الأحد، ديسمبر 18، 2016

شقا عمري راح فين!



الحياة كانت ولازالت صعبة فشخ..

هي توقعاتي بتروح فين؟

بحاول ماصدقش إني بقيت خلاص ولية مجنونة مش قادرة تتبسط بأي حاجة ولا فاهمة ايه اللي بيحصل معاها.. بحاول أفهم بقى ان توقعاتي الهايلة لكل وأي حاجة بتيجي على نفوخي لأن الواقع مختلف جدا.. مثال مثلا.. النهاردة قررت أودي مارية الحضانة واخد يوم بريك لنفسي أعمل حاجات كتير.. أدخل سينما واروح جنينة انام ع النجيلة واسمع مزيكا واكمل قراية الرواية اليتيمة اللي بدأتها من شهرين واتمشى واشم الهوا واقعد في كافيه مطل إطلالة رائعة واكتب وبعدين اروح اخد مارية وانا كلي وله وشوق وحنان وإيمان..

اللي حصل ان الصبح كان ورايا شغل فقعدت اشتغل وانا بدعي وبتضرع ان مارية ماتصحاش بس هي صحيت طبعا.. وفضلت تزن تزن وتنط ع اللاب توب عشان تشتغل هي كمان والموضوع اخد وقت وخلص ع الساعة 12 وانا اصلا كنت مخططة اروح حفله 12 ونص عشان يبقى عندي وقت اكمل الخطط.. قلت مش مهم.. نزلت عشان اوديها ملاقيتش ركنة وقعدت الف الف وفي الاخر ركنت بعيد ومشيت بيها في الشمس وانا بفكر ان ازاي الإنسان ممكن يتفشخ حتى أثناء محاولاته إنه يريح! هاو آيرونيك يعني

وبعدين افتكرت اني لازم اجيب ورقة من البنك! أحيه علينا وعلى سنينا السودا.. طيب اخد العربية ولا هتوه ومش هلاقي ركنة كالعادة؟ سبت العربية وخدت تاكسي ورحت جبت الورقة ورجعت للعربية.. كل دة وانا لابسة هاي كول كحلي بيمتص شمس الإمارات كلها ويخزنها في قفايا على أساس ان الجو كان برد بس هو قرر يحرر عشان خاطر أمي

بس بقى رجعت العربية.. الساعة بقت 2.. قعدت ادور ع النت الفيلم اللي عايزة اخشه بيبتدي فين قريب عشان انا هرجع اخد مارية الساعة 6 أصلا.. لقيته في مول قريب ووقفت في الزحمة حبة حلوين.. وحاليا مستنية الفيلم يبدأ في كرسي بيطل ع السلم بتاع المول وبشرب لاتيه خايفة مايرضوش يدخلوني بيه.. ولما يخلص الفيلم اليوم هيكون خلص!

قيس بقى يا عم على كدة كل حاجة.. كل حاجة بمعنى الكلمة.. أنا مش عارفة المفروض ابطل أحلم ولا أخطط للأحلام أحسن من كدة.. بس الكارثة الحقيقية إني بخطط وبقع على جدور رقبتي بردو والخنقة بتبقى مضاعفة!

هي الشنطة فين؟

نسيت أقول أفشخ مرحلة في اليوم.. وهي اني مكونتش لاقية شنطتي.. شنطة جينز باك باك طالع منها حاجات من كل النواحي هتختفي تروح فين يعني؟ قعدت أدور عليها باستهتار والعب مع مارية ونشوفها تحت الكنبة وفوق التلاجة.. وبعدين ابتديت اتخض وعينيا تدمع.. الشنطة مش موجودة فعلا.. ودي فيها محفظتي ومفتاح العربية اللي متأجرة وانا والمصحف ما معايا مليم أدفع غرامة ضياع المفتاح! دة غير البطايق.. والفلوس.. معيش أي فلوس برة المحفظة..
ابتديت اكلم نفسي بصوت عالي وتقريبا زعقت فجأة وقلت "يارب كفاية مصايب بقى والنبي!" فمارية اتخضت وحسبتني بزعقلها وقعدت تعيط..فقعدت اسكت فيها وهي بتسألني هنروح باي باي ولا لأ.. وأنا بحاول اشرحلها ان احنا مش هنروح باي باي عشان ماما كدة راحت في داهية

هي العربية راحت فين؟

مش عاوزة أقولكو بقى ان امبارح واجهت نفس الرعب بنفس التفاصيل تقريبا بس شنطتي كانت معايا بس مش لاقية العربية!

