كيف أصبحت أملك هذه القدرة على دفع المياه إلى ما قبل دماغي بقليل ؟ ،، عيناي ممتلئتان عن آخرهما و مازال شيء في داخلي يدفع المياه بقوة ...
" يعني أودي المية دي كلها فين ؟؟؟ "..
أخاطب صدري بصوت هادئ على الرغم من الحنق و الإرهاق ..لا أحد يرد .. المضخة الداخلية هذه قاسية لأقصى درجة ،، إما أنها قاسية أو أنها صماء .. أو ربما هي مجرد كائن جامد يؤدي عمله باجتهاد و لا حاجة بي لملاحقته بلعناتي ... رغم أني لست ممن يعترفون بوجود الجماد أصلا ،، محاولاتي لإضفاء الحياة على كافة الكائنات حقيقية جدا .. نابعة من قناعة واثقة في داخلي بقصر البصيرة فينا ..
هي مستمرة في دفع المياه بقوة ،، يساندها دماغي بمشهيات مثالية لاستمرار الأمر .. من ذكريات قديمة و مخاوف مزمنة و إرهاقات متتالية ..
ربما في خيالاتي أتصور أنني إن لم أبك هذه المياه جميعها سينتفخ وجهي إلى حد لا يطاق ،، سيصبح قابلا للاختفاء بمحض شكة دبوس ! ليس بالسرعة التي يختفي بها بالون منتفخ عن آخره بالهواء في لحظة ،، مجرد لحظة قد تسعدني كنهاية مبهجة و مفاجئة ... إنما ثقب ضئيل ينز بمياه البكاء المخزونة هذه ببطء ممل ... ربما قد يقتل هذا الوجه الملل و ليس الانتفاخ !
في خيالات أخرى أقرر ألا أستسلم للأمر ،، أقف أمام السحاب و أتخيلني أقفز من الأعلى .. من حيث لا أعلم ،، ذراعيّ مفرودتان إلى .. فوق ،، أمر بالسحابات واحدة تلو الأخرى و ...
يتوقف خيالي عند هذا الحد ،، لا أقدر على تصور ما سأشعر به بالضبط ... ربما تبقى أكثر أحلامنا ألقا على قدر من الرهبة ،، و العجز عن التصور !
ما الذي أتى بي إلى هنا بالضبط ؟
كنت أتحدث عن مضخة مياهي الداخلية ،، و أنني أصبحت هشة بشكل خانق .. كنت منذ فترة أستغرب عدم قدرتي على البكاء .. قد يمر شهر كامل دون أن أبكي مرة واحدة مثلا ! ليس لفرط سعادتي ،، فقط لخمول مضختي أو ربما صغرها في السن ،، و لا أدري الآن هل هي مراهقة كثيرة البكاء .. أم عجوز حزينة ،، حتى يصيبها كل هذا الهوس بدفع المياه إلى ما قبل دماغي بقليل ...
أعلم أن الهشاشة لا تجعلني فريسة للاختناق فقط،، تمنحني حلاوة ما كنت لأشعر بها لمجرد مروري بكلمة أوحدث صغير ،، أو تفصيلة رائقة في مشهد لا يهم أحد ... ما كنت لأتذوق هذه السعادات الصغيرة لولاها .. لست أمقت هذه الهشاشة تماما
أحاول أن أخلق معادلة ترضيني ،، بين السعادات الصغيرة تلك ،، و اقترابي حد الجنون من أن أصبح ورقة ،، يخط فيها الجميع ما يشاءون ،، دون أية دور لها في ذلك ..
لا أتمكن من خلقها في الغالب ..
أحاول أن أفهم فقط ..
" يعني أودي المية دي كلها فين ؟؟ "
و هذه المضخة ..
إما أنها قاسية جدا ،، أو أنها صماء ..
أو أنه عليّ أن أستسلم للبكاء فقط دون أن أفهم !
الأحد، أبريل 11، 2010
هل أفهم ؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
1 التعليقات:
ده وده وده ...
ممممم .. وده كمان .. ودي ودي و ..
يووووه أنا اتلخبطت .. عدي معايا كده
واحد و واحد وكمان واحد .. ايوة تلاتة صح
كملي بقى عليهم كمان واحد و واحد و واحدة و ... ثواني !!
هو كان في واحدة أصلا ولا ماكنش في ... مش فاكرة
ايه العبط ده ؟
ريهام
أنا كنت باعد كام نص أنا قرأتهولك D:
مالاقتهمش معدين صوابع ايدنتيني الاتنين ..
بس لاقيت جوايا شئ مميز اسمه ريهام سعيد :) :)
شكرا ليكي
إرسال تعليق