد مني بس ....
لو فكرنا كويس هنلاقي ان احنا طول الوقت بنفكر في حاجة واحدة بس بصور مختلفة ... احتمالية اننا نتنكد ! كل الحاجات بتصب في خوفنا من الاحتمال دة .. كل الأفكااار و الهم و وجع القلب ... عشان خايفين نتنكد ،، كنت حاسة ان أنا عبيطة ... يعني أتنكد و أنا بتنكد و أتنكد و أنا لسة بفكر اني يمكن أتنكد !! ايه النكد دة كله ؟؟ هيا مرة واحدة و السلام ..... يارب الهمني أتنكد في ميعاد النكد و بس !

اممممممم ايه علاقة النور بالنكد ؟ ... هيا علاقة طز بصباح الخير بالظبط :)

نــــــــور ... كنت بقول عاوزة لمحة نـــــــــور .... ماتجمعي شوية يا بنتي !


..

آآه افتكرت ...


.




" أنا عاوزك متخافيش ... شكلك بيبقى حلو أوي و انتي مطمنة ... "
تتقال لي و انا بتمشى على الكورنيش في حضن كبير ... أخش جواه ألاقي باب مكتوب عليه " هم ريهام " .. دة معمول عشان خاطري مخصوووص !! هييييه ... هفتحه ،،، و أفتح جوايا وصلة نور تسحب كل شحنة الهم السلبية جدا و ترميها في آخر الأوضة .... هقفل الباب أوووي و أضحك على منظر اليافطة ... " هم ريهام " .. مش جوة ريهام !!

طب تمام ...

مازال إذا على هذه الأرض ما يستحق الـــ .....



:)


الخميس، مارس 11، 2010

هذيـــان .. بالفرح





" سخاء " و " فرح " ..

حكاية عن العالم عندما يصبح قطعة صلصال بلون زاه بين يديك ،، تشكلها كما تحب ،، تزرع في داخلها همك و تضغط بكفك بقوة فيموه ... ولا تعود تميزه تماما من بين الذرات الملونة المتلاصقة... تغرس أظفارك بطفولة في السطح اللدن ،،ترسم وجوها و عيونا مغلقة تماما من كثرة الضحك .. تشكل بيوتا و أحلاما و تعود لتهدمها بكفك فلا يحزنك ذلك ! تعود لتشكيل غيرها ببساطة .. بروح أكثر حلاوة و يد أكثر حرفية ...

أشعر بالسخاء الحقيقي للكون عندما يبث في قلبي نطفة من الحلم الكبير بالرضا ... يختفي الخوف قليلا ، تحل محله الذكرى ... هكذا تعلمت في الأيام السابقة ،، يمكنني مواجهة كل قطعة خوف مر بقطعة ذكرى محلاة ... يمكنني حينها أن أصنع منهما سويا تكاوين مبهجة و مذاقات جديدة ،، كطبخة مبتكرة مثلا !

" وديع سعادة " في أحد قصائده يتحدث عن صداقة يعقدها مع المارة من خلف نافذته .. " حتى الناس يبدون رقيقين من بعيد ..." هكذا كان يبرر لنفسه الأمر ...

الفكرة في حد ذاتها أثلجت صدري ! ربما لأنني أحاول أن أفعل ذلك دون أن أعطيه مسمى محدد .. " صداقة " .. أعقد صداقة مع الكون خارج غلافي الهش فأصبح أكثر رضا ,, و سعادة ..

هذا السخاء الكوني بإتاحة المحاولة لي يغمسني في ظلة من الفرح ،، أجلس و أشاهد الأركان المفترض أنها اسمنتية .. ليست كذلك ! .. زرع بلون فرحي ينبت من بينها و يكمل نماءه بين أصابعي و خصلات شعري ...
يهرب منها أطفال راكضون ليختبئوا في صدري من حرها .. يحومون حولي و يبعثون لي قبلات في الهواء و يعودو ليختبئوا كي يداعبوا سكينتي بمفاجأة ما ،، أنتظرها بصورة أكثر براءة من قلوبهم ...

أشعر بأنني أهذي !
فرحة لذلك أيضا ...

هذيان بالفرح يغسلني من الداخل ،، يمنحني إشراقة ألمسها في وجهي ... كنت ألوم المرآة على فقدها ..

اليوم فقط برأت المرآة من ذنبي ...