الاثنين، نوفمبر 05، 2012

حتى لا أفقد الخيط




هناك دائما خيط خفي يربط كل شيء بكل شيء.. يجعلني أكتشف أسباب بلهاء تناسبني أبرر بها حدوث أشياء تحدث عادة بلا سبب، تحدث " لأن الأشياء تحدث" هكذا فقط.. بالمناسبة هذا اسم رواية كنت أظن أنها بالتأكيد رواية رائعة، أخبرني أحدهم أنها لن تعجبني.. خفت من شرائها! و في كل مرة أراها بين صفوف الكتب أقول أن هذه المعلومة بالذات تمنعني من شراء هذا الكتاب بالذات لأن نصيبي يحتم عليّ شراء كتاب آخر بدلا منه في كل مرة، سيحمل لي رسالة أخرى تخصني.. أو ونس سأحتاجه في وقت قريب، الهدف من وجود هذا الكتاب دائما أنني لن أشتريه.. ألم أقل لكم؟ هناك خيط خفي يربط كل شيء بكل شيء



حائرات\يائسات.. وات ايفر!


المسلسل التركي السطحي بغباوة: نساء حائرات.. مفيهوش في الحقيقة غير اسمه ، الاسم الأصلي للمسلسل: Desperate house wives نساء يائسات.. هما يعني نساء زعلانات و خلاص! كنت أتساءل على الفيس من كام يوم: مزعلين البنات ليه يا ولاد المبقعة؟! ولم أجد رد.. يحيرني دائما أن الزعل قدر خفي يخص النساء، أو كما قال زوربا: "في النساء جرح لا يندمل أبدا.." يشعرني ذلك أحيانا بالظلم، و لكن حتمية الأمر تهدئ من روعي.. أتأكد اني هزعل و الدنيا مش هتتهد.. و هتبسط و هزعل تاني.. و همشي مع كل شعور لآخره دون أن أثبت على نفسي تهمة "النكد" الشهيرة، و عبوكو كلكو!



فردة الكوتشي..



بعد مناقشة حادة مع أبي أصر أن يقيمها معي في وسط أجازة قصيرة جدا كنت كل ما أتمناه فيها شوية هدوء.. وصلت لمرحلة من الاختناق أكابد للتغلب عليها حتى الآن.. زي مايكون حد داس على صدري بكوتشي! و الرضوض هتفضل تنقح عليا حبة حلوين



في نفس اللحظة التي كنت أفكر فيها في تأثير الكوتشي على قفصي الصدري ، يحدث حادث مروع لأحد المارة أمام بيتنا في كامب شيزار، تقذف سيارة مسرعة بجسد الشاب بعيدا ويرطدم بالأرض كأنه حجر.. تنخلع فردة الكوتشي الخاصة به.. لم أفهم لم قاموا بتغطيته بالجرائد قبل وصول الإسعاف ربما خوفا من مظهر الدماء..



يختفي الشاب بعد دقائق و تظل فردة الكوتشي الخاصة به في قارعة الطريق تتقاذفها السيارات.. أصاب بذهول! هل يمكن أن يغادر هذا الشخص عالمنا و تظل فردة كوتشيه الأثر الباقي الوحيد منه.. من سيجدها و ماذا سيظن أنه قد حدث لصاحبها... هل سيعرف أي شيء عن تاريخه\شارعه\ أحلامه التي تمنى السير لها، من خلال فردة الكوتشي؟ فكرت لوهلة أن أنزل و ألتقطها من وسط الشارع، و لكنني خفت من الاحتفاظ بأثر أحدهم في العالم.. ماذا أفعل به و لمن أورثه؟ إذا كنت أنا مش عارفة أعمل ايه في نفسي أساسا!



أبي..



في محطة القطار، كنت أراقبه من بعيد وهو يقف في طابور التذاكر.. لا أدري ما الذي جعلني أتخيله شابا.. فقد أبي الكثير من الوزن و أصبح من الخلف يشبه هيئته القديمة في الصور.. رفيع و طويل.. كنت أفكر، هل كان يتخيل أبي أنه سيتحول لهذا الرجل في سن الستين؟ كيف كان يتخيل نفسه؟ كان شابا وسيما إلى حد كبير و مولع بالرياضيات.. كانوا يلقبونه في الكلية " سعيد شيت" لأنه يحل كل الشيتات قبل الجميع خاصة مسائل الذكاء.. كانوا يلقبونه أيضا "محمود يس بتاع الصين" لأنه يشبه محمود يس في هيئته و تسريحة شعره و لكنه لا يمثل في الأفلام و لن يقبض أموالا نتاجا لذلك.. سيظل يكدح طوال عمره كي يحقق أحلامه.. سيهزمه الوقت كما يقول عادة.. الوقت الذي لم يسمح له سوى بتجميع المال، كان ضيقا جدا!



هل كان يعرف أنه سيعيش معظم عمره بلا امرأة.. أنه سيتخانق مع بناته على المواعين و مكالمات التليفون و التأخير بعد الساعة 10.. ويستنرف نفسه في الشكوى و رثاء الظروف، بالتأكيد لم يكن يعلم أن بناته لن يعرفن طريقة مشروعة لإقامة مناقشة معه دون أن يبكين بعدها.. كان يعلم أنه سيظل ضحكي و دمه خفيف و مهووس بالشطرنج.. و أنه سيؤمن بدماغه و يكفر بالعالم... و سيتباهى بذلك طوال الوقت



ربما سأقرأ هذه التدوينة و أنا في الخمسين، و أذكر نفسي أن صورتي الذهنية عن تيتة ريهام لم تكن تتضمن إزعاجي للأخرين وتحميلهم مسئولية تعاستي.. و غضبي على التجاعيد الظاهرة في المرآة، و التي لا أعرف من تخص بالضبط!



2 التعليقات:

Hegazy Saad يقول...

حاولت أكتب تعليق يجمع "اعجابى" و"زعلى" من فردة "الكوتشى"..
ملقيتش غير حاجة واحدة ... :)

hanan khorshid يقول...

جميلة تدونتك يا ريهام
احلى جزء فيها الخاص بباكى
ربنا يخليهولك
انا بحس بحبك الشديد له ف معظم كتابتك
واضح انه فيه كتير أوووى منك :)
وعى فكر المسلسل التركى فعلا سخييييف
بس الاصلى بعتبره احلى حاجة شوفتها بتوصف مشاعر المرأة ى حياتى انا عندى ال8 سيزون ^_^ بجد جااااااااامد