السبت، نوفمبر 21، 2009

كوفية زرقاء ..




أحاول أن أعود لطبيعتي .. أن أكتب عن الأشياء الصغيرة التي تفرحني بشدة ،، أن أستعيد علاقتي بالسماء التي هربت منها سحاباتي خوفا من ألمي ،، و سرق محلها ضباب يمطر أتربة !

يأتي " على بالي " حلماً بكوفية زرقاء .. نلتحف بها سوياً في ليلة ندية على شاطئ بعيد خالٍ إلا من كلينا .. حيث نبدأ في محادثة طويلة لن يفهمها أحد سوانا ،، نقاش هام بالفعل عن علاقة ما بين زرقة الكوفية و زرقة السماء .. و دفء أنفاسنا و لون البحر...

أقاوم إصرار عقلي على إخباري بأن الكوفية لم تعد تحوي سوى عنقاً واحداً تمتنع عن تدفئته تكبراً !! و أن زرقتها صارت باهتة بعدوى من الضباب ،، و أنه لا بحر في المدينة ..

أقاوم !! بكل ما أوتيت من قوة ...
....

سأحاول مرة أخرى

ربما عليّ أن أشرد في تشابك خيوطها ،، أن أتذكر يقيني بوجود عالم آخر بالداخل ... و أن هذه الكوفية بالذات صنعت عالمها وحدها ولم يحكها أحد !

أشاهد ضفائر الصوف تلاحق بعضها البعض و كأنها تسابق رغبة الكون في حل خيوطها الدقيقة ،، أرى خيوطا سميكة تحيك الضفائر و تستمر في الحكاية بقوة لتستمر الكوفية في الحياة! أرى ضفيرة أصغر في كل خيط سميك .. و ضفيرة متناهية الصغر في أدق خيط ..

أبتسم لعدم خوفي عليها ... لن يقدر أحد على تمزيق كل هذا ..
لن يقدر أحد ....
..

أ ليس كذلك ؟؟!
..

أعود للحلم ...
ربما الكوفية صغيرة لا تتسع لأكثر من عنق ،، ربما منحت دفئا أكثر من اللازم و تؤثر الآن أن تبقى زاهية في صمت ... لن تصبح مذنبة إذا لم تدفئ أحد ، أريد أن أخبرها ذلك ! .. أن أحتضنها بقوة و أهمس لضفائرها المنهكة " لا تقلقي .. "

أفكر أنها تتمنى القليل مما تهب ،،
بالتأكيد تفعل ..

أفلتها عن عنقي أيضا لأضعها في شمس شتوية برفق ..

سأتركها كي تشعر بقليل من الدفء !