الأحد، مارس 19، 2017

نبتدي منين الحكاية

المحطة..
نبتدي من المحطات اللي بنقف فيها ونستنى عشان نوصل.. ما بين إننا نقف أحيانا في محطات غلط ونفضل مستنيين ومحبطين، ومابين إننا في المحطة الصح بس المواصلة مش عاوزة تيجي.. مش عاوزة ببساطة.. مزيج من الإحباط يزيد لما نكتشف إننا لازم نمشي من هنا، سواء عشان احنا في المحطة الغلط أو المحطة اللي مش شغالة.. واحتمال كبير نتقوقع مكاننا بدل ما نحاول نلحق نفسنا ونروح المحطة الصح

معرفش الفزلوكة اللي فوق دي اتكتبت ليه، يمكن ليا نفس أتفزلك عشان اهرب بردو؟ كل ما في الحكاية إني بقالي كتير أوي ماكتبتش.. أوي.. ومش عارفة ابتدي منين.. حاجات كتير من اللي كنت بتحجج بيها عشان ماكتبش اتحلت.. المفروض اني دلوقتي شخص طبيعي بيشتغل من 9 ل 4.. ساكن قريب من شغله.. عنده طفلة محتاجة رعاية أينعم بس يعني كمية الستات الملهمة اللي حواليا بتشتغل وعندها عيال وبتنتج كتابة وإبداع ملهاش عدد.. الموضوع مش مستحيل بس محتاج إصرار.. محتاج طاقة نفسية تغلب الإرهاق اللي مش بيختفي مهما عملت.. محتاج مزيكا حلوة، صمت.. لحظة مطر من الاحتمالات ترخ على الدماغ تخلي في كل حاجة حدوتة.. تخلي لكل كومبارس في خلفية المشهد حكاية أهم لازم تتحكي.. تخلي منشر الغسيل ملهم، ومشهد الشمس وهي نازلة على شعرالبنت اللي بتنشر الغسيل في البلكونة يتحكي في مجلدات برغم التعاسة اللي باينة عليها

كان بقالي كتير بسمع ساوند تراك "لالا لاند" من غير ماتفرج على الفيلم، ماكنتش أعرف إن الفيلم هيأسر قلبي كدة.. بس بغض النظر عن أي حاجة عجبتني فيه، حدوتة الفيلم كله وكتلة المشاعر اللي فيه وأحلامه وأحداثه ممكن تختصر في تيمة أغنية city of stars.. أول تلات ضربات على البيانو - اممممم هم مش 3 تقريبا 12 بالظبط..- اللي بيتكرروا ببساطة هم كل الحكاية، هم شحنة الجمال اللي طلعت في لحظة من الشخص اللي ألف المزيكا دي.. لحظة واحدة، قدرت فعلا تغيرالعالم.. سجنت إحساس معين مش سهل حد يمسكه بإيديه كدة.. حاجة ماتتوصفش قدر يسجلها، زي كاتب كتب حدوتة عمر ما حد حكاها برغم إنها بسيطة أوي ومتكررة أوي بس محدش فكر يكتبها قبل كدة، حدوتة مكثفة في سطر واحد لخصت رغي كتير ماكناش عارفين نقوله، خلتني أقف مسكونة بالدهشة.. عملها ازاي؟ وإيه ترتيبات القدر اللي وصلته إنه يبقاله صوت يقدر يوصلها للناس.. كان ممكن أوي تبقى دندنة على لسان ولد موهوب محدش يعرف عنه حاجة وماتوصلش لحد، بس هي بقت حاجة أكبر من كدة، اتكتبلها النجاة من بين كل المواليد اللي بتتكون جوانا ومابتتولدش.. حاجة كدة عظيمة، ومبهرة

لما نيمت مارية النهاردة كان فيه عامل بيشتغل في الشقة وخفت صوت الشنيور يصحيها، دخلت أوضتها وهي نايمة وقفلت علينا عشان لو اتفزعت تلاقيني موجودة.. الشمس كانت مكسورة على الأرضية وانا فجأة حسيت إني عاوزة أتمايل وأرقص، كنت لسة سامعة city of stars ومليانة بشحنة كلام وأفكار ومشاعر، كنت بفكر، يا ترى هوصل لحاجة بكل اللي بيحصل جوة دماغي؟ هكتب حاجة عظيمة يوما ما يتكتبلها الخلود؟ هبقى أكتر من أم مكافحة من ضمن ملايين الأمهات؟ بنت بتعرف تحكي، كانت بتكتب حلو زمان.. ولا الحدوتة ليها نهاية غير كدة؟

وافتكرت كلمة عمرو واكد في فيلم أحلى الأوقات "مابقيتش أعظم بتاع عرايس، ويمكن مابقاش" المهندس اللي جاله مرض اسمه العرايس وساب الهندسة وجنن كل اللي حواليه عشان يبقى ماريونيست ماحققش معجزة.. بس عمل حاجة بحياته أكتر من إنه يزمزأ شوية عشان مش حاببها وبعدين يكمل لف في الترس والسلام

فمش لازم، مش لازم كلنا نبقى الولد اللي خد الأوسكار عن أغنية city of stars ووقف ع المسرح يشكر مامته اللي قالتله "بكرة لما تاخد الأوسكار ابقى اشكرني قدام الناس" وقال من قلبه إن النجاح دة إهداء لكل الولاد اللي بيغنوا تحت المطر، وكل الأمهات اللي بتسيبهم يغنوا.. احنا بس احتمال كبير ننجح في الوصول لمرحلة الغنا، لمرحلة الفرحة بممارسة الحلم.. من غير نوصل بيه لأي حاجة معينة

مش كل واحد مهووس بالجاز هيعرف يعمل نادي "سيبس" ولا كل بنت بتكلم نفسها قدام المراية وتمثل في السر هتتشهر زي "ميا"، بس من وقت للتاني.. هيقف كل واحد فينا أسير للحظة زي اللي أنا بكتب فيها الكلمتين اللي فوق، لحظة سحرية وخاصة جدا.. غرقان فيها في الحياة بكل حواسك.. بتحقق حلم بسيط أوي طول الوقت بتخبط يمين وشمال وتخطط وتتخيل على أمل إنك تحققه..

إنك تحس إنك على قيد الحياة..






2 التعليقات:

candy يقول...

<3

هبة الله يقول...

شكرًا يا ريهام، أنا عينيا مليانة دموع وعلى وشي إبتسامة عريضة