الأحد، يونيو 08، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -8-

أصصدم بمقال أحمد سمير عن مامته "فاطمة" التي أحببتها كثيرًا.. أصطدم بالمقال بعد عدة خلافات نشبت في البيت الصغير المطل على الشارع المزعج والتي كبرت من اللاشيء كالعادة.. حيث ينتهي الخلاف بنتيجتين معتادتين: 1) احتمال كبير أكون شخص لا يُطاق.. 2) الوحدة هي إكسير الأرواح المُعذبة.. ولقد فشختنا الوحدة كثيرًا، فبقينا أشخاص لا نُطاق.

أصطدم بالمقال وأبتسم وتبدأ دموعي في الانهمار وأنا أربت على "كرشي" الصغير.. أيون.. لسة مابقيتش بطن كبيرة عليها القيمة.. وفي الحقيقة أحيانًا بشك إن فيها نونو! إنما يوجد احتمال عليه القيمة بوجود صغير ينمو في الداخل لا أعرف شكله بالضبط.. وهياخد مني ايه ومن باباه ايه.. احنا الاتنين بنتهته و احنا متعصبين، هيتهته زينا؟ عينيه هيكونوا واسعين ولا ضيقين بس بيشوفوا كويس؟ هيكون بيحب يكتب؟ وفي يوم من الأيام يكتب عني مقال بيقول إنه كان مقدر كل حاجة طول الوقت بس مشغول شوية عن إنه يحكي في الموضوع دة؟

هل سأربي فيه حنانًا طيبًا أم سأكون أمًا بائسة لأبناء لا يعرفون عني الكثير.. هل سأربي فيهم أنانية كالتي أحتويها في داخلي؟ هو الموضوع دة بالجينات ولا اشطة ممكن السيطرة عليه؟! لا أدري.. فقط الله وحده يعلم هيئة هذا الصغير بعد سبع وعشرين عامًا مثلًا.. راجل طويل وحليوة وبيحب الضحك وبيحضني دايما بمناسبة ومن غير، ولا بنت حلوة بتحب تسيب الدنيا واللي فيها وتيجي تقعد معايا حبة نقرا سوا أو نحكي حواديت أجرجرها فيها في الكلام فتحكيلي عن الحبيب اللي مغلبها وقلبها اللي تاعبها..

هل سأصبح أمًا رائعة كطنط فاطمة؟! في الحقيقة لا أعلم.. طنط فاطمة كانت تعرف كيف تزرع البهجة في العدم.. حتى أنها تدعو لسارق أغراضها "ربنا يباركله فيهم!".. كيف داوت طنط فاطمة الغضب؟! أنا لازلت عالقة في غضباتي التافهة وعالمي الصغير المثالي، حيث يجب أن تحدث الأشياء بترتيبها المنطقي في عقلي، فقط ولا غير.

في جميع الحالات، أعتقد أنني سأضطر للانتظار سبع وعشرين عامًا بالتمام والكمال حتى أتمكن من البعبعة بكل الأشياء الضئيلة التافهة التي تضايقني، فتظل في حجمها الضئيل التافه، ويكون الرد متمثلًا في طبطبة على الظهر المحني و"معلش"، و"أعملك حاجة تشربيها معايا يا ماما؟!"



اقروا عن طنط فاطمة.. هنا

الأحد، يونيو 01، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -7-

الحياة دي غريبة أوي..

امبارح كان عندي أرق كعادة ليلة يوم الحد بعد لخبطة النوم بتاعت الأجازة.. معرفتش أنام لحد الساعة 3 تقريبًا.. يدوبك نمت ساعتين أو ساعتين ونص وقلقت لقيت الدنيا حر لدرجة غير محتملة، واكتشفت إن المروحة بعيدة عني.. والمصحف حرام!

 يدوبك رحت عدلت المروحة وبحاول أروح في النوم.. دوكا جت من بعيد وراحت هيلة بيلة لافة نفسها ونايمة جنب حجازي مش جنبي..

كل اللي حصل ببساطة اني فتحت في العياط ومعرفتش أنام تاني.. الموضوع دة يبدو أهبل خالص، وعبيط خالص.. قطتي بقت بتحب جوزي أكتر مني "هاهاهاهاا!" حاجة لطيفة جدا ومضحكة، وأي حد هحكيهاله بأسى هيفضل يضحك، حتى حجازي مش مستوعب أنا متضايقة من إيه وأما اتكلمت معاه في الموضوع قبل كدة زعل واستغرب في نفس ذات الوقت..

