أنا واقعة في مشكلة الحقيقة..
التدوينة دي اتكتبت قبل كدة جوة دماغي في المواصلات و خدت منها نوتس ع الموبايل عشان أرجع اكتبها هنا.. النوتس كانت بالفصحى، و انا دلوقتي عايزة أكتب عامية..
أنا بقول نلعب ماتش بقى و نطبق خطة عامية \فصحى\عامية، زي اربعة\ اتنين \اربعة كدة :))
و انتو في النهاية المذنبين اللي موافقين ع الهسس دة..
1- عامية:
دكة وقعت من البلكونة!
كانت بتلعب جنبي وانا بلم الغسيل و فجأة سمعت صوت خربشة و ملقيتهاش.. فكرة " ملقيتهاش" دي هيا كانت مصدر عدم التصديق في الأول -أكيد مستخبية يعني، هه.. مش كدة؟!- ثم مصدر الذعر لما ملقيتهاش فعلا.. كنا بالليل و الدنيا هسسسسس، مش عايزة أطول في تفاصيل مأساوية عن مرحلة التدوير في الضلمة حوالين البيت لمدة ساعة .. الفرحة النسبية لما لقيتها.. و الرجوع لفيس الذعر لما اكتشفت انها متعورة.. التعويرة مكنتش جامدة، شق في اللثة فضل مخليها يا حبيبتي مش عارفة تقفل بؤها..
2- فصحى:
أذهب لطبيب الأسنان لاستكمال أشياء بسيطة كنا قد بدأناها، "ياخدني على خوانة" ويقوم بخلع ضرسي.. أشعر بالظلم عندما يقول لي"اتمضمضي".. البينج يمنعني من التحكم في فمي أصلا و الجزء المتورم يجعل التخلص من المياه بعد المضمضة أكشن كوميدي حقيقي.. تخرج المياه في صورة نوافير غير منتظمة أحاول باجتهاد أن أمنع انتشارها.. أرغب لو أنادي " هنرش ميــــةةةةةةةةةة" و ألف حلزونات و أمارس بعض طقوس الونونة.. بس يا خسارة مينفعش
يشغلني طوال الجلسة عند الطبيب مواء قطة يبدو أنها جائعة أو متورطة.. أركز ذهني في محاولة تحديد مصدر الصوت الذي يبدو قريبا فيضطر الطبيب لتكرار طلباته أكثر من مرة : "ارفعي دقنك- ارفعي دقنك، افتحي بؤك- افتحي بؤك، حطي صباعك هنا، صباعك هنا، هنا... ريهام ؟! "
أتناسى تماما الاستيتس الأخيرة لـ "جابر" و أتأكد أن القطة المستغيثة في المنور.. أنظر للطبيب في حالة من السرحان و هو يؤكد أنه سيضطر لتخدير فمي بالكامل المرة القادمة من أجل علاج اللثة لأنني لا أتحمل الألم و أحاول دفع يده بعيدا.. أهز رأسي و لا أجرؤ على سؤاله " المنور عندكو بيتدخل منين؟"
3- عامية:
كنت بفكر هروّح ازاي كدة.. أنا في الدقي و محتاجة أوصل أكتوبر بمعجزة ما.. لو وقفت تاكسي وقلتله "الكيزة حند موأف أكتوبيْ" متهيألي مش هيفهم، و غالبا هيقولي "يلا يا شاطرة من هنا"
نركب المترو و أمرنا لله
كان قدامي مسافة مشي لا بأس بها.. عمالة ترن في وداني جملة " لا أحد يأبه بالفم الممتلئ بالدم" و بفكر ان من الظلم ان انا اللي ألبس في فلوس دكتور السنان كمان.. ماما و احنا صغيرين كانت بتزعقلنا كتير جدا على غسل السنان و الرجلين فانا كرهت غسل السنان تماما.. و الرجلين بغسلهم عشان غسيلهم بيعمل لي استرخاء مش أكتر.. بابا مكنش بيركز في الحوارات دي خالص.. و دة شجعني اعتبر غسل السنان دة فراغ عاطفي عند الناس اللي مهتمة بنفسها بزيادة..
دلوقتي، كحد أدنى من الاعتذار على التوتر اللي حصل في علاقتي بغسل السنان المفروض يحصل شوية مفاوضات على مصاريف العلاج و هما اللي يلبسوا بقى! و أنا كفاية عليا اني ماشية في الشارع دراكولا كدة و لا أحد يأبه بالفم الممتلئ بالدم.. و طبعا عشان دة مش هيحصل فانا عمالة ادعي ان الدكتور يكون بيقبل اقساط..
4- فصحى:
عربية السيدات في المترو ملأى بالقطط..
كل أم تحمل قطتها النائمة أو تجلس بها في وضعية الضم، تتمسح في فرائها الناعم و تداعب ذقنها.. قطتي لازالت تنتظرني في البيت بعد أن أصابني مس من العناية الإلهية وأعادتها السماء لي، و باتت أسيوط بلا قطط..
أغمض عيني و ينفذ صوت القضبان بفجاجته لمنتصف صدري.. الصداع يزقزق خلف أذني و أنا أهشه في السر كمن يخاطب الأرواح، كل ما يمكن أن يأتيني به خيالي هو صدر يتسع لرأسي بصداعه و قلقه و الدماء في فمه و سلطاته وبابا غنوجه.. ثم كف باردة تضغط على سخونة هذا الرأس، صدر أدفن فيه أفكاري حتى الصباح.. شخص ما يمكنني أن أطالبه بهذا الصدر..
لكن الموضوع دة تقريبا" مش أوبشن".. أنا -كريهام- لم أمتلك أبدا أوبشن أن أطلب الأشياء من أحد، بداية من غسيل البنطلون الاسود اللي عايزة ألبسه بكرة، و حتى المطالبة بضمة بنت حلال..
أخذل وطني و يخذلني..
ما إن أغادر المترو حتى أبدأ في الاستماع لـ maroon5، المزيكا منعشة و قادرة على التهوين عليّ، و أنا أشعر أنه من واجبي تجاه ما يحدث أن أظل باهتة و تعيسة.. أن أفقد اهتمامي بالحياة التي أشعر بالذنب إذا مسني منها طائف!
أعود للبيت فأجد القطة في انتظاري، تلف حول قدمي و تبحث عن طعامها في الأكياس التي أحضرتها معي..
5- عامية:
ناكل أنا و دكة و نأنتخ في السرير قدام التليفزيون.. مش عارفة تقفل بؤها عشان التعويرة و مش قادرة أقفل بؤي من تأثير البنج.. منظرنا مذهول و متنحين تماما قدام فيلم كرتون قديم.. هيا بتفكر في خطة عشان تستخبى و تعضعض في ايدي، و أنا بدعي
" يارب معجزة الرحيل!"