كنت راكنة في حتة رمل كدة في وسط عربيات كتير ومفيش علامات مميزة غير ان قصاد الركنة مسجد وشكرا.. وديت مارية تلعب وانا شربت نفس اللاتيه البائس اللي بدور على ستارباكس في أي خروجة عشان اجيبه زي المدمنين بالظبط.. وشمينا الهوا وضحكنا وصرفنا آخر قرشين معانا وقلنا يلا نروح بقى

رجعت للمكان اللي كنت راكنة فيه لقيته اتزحم أوي ومش قادرة أحدد عربيتي فين.. كنت متخيلة إنه تاني صف من الرصيف وأخدته تفتيش رايح جاي ملاقيتش حاجة.. لقيت مكان فاضي قصاده عربية بيضا.. وانا لما كنت بركن كان قصادي عربية بيضا.. يكونش هو دة المكان؟؟

ابتديت اتخض وانا أصلا شايلة مارية والخضة أثناء الشيل بتبقى وحشة فشخ.. حاولت أستهدى بالله واقول لنفسي بلاش هبل.. محدش عربيته بتتسرق هنا.. هنا فيه أمن.. وبعدين قعدت أفكر فجأة في كل الحاجات الغريبة اللي بتحصلي ومابتحصلش لحد تاني طول الوقت واقتنعت تماما إن أي نوادر ممكن تبقى من نصيبي بدون أدنى شك يعني.. وابتدت عينيا تدمع

العربية اتسرقت؟
طب دي متأجرة.. ولسة عاملة حادثة بواحدة شبهها وبكافح عشان أسد الغرامات.. معقولة بجد النحس يعني؟ طب أطلع المفتاح فوق في الهوا وادوس على زرار فتح الباب يمكن الاقي عربية بتنور زي الأفلام فاكتشف مكانها واضحك ضحكة ذات مغزى ودمتم؟ وجهت الريموت ناحية السما وقعدت أدوس أدوس في كل الجهات ومفيش أي حاجة نورت

مش ههري كتير عن تفاصيل العذاب لمدة ساعة ونص تقريبا ومش عارفة لقيت العربية ازاي بس أنا لفيت على العربيات واحدة واحدة فعلا لحد ما لقيتها.. ودة كان جزاتي إني حبيت أعمل نفسي شاطرة وافسح مارية

شقا عمري راح فين؟


أنا بقيت ولية كثيرة الولولة شقيانة بمعنى الكلمة وعايزة تقعد تندب طول الوقت وتقول "يا ميلة بختك يا ميار" وهي مربعة تربيعة عبلة كامل وقامطة شعرها
بنزل من فجر ربنا كل يوم وبرجع بالليل.. بسوق كتير لدرجة بتخليني ألخبط بين البنزين والفرامل لوهلة ما ويجيلي بانيك أتاك عشان لو عملت دة في لحظة قاتلة ممكن اموت نفسي أو أطربق العربية فوق نفوخي.. تركيزي بقى صفر ومش فاكرة أي حاجة وطول الوقت بتحط في مواقف مرعبة بسبب دة.. وبرغم إني فاضلي أتصلب على عامود نور عشان أبقى خلصت كورس المرمطة العالمي فمش هيا دي المشكلة

المشكلة ان نتيجة دة إيه؟ فشت فسسسستك بلولولؤ مفيش..

تمويت النفس والفشخ دة كله مش محقق أي حاجة في أيتها اتجاه.. لا في البيت عارفة أسد ولا في الشغل عارفة أسد ولا مع مارية عارفة أسد ولا حتى الاقساط عارفة أسد.. لا عارفة أكتب ولا عارفة أنسى الكتابة واكبر دماغي.. لا عارفة أستمتع باللي انا فيه ولا عارفة أغيره.. لا عارفة أعمل حياة اجتماعية ولا نجاحي العائلي والمهني فشيخ أوي عشان أكبر دماغي من الحياة الاجتماعية.. مش عارفة أعمل أبسط فعل إنساني يدل على إني لسة "حيوان اجتماعي".. أرفع سماعة التليفون وأطلب أي نمرة بس عشان أكلم صاحب النمرة دي.. مما يجعلني حيوان بس.. وبصراحة أنا شايفة إن الحيوان حنين وبيعرف يعمل عيلة وبيعرف يدير حياته كويس ودة حاليا ماينطبقش عليا.. فأنا مش عارفة حاليا أنا إيه

شقا عمري راح فين؟ أنا بنت مين يا دادااااااه

3 التعليقات:

غير معرف يقول...

انت قويه جدا .

صبحي يقول...

بدون شك إنك بتتعرضي لمواقف كتيرة بس فعلا انت قوية و أتمنى لك انك تاخدي بالك و انت سايقة و كل حاجة تتدبر

Marwa يقول...

أنا شايفة أنك مكبرة الأمور والصدف والمشاكل دي بنتعرض ليها كلنا، انتي مش لوحدك.. ومحدش بيسد في كل حاجة ولازم يكون فيه نواقص.. كون انك ناجحة بنسب في حياتك العائلية والمهنية بالإضافة إلى أنك كاتبة معروفة ليكي جمهورك ومحبيكي فدي نعمة كبيرة ونجاح هايل مفروض تحافظي عليه وتكبريه اكتر واكتر

والحمد لله انك لحقتي الفيلم حتى لو في مكان تاني ومعاد تاني ;)