الخميس، أغسطس 08، 2013

اكتمـال..



"برغم كل شيء.. أيامنا فيها شيء.. بيعشق الحياة!"

اييييه.. دنيا! من كان يظن أنه سيستشهد في يوم من الأيام بأغنية درامية مبالغ فيها لـ " سميرة سعيد"، في الحقيقة برغم أنني لا أستطيع الاستماع إلى هذه الأغنية الآن أبدًا أو تحمل نبرة صوت سميرة و هي تحاول أن تخنف بقل قوتها لتعبر عن مشاعر كانت تحتاج وتيرة أكثر هدوءًا و لحنًا أكثر طيبة لتصل.. كانت تحتاج لصوت منير زمان و طبلة نوبي و عود يشبه مقدمة " ليه تسكتي زمن ".. و لكن سميرة قدمتها ملطخة بالجاز الثمانيناتي و انشغل منير الآن بالمحشي و الفطير.. ما علينا، الجملة برغم ذلك لازالت محفورة في ذهني من الماضي السحيق و قفزت أمامي دون مبرر مقنع سوى أنها حقيقية جدا.. فبرغم كل شيء، برغم كل مايحدث حولنا في هذا العالم القهري.. هناك شيء خفي، قدرة ما تبثها فيك السماء فجأة لتبتهج و تغرق بهدوء في تفاصيل يومك و تشعر أن الحياة محتملة، بل قد تصل إلى أنها ممتعة!.. في الحقيقة الجملة مكثفة و بنت حلال: برغم كل شيء.. أيامنا فيها شيء.. بيعشق الحياة

يتدرج اليوم كالآتي:
أصحو بعين ملتهبة تنفتح بصعوبة، تلجايتين في قماشة و ترِك ترِك ترِك على الجزء الأعلى من الوجه ثم أركض لأصل شغلي وارمة و متأخرة جدا.. أشعر بقليل من الزمزأة لأني شغالة يوم الوقفة و وارمة أيضًا! و لكنني كلما فكرت أنه آخر يوم صيام و أن بهجة الغريّبة مع الشاي بلبن تنتظرني ابتسم في سري و أحاول –عبثًا- التركيز في الهسس اللي بعمله.. فكرة أني ككائن بالغ عاقل سأعود لقدرتي على التحكم في الجوع أينما حل عليّ تجعلني اتنفس كدة.. اييييييييييه لقد هرمنا! رمضان ايه اللي عدى بسرعة يا جدعان؟! انتوا اللي مرفهين و بتخلصوا شغل الساعة 2 و عندكو تكييفات في البيت خلينا ساكتين بقى.. عموما الهدف من التدوينة بعيد تماما عن تقطيم البشر.. نرجع لمرجوعنا :
D

ينتهي اليوم وأصل البيت على الأدان بالضبط، أتراكض في الشقة زي ماكون في الابتدائية صارخة " رمضان خلـــص.. كل سنة و انتو طيبين".. ألتهم سمكايتين كأي قطة جائعة و أضرب تلات كوبايات بيبسي و أنا أتحدث مع أبي عن نفس الموضوع الهام : " رمضان خلص! " و هقعد بكرة طول النهار أشرب في شاي بلبن و آكل غريبة... يضحك أبي على الهبلة التي تسكن بيته، و يعطيني عيدية بعد الفطار.. أبتهج لحقيقة اني شحطة و عديت 25 سنة و لسة باخد عيدية.. أشعر ببهجة مبالغ فيها و إرهاق شديد في نفس الوقت.. عينيا رجعت تنقح عليا! بس قلت لازم أنزل بردو

