الثلاثاء، أكتوبر 20، 2009

خريف ... من نوع آخر


" قرأت ذات مرة في كتاب عن رحلة لفراشة ملونة في قطار ،، غيرت اتجاهها فجأة من محطة 49 إلى محطة 52 ،، كي تذهب فقط لشراء قبعة لن ترتديها أبدا !! "

لا أدري ما الذي ذكرني بهذا المقطع من فيلم أحبه كثيرا .. ربما لرغبة قوية بداخلي للتعلق بكتف شخص ما أحب صحبته .. و نسير فقط عبر طرقات كثيرة الأشجار إلى حيث لا نعلم ،، خاصة في هذا الجو الخريفي المغري بالاختباء و تذكر مذاق الدفء استعدادا للشتاء ...


" هواياتي صغيرة و اهتماماتي صغيرة .. و طموحي أن أمشي ،، ساعات معك .. "

و لا أدري كيف عرفت ماجدة الرومي ذلك أيضا ؟؟ أشعر بأني مقروءة بلا حديث !!

سأسير لساعات طوال .. و سيمتد العصر بغيمه الخريفي مدة لم أكن أتوقعها أبدا !!
ربما سنقابل متجرا غريبا في الطريق ..مزين يدويا خصيصا لبيع ذكريات قديمة ..
أوراق نقدية عليها اهداءات .. رسائل حب طفولية برسوم قلب و أسهم .. صور التقطت في غفلة من أصحابها ، و أغلفة كتب و دفاتر مهترئة تعبر عن شيء ما عليك معرفته وحدك... تسجيلات صوتية لأحاديث كثيرة ،، و كوفيات و أكواب خشبية ...

سأتفقدها جميعا بعناية و لكنني لن أشتري شيئا ،، سأجعل مرافقي يلتقط لي صورة بالداخل فقط...

سنكمل السير فنصل إلى متجر لبيع الأسرة و الوسائد .. سأستأذن صاحب المتجر بأن يسمح لي بالقفز على إحداها و سيوافق لا أعلم كيف ؟؟؟
سأبدأ بالقفز على سرير طري جدا و سيضحك مرافقي علي كثيرا و يصر على تصويري و لن أمانع !! سيغريه وجهي المستمتع فيتبعني إلى الأعلى و نقفز سوية و نضحك بصوت عال سيغري الجميع من حولنا لتجربة الأمر ...

سنغادر المتجر بلا تصديق أننا فعلنا ذلك !! و نستمر في الحديث عن الأمر لقليل من الوقت حتى نمر بمتجر للورود ..
أتوقف و أراقب ورودي المفضلة من الخارج بنظرات طفل يراقب دمية كبيرة تكبره بأمتار ...

يأخذني من يدي لندخل .. نفاجأ بأن المتجر خال إلا من كلينا و بأن الورد المعروض يزرع في داخل المتجر ...
نفترش الأرض إلى جانبه و نبدأ في الحديث و الضحك ..

"و المستحيل اني أمسح دمعة .. مستحيل أخبي لوعة .. مستحيل !! "

يخبرني منير بذلك في تلك اللحظة فأقرر السير على نهجه ،، أتحدث عن مخاوفي بثقة .. و أبكي و كأني ألقي خطابا في مجلس !! بكاء أنيق ...

أنتهي وأخشى أن يحضر صاحب المتجر و يكتشف أمرنا فنقرر الذهاب ..

أكتشف بعد ذلك أن مرافقي خبأ كثيرا من الورود في معطفه من أجلي و ترك رسالة اعتذار لصاحب المتجر !!

أشعر بالذنب و لكن فرحتي بالورود تغلب ذلك فأمتنع عن لومه .... أتعلق بكتفه بيد و أحتضن الورود باليد الأخرى لأختبئ بها من الوريقات الذابلة الآتية كي تداعبني ...

نكمل السير و نمر بالكثير و لا يمل أحدنا الآخر و لا يتوقف سيل الحديث عن السريان أبدا أبدا !!

نكتشف أن المساء قد حل و أننا لن نستطيع البيات في الطرقات ،،


أودع الكتف الدافئة بالكثير من الأسى ..


ونهرع إلى منازلنا كي نكمل الحديث على الهاتف !