السبت، مايو 26، 2012

انعطافات المراكب.. بوروروم




الأحلام..
مراكب صغيرة طائشة متروكة لتتحرك ببلاهة تامة،" انتا بنفخة صدرك قدام الشراع، و الكون بنفخة ريحه و قواه العظمي و مجاديفه".. تتخذ وضعية الاستعداد أمام الأحلام و قبل انتهاء العد التنازلي بقليل تنعطف في سكة مختلفة تماماً، تتأمل كل شيء في لحظات انخفاض الضغط و الفرهدة أمام المروحة، و لا تجد أي مبرر لأي شيء

واقع: أقابله و احبه و كدة.. تتم برمجتي على اني هكمل حياتي مع الشخص دة، ثم.. انعطافة : نسيب بعض بسبب كل الأسباب الغير مفهومة ( لاحظ معايا اني كاتبة الغير مفهومة مش غير المفهومة مع إنها غلط نحويا، و دة مستفز بردو لإن إضافة الألف و اللام لـ " غير"  مستساغة أكتر و أسهل في النطق.. عمري ماعرفت سبب القاعدة اللي بتمنع إضافة الألف و اللام ليها.. بس غالبا كل القواعد شبه الأحلام، متروكة لتتحرك ببلاهة تماماً ).. ثم واقع: أعيا في بكالريوس و أخش المستشفى.. يتم تشخيصي  بمرض غير مزمن في القلب هيخف ف 3 شهور، ثم.. انعطافة: آخد فيرس سي من المستشفى و افضل عيانة بقية عمري.. واقع: أحب تاني و اتبرمج تاني.. افضل متبرمجة ان الخطوة الجاية في حياتي اني هتجوز.. انعطافة: بردو نسيب بعض و بردو الأسباب فاساكونيا خالص.. واقع: أخش في علاج نسبة نجاحه 60%.. أتخيل اني هخف و حياتي هتتغير المرة دي .. انعطافة: أطلع بمعجزة من ال 40% اللي مبيخفوش مع ان التحاليل و الفئة العمرية بتقول غير كدة..مع اني أصلا اتعديت بالصدفة..مع ان كل المنح الدراسية بتشترط شهادة طبية، شوف يا أخي ازاي؟..واقع: يجري ورايا جري التنين، المرة دي شغلت مخي واضح انه بيحبني فعلاً ، مرتاحة نسبيا..هتخطب كمان كام شهر، ثم..انعطافة: خطوبته على واحدة صاحبتي في غضون أسابيع.. طب واقع: حصلت ثورة... انعطافة : مؤشرات بتقول انها كانت تقاوي ثورة و اللي جاي أضل سبيلاً.. واقع: دول صحاب مقربين و دول سند و دول ناس ع الهامش.. انعطافة: برجاء إعادة ترتيب التلات جمل اللي فاتت و شقلبتهم خالص بقى في حدود مرة كل سنة... و... هلمّ جرّا

المشكلة أنني ماعدت أعرف، هل الانعطافات ضرورية لأن السكة معوّجة أم أنني ألف الحلزونة في دوامة لانهائية.. أتذكر الصفحة الثانية في كتاب أليس و هي تسقط مطولاً في البئر خلف الأرنب، و يتحول اندهاشها بحدث السقوط إلى حالة من الملل و انتظار انتهاء البئر بقى! أليس وجدت بالأسفل بلاد العجائب حيث عليك أن تأكل شيئا أو تشرب شيئا حتى تنحل العقدة.. وأنا أفكر في أن الله وحده هو حلاّل عقدي، و أشك مرتين تلاتة كدة يومياً أنني لن أجد بالأسفل أي شيء..

كل ماحدث أنني تذكرت صديق قديم منذ قليل و بحثت وراءه بشيء من الحنين، كانت علاقتي بهذا الشخص غريبة بالفعل.. كنا دائما مانراقب انعطافات مراكب كل منا عن بعد و نتبادل شيء من التفهم و التمنيات بالتوفيق بعد كل " عوجة\كسرة" في الطريق، و لا شيء أكثر.. أراقبه الآن بعد انقطاع و أعتقد بأن انعطافات مراكبه توّهته قليلاً وأشعر بأنه مهزوم و قليل الحيلة.. أتمنى لو أخبره بأنني أنا الأخرى تائهة قليلاً وأحتاج لأنكجة ذراعي في تمشية هادئة.. أربت على وجهه قبل أن أثبت إبهامي و الوسطى فوق صورته الصغيرة خلف الشاشة وأغمض عيني، و أبعث له القليل من النور.

