الخميس، يونيو 03، 2010

نقـــاهة .. " 1 -3 "






1- من الذاكــــرة :


هذه الفترة .. " فترة نقاهة " ،، هكذا يسمونها و لم أكن أفهم السبب

أبحث في عقلي عن مصدر للكلمة .. نقاهة ... نقاء و متاهة !،، نقلة و هلع .. نقص و هروب .... أشياء كثيرة تخطر في بالي من هذا القبيل إلى أن أدركت أنها تبدو في أفضل حالاتها حين " نقف هادئين " .. فقط نقف لنراقب مضي الوقت على مَهَل ،، و كيف أن الصدر يعلو و يهبط بأنفاس جديدة ...

أن نقف ،، النقاهة أن نقف قليلا نرقب بهدوء ...

أرقب التفاصيل الصغيرة للكثير من مجريات الأحداث بابتسام ،، التفاصيل حلوة برغم أن الحالة تبدو مأساوية قليلا .. أشعر بأنني محظوظة ،، شرخ صغير في فيلم الذاكرة يصيب نسيجها الذي يلف عقلي باقتدار ،، شرخ يصيب مقاطع محددة في النسيج كلما هبت على عالمي إحدى الأحداث العجاف !

ذاكرتي طيبة إلى حد كبير ،، و لا تمارس تجاهي سادية الأسر خلف المآسي ،، تصيب نفسها بهذه الشروخ الصغيرة عمدا فلا أستعيد سوى التفاصيل المفرحة التي أغرق فيها بحرفية و يغرقني فيها الطيبون من حولي.. لأغتسل بمائها سريعا من أدران ما حدث و ما لم يحدث .. و لا أعود أذكر سواها ،، التفاصيل المفرحة .. و يصبح تذكر المآسي اختياريا ،، يمكنني استعادتها سردا فقط و لا أشعر بذات الألم / ذات الفقد .. تهيمن حلاوة التفاصيل الجديدة عليّ ...

الآن مثلا ،، كرات رطبة ملونة تنزلق على كل بقعة في جسدي كلما تذكرت أسراب الفراشات التي كانت تهب على غرفتي في المشفى كل يوم ،، بأدعية من القلب و وجوه تجاهد من أجل الابتسام ،،يرق لها قلبي كثيرا ...

سلال الورود الوردية و البيضاء و الباقة الحمراء التي سربت لغرفتي سراً ،، بيسكت جونيور جونيور :) الذي اختبأ معي خلف الملاءة ،، النصوص الكثيرة التي كتبت في ّ ،، كانت تقفز بقلبي بعيدا عن كل هذا إلى النيل القريب ،، تقبل ماءه و تعود ... مكالمات الهاتف الكثيرة ممن أعرف و ممن لا أعرف ،، الرسائل ،، الفرحة الكبيرة بمفارقتي السرير الأبيض الذي لم أودعه بحرارة كبيرة ... فقط وقفة استمرت لثوانٍ و نظرة مطولة ،، ابتسامة ألقيتها في جيب كل فرد من رفقتي التي دامت لأسبوع : القماشة الزرقاء التي كانت تضغط ذراعي بقوة من أجل القياس الدوري للضغط ،، جهاز التنفس الأشبه بقبعة قش صغيرة للفم ،، " المونيتور " الذي كان طفلي كثير الصراخ ،، و الأسلاك الكثيرة الكثيـــرة التي حفظت كيف أزيلها و أعيدها مكانها فيّ في آخر يومين .. حتى صرنا أصدقاء ...

ابتسامة في جيب قميص كل منهم ... و رحلت

أذكر كل هذا و لا أقف عاجزة أمام ذكرى المرض ذاته أو أي من التفاصيل السخيفة التي حدثت بالداخل .. أحفظها جميعا في نوتة زرقاء لها رائحة البحر و روح الرمل البارد الذي أعشق ،، تغوص به كفي تماما كلما حاولت المساس ،، فأنشغل بانسياب الرمال و هذه البرودة الرائقة .. و لا أعود أذكر الكثير

و .....

يُتبـــع .. :)

7 التعليقات:

Lobna Ahmed Nour يقول...

