الجمعة، أبريل 04، 2014

من مذكرات زوجة حديثة فشخ -2-

** في مديح شقة (9):

ازيكو..

النهاردة هحكيلم حدوتة الشقة 9.. بس لازم قبلها أحكيلكم شوية من الظروف المحيطة.. وأنبهكم إن احنا في شقة 14.. شقة 9 دي شقة من شقق الجيران

احنا ساكنين في السيدة زينب في عمارة عالية وسط شارع مليان بيوت صغننة.. ساكنين في العاشر ودة بيخلينا نشوف مصر القديمة كلها من فوق.. سر سعادتي بالشقة دي كان المنظر من فوق من ساعة أول مرة شفناها، وعشان كمان محندقة، وبعد شوية تعديلات بقت شبهنا جدا.. وحسيت فيها بالبيتوتية والسكينة خلاص، وبقيت لما اتخنق في الشارع واحس اني عايزة أروح البيت، مابيخطرش في بالي اوضتي القديمة، بيخطر في بالي البيت الجديد.. دة إنجاز استلزم الشهر اللي فات كاملًا عشان يتحقق

سافرنا عشان نقضي أسبوع العسل ولما رجعنا لقينا الأصانسير بايظ! أوباااا..
طلعنا السلم بالشنط وكنا متضايقين فشخ.. وكل مانسأل صاحب الشقة ولا الجيران ينيمونا ويقولولنا هيتصلح هخلاص، هيشتغل آخر الأسبوع.. والحقيقة اننا من ساعة ماتجوزنا بنطلع العاشر على رجلينا..

في الأول كنت منهارة جسديًا من كل حاجة وكارهة السلم والعيشة.. مكونتش عارفة أتعود.. بس بالوقت بقى عندنا خطط عشان نعرف نعدي مرحلة السلم بسلام قبل مانوصل البيت..

خطة 5-3-2 خطة هايلة.. اضرب أول خمس "تيدوار" وبعدين كله هيبقى تمام.. مشكلتها إنها بتخليك تقعد تعد الأدوار، في وسط العد بتكتئب.. وبتحس انهم كتير.. اكتشفت قريب كمان ان حجازي بيعد السلالم شخصيًا.. الموضوع مأثر في نفسيتنا أوي..

أنا وحجازي بنوصل في اوقات مختلفة.. لسة معرفش هو خطته الفاينل عشان يسيرفايف عاملة ازاي.. لكن أنا بعد تمرس، بقت خطتي محددة..

أولاً لازم أحط السماعات في وداني وأبتدي تراك مع أول سلمة.. وساعات بيبقى عندي تارجت أوصل البيت قبل ماخلص التراك.. وساعات بشغل حاجة طويلة واحس اني براحتي بقى لسة بدري ع التراك ما يخلص.. تراكات الست أم 48 دقيقة بتفيد أوي في الحالة دي..

ثانيًا عندي دايمًا هدف ثابت: أوصل لشقة 9.. أول مابوصلها بحس اني وصلت خلاص، لحد دلوقتي معرفش شقة 9 تبقى أنهي دور بالظبط، وفي الحقيقة مش عايزة أعرف.. أنا مكتفية بوجودها كدة كبصيص من الأمل في منطقة ما من السكة.. أصل بعد شقة 9 بيبقى في دور كمان، وبعد الدور دة بيبقى في الدور اللي فيه الباب الحديد، وبعد الباب الحديد بيتنا.. هوب.. وصلت.. بيس اوف كيك أهي

شقة 9 هيا رفيق الدرب اللي دايمًا بيقول ان كل حاجة هتبقى تمام.. وإننا قربنا نوصل، دايمًا قربنا نوصل!

شقة 9 مش هتروح في أي حتة.. انا ضامنة كل يوم إني هطلع ألاقيها ببابها الخشبي ورقمها المزهزه مستنياني، بتقولي انها هانت وبتسلم عليا قبل ماروّح.. أنا بحب شقة 9

المهم..

الأصانسير كان بيتصلح فعلًا، ومابين لحظة والتانية مستنيين نشوف النور الأحمر الرائع منور ع البوردة الحديد "بيقوللي أعيش" على رأي الست..