الاثنين، مايو 21، 2012

آلكس آدفنتشر



هل أخبرتكم من قبل أنني أختبر ظاهرة إنسانية غريبة جدا؟


معظم بيجاماتي اللي مرسوم عليها فراولة ملونين فيها الفراولة خضرا!! آه و المصحف.. عندي قميص أبيض فيه كرانيش و فراولة خضرا بتلعب مع طماطم برتقاني!! " أحيه! هيا الناس دي ايه معلوماتها عن الألوان بالظبط؟" و بيجامة فيها فراوليات صغيرة كتير لون ورقها هو اللي أحمر و هيا لونها أخضر لحكمة يعلمها الله.. أتساءل أحيانا: هيا دي أخطاء طباعة ولا انا اللي واخدة توكيل الحاجات الغريبة؟! مين اللي مضاني عليه دة؟ مضوني و انا نايمة الأوغاد..

المهم: كنت أقف عند باب غرفة أبي بأحد بيجامات الفراولة المضروبة و أحاول ادعاء البراءة ..أقف محترمة و أتساءل: مش عايز تروح اسكندرية يا بابا؟.. يحاول أبي باستماتة مراجعة مواعيده و يخبرني أننا غالباً سنسافر يومين فأبتهج، و أفكر في أن العزلة أمام البحر أفضل كثيراً، أبي لا يعرف أنني أغلقت هاتفي منذ عدة أيام لأنني لا أريد التعامل مع البشر..أخبرته أن المشكلة اللي عندي في الموبايل استفحلت و توغلت و مبقاش بيستقبل خالص، بيرسل بس!

أبي طيب و يتعمد تصديقي حتى نتوقف عن الشجار..

نستيقظ أنا و أبي متأخرين يوم الجمعة، أذهب إلى غرفته: بابا.. بابا.. الساعة 2!، - طيب لو عايزة تأجليها نخليها الخميس الجاي.. – لأ أنا عايزة أروح – طب البسي

أبي دائما يراهن على كسلي و إحباطي السريع عند تغيير الخطط، دائما ما نستيقظ متأخرين يوم الجمعة و ندمر خطط اسكندرية بتاعت آخر الاسبوع.. هذه المرة لم أسمح بذلك، ارتديت تي شيرت مرسوم عليه بقرة وردية سعيدة و بنطلون جينز و ايشارب و في غضون ه دقائق كنت أمامه بابتسامة بلهاء: أنا لبست خلاص :
D

ينظر لي بتعجب وينهض أخيراً .. نأكل سريعاً و نأخذ تاكسي إلى محطة مصر، نتحدث خلال الطريق عن وفاة وردة فيصدم أبي كثيرا لأنه أمضى ليلته ع القهوة و لم يسمع الخبر، أبي يحب فايزة أحمد و وردة كثيراً.. يبدي حزنه عليها لسائق التاكسي و لي و نتحدث عن أغنية " بلاش تسافر " حتى نصل لكشك التذاكر..

نأخذ دورنا و نسأل عن أول قطار لاسكندرية، فيخبرنا الرجل أن قطار 3,10 سيتحرك الآن من رصيف 5، - روحوا الحقوه و اقطعوا جوة القطر... يقتنع أبي و نتحرك، بعد مغادرة الدور نصدم أن الساعة 3,10 بالفعل!! نبدأ في الركض.. أنا وأبي نركض في المحطة ونضحك و نسأل الناس فين رصيف 5 دة.. نجد القطار واقفاً و يحمسنا أحد الكمسرية: الحقوا يلا هيطلع اهو.. نصل  أول عربة لها باب مفتوح و نركب، احم.. أتساءل في داخلي عن علاقة ذلك بالحلم الذي حلمته و حكيته التدوينة السابقة، حد واخد باله من حاجة؟!