كنت قد وعدت أختي بفسحة صغيّرة اكمني رايحة أدفع النت و هنتمشى بالمرة.. قررت أن أدفع في فرع الزمالك لأن أي تمشية في غير الزمالك لا يعوّل عليها.. أقول دائمًا: ادوني صحة و جو حلو و سيبوني أتوه في شوارع الزمالك! كل الشوارع المتفرعة من 26 يوليو مغطاة بشجر كثيف و ملئية بمحلات مبهجة، أو فارغة.. و تصلح للسكينة.. انتهينا من مهمة دفع النت ثم دعوت الفتاة إلى تجربة " الآيس بلندد" بتاع كوفي بينز.. هذا الاختراع الذي خلقه الله لإسعاد البشرية و لكن البشر ليسوا سعداء.. طلبت واحد بالكراميل و طلبت هي واحد موكا و جلسنا في التكييف – الحب الحب يا تكييف- نتجرع المشروبات المثلجة و نتحدث في توافه الأمور.. ثم مررنا ببادي شوب حيث يمكنك تجربة كل شيء و الخروج برنس زمانك و ريحتك حلوة :
D
استكملنا المشي حتى كوبري قصر النيل و الكوبري كان هادئا و فارغا لأسباب يعلمها الله.. و النيل رائق.. و التمشية ترد الروح

مررنا بالوكالة قبل أن نوقف التاكسي.. منجم الدهب العظيم، أقول أيضا: مخنوقة؟ انزلي الوكالة اشتريلك 3 بلوزات ب 50 جنيه هترجعي زي الفل.. و لكن للأسف كانت المحفظة مهوية و اكتفيت بالفرجة، بس ليا نزلة تانية على رواقة بعد العيد بقى

عدت إلى البيت.. تنتظرني دوكا بناونوة معاتبة على التأخير، كنت أحضرت لها طعامها المفضل حتى تحتفل بالعيد على طريقتها و أول ماشمت ريحته أخذت تناونيو و تناونيو.. كل سنة و انتي معايا يا دوكا، بتستخبي في الشنط الورق و بتلعبي مع الكور بجدية تامة و مصرة على مطاردة كل الأسلاك و الشرايط اللي في الأوضة و بيحلالك اللعب الساعة 6الصبح..مستنياني دايما أبقى في الإطار حواليكي و هارياني خربشة.. كل سنة وانتي طيبة جدا يا دوكا :)

و ها أنا.. تنتظرني ملاءة جديدة و قميص نوم جديد عليه دبدوبة ضخمة.. علبة من كومبوت الفاكهة و كاسترد بالموز لتزيين الغريبة.. حمام هادئ يحوي مزيكا و فرك للجسد المرهق بالسكر.. أينعم.. خذي ربع كوب سكر و نصف كوب زيت زيتون و  3 ليمونات و اخلطيهم و افركي جسدك الذي أنهكته قلة الدلال و تراكمت أتربة العالم على سطحه..  تنتظرني ليستة أفلام و الكام حلقة اللي فوتهم من "ذات" و ثلاثية غرناطة رضوى عاشور و الكثير من الكتابة.. ربما سفرية قصيرة للاسكندرية إذا حالفني الحظ..

و ينتظرني حبيب رائع، أشاركه بهجة أول عيد لنا سويًا.. مسافر و الشبكة عنده مش حلوة و لن تسعفني كي أحكي له كل هذا في الهاتف.. فأحكيها له كتابة و أقول

" كل سنة و احنا في اكتمال.." :)

2 التعليقات:

Hegazy Saad يقول...

يا رب نفضل دايما ف اكتمال ومكملين بعض.. يا ريهان: بحبك قد الدزرافيل .. أنا اللي دايما بادور عليكي الاقيكي موجوده .. مبسوطة وشعنونة ودايما بتشتم ف الحر وولاد الكلب :))
انا بحبك :*

Lady E يقول...

الكوبليه حلو أوي بس غادة رجب اللي غنت الأغنية مش سميرة سعيد

كنت حاسة اني بتمشى معاكي في شوارع الزمالك وجيت معاكي محل بادي شوب الجميل وقاعدة معاكي ومع أختك ومستنية ليلة العيد مع انه فات

وزي ما بقولك دايما انتي جميلة :)