الخميس، يوليو 03، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -9-

مش عارفة أرجع تاني :\

كل مرة بتعدي عليا فترة عيا صعبة ومستشفيات وكانيولات وإيدين مخضرة ثم مزرقة و...و...، كل مرة دة بيحصل بفصل تمامًا عن العالم الخارجي ومبعرفش أرجع بسهولة.. ببقى في حالة شبيهة لأول يوم حضانة\مدرسة\درس فيه الولد الحليوة بتاع تانية تالت.. مش قادرة أخطي العتبة تاتة واحدة واحدة وأدخل أندمج مع اللي بيحصل جوة واتشاف كدة ويبقى ليا وجود... أنا مش عايزة يبقى ليا وجود، عايزة أفضل مستنية برة، وابقى غير مرئية تماما

ببقى بس عايزة أنام، أنام كتير أوي وأصحى من النوم أنام تاني.. مش عايزة أواجه الواقع بجسمي اللي بينهج لو وقفت أربعين ثانية متواصلة وروحي المسحوبة بفعل الحر والكتمة، ودماغي اللي مش عارفة تبطل تسأل: امتى الحياة هتكون سهلة شوية؟

كانت أول مصالحة ليا على العالم الخارجي هيا "بندورة".. بندورة هيا دبدوبة بنت ضخمة فروتها مكونة من دواير لا نهائية بتخش في بعضها وتعمل دهاليز ناعمة.. لابسة فستان وعندها فيونكة روز.. وانا مقتنعة أصلا إنها فارة..

بندورة كانت ماسكة في إيديها بالونة هيليوم بتقول"
get well soon
" ومستنياني على باب الشقة.. حجازي كان ماسكها والبالونة مغطية وشه ومستنيني أفتح الباب.. وأنا أول ماشفتهم كلهم سوا قعدت أعيط.. كنت سعيدة فعلا.. دي أول لحظة سعادة حقيقية تعدي عليا من كتير.. حسيت أخيرا إن فيه حاجات تانية مستنياني في الحياة غير المشاكل والتعب والتعليمات وحقن الوريد.. فيه حاجات ممكن تحصل بسيطة وحلوة ومبهجة، كل يوم وانا ببص لبندورة هو دة اللي بفكر فيه.. فيه حاجات هتحصل أكيد حلوة، مهما قرصت الدنيا علينا وطبقت على نفسنا..

في المستشفى جت عيلة صغننة فيها بنت وأب وأم بس معايا في الأوضة لمدة نص يوم.. البنت غنت لمامتها قبل ماتخش العمليات.. والراجل كان قلقان ومابيتكلمش لكن أول ماخدوا الأم واتأخرت في العملية كان الحب بيدلدق من كل كلامه عنها وكان بيكلم طوب الأرض عشان يطمنوه... لما رجعت م العملية اتكلم معاها عادي وقالها بس "قلقونا عليكي".. كنت عاوزة اقوم أقوله ليه خبيت الحب المدلدق دلوقتي؟ أرجوك قولها "أنا ماكنتش عارف لو كان جرالك حاجة كنت هعمل ايه.."

في المستشفى برغم كل الإجهاد وغباوة الممرضات إلا إني كنت بستمتع بإحساس الاستسلام.. بإحساس إن مش مطلوب مني حاجة تاني خلاص اتصرفوا انتوا، أنا بس عايزة أنام.. دايما الممرضات بيعلقوا إني بنام كتير.. مببقاش عارفة أشرح إن دة مش نوم العيا بس، دة نوم الإنهاك بتاع كل حاجة.. التعب بتاع الدنيا كله، أنا جاية أستسلمله تمامًا.. وأنام

وبعد دة مابيحصل، بخرج تايهة شوية ومش مدركة تمامًا أبجدية التعامل مع العالم اللي كنت بستخدمها قبل كدة.. عاوزة أفضل ساكتة، وأبتسم كل ماحد يقولي أي حاجة وبس.. مش عايزة أتكلم خالص.. بحاول بس أقوم من السرير على قد ماقدر واعمل حاجات بسيطة أوي، وعبيطة أوي.. وكافية أوي إني أكون منهكة عشان انام 13 ساعة متواصلة جديدة.. واصحى تقيلة ومش مركزة.. ومفيش في دماغي غير بس إني هقوم أسقي الزرع.. واشرب عصير أناناس

أكيد الفترة هتعدي، أنا عارفة.. بعد كل دور عيا شبيه فيه حتة صغيرة مني بتدبل تمامًا وبتبقى لازم تدفن عشان حتة غيرها تتزرع، بفضل محتاسة بيها شوية بس مش عارفة أدفنها فين.. بعد شوية بتفاجئ بيها زي ماتكون اتصرفت، اتدفنت لوحدها بعيد عن الشوشرة..

وأنا رجعت للتنطيط واللخبطة والرغي اللي مابينتهيش :)

5 التعليقات:

غير معرف يقول...

الف سلامه عليكي يا راسمه السعادة والأمل في نفسي في لسه ناس لاسعه وهوس هوس زي get well sooooon

غير معرف يقول...

الف سلامه عليكي يا راسمه السعادة والأمل في نفسي في لسه ناس لاسعه وهوس هوس زي get well sooooon

غير معرف يقول...

سلامتك :)
بتابعك من بعيد من زمان احنا شبه بعض اوي بس انتي فيكي حته اراده اعتقد ضاعت من عندي
سلامتك تاني :)

غير معرف يقول...

سلامتك :)
بتابعك من بعيد من زمان احنا شبه بعض اوي بس انتي فيكي حته اراده اعتقد ضاعت من عندي
سلامتك تاني :)

هبة الله يقول...

حمد الله ع السلامة :))