نجد العديد من المقاعد الفارغة بانتظارنا، القطار شبه فارغ و لطيف للغاية.. نجلس و نضحك و نتحدث عن النصيب، بقى نصحى متأخرين و نعمل كل دة عشان نلحق قطر فاضي مستنينا ع المحطة في الآخر؟

ينطلق القطار..
في الطريق نمر بالكثير من الأراضي الزراعية، أكتشف أن قدرتي الدائمة على الاندهاش مجتش من برة، نتشارك أنا و أبي الاندهاش بالمساحات الخضراء الشاسعة و أشجار المشمش و مساحات القمح.. يحدثني أبي عن حلم قديم ببيت خشبي صغير به غرفتين و حمام في مساحة خضراء شاسعة بها جموستين و حمار.. نتحدث عن أن الحضارة سيئة و التنقل بالحمار ألطف كثيراً، ثم نؤكد أن رحلة القطار ممتعة و الحمدلله اننا مسافرناش بالعربية..

نصل بعد رحلة هادئة لنجد المغيب في انتظارنا، نشهده في بلكونة بيتنا أمام البحر و نشعر ببهجة مبالغ فيها.. بهجتي مضاعفة لأنني لم أستمتع برفقة أبي هكذا منذ مدة طويلة..

أطبخ له صينية بطاطس باللحمة و أرز،  نأكل أمام فيلم أجنبي أبدأ في شرحه لأبي قبل أن نبدأ الأكل و نتحدث أثناءه.. يلاحظ أبي أنهم قتلوا الراجل و لا ألاحظ أنا و نكتشف أن أبي محق فأضحك لأنني مسطولة.. ثم أحضر واحد شاي بالنعناع و واحد نكسافيه بالكراميل في المجات الخضراء الرائعة التي لم يسمح لنا باستخدامها من قبل لأنها تسكن في النيش، و أفكر أنه لابد و أن لذلك علاقة بالفراولة الخضرا بتاعت البيجامات..و المساحات الخضرا اللي شفناها من القطر.. أبتهج لأن هذه هي المرة الأولى التي لا أستخدم فيها المجات من ورا بابا!.. مسم، الحياة حلوة بس نفهمها يا ولاد..
أكمل ليلتي أمام فيلم " على جنب يا اسطي " و يكملها أبي أمام ماتش الأهلي في غرفته, أحب هذا الفيلم كثيرا برغم بلاهته يعني، أنتظر مشهد محمود الجندي الذي يقول فيه:

" وانت مالك و مال الدنيا؟ منتا طاير بالتاكسي بتاعك أهو جواها و براها..

بتقول الحمد لله؟
طب اتلم و خليك قدها!
"

الجمعة، مايو 18، 2012

سمنديف قمر سيزيف




كان هذا في الحلم  هو اسم كتابي، الفكرة ان اسم الكتاب هو سمنديف فقط، و قمر سيزيف هو الاسم المستعار الذي ابتكره لي الناشر كي يبيع الكتاب. وانا في الحلم كنت غاضبة جدا و أريد ان أغير قمر سيزيف الى ريهام سعيد بأي شكل .. جلست مع شاب  احاول تذكر ملامحه. من أين اعرفها؟ و في أحد الفلاش باكات اكتشفت انه زار غرفتي مع مجموعة من أناس لا أعرفهم لأسباب لا أذكرها ..لم يكن واضحا انه الناشر، بدأ في اقناعي ان سمنديف وحدها لا تعني اي شيء، و أنها يجب ان تكون سمنديف قمر سيزيف و الا فقد الموضوع قيمته! و أنا كنت متوترة جدا.. خاصة عندما فتح الكتاب ليريني فقرة فيه منقولة نصا من خواطر مكتوبة على حيطة أوضتي.. كان يقول ذلك بسخرية ثم يطلعني على صورته مع ذاك الحائط و يقر أنه تذكر الجمل عندما رآها، بالمفتشر كدة الكتاب معيوب و هو عارف..

  في أحلام كهذه عادة ما أتذكر مشاهد منفصلة تفقد الترابطية، أتذكر أنني أركض عائدة لهذا الرجل المستفز لإصراري على تغيير الاسم، أميرة صديقتي قلقة في مشهد ما و تتبعني.. كنت أشعر بحرقة حقيقية، ثم أجد نفسي في سيارة ٢٨ منهكة أقودها في شارع سكندري إلى جانب سكة حديد، قبل أن يتلاقى الطريق و السكة الحديد بالبحر.. و في مفترق الطرق كان يقف أمام بداية البحر مجموعة من الكائنات التي لم أستغربها و لكنني اذكر استمتاعي بوجودها هناك، و احساسي تجاهها بما يشبه العثور على شيء ما

