الأحد، نوفمبر 01، 2009

صفحتان ..




كثيرا ما صرت أسمع التذمر من الشاشة الزجاجية الباردة التي نمضي أمامها ساعات ،، بل أعمار بالكامل !

صفحتان بالذات .. صفحة الكترونية زرقاء تحوي أخبار البشر بحلوها و مرها .. تلغي وجود الهاتف تدريجيا ،، و صفحة " الوورد " البيضاء التي أنستنا مذاق القلم و الممحاة ..مذاق خطوطنا التي ترسم الكلمات بروح ، بلا آلية و دقة مستفزة ...

لن أنكر أنني أحب قلمي بحبره الأسود و أحب شراء النوتات الصغيرة التي تسعها حقيبة يدي ،، أحب أن أفكر في كذا فأكتبه حالا و أضع مربعا كبيرا بيدي حول أكثر ما يلمسني فيه .. أعشق شخابيط الحبر و أحب السهو برسم ورود من حبر و تقاطعات لخطوط عشوائية قد تصوغ في غفلة مني عالم ما ..

و لكنني لست بناكرة للجميل أيضا !!

لا يمكنني أن أنسى أن صفحة " الوورد " التي يمقتها الجميع هي ملاذي الأبيض .. تسعني دائما و تستمع بلا تأفف ، لم تخذلني في يوم و تلقتني دوما بود ،، لربما شعرت من قبل بأنه لا شيء في داخلي ذو معنى فلجأت إليها لأترك استرسال أصابعي يخبرني عن نفسي أمر أجهله ،، حاضرة هي دوما تسرع الخطى نحوي لتسبق ورقة بيضاء لا أجدها في ميعادها أبدا .. أصبح بيني و بينها شيء من الألفة تقترب من ألفتي بالأوراق و أقلام الحبر .. تقترب كثيرا

أما عن الصفحة الزرقاء ( الفيس بوك ) .. فكيف أنسى لها الجميل ؟؟؟


أهدتني باقة من أحلى البشر .. علمتني عنهم الكثير ،، تأخذ بي إلى عقولهم لأرى ما في بال كل منهم الآن الآآآن .. لربما لو كان فلان في معيتي لما قال لي ما في باله كما فعل من خلف الساتر الأزرق .. و من قال أن الاختباء سيء دوما ؟؟ لربما يمنح شيء من الأمن نفتقده في وسع الكون ...
أما عن أعياد الميلاد التي مللت تدوينها في هاتفي و كنت أنساها باستمرار .. فحدث و لا حرج ! ،، هذا العام كان مثاليا في مبادلة التهاني و الود ،، حتى أنني أهديت الجميع في العيد بالونات ملونة مزينة بما يحب كل منهم ..

أعلم أن الكثيرين يشعرون أن هذه التهاني بلا طعم .. وأنها تكون من باب الواجب فقط و تنقصها الحميمية و خصوصية أن أحادثك أنت بالذات و أعايدك و أطمئن على حالك دون بقية البشر ،، لن أنكر أن هناك شيء من التساهل في الأمر أو الاكتفاء بصورة الشيء دون روحه ،، و لكنني قد أتهم في ذلك نفسي و أبرئ صفحتي الزرقاء من ذنبي ! و أظل أحب رفقتها بصناديقها التي تخبئ لي دوما شيئا أنتظره بابتسام ، بكلماتها التي كثيرا ما أراها ملهمة .. و بنوع من الونس و الرفقة بلطف ..

ربما شيء من التأمل فيما اعتدناه يجعله أبهى .. ينفي عنا تهمة التعلق بتفاهات الأمور و أننا دوما مخطئون !

يجعلنا ببساطة ..
في حال أفضل :)