الاثنين، سبتمبر 17، 2012

حكم ست أم الدنيا السكندرية..



و قالت لها: لا تحاولي التخلص من أيامك يا ابنتي، فإن لكل يوم مئة ذراع و أنف حاد و زومبي صغير.. لا يملك سوى أن يغادر مثواه و يحيا بيومك الذي انقضى من جديد.. و إلا أضحى فريسة لتهكم كل الصغار الآخرين من الزومبي! و إذا- فوق كوبري الدقي- مررتِ بسحابة من دخنة شواء الكباب، فلا يصيبنك الحزن من طواف صحبة من الملائكة الجياع هناك، حزانى.. و ناقمين على فقراء الأرض الذين يملكون وحدهم التسول دون فقراء كل الكائنات..

لا تنظري للأعناق و الأيادي بكل هذا الوله، و لا تتخيلي عليهما القُبل.. فإن ليلتين من الصراخ تكفيان لنزع الشهوة و قتل الخيال.. و لن يبق لكِ سوى أغاني " كولد بلاي" في الشرفة، و الأكواب الساخنة أياً كان لونها..

استمري في الدعاء بالرضا، فسيأتين عليكِ يوم تُدفئين فيه أكواباً من مياه الغسيل و تصبينها في مجات من البورسلين مزخرفة بفن قوطي.. و ستمسكين الكوب بكفك التي تكاد تتجمد، و تبتسمين للدفء بوله و لا تأبهين.. حينها سيأتي على قومك زمنٌ يُكفّر فيه شارب الكافيين و يُسحل بائعه، و برغم ذلك ستظلين حية.. و ستدركين أن دعواتك بالرضا قد اخترقت أخيرًا جدار السماء..

إذا رأيت النجوم ساطعة ًفاشهقي.. و إذا رأيت الرجال و قد ازدانوا بحلاوة السند، فقبّلي خدودهم و غادري بخفة.. و اعكفي على قراءة تعاويذ قلبك الخاصة، و لا يسهينّك نظر الخلق الباهت الأعمى لقشور شأنك.. فلا من غربتهم تجزعين، و لا لفهمهم تنتظرين.. و إذا قال لكِ حارقو الزهر : "إلا رسول الله" فابطحيهم.. ثم زيدي النبي من الصلاة في سرك، و اشغلي بالنحاس كلمة " هويت " على سيوف العالمين..

إذا انزلقت من كفك الأطباق ابتسمي و لا تكرهي قلة حيلتك.. ربي طفلتك الداخلية على القبول، و انتظري .. انتظري فارسك الذي سيضحك من انزلاق أغراضك دون أن يفكر طقم الصيني كان بكام

اقتلي سارقي الفرح بكل أدواتك المنزلية.. راسليني بصور الجثث مطرزة و مرسومة بالحناء.. أنتظرك في العالم الآخر، و أنظرك بعين ٍ لا تنام.  

2 التعليقات:

βent Pasha يقول...

جميلة خواطرك ياقمر
:-))
تقبلي مروري

Hegazy يقول...



"إذا رأيتِ النجوم ساطعةً، فاشهقي، وإذا رأيت الرجال ازدانوا بحلاوة السند، فقبّلي خدودهم، وغادري بخفة.. و اعكفي على قراءة تعاويذ قلبك الخاصة.. إذا انزلقت من كفك الأطباق ابتسمي و لا تكرهي قلة حيلتك، وانتظري.. انتظري فارسك الذي سيضحك من انزلاق أغراضك دون أن يفكر طقم الصيني كان بكام"


كمية من الفرح والابتسام لحلاوة وبساطة التعابير واللغة مش ممكنة :)