 قبل ان أترك سيارتي في الشارع مركونة بغباوة شديدة كي اذهب لأتفقد مابعد الحاجز، كنت أحاول التركيز على أنني سأجد السيارة ثانية بالتأكيد،و أنني إن فكرت في العودة سأتمكن من الرجوع إلى هنا.. لم أشغل بالي بحفظ العلامات، فقط كنت افكر أنني سأستطيع العودة 

 خلف الحاجز أجد مدينة مصغرة فارغة وممتدة إلى البعيد تشبه ماكيت ضخم، رملية تماما و هادئة و بها عدة بحار.. أتنفس و أبتسم، و أشعر أنني وجدت شيئا يستحق العناء.. و من جديد تختلط المشاهد، و أشعر بضوضاء و خطر و اقتراب السكة الحديد ناحيتي بالذات ، أقفز في عربة من عربات القطار و يدق قلبي بعنف، كنت أشعر بعدم التصديق أنني نجحت في الركوب، و ظللت أعبث بالحبال المعلقة بأحد ضلف الباب لأتأكد انها حقيقة..

 لم أفهم كيف وصل بي القطار إلى مظاهرة ضخمة، كل ما اذكره أن الحاجز الذي يسبق البحر بكائناته كان يقوم بدور التحجيز بين المتظاهرين و السيارات و باقي البشر، الشارع لايزال سكندري برغم اتساعه و اتصاله بميدان لم أميزه، رائحة اليود تملأ المظاهرة و الأعداد مهولة.. كل طاقات الانفعال المسيطرة عليّ منذ بداية الحلم تتحول إلى غضب، غضب شديد.. أهتف حتى تتلاحق انفاسي و أبكي و أصرخ و أشعر بالظلم 

 أستيقظ بأنف محتقن و لا أستوعب، كيف تكون الساعة العاشرة برغم انني استيقطت في الثامنة و أغلقت عيني لبضعة دقائق فقط.. أتامل السقف طويلا و أفكر ان العزلة ستؤتي ثمارها.. سيساعدني الله بالتأكيد، و يغفر لي الغضب و يزيحه من طريقي.. لن يتركني لأتحول إلى أسوأ صورة مني بهذه البساطة، حسناً.. رجل واحد غبي يكفي لصنع أنثى شريرة، و أنثى واحدة ساذجة تكفي لنجاح الرجال الأغبياء

  حتى الأحلام التي لا أفهم معناها، يريحني ثراءها.. الغد يحمل الكثير، ليس فقيرا بمقدار غضبي و حنقي و الحيز الضيق الخاص بما حدث و ما قالوه هم و ما قلته أنا.. سيختفي ماحدث خلف الحاجز في مدينتي المصغرة،و سأظل في الشارع أقاوم تكبيل أيامي القادمة بأحداث سابقة الصنع،

 و سيرحمني الله حتى و إن كنت لا أستحق

الخميس، مايو 10، 2012

The healing process part -1-.. عزيزتي ريهام: انتي مش بعيدة كدة و مش مستحيلة بالشكل دة!



من كام يوم كدة قررت أضرب كل حاجة في الخلاط ومروحش الشغل وأنزل أقعد في الأزهر بارك.. تحت شعار "ملعون أبو الدوامة" اللي أنا غرقانة فيها بقالي بتاع اسبوعين! مش عايزة أقولكو بقى.. محاولات لعينة للتغلب على قلة النوم و تراكم المهاااام ..نتيجتها العظيمة: يلا نروح الشغل و نخلص الشغل و نلحق ننام عشان نلحق نروح الشغل عشان نلحق نخلصه و ننام تاني يا معلم! حاجة كدة مرار طافح يعني..



كان ورايا كتابة كتير أوي فقلت هنزل أكتب بقى و اخلص كل اللي ورايا و ابقى إنسانة سعيدة.. و طبعا عشان قليل البخت يلاقي الحصوة في البانيه، اللاب مكنش مشحون و قعد معايا ساعة و فصل! اتضايقت شوية بس قلت مش مشكلة.. في الحقيقة " ملعون أبو الدوامة"دي المفروض تتضمن الكتابة كمان.. أفضي دماغي خالص بقى و اقوم أتمشى شوية..


