الأحد، ديسمبر 07، 2014

أنا والمارية.. (2)

هو دة اكتئاب ما بعد الولادة اللي بيقولوا عليه؟؟

طيب.. سنقاومهم بالحب!

في الحقيقة أنا كنت كويسة خالص.. امبارح بالذات حسيت إن فيه حاجة حلوة حاسة بيها وهيا إني مش فارق معايا المجهود البدني اللي علاقة بالفترة الأولانية وحاسة انه بيعدّي وربنا بيقدّر وخلاص.. نفسي بس كل حاجة تمشي كويس، المارية ماتعياش.. أنا أركز ومانساش حاجات مهمة.. الرضاعة تمشي مظبوط.. إلخ إلخ.. لو الحاجات دي حصلت أنا فعلا معنديش أزمة في حوار إني مابنامش متواصل أو دراعي على وشك يتكسر من التثبيت على وضعية معينة.. احنا قدها وقدود
:))

الفكرة إن دة خرافي طبعًا.. مارية خدت برد جامد ولسة الصفرا عندها عالية.. الصفرا مابتروحش غير بالرضاعة وانا مش عارفة أرضعها كويس.. مارية جسمها ضعيف جدا، أنا بقعد أعيط جنبها واتأسفلها وانا بغيرلها هدومها.. النهاردة خرمولها ودانها عشان تلبس حلق.. من كتر الشحتفة اللي اتشحتفتها كرهت الحلقان وكرهت نفسي! وبنسى.. بنسى حاجات كتير.. ساعات بنسى أغيرلها البامبرز وبفتكر متأخر.. ساعات بنسى نقط الفيتامين.. وطبعا أدويتي أنا مابفتكرهاش غير لما أحس اني تعبانة.. مين الحد اللي ممكن أقوله دلوقتي: عمو عمو أنا مابعرفش أركز في حاجات كتير كدة مع بعض.. فيقولي ماشي، انتي عليكي الرضاعة والبامبرز وانا عليا الباقي!


ابتدت الأفكار السخيفة تعشش في نفوخي بقى.. "أنا أصلا ماكنتش عايزة أجيب طفل عشان عارفة اني هجيب طفل تعبان زيي ويفضل يعاني نفس معاناتي".."أنا أصلا مش قوية ولا زفت،أنا عايزة حد ياخدني من إيدي دلوقتي يتمشى بيا ويجيبلي آيس كريم وياخد مارية ويجيبهالي لما تتحسن شوية ومايبقاش وشها أصفر وأصغر من صباعي.. وأنا هكمل من بعد تلك المرحلة".. "عايزة أنام كتير واصحى ألاقي كل حاجة كويسة وحجازي جه ومفيش ناموس في الأوضة! الناموس مبهدلها.."

ويبتدي السح.. وتنطفي الفرحة الكبيرة اللي كنت حاسة بيها امبارح وانا مش عايزة أحطها في سريرها وعايزة أفضل شايلاها وأتأملها كدة لمدة ساعة عالأقل.. وعمالة أفكر إني مش زعلانة إنها صغنتتة أوي كدة.. أنا مبسوطة بيها ومن كتر ما بتأمل فيها بقيت حاسة إن الكائنات التانية هيا اللي كبيرة.. هيا كدة جميلة..وهتبقى عصفورتنا..

بدل مافكر في كل دة تاني حطيتها في سريرها وشغلتلها المزيكا اللي بتطلعها الزرافة اللي جابتهالها خالتو رضوى وقعدت اتفرج عليها وهيا بتروح في النوم.. وأنا حاسة بالأسى ومش عارفة أتأسفلها ازاي اني مش هعرف أخلقلها عالم جميل كدة مليان مزيكا هادية ودباديب مبتسمة ومفيهوش ألم.. معلش يا مارية ماما مش هتقدر تعمل دة.. ماما غالبا مش هتقدر تعمل اللي أقل من دة كمان

وافتكرت فجأة كل الكلام اللي قريته عن اكتئاب ما بعد الولادة، وقلت ف عقل بالي النهاردة كان يوم مثالي انه يزورني بعد المعاناة مع التطعيم ومع برد مارية وعياطها المتواصل.. مع معلومة إن شهادة ميلادها مش هينفع تستخرج إلا لما تتم شهرين.. اللي هو عدى منهم أسبوع! يعني فاضل 7 أسابيع.. كل أسبوع هيبقى فيه عيا ودكتور ومواصلات وأهل لازم نرضيهم وواجبات لازم تتعمل وخلاص وأحضان المفروض تهوّن مش هتهوّن وبيبرونات لازم نقوم نعملها ونسيب المارية تعيط في سريرها لوحدها لحد مانيجي.. ونقعد نتأسفلها ونقول: "أنا عمري ما هسيب المارية دة انا كنت بجيب المم بس.."

وعديت على وسط البلد النهاردة، ومشيت من جنب القزاز واخدت بالي اني آخر مرة جيت هنا كان معاك.. بقالي زمن مابجيش وسط البلد.. وحسيت إن أقصى أمنياتي حاليًا هو يوم طبيعي أروح فيه الشغل وأرجع على وسط البلد أجيب سندويتشات من قزاز وأقابلك ع القهوة!
أحلم بسفرية عمرها ما هتتحقق.. ومافكرش إنها حتى لو اتحققت دلوقتي مش هقدر أنزل فيها أهيم على وجهي بالكاميرا وأكتب.. هكون بعمل حاجات تانية خالص

عمومًا أنا متأكدة إني هتحسن.. بس كان لازم أكتب عشان ماقعدش أعيط وخلاص.. يمكن كمان الكلمتين دول يساعدوا أم صغنتوتة جديدة تانية شايفة إنها مجرمة إنها بتفكر في أفكار كدة.. على فكرة إشطة صفة الأمومة لا تجب ما قبلها! هتفضلي بني آدمة يعني.. ومن حقك تفكري وتقولي اللي بتفكري فيه.. حتى لو كان عك :)



يلا..أما أقوم أغلي البيبرونة عشان المارية هتصحى بقى :))

2 التعليقات:

الحلم العربي يقول...

بكرة تفتكري الأيام دي و انتى بتتمشي مع المارية في شوارع أسبانيا بفساتين بكرانيش شبه بعض و في ايديكو كاميرا بتتخانقوا مع بعض مين اللى يصور بيها الأول .. استمتعي و ربنا يعينك يا أجمل ماما صغنونة :)

hadeel يقول...

ربنا يخليها ليكى وتكبريها كده وتبقى احلى عروسة ف الدنيا