الثلاثاء، نوفمبر 24، 2009

اليوم ..






أعود أخيرا لبيت خالٍ إلا من وقع أقدامي .. أفتح الباب و أتلذذ بأنفاس الصمت ،، تدمع عيناي بلا إرادة مني فأغمضهما و أقف ساكنة قبل حتى أن أغلق الباب ...

أنا حقا متعبة ! و أشعر و كأني كنت في سفر بعيـــد ،، بين آخر يوم فتحت فيه هذا الباب على بيت خال و بين يومي هذا ..

تعديت الشهرين بقليل ؟؟ تقريبا .. لا أذكر و لا أريد أن أفعل .. لا أريد أي شيء ! أريد أن أنام فقط في سكينة و أصحو دون أن يوقظني أحد ،، و أعود لأتابع تفاصيل صغيرة لحياتي في صمت ..

تفاصيل كأن أشتري " فينو " بجنيه واحد فقط لي لأنني محرجة بأن أشتري بأقل من ذلك ، وبأنني أحمل أكياس فردية من كل شيء ،، و لا أنسى أن أطلب المصعد الآخر الذي لن أستخدمه حتى يجده أول الواصلين بعدي حاضرا .. سيكون متعبا بالتأكيد ،، و سيفرح لأنه لن ينتظر المصعد .. كما أني لن أفكر في طرق الباب سأبحث عن المفتاح في فوضى حقيبتي بجدية ،، و إن لم أجده سأبدأ بالتفكير .. أين سأذهب بالضبط حتى أحصل على نسخة المفتاح الإضافية !..

..

وضعت الأكياس و دخلت غرفتي .. وقفت في منتصفها أتأمل اللاشيء و أيقنت بعد بضع دقائق أنني كنت أحتضن نفسي .. حسنا يبدو أنني سأبكي قليلا و لكن لا يهم ! .. هذه دموع اشتياق لكل هذا لا أكثر .. أنا حقا سعيدة !



سعيدة بسكينة اشتقت إليها بالفعل ،، باتساع يحتوي همي بلا قلق .. بأنني أتصرف بجدية و مسئولية في حين أن قوتي الآن لا تحتمل أكثر من دمية ناعمة و حضن كبير يمتد لأكثر من يوم .. سعيدة لأني لم أهاتفك اليوم ،، و أنني حلمت بك البارحة و استيقظت بخير ، و أن شيئا من الهدوء يحتويني تدريجيا ...



و أن الله حقا رحيم ..