الاثنين، أبريل 11، 2011

أصل أنا كنت عايزة أنام ..


الثانية و عشرة دقائق صباحا ...


أقرر أن أغط في النوم بقى !! وأقاوم "نكد داخلي " من النوع الذي يخص التفكير في الساعة دلوقتي كام و هصحي كام يبقى هنام كام .. يؤلمني عدد الساعات الناتج عن هذه الحسبة دوما .. الحسبة التي تدور في دماغي منذ الواحدة الا ربع تقريبا الآن وينقص ناتجها بالتدريج البطيء الممل في تحد سافر لرغبتي في بعض الراحة.. أشعر بالغيظ .. فأحاول الصهينة على الموقف .. الحرقة تأكل عيني و أصبح جفنيّ " كل جفن فنجان مدلدق قلق .." كما يقول جاهين بالضبط ...لا أحتاج تلفان في الأعصاب كمان ! ولكنها تقريبا تربست في دماغي : أنا لازم أنام..


أعد خطة لما قبل النوم .. أختار موسيقى تشبه شيء ينقص خريطة النوم في دماغي ، مفتاح الكنز الذي يمكنه اختراق بوصلة أعصابي المضطربة هذه لتثبت في اتجاه محدد بقى ! : استرخاء ... فقط ، لا بأس من بعض الغرق في السرير ،مش هنقول لأ .. ربما تلاش تام داخل المرتبة و الغطاء سيحقق لي في الصباح بهجة كالتي تخطرفي بالي الآن على وجه ميج رايان في فيلم "مدينة الملائكة " بعد أن تمنكت أخيرا من النوم طوال ليلة كاملة في ضمة ساكنة .. في حضن الملاك ..


أدخل في حالة هذيان لطيف أستمتع به دائما .. نصف نوم يقفز بي" هيلا هوب " من حالة غياب تام عن الواقع إلى وعي مفاجئ بتفاصيل ضئيلة حولي في الظلام و قطعة من اللحن الذي يملأ الهواء في الغرفة ، تنفذ من أذني إلى رئتي مباشرة .. ثم أغيب ثانية ..وأعود .. وأغيب،وأعود... لست يقظة و لست نائمة .. بس الأباجورة لسة مفتوحة ...


أقع دائما في هذه الورطة، وفي إحدى هبات الوعي يهرب نصف النوم اللذيذ و أنشغل " بهبل " في إيجاد طريقة منطقية لمغادرة السريرلأطفئ الأباجورة دون أن أصاب بالإغماء في منتصف الطريق.. ودون أن أفقد حالة النوم أيضا و أجلس أشد ف شعري بقية الليل ...تصبح المشكلة في حينها معضلة مخيفة ... أحيانا أقنع نفسي إن أنا عايزة أنام ف ونس و بتاع ويبقى كدة اتحلت ، مش هقوم أطفي الأباجورة أصلا ، وهو كدة ! ... أحيانا أخرى لا يمكنني إسكات " عاشق الظلام " في داخلي و الذي لا يغمض له جفن إلا في سواد تام ... فأقوم من السرير بقفزة لولبية مدروسة و أفتح عين واحدة فقط بقناعة تامة ان هو دة الحل عشان مصحاش ... لو فتحت الاتنين أكيد هصحى ...أيوة أومال ايه ؟


في النهاية أغلق " المدعوقة ! " و أمضي نصف ساعة أخرى أو أكثر في السرير في محاولة التخلص من كل هذا الهراء و ضبط البوصلة من جديد على الجهة المطلوبة ... تأمرني نفسي -الأمارة بالسوء عادة -بالنظر في ساعة هاتفي .. أجد الساعة الرابعة صباحا ... أحسب الحسبة من جديد و يصيبني الغم : بقوا 3 ساعات !! حسبي الله و نعم الوكيل ...


لا أعرف متى غفوت بالضبط ...

و لكنني استيقظت في حالة مبدئية من الزربنة و جملة واحدة في دماغي أدخلتني فيما بعد في هستيريا من الضحك المفاجئ ..


" انت جيت – شهقة – يا رمضان ؟"

أضحك و أنا أطس وجهي بالماء الدافئ لأقتل النوم .. وأقرر أنني هكتبها ستيتيوس ع الفيس النهاردة !


لم أكن أعرف أنه قد كشف عني الحجاب ... ففي نفس اليوم الذي أتخذ فيه الشهقة شعارا ...يلقي السيد الرئيس اللوا الدكتور الفنان " رمضان بطيخة بقى مونمور "،خطابا تليفونيا مضحكا ... يستدعي بالفعل أن نقف جميعا في صينية ميدان التحرير و نقول كلمة واحدة في وقفة رجل واحد :


" هو انت جيت –شهقة- يا رمضان !! "

3 التعليقات:

شهرزاد المصرية يقول...

ألله حلوة قوى قوى
كلنا بنقع فى المشكلة دى مع الأرق و نقعد نحسب الساعة كم و حننام كم ساعة لحد ما الموضوع يبوظ خالص
نفسى أبطل العادة دى و مش عارفة
بس بجد إستريحت لما عرفت إنى مش لوحدى
تحياتى

ملكة بدر يقول...

I loved it
ومعضلة الأباجورة الوجودية مكتوبة حلو قوي :)

Lobna Ahmed Nour يقول...

ريهام سعيد.. تكتب ابتسامة فتجعل من لا شيء ما يستحق الابتسام.. تكتب دمعة فيسري الوجد ويكون الوجع.. تحكي فيحلو الحكي ويزدان
ما لا تعرفه ريهام سعيد عن نفسها هي أنها مهمة جدا وأنها تصنع مع آخرين "أنا مفضلة" وأني أشكرها بحجم روعتها
http://unique100.blogspot.com/2011/04/blog-post_16.html