الأحد، فبراير 23، 2014

رسائل بائسة لن تصل..

هل التعاسة هي الفقد؟ أم هي التمسك بادعاء الفقد لأن المُكتسب مُربك..

حسنًا أنا لا أعترف أنكِ هنا، هذا يسبب لكِ ألمًا نفسيًا شديدًا، إلا أنه  طريقتي الوحيدة للاستمرار.. لم أعد بالطيبة اللازمة للسعي إلى تجنيبك الألم عن طريق غرس نابه في صدري.. أنا أولًا، الآن بالذات أقولها "بأرحنة" وغير مستعدة للتنازل: أنا أولًا.

أعتقد أن الله سيعاقبني لأنني لا أريدك!

 أنا لا أريد هذه العلاقة، أحاول الادعاء طوال الوقت أنها غير موجودة.. لم تنجح  سوى في إكسابي المزيد من مشاعر النقص وتحويل كل الأحداث المفرحة إلى تعاسة بيور، التعاسة مغلفة بقيود الواجب والمفروض والحق والخير والجمال، مُربكة جدًا! هل يجب أن أكون تعيسة حتى أصبح جميلة أمام الله وأمامك؟ أنا لست جميلة، وتقريبًا لا أحبك.. آسفة لأنني لا أحبك.

هل رغبتي العميقة في اختفائك تعني أنني أتمنى موتكِ مثلًا؟ أنا لا أتمنى موتك، ولا أتمنى حياتك.. فقط أتمنى اختفائك في صمت، بالحد الأدنى من الدراما وبعيدًا عن المزيد من الألم.

"لا أريدك هنا"، لا أستطيع أن أصرخ بها في وجهك ولا أستطيع أن أجعلك تختفين.. في المقابل أختفي أنا، وتستغربين أنتِ قسوتي لأنني لست سعيدة برغبتك في التواجد وتبدئين في البكاء، وفي التمسك بأنكِ الضحية إلى النهاية.

"مش خايفة ماتجيش تشوفيني النهاردة أصبح بكرة ميتة؟" حتى هذه التيمة المكررة لم تعد تُنفذ إلى داخلي رغبتي في إرضائك عشان نخلص، على فكرة ممكن نصحى بكرة وأكون أنا اللي ميتة.. عادي.

لا أستطيع أن أسأل الله عما ارتكبته بالضبط حتى تصبح هذه الجائزة من نصيبي، علاقة مدمرة لجميع الأطراف وفي جميع الحالات.. أنسحب منها فأكره نفسي بدافع الذنب، أحاول البقاء فأكره الطرف الآخر لشدة غبائه واستحالة معاشرته، تستحيل كل المشاهد الحالمة التي أستحق الاستمتاع بها لمحاولة لبلع الزلط فأكره العالم، ولا أعود قادرة سوى على مغادرته فقط..

هل هذه هي الكراهية التي يقولون عنها؟ لم أظن يومًا أنني سأختبرها، لا أستطيع الجزم بأنني أكرهك، الكراهية تستلزم رغبات انتقامية أو سادية ما.. أنا فقط لا أريدك، لا أريد التفكير في التواجد حولك.. الفكرة وحدها تنجح في إدخالي في دوامة المعاناة.

هل من المفترض أن تكون مراقبتي لصوت سحب الأنفاس المتقطعة ببكائك على الهاتف،  مصحوبة برد فعل مختلف؟ يختلف عن إغلاقي للهاتف لأنني لا أريد كل هذا؟

"هيتردلك في ولادك".. لا أريد الإنجاب، أعلم أنه يمكن أن يُرد بطرق أخرى، سأعاقب بالتأكيد مع أنني لم أختر كل هذا.


شكرًا يارب على كل شيء، أنت لست ظالمًا أنا أعرف ذلك.. لم أعد على يقين أنني "ماستحقش كدة"، أنا فقط غير مناسبة لهذا الاختبار وأريد أن ينتهي كل هذا بسلام.. أتذوق حضنه بس الأول، معزولًا عن أحاسيس الذنب، ثم ينتهي عالمي بسلام..


سأتذكر حينها كلمة الرحابنة :" لو فيه نار أكيد بتكون فاضية، لأنو الإنسان أحلى من النار"، وسأتوجه إلى جحيمك راضية تمامًا.. ربما شملتني عنايتك رغم كل شيء، وتوقفت عن الاحتراق.