قوم ايه.. مالطا خربت خالص بقى
العمارة عليها فلوس كهربا، السكان مش مقتنعين بالرقم اللي عليهم وشايفين انه نصب فمادفعوش.. قام الحي جه شال عداد الكهربا بتاع العمارة خالص! آه والله العظيم زي مابقولكو كدة.. فنتيجة لذلك، موتور المية مش شغال.. السلم ضلمة.. والأصانسير طبعًا عليه السلامة

ويبقى السؤال: يعني لازم الحياة تبقى صعبة بالشكل دة؟

أم هند..

طلوع السلم كوووم وطلوعه في الضلمة كوم تاني.. كان في شيء من الرومانسية في إن الواحد يطلع السلم على صوت أم كلثوم في الضلمة، بس في شيء من الذعر إنك تتكعبل وتقع على وشك أو ييجي ساكن تاني نازل ولا حاجة فتتحط في موقف كريبي فشخ، وطبعا كنت متوقعة إن الخطة الخمسية اللي بتهون الموضوع بتاعت البحث عن شقة 9.. اتنسفت خلاص

لكن نووو.. آبسلوتلي.. في وسط الظلام الموحش كان فيه نور بيقرب، في دور منوّر، أكيد حد برنس فاتح نور بتاع شقته ولا حاجة.. تفتكروا مين؟؟

آه والنعمة هيا.. شقة 9 <3 br="">
كان هاين عليا أحضن الباب وارن ع الناس أحييهم والله.. أكيد البيت جوة هادي وجميل، أكيد فيه ست حلوة بسببها البيت بقى نوع من أنواع الأمل المُستحدث.. أكيد في ستاير فاتحة وخفيفة وبتهفهف.. وفي حد عنده خير تجاه حد مش عارف يوصلهوله فبيوصل بصور تانية لأي غلبان معدي من جنب باب الشقة..

معرفش إذا كان كل الناس عندها نور سلم وبخلانين يفتحوه ولا لأ.. بس شقة 9 فتحت النور للغلابة بشكل فوري..

أكرر: أنا بحب شقة 9


** حاجات حلوة جوة الحاجات الوحشة:
معلومة على الهامش كدة.. كنت بفكر اليومين اللي فاتوا إن موضوع الأصانسير البايظ في شهر العسل دة كان تعسيف غير منطقي وسخيف.. بس في نفس الوقت رحمنا من حاجة ماكناش حملها من غير ماناخد بالنا

عادة الأهل بيروحوا يزوروا العرسان عشان يتفرجوا عليهم! البيت بيكون فُرجة.. العروسة بتكون فُرجة.. حتى دولابها بيكون فُرجة.. طبيخها فُرجة.. لبسها في البيت، شكل علاقتهم ببعض.. زوقهم في التفاصيل.. وطبعًا السؤال المقيت: هاااا أخبار الجواز ايه؟

في الفترة الأولانية بكل ما احتملته من مجهود عشان التأقلم ومحاولة تظبيط الأمور، البيت مع الشغل مع، مع... أنا شخصيًا ماكونتش حمل النوعية دي من الزيارات خالص.. آه كنت هفرح بزيارات الأصحاب، والناس الطبيعية من العائلات.. بس كنت هتعب أوي من النوعية اللي بقولكو عليها دي.. وكانت هتعمل ضغط عصبي شنيع عليا

فيعني.. دايمًا بتكون في حاجة حلوة جوة الحاجة الوحشة بتاخد بالك منها بعدين.. غالبًا دي كانت الحاجة الحلوة، ربنا رحمني من الضغط دة، وأجلهولي لحد ماكون قده

معرفش فين الحاجة الحلوة حاليًا ف إن مفيش مية! يمكن الاستحمام بالكوز ممتع فشخ ومحتاجين نستعيده تاني ولا حاجة

في وسط كل دة، نفسي مانضطرش نسيب الشقة!

وعلى رأي زياد رحباني:
الله يساعد الله يعين، كل من ليس بِيّاعين


  
                                         

0 التعليقات: