الأربعاء، نوفمبر 18، 2009

أسطورة البلاد البعيدة ...


أسطورة الحب في البلاد البعيدة ،، تحكي أن اثنين من الكائنات الخرافية ائتلفا عناقا مطولا حتى ذاب كل منهما في الآخر و اختفى ... و صار عناقهما هواءا يتنفسه كل ذي قلب لاهث ليهدأ ،، و أنفاسهما المختلطة سحبا تمطر على الأرض حتى نبتت كل أشكال الحب ..

في الأيام القليلة الماضية ركبت " فالوكة " بمجدافين و ابتعدت في بحر " مليان قوس قزح .. " كما تقول قصيدتي التي أحب ،، أبحرت في رحلة لتذوق كل ما في الكون تقريبا .. كانت مرتي الأولى في كل شيء ، أول أنفاس حب حقيقية ،، أول أمان .. أول شوق و حيرة حد البكاء ،، و أول فراق ..

عشت أسطورة الحب التي أخبرتها البلاد البعيدة بالكثير من التفاصيل التي لم يدونها عنهم أحد ، عرفناها وحدنا ،، ارتجلنا و أضفنا القليل فقط في كون أول عطية من كل ما أستطيع أن أهبه أنا مجرد هباء بلا معنى حيث أنه تذوقها من قبل .. فصار للأسطورة القليل من ملامح القسوة جعلتها مناسبة تماما لعشاق هذا الزمان ..

اختبأت فيه من كل ما كان يحمله لنا البحر الملون ،، لم تصبني نفحات النيران من كائنات الأساطير التي كانت تحاوطنا و لم يمسني أحدها بسوء ، راقبنا سويا مدنا آمنة و ملائكة تربت على الزائرين و اكتفينا بالابتسام .. تعلمت الكثير عن حلاوة الاختباء و عرفت عن نفسي أكثر .. عرفت كيف أبدو عندما أحب .. أصبح ناعمة و هشة و قليلة الكلام ،، أثرثر فقط عندما تزداد هشاشتي بوضوح لأبوح بكل ما يخبئه جسدي النحيل ،، حتى عني ..

اختبأت فيه من نفسي !
و اختبأت فيها عندما اختبأ عني في ألمه ..

.....

رحلة العودة كانت كغمض العين ...
القليل من الكلمات الجارحة غير المقصودة من كلينا ،، و الكثير من الألم ..
و شيبة رجل سمح الوجه يسير بمكنسة و ملابس مهترئة في نهاية الطريق ،، رزقته ليدعو لي : " ربنا ينجحك ... و يسترها معاكي "

هذا ما أحتاجه بالضبط .. النجاح في التخطي ،، و الستر !
و نسيان ما لم يحدث ،، و لن ... يحدث ..

أمتنع – مؤقتا - عن لوم نفسي و وصفها بالبلاهة ، للبلاهة أحيانا مذاق طيب ..
يكفي أنها جعلتني أحيا شيئا من أسطورة البلاد البعيدة ،، في بلاد الازدحام و الضوضاء .. و القلق ..