الاثنين، أبريل 19، 2010

عن الوحوش الطيبة ..



أحيانا أفكر في مفارقاتنا الجسدية،، و أضحك في سري كثيرا..

يأخذني عقلي لأتصورنا جميعا وحوشا طيبة ، أينعم .. وحوش ... ربما مسوخ أيضا !! بضعة مبالغات في الوصف و التخيل .. تكتمل في عقلي هيئة فلان ذو الفم الكبير ،، و فلانة ذات الشعر المجعد .. و علان ،، و ترتانة ! بصور قد تبدو مخيفة و غير معقولة ،، تصلح لمشاهد كرتونية ربما أو للرعب الطفولي.. إنما يحيك تفاصيلها خيالي لتخرج بتفاصيل إنسانية رائعة ، قد أحبهم في هيئتهم المتخيلة هذه أكثر من هيئتهم المعقولة ،، يمس قلبي كثيرا هذا الشيء غير القابل للتزيين أبدا ،، لا يمكن تحلية مذاقه في عقلك سوى بإحساسك الخالص به ،، دون أية رتوش ..

مثلا أنا !
أدرك جيدا أن يدي كبيرتين جدا ... كفي بحجم وجهي تقريبا و لا أظن أن هذا أمر طبيعي ! ربما قد أتخيلني بجسد مبالغ في صغر حجمه و كفين كبيرتين كبيـــرتين و تكبران كلما كبرت أنا في السن ،، ليتضاءل في المقابل حجم جسدي ... مسخ صغير طيب القلب للغاية ،، محبب للنفس بالرغم من ذلك لسعيه في فرحك ،، و قابليته للطي في جيبك أيضا !..

حسنا لن أذكر أمثلة لأشخاص بعينهم ،، فقط هيئات غريبة و مدهشة أتخيلها الآن ..

أنف كبير مثلا ،، يزداد حجمه في خيالي ليحتل نصف الوجه أو أكثر ،، تصارعه عينان دقيقتان للغاية بعد سيطرته على الحيز الخاص بهما ... و الفم دقيق ، لا يمكن أن يظهر عليه تعبير محدد .. لا فرق بين بسمة و ضحكة و عبوس .. فقط أنف كبير جدا لا يخبرك أي شيء !
الضغط الذي يمارسه الأنف على العينين الصغيرتين يملأهما بالدموع ،، فتبدو النظرات بكافة أشكالها صادقة جدا و طيبة للغاية .. يمكنك قراءة تعبير هذا الوجه من قدر هذه الدموع و مقدار لمعانها و لونها أيضا .. يمكنك فقط ألا تقدر على منع نفسك من احتضان صاحب هذا الوجه لمجرد رؤيته مارا بجانبك .. أن تفرح لتواجد هذا المسخ الرائع في حياتك ،، تعرفه جيدا و تسعد بقلبه و مراقبة دموعه فقط ...

امممممم أذنين مثلا ،، بشكل و حجم غير عادي أبدا !
قد يكبر حجم هذه الأذن حتى تهترئ تماما و تصبح منسدلة كشعر الصبية إنما بتجاويفها ونتوءاتها كما هي ! يسيل الخدين الملاصقين و يصبح الوجه لزج جدا لا تقدر على لمسه ،، الملامح علامات لدنة غير دقيقة كرسم في العجين ،، تعابير الوجه ساكنة جدا لخشية في قلب صاحبه من سهولة تبدل ملامحه !! فيبقى في حالة سكون مصطنع هكذا و كأنه لا يمر بالأحداث مثلنا ...

يمكنك أن تنزع الخوف من داخل صاحب الوجه السائل وتخرج منه روحا منطلقة جدا .. فيضحك ملء الدنيا و يبدل ملامحه في اليوم و الليلة مئة مرة بثقة تامة أنك ستعرفه ... أنت لا تخشى لزوجة وجهه و تلمسه و تربت عليه بل و تقبله في خده قبلة كبيرة ،، و تعلم أن له أذنين كبيرتين تستمعان حتى لدقات قلبك ،، ليعرف كيف حال هذا القلب دون حكي بلا طائل ...

...

تفصيلة صغيرة قد تخلق كائنا آخر غاية في اللطف و الغرابة ! حساسية تجاه طعام محدد ،، بكتيريا دقيقة لا تؤثر سوى في فلان ،، تفصيلة في نوع الجلد أو فصيلة الدم ... عندما يخبرني أحدهم بمعلومة كهذه أبتسم فقط و أبدأ في التخيل ..

وحوش .. وحوش كثيرة و مسوخ رائعة ،، وحوش طيبة جدا في الحقيقة .. تحاول كثيرا ادعاء قدر من الشر ،،

فتبدو مضحكة !





3 التعليقات:

ليله شتاء يقول...

السلام عليكم
ههههههههه
بوستك غريب جداا بس مميز وجديد

دمتى فى خير

Unknown يقول...

:) :)

تسلمي يا قمرة على مرورك

الغرابة أحيانا تفيد ;)

Rushdy Kamel يقول...

بوست غريب حقا
ولكنه جذاب جدا , انتي ايضا لديك اسلوب رائع
ورائع ايضا ان تجود مدونتك بكل ماتشعرين به مهما بدا غريبا وإلا فلماذا ندون اذن؟
ربما صورة الوحش طيب القلب تتبدى امامي في صور كثيرة ولكن ابرزها على الاطلاق - ولا تندهشي - هو آلة التشيلو ذات الحجم الضخم والتي يستطيع العازف ان يجعل ذلك الوحش يئن مطلقا سيلا من النغمات الحنونة.

تحياتي لك ولمدونتك الرائعة
واقبليني ضيفا لأول مرة