القطط البنات بتميل للولاد أكتر، بتلاقي معاهم حنية غير نوعية الحنية بتاعت ماما.. وحجازي حنين بالفطرة أصلا فلازم دوكا تحبه طبعًا.. أنا بس صعبان عليا نفسي، قطتي هيا الحاجة الوحيدة اللي طلعت بيها م الدنيا، حرفيًا يعني!

الواحد لما خد على قفاه في الدنيا كتير واتوجع فشخ من ناس وعلاقات غير متوقعة، منع نفسه بالعافية إنه يتعلق تعلق مرضي بأي حد، بقيت بتعمد كل العلاقات تبقى سطحية، كل الصداقات من بعيد لبعيد.. ناس قليلة أوي اللي مسموحلهم يبقوا قريبين لدرجة ممكن تسمحلهم يئذوني، كل حاجة بتحصل برة المخبأ بتاعي بتفضل براه، جوة المخبأ فيه كتبي وكتابتي وأحلامي.. ودوكا.

أيوة صح، أنا أٌقنعت نفسي إن مفيهاش حاجة خالص لما أتعلق بدوكا تعلق مرضي، احنا بنربي حيوانات طول الوقت عشان بنحس معاهم بحب غير مشروط وغير نهائي، مفيش حاجة اسمها الكلب بتاعي أو قطتي هيسيبوني ويمشوا.. مفيش حاجة اسمها هيلاقوا حد أحسن فيفضلوا يدوله هو مشاعرهم، مفيش حاجة اسمها إنك مش كفاية.. بكل اللي بتعمله واللي هتعمله مش كفاية.. احم.. أو هكذا كنت أظن يعني!

لا بس عادي خالص، حتى دي طلع فيها إنّ.. دوكا ببساطة لقت حد أحسن.. آه هيا لسة معايا في نفس البيت، وآه هيا مش بتكرهني يعني، وبتجيلي بردو مهو أنا بتاعت الأكل وبتاعت حل المشاكل.. بالظبط، بقت حاجة مشروطة، مجرد احتياج.. لكن عايزة حب غير مشروط؟ بليز كام باك ليتر يا حلوة!

إحساس الفشخ بتاع العلاقات والوجع بتاع استعادة الذكريات مختزن جوايا، وأي وقت بلاقي فيه متاح إني أعيط بعيط.. تاني، خسرت علاقة تاني والمرة دي بدون ماعمل حاجة فعلا، دة مجرد امتثال لقانون الحياة الغير عادلة، اللي مش بتديك الحاجات لمجرد إنك عملت اللي عليك، أو عملت كتير أوي، أو كان نفسك الدنيا تفضل زي ما هيا، أو تقدر تثبت بالورقة والقلم إن كل اللي جواك يخليك تستحق تمامًا كذا.. في الحقيقة مفيش أي محدد لاستمرار أي حاجة، الدنيا فعلًا الأصل فيها الزوال، حتى في أبسط وأأمن العلاقات اللي لا يمكن تفكر في احتمالية خسارتها مرتين، زي علاقتك بالقطة!

دراما كوين مش كدة؟ عادي.. اتفقت من زمان مع نفسي إني عارفاها وعارفة إنها دراما كوين وقابلاها زي ماهيا، وإن مكنش حد عارف يستوعب العبء دة، فأنا اللي مضطرة أشيله، ومش زعلانة منها، ولا هلومها زي الباقيين مابيلوموها على إنها مش أعقل ومش أهدى، ومش بتكبر دماغها..

القصد: الحياة غريبة أوي فعلا، عمرك ماتقدر تتكهن الوجع هيجيلك منين، ولا عمرك تقدر تتفادى مقدار معين منه مقسوملك، لا تقدر تغالب فكرة الفراق مهما كانت صورتها، ولا تقدر تتفادى إنك تروح الشغل معيّط ومش نايم، مهما حاولت تزرع لروحك استقرار نفسي بالعافية..

عزيزتي دوكا: شكرا على كل حاجة، أنا هفضل موجودة في البيت بس هتجنبك شوية عشان قلبي واجعني... باي باي :)