انتي مذهلة .. بس كده

Unknown يقول...

ريهام ..
نصوصك أخاذة و جميلة أوي ..
موهوبة بجد ..
انا متابعاكي .. :)
كملي .

Unknown يقول...

جميلة :)
ولغة وأفكار متميزة..
"نقاهة.. نقاء ومتاهة"!
بانتظار البقية.
:D

Unknown يقول...

الف سلامة

انا متابعاكى على فكرة بس من بعيد لبعيد

الف سلامة عليكى يا ريهام

غير معرف يقول...

ايميل يجعلك من اصحاب الملايين

بقلم الدكتور محسن الصفار

جلس سعيد أمام جهاز الكمبيوتر اللذي اشتراه حديثا وتعرف للتو على عالم الانترنت الواسع , اخذ يقرا بريده الالكتروني وأخذ يتفحص الرسائل الواحدة تلو الأخرى حتى وصل إلى رسالة باللغة الانجليزية عنوانها (شخصي وسري للغاية) فتح سعيد الرسالة وقرأ نصها فكان مضمونه أن المرسل هو ابن لرئيس أفريقي سابق خلع من السلطة وأن والده أودع مبلغاً وقدره 100 مليون دولار في أحد البنوك وأن الأسرة لا تستطيع استخراج المبلغ إلا عن طريق حساب مصرفي لشخص ثالث ويعرض مرسل الرسالة على سعيد أن يعطيه 40% من المبلغ أي 40 مليون دولار فقط إن كان هو مستعداً لتقبل هذا المبلغ على حسابه الشخصي. لم يعر سعيد أهمية كبيرة للرسالة في باديء الأمر ولكن الفكرة في امتلاك 40 مليون دولار دون أي جهد بدأت تحلو له شيئاً فشيئاً واخذ الطمع يتغلغل في نفسه , أرسل سعيد رسالة رد إلى المرسل وسأله: - هل هنك من مخاطر في هذه العملية؟ جاء الرد بسرعة: - لا لا أبداً ليس هناك من مخاطر أبداً أبداً ولكنك يجب ان تحافظ على السرية الكاملة ضمانا لنجاح العملية . ردّ سعيد على الرسالة: - هل من مصاريف يجب أن أدفعها؟ جاءه الرد: - لا لا أبداً فنحن نتكفل بكل شيء أرجوك يا سيدي ساعدنا وستصبح أنت أيضاً من أصحاب الملايين. من أصحاب الملايين!! كم هي جميلة هذه الكلمة وأخذ سعيد يحلم بأنه يسكن قصراً ويركب أفخم السيارات ويمتلك طائرة خاصة وو...... وفجأة وجد سعيد نفسه وقد أرسل رسالة فيها رقم حسابه المصرفي واسم البنك، وبعد يومين جاءه بريد الكتروني مرفقة به رسالة عليها أختام حكومية تفيد بأن وزارة المالية في ذلك البلد الأفريقي لا تمانع من تحويل المبلغ إلى حساب سعيد.... باقى القصة و المزيد من مقالات الدكتور محسن الصفار الهادفة الخفيفة الظل موجودة بالرابط التالى

www.ouregypt.us

و لا يفوتك الذهاب لصفحة من الشرق و الغرب بنفس الرابط و فيها الكثير من المقالات الجيدة.

Unknown يقول...

عجبتني اوي و لقيت حاجات كتير فيها شبهي سوا البوست ولا اللوج كلها
استمرررررررررررررررررررررى

Unknown يقول...

لبنى.. انتى اللي رااائعة و الله ..

ربنا يخليكي منورة كدة :))


شيماء .. أنا سعيدة بمتابعتك
هكمل طول مافي صحبة حلوة محاوطاني زيك كدة ..

تسلمي :)


دافنشي .. مآآنس و منور
رأيك أسعدني



انجي .. الله يسلمك يارب من كل سوء

منورة من مطرح مانتي قاعدة بتتابعي ..

:)


غير معرف .. دة على أساس ان دي مدونة مشهورة و بتحط عليها اعلانات و كدة :D ...؟؟


صدفة .. تسلميلي ..

استمري انتى كمان في انك تنوريها ;)