الاثنين، أكتوبر 26، 2009

أفكر ..

أفكر في كل هذا الحنان الذي لا يمكنني تحمله ...

أحكي لصديقتي كلاما متقطعا لا تفهم منه شيئا ،، فأضحك و تضحك و تفهم أني متأثرة فقط ،، أهدأ قليلا و أستعيد أنفاسي و أبدأ الحكي من بدايته علّي أفلح هذه المرة...

أخبرها عن روعته و خوفي ،، و عن رغبتي في الاختفاء تماما و عجزي عن ذلك ..

..

أفكر كيف يمكن أن يقبلك شخص ما بلا شروط ،، يفهمك .. يفهم تفاهاتك التي لا تعني أحدا سواك ،، يحاول تعويضك عن كل ما ينقصك و يتمنى منحك الدنيا بأكملها .. يشعر بأحقيتك لامتلاكها لمجرد أنك تهتم لأمره ،، اهتمامك وحده يهديه أكوانا سحرية ،، و ابتسامات من الجنان تمنح السعادة ..

تزروني عمتي هاتفيا لتخبرني أن صديقتها تريد إهدائي – عريس - .. يحفظ عشرة أجزاء من القرآن الكريم و يكبرني ببضعة أعوام ،، تسألني باهتمام كم جزء من القرآن أحفظ ؟؟ .. تُحبط حين أخبرها أني لا أحفظ أجزاءا كاملة ،،أحفظ سوراً فقط ..
تخبرني أن الصديقة آتية لتريها صوري التي كنت أرتدي فيها كذا و كذا حيث تبدو بشرتي بيضاء .. تضحك و تخبرني بأن كونه ( متدين ) لا يعني أنه يهمل في شروطه ..

أفكر كيف يمكن أن يقبلك شخص ما بلا شروط ،، و أن بشرتي سمراء و أحبها هكذا ..

..

أنظر إلى الساعة ،، كنت أنتظر مرور الوقت ليحين ميعاد الطمأنينة .. طمأنينة ليست من حقي ،،
" هي ليست من حقي .. ليست كذلك !"
أتصبر بتلك الفكرة على موعد لاغ ، و انقباضة عليّ ابتلاعها لبعض الوقت

أفكر في الهاتف و في صوت أحب الاطمئنان عليه .. و كيف عليّ أن أتعلم ألا أفعل كل ما أريد!

..


تجتمع عليّ المخاوف كأشباح لا تملك عيونا طيبة .. أشباح موتى ماتوا على شيء من اللؤم ..

أقرر أن أنساها و أنسى نفسي و أغلق الهاتف .. أفرد ذراعيّ لتحملني كل منهما فوق كل شيء ،، و أذهب بخطاي في الهواء لأتمشى قليلا ...
..

أفكر في كل هذا الحنان و كل هذا التناقض و كل هذا الحزن الذي يزرعه التفكير في داخلي ..

و أستمر في السير ..