يوميها كنت حاطة روج! دي تفصيلة مش مهم ذكرها أوي غير إن اللي عارفني كويس يعرفوا اني مبحطش الكائن دة كتير، برغم انه ممتع الحقيقة.. كل مرة بحط فيها روج بحس اني عايزة أغيظ الرجالة: اشطة مش انتو بتنزلو تتمشو الساعة 2 بالليل؟ أنا بقى بحط روج، عمركو ماهتدركوا اللحظة الفارقة بتاعت إضافة لون لوشوشكو و هيا بهتانة فتحسوا بشوية تفاؤل.. بين قوسين " هيهيهيهيهيهييي.. وش مطلع لسانه"


الفكرة بقى انه ايه.. أنا مكنتش عاملة حسابي اني هقابل حد، و للحظة أخدت بالي اني أنا المدعوة ريهام سعيد بنت عندها 24 ساعة معندهاش مانع تلبس حلو – احم و تحط روج- و تتهيأ تماماً للاستمتاع بخروجة فرداني.. و مش عاملاها من باب النقص و محاولة إظهار انه مش فارق معايا –كالمعتاد-.. لأ، أنا قفشت نفسي متسامحة فعلياً مع الفكرة و دة محصلش بقاله كتير أوي.. متأكدتش من دة إلا وانا بتفرج ع الحبيبة الصغيرين كجزء مبهج من المشهد بدون انزعاج اني لوحدي، مابجريش أغاني الحب لما تيجي في البلاي ليست خوفا من وجع القلب، بالعكس.. بسمعها باستمتاع و أحس انه نصيبي من الجمال دة كله محفوظ في مكان ما و لسة بيتخمّر.. وأنا بالفعل مش جعانة دلوقتي، و مش عايزة أعيط لحد عشان يعلّي الفرن و الكيكة تستوي و نخلص بقى.. أنا مستمتعة بريحة الخبيز ككائن مستقبل بذاته، و مش زعلانة.. حسيت اني مبسوطة جدا اني –أخيراً!- مش زعلانة..



قعدت أصور الورد و أتفرج ع الدنيا من فوووق.. أفكر في كل الحاجات اللي نفسي أعملها وفي الوسع اللي مضيقينه بالغباوة بتاعت :


- أهو هوة دة

-كله الا دة!

-لأ هوة دة

-كــله إلا دة!!

-أنا عايزة من دة يا حوزومبل أنا عايزة من دةةةةةةةة..


طبعاً فاكرين الزقة اللي خدتها ووقعت ع الأرض و قعدت تقول " ياخسارة فرحتي" بقى والجو دة.. ريهام تقريباً زهقت من هذا النوع من الدراما و تفضل حالياً أنواع أخرى.. حقيقي حقيقي يعني مش كلام فض مجالس و لا محاولات انها تخبي أي مشاعر تانية من أي نوع.. وأنا في الحقيقة لما اتأكدت من دة فرحت بيها أوي، وحسيت انها مش هفأ و احتمال كبير حياتها تبقى أحلى فعلاً الفترة الجاية..



و الموضوع طلع عبارة عن سر صغير و عبيط أوي:


" التوقف عن التفكير في كل الاحتمالات الممكنة اللي تبدو أفضل و أكثر حظاً و بتاع..
لأنها ببساطة مش بتاعتك"



بس كدة :)


الجمعة، مايو 04، 2012

Hunger games




لم أكن أعتبر نفسي ممن شاركوا في الثورة.. عندما يتحدث الآخرون عن يوم 28 تحديداً، اليوم الذي خرجت فيه مصر بأكملها للطرقات تستقبل الموت باستهتار حقيقي و تعلن اجتماعها على نبذ الظلم و النقم على كل القيود و المخاوف،كل شيء! عندما يتحدثون عن تلك الأيام يؤلمني شيء صغير في صدري.. لم أكن في الشارع، كنت في سريري أتابع بالهاتف و أمارس جهاداً مستقلا يخصني، يتمثل في محاولة الوصول وحدي إلى الحمام و المطبخ..

