الثلاثاء، أغسطس 21، 2012

و لا أحد يفهم لماذا يبدو بائع الطراطير حزين..



الكورنيش الآن:

الأزرق السائل أكل العالم..
  ابتلع حدود الكون بنهم بعد أن تحدى الخرائط بوضوح : "  لن ينتهي بحر في خط و نقطة،  أبداً".. الأزرق يصطاد من جوفه الذكريات و أفلام التسعينات، تسبح فوقه سفينة تايتانك لن يقابلها جبل الجليد و يقفز من فوق شاطئه عاشقين ليستمتعوا بالـ ميوت الخاص بالقاع.. يختفيان تماما في طاقة بيضاء من الزّبَد، و تبقى طاولة اسمنتية كتب عليها بخط اليد" لو عاوز تتجوز اتق الله "

بائع الطراطير كائن فضائي.. يسير وسط خلق الله المتأففة من قلة المواصلات و يصفر دون أن ينطق بكلمة،  ناظرا للسمـا في انتظار السفينة الأم، يصفر.. ثم يجلس عند حافة اليوترن متربعا و يبدو  كأنه يمارس اليوجا.. وجهه متجهم، لم يبع طرطورا واحدا

السيارات تغرق بائع الطراطير بأدخنتها و تقنعه بأن يعطي للأزرق السائل قفاه..

"تركتنا جميعا هنا يا صديقي و لن تعود"

أود أن أهمس في أذنه هذه الملحوظة.. و فيما أتشارك معه الاستماع لـ " مستر بوست مان " للبيتلز سأوضح أنني أتفهم أن حزنه لا يتعلق بأنه لم يبع شيئا أو أن إهمال الآخرين على وشك قرقشة عظامه.. هو فقط لا يملك رفاهية ترك عربة الطراطير في وسط الشارع هكذا والركض مسرعا، قبل أن يترك نفسه لبالوعة الذكريات الطافحة فوق الأزرق السائل، تذوّبه.. و تغرق السائرين.

2 التعليقات:

ياسر سليم يقول...

كل عام وأنت بخير

Hegazov يقول...


الله :)