الاثنين، يناير 11، 2016

يجعله عامر..

كنت لسة بقول امبارح إن الشهر دة كنت متوقعة أبقى تعيسة فشخ وحياتي ضلمة لأنه شهر مزنوق مادياً جداً.. ولسبب ما مش مفهوم بالنسبة لي حصل العكس.. وحاسة إني مبسوطة إن الأيام بتعدي بشكل لطيف وبدون معاناة حقيقية مع إني مابصرفش حاجة تقريباً كل يوم.. المواصلات دفعتها أول الشهر للراجل اللي بيوصلني، والجزء اللي كان بيتصرف على التاكسيات قررت ألغيه الشهر دة وأمشي...

رحلات المشي اليومية مبهجة جدا، افتكرت مقولة بابا لما كان بيقول (الفقرا ربنا بيحليلهم زادهم).. تلاقي دايما الحاجات الصغيرة -اللي المفروض أرخص- طعمها أحلى.. السمك الصغير، البرتقان الصغير والتفاح والموز البلدي.. لايُقارنوا بالفاكهة المنشية اللي بتتباع في السوبرماركتات الكبيرة اللي حجمها مش طبيعي وألوانها غريبة..

 ورحلة المرواح لما يبقى جزء منها تمشية مع مزيكا في الجو اللطيف دة، غير لما تبقى من باب لباب ومن عربية لعربية بدون شم هوا حقيقي.. والمشي الكتير في الشوارع من وإلى وجهتك بشكل يومي -اللي بيضطرله الغلابة غالبا- حاجة مختلفة خالص حتى عن شعبطة المواصلات وشقاها.. هو شقا بس معاه نسيم هوا، وهو أمر لو تعلمون عظيم..

كل مدة لما بتعدي عليا فترة زنقة بضطر لرحلات مشي زي دي.. افتكرت أيام الثورة لما قللوا مرتباتنا للنص بسبب ظروف البلد ومحدش كان يستجري يسيب الشغل طبعا، كنت بركب من عبد المنعم رياض لحد طيبة مول وأمشي شارع طويل جدا عشان أوصل بيتنا بتاع مصر الجديدة في عمارات المروة.. رحلة المشي دي كانت بتاخد تقريبا تلت ساعة، مش كتير يعني.. برغم إني كنت بحسها إنجاز ساعتها

بس نفس الأحاسيس رجعتلي تاني، نفس لسعة البرد والمزيكا العالية في وداني وإحساسي إني مش مجبورة.. أنا مبسوطة بلحظات الحرية دي.. ساعتها كان سبب الانبساط إنه شارع طويل وضلمة ومفيهوش حد يقرفني.. ودلوقتي سبب الانبساط إن دي من الأوقات النادرة اللي بقدر أمشي فيها في الشارع من غير ماكون شايلة ومحتاسة وبشوف إيه اللي وقع ومين اللي عيط

نفس الحكاية حصلت مع الأكل.. بقيت أطبخ شوية أكل زيادة وآخد معايا الشغل بدل ماشتري كل يوم من برة.. وبقى عندي لانش بوكس زي بتاع مارية ونفس اللون ولما بتشوفه بتقولي (مَم) وانا بقولها آه دة المم بتاع ماما.. المم بتاعك في العلبة التانية الصغننة دي

النهاردة كنت واخدة رز ومعاه خضار مسلوق من اللي بعمله لمارية، حطيت لنفسي عليه بس شوية لورباك وملح وزعتر وقلبته مع الرز.. كان طعمه حلو أوي وريحته لما سخنته في الميكرويف في الشغل خلت كل اللي يعدي يسأل ويتطقس ويدوق

وشوية الأكل الزيادة اللي فايضين من البيت، واللي جايباهم معايا لأني حرفيا معيش أجيب أكل.. كل منهم شخصين غيري في الأول، وبعدين واحدة فيهم عجبها خالص وراحت تدوقه لصاحبتنا اللي اتنقلت قسم تاني.. وفي الآخر اتبقى حبة ولقيت مديرتي جاية موحوحة وبتقول إنها ماعرفتش تتغدى النهاردة.. رحت اديتهوملها مع تشجيع من بقية الزملاء وتأكيد على إنه حلو أوي ولازم تدوقه.. يعني خمس أنفار كلوا وشبعوا من اللانش بوكس :))

حسيت بالإحساس بتاع بيوت الجدات اللي معروف إنهم على قد حالهم بس تروح عندهم تاكل وتشرب وتشبع وتنام وتدلع وتاخد معاك خير وانت مروح.. ماما ستو -اللي هيا مامة جدتي- كان لازم تدينا برتقان واحنا مروحين، صيف شتا كان عندها برتقان مجهول المصدر.. وكان بيبقى طعمه حلو أوي

تقريباً هو دة التعريف الحرفي لـ "يجعله عامر.." :)



6 التعليقات:

غير معرف يقول...

انتي مصبرانا عالدنيا :*

candy يقول...

جميل قوي قوي ياريهام .. كل سنة وأنتي طيبة :)

Unknown يقول...


اخبار سيارات
سعودي اوتو

Unknown يقول...


thank you

شركة نقل عفش بالرياض

Rana يقول...

:)
ونستيني يا ريهام

غير معرف يقول...

انتِ جميلة جدا جدا يا ريهام :))
روحك حلوة وكلامك بيونسنى فى الليالى الطويلة
يجعله عامر دايما يا رب