لم أشهد الأيام الطيبة للثورة، الأيام التي تقول عنها صديقتي " أنضف حاجة حصلت للبلد دي ".. لحقت بالشارع متأخرة..لحقت به عندما تفشت " الوساخة " إلى حد كبير، و عدنا من جديد لعقدة اليد العليا و خيوط الماريونيت، حماية الثورة صار مصطلحا ساذجا ينم عن رفاهية لا نملكها ، أقصى أمنيات الجميع أن يدركوا يقيناً مصدر طرف الخيط المعلق بأطرافهم.. أين يبدأ و كيف يمكن قطعه، حتى يمكننا أن نخطو الخطوة القادمة- أي خطوة قادمة!- بقليل من الفهم و الحرية..

في إحدى تظاهرات ديسمبر الماضي اقتنعت  أخيرا أنني شاركت في هذه الثورة.. لم تكن التظاهرة الوحيدة التي شاركت بها، ولكنها لسبب ما تمكنت هذه المرة من إقناعي.. تظاهرة ضخمة، و في تظاهرات بهذا الحجم يصبح من الصعب توحيد الهتاف دون مكبرات للصوت.. كنت في الصفوف الوسطى و فجأة على صوتي، على كثيراً حتى أنني ما كنت لأصدق أن هذا الصوت يصدر عني أنا بالفعل لولا أنه يتوقف عندما أصمت بالتتابع! وجدتني ممن يوصلون الهتاف من الأمام للخلف.. لا أدري كيف يمكن لـ 160 سم  بصوت نسوى مسرسرع أن تقوم بمهمة كهذه، كان يتبعني الآخرون بالفعل و نتوحد، نهتف معاً هتافات لا أذكرها الآن.. قد أذكر منها فقط "يا حرية فينك فينك.. حكم العسكر بينا و بينك "..

في فيلم "
hunger games " تنتهي الثورة بالتخلص التام من الخونة و التحرر من تأثير المؤامرات على البلد.. وللتعبير عن ثمن هذه الحرية ظهر طقس  ابتدعه حماة الثورة، يتمثل في اختيار شاب و فتاة من كل مقاطعة سنوياً للمشاركة في لعبة يصطاد فيها بعضهم بعضاً وسط حلقة مفرغة من اللهو بعقولهم حتى ينتصر فائز وحيد، هو الأكثر مكراً و غدرا و براعة.. رمز بسيط لبدائل الأمر الواقع، للفوضى التي ستعم إن انتهى الخوف و سادت الحرية.. اللعبة هي الحدث السنوي الأكثر أهمية، ينتظرها الجميع.. و يجلسون لمشاهدتها بشغف حقيقي، يشبه الشغف المتعارف عليه للحياة!

..

لم أستطع الذهاب إلى العباسية، نهش الإعياء من جسدي الأيام الماضية و توقفت تقريباً عن النوم! تمكنت بالأمس من النوم أخيراً ولكن بشكل مرضي أيضاً لأربعة عشرة ساعة تقريباً.. بس الحمد لله أحسن من مافيش! في طريقي إلى البيت كي أنام تابعت المسيرات المتجهة إلى العباسية وأنا في حالة طفيفة من الوعي، الطريق من غمرة و حتى مسجد النور خال تماماً إلا من أسراب البشر التي تسير بهدوء و لا يبدو صوت هتافها واضحا من أعلى الكوبري.. السماء رمادية و المشهد مهيب.. مهيب، بكيت ما إن وصلت للبيت على ما أخلفه وراء ظهري لأجل النوم و كنت على يقين بأنني سأستيقظ لأجد ثورة جديدة حدثت خلال نومي..

لم تحدث الثورة الجديدة.. لا أدري لماذا.. هل فاتتنا بالفعل " نضافة " البلد دي و لم يبق سوى بقع الدم تلوث كل المشاهد.. الكثيرون يجلسون في بيوتهم يحللون تحليلات عظيمة و يتوصلون إلى نتائج مذهلة مفادها إن يا إما هي بلد وسخة، يا إما احنا اللي عالم وسخة.. لا أدري ما الهدف، و النعمة أنا لو أعرف كنت أقول على طول!

أقولها هنا من جديد:
نظريات المؤامرة العظيمة بكافة أشكالها مابتصحيش الميتين، و لا بتبعت شوية نور لأهاليهم عشان ميكفروش.. أرجوك، أول ماتسمع سيرة العباسية اقرا الفاتحة في سرك و خلي قدامك هدف واضح: تسكت خالص لحد ماكل دة يعدي على خير..

وتذكر.. سيزرعون الجوع فينا للأمان و يحصدون الأرض و من عليها
كلها في الآخر
hunger games!