توفي زوج أختي..
أما عُمر، الصغير الذي تحدثت عنه هنا مسبقاً.. تم منذ يومين ثلاثة أشهر بالتمام و الكمال، كنت أقرأ شهادة ميلاده فاكتشفت أنه عندما وُلد كان طوله 47 سانتي و نص.. ضحكت كثيرا من هذه المعلومة، و تذكرت دفاع مصطفى عنه: أنا ابني مش سفروت، استنوا عليه شوية بس..
لا أود التحدث عن الحادث\الدفن\ العويل\ خناقات الورث! أشياء كثيرة لم تكن تصلح للحدوث في أسبوع واحد و تدوينة واحدة.. عدد لا نهائي من المشاهد المتضاربة في رأسي لا أعرف كيف يمكن ترتيبها في نص معقول، اليوم الذي شُتمنا فيه مثلاً لأننا كنا نتحدث مع " خول" عن الحق، و هذا غباء لو تعلمون عظيم.. اليوم الذي كنت أبحث فيه في الشارع عن سيارة لا أعرف مكانها بريموت الإنذار فأخذت ألف في دوائر و أدوس على الزرار بجدية ولا تضيء أي سيارة.. بس تصدقوا في الآخر لقيتها؟! أصل كان فيها حليب عُمر و ربنا يعني مش هيسيبه جعان...كما كنت أقف أيضاً عاجزة أمامه و هو يصرخ و يصرخ رغبةً في النوم و قد تهالكت ذراعيّ تماماً حتى كاد يسقط مني.. فوقفت أنظر للسماء بجدية مشابهة للجدية الي كنت بدوس بيها ع الزرار: " يارب أنا محتاجة استجابة فورية للدعوة دي، مش هينفع! ابعت قوة في دراعي عشان أعرف أنيّمه، لحد مايغمض عينيه بس.." و صمدت ذراعي حتى أغمض نص غميضة و استطعت استكمال المهمة بعد وضعه في السرير، و ابتسمت للسماء ابتسامة كبيرة..
في الأيام التي تسبق الحادث كنت منشغلة بين خطط السفر و العلاج و أشياء أخرى، وكلما سرت في سكة كنت أجد باباً مغلقاً و عليه وش كبير مطلعلي لسانه.. لم أكن أفهم السبب، في الحقيقة فهمت.. يبدو أن الله يحمل لي خطط أخرى كثيرة لا أعرف عنها أي شيء..
سأنتقل للسكن مع أختي و هتتشقلب حياتي تماماً، بس اشطة.. اوضتي و " دكـّة " قطتي و كتبي معايا، و السماء لا تملك سوى الهدايا لتمنحها للسائلين..
* بي اس: الصورة صورة دكة.. تمهيدا اني ابقى احكي عنها، مش لاحقة خالص :))
3 التعليقات:
بصي انا مش عارفه اقولك ايه
انا دورت حولين نفسي كتير عشان الاقي حاجه عدله اقولها بس ...
انا مش كويسه ف تقديم مواسيات العزاء
كذا مره جه ف بالي اتصل اقولك والله لو محتاجه حاجه قولي بس
بس لقيتني هعرض خدمات ف الاخر مش هطلع قدها لمجرد اني مش هعرف اخد اذن من ماما حتى اروح اعزيكي
مقدرتش غير اني ادعي لربنا اختك يصبرها يارب ويعينك
ريهام انتي قويه .. ماشاء الله .. بس انتي من الناس القوية
ومن الناس اللي واثقه ان ربنا محوش لهم حاجات حلوه
ربنا يسعدك يارب
الله يرحمه، أنا عارفة من وقتها بس حسيت إنه مفيش أى كلام ممكن يكون ليه أى معنى أقدر أعزيكي بيه .. خليكي قوية يا ريهام أكيد أختك محتاجالك أوي في الوقت دا .. انتِ فعلا سند كبير لأى حد والسما هتبعتلك هدايا عظيمة أنا متأكدة
:)
أختك هتفضل محتجالك لفترة طويلة لدرجة انتي مش ممكن تتخيليها..
الدنيا دي غريبة أوي ومليانة حاجات بتوجع أوي، بتتشقلب زي ماهي عايزة..
الصدمة احساس مستفز وأسوء حاجة فيه اننا بنبقى عارفين انه هيروح والواقع مهما عملنا مش هيتغير..
سبحان الله.. كان لازم يبقى فيه ربنا وفيه إيمان بأي حاجة فعلا عشان الواحد يعرف يعيش..
البقاء لله
خليكي جمب أختك ربنا يجازيكي عليها خير يارب
